تمضي الأيام و تنقضي السنين ... و يبدأ وقت الحصاد ... حصاد جهد طويل و سهر ليالي طويلة .... و تحين اللحظة المرتقبة ... و نحصل على ما كنا نتمنى ... نتاج جهدنا و تعبنا ... حصدنا ما زرعنا و بجدارة ... و لكن ؟؟؟؟
يظل هناك أمر يقلقنا و يقض مضاجعنا .... و نقف على مفترق الطرق حائرين ... لا ندري أي الطرق نسلك !!
هل نحقق رغباتنا و ما تطمح له أنفسنا أم نتجه لما يضمن لنا المستقبل الجيد ؟؟؟؟....
طالبات كثيرات تصيبهم الحيرة و القلق و يظلون يفكرون و يرهقهم التفكير أي التخصصات الجامعية هي الأنسب لهم ...
لذا غالياتي هيا معي لنتعرف على الطريقة المثلى لاختيار التخصص الجامعي و التي ستختصر عليكن الكثير من الوقت و الجهد إن شاء الله ....
في البداية عزيزتي الطالبة عليك تحديد ميولك هل هو علمي أم أدبي و ذلك يكون بعد اجتيازك للصف الأول ثانوي .
هل تحبين الأدب و الفنون ؟ و هل تستمتعين بالشعر و الحكايات التاريخية ؟ هل لديك القدرة على التعبير و الكتابة ؟
هل أنت اجتماعية و لديك ميول للتعامل مع الآخرين ؟هل تحبين الأعمال المكتبية و الإدارية ؟
إذا كانت معظم إجاباتك بنعم فأنت ميولك أدبية أكثر
أما إن كنت تحبين العلوم و البحث العلمي و الحسابات و المسائل الرياضية فأنت بالتأكيد لديك ميول علمية أكثر
حاولي أن تتعرفي على هواياتك و ما تحبين ممارسته من أنشطة في المدرسة فهذا يسهل عليك اختيار المسار الذي يناسبك سواء علمي أو أدبي .
ثانياً :
ما هي قدراتك ؟؟! ما الذي بإمكانك فعله ؟؟!
كل إنسان على هذه الأرض له قدرات و استعدادات تمكنه من القيام بالأعمال . هذه القدرات وهبها الله له من مولده . حيث تكون لديه القدرة على فعل شيء معين لدرجة أن يبرع فيه إذا اهتم بتنميته طبعاً و حرص على أن يتقنه . و تظهر هذه القدرات أكثر خلال طفولة الشخص و مراحل دراسته المختلفة .
و هذه القدرات متنوعة و مختلفة من شخص إلى آخر و منها :
1 – القدرة على حل المسائل الحسابية و كيفية التعامل مع الأعداد و تحليل المعادلات الرياضية .
2 - القدرة اللغوية : إذا كنت تمتلكين الطلاقة في الحديث و التعبير بشكل صحيح و سلس و لديك كم لا بأس به من المفردات .
3 - القدرة على التحليل , الاستنتاج , التخطيط , التفكير الاستدلالي و حل المشكلات .
4 - القدرة الذهنية و التخيلية و التي تعتمد على التركيب و الرسم و التصور .
5 – البعض يتمتع بملكة الحفظ و قوة الذاكرة و هذه تعتبر من القدرات و الاستعدادات الفطرية للإنسان .
6 – القدرة على التصنيف و التبويب و التمتع بدقة ملاحظة و سرعة البديهة .
هذه القدرات و الاستعدادات يسميها عالم النفس هاورد جاردنر بالذكاء المتعدد , و قد يمتلك الشخص الواحد أكثر من قدرة و تتفاوت القدرات من شخص لآخر و أحياناً لدى الشخص نفسه .
فهناك سبعة أنواع من الذكاء المتعدد :
1 – الذكاء اللغوي أو اللفظي :
و هو القدرة على التعبير و استعمال المفردات . و من يمتلك هذا الذكاء يكون لديه حصيلة لغوية لا بأس بها . و ممن يمتلكون هذا الذكاء الخطباء و المحامين .
2 - الذكاء المنطقي الرياضي :
و يتم باستخدام أدوات التفكير من استنتاج و تحليل و تعميم و غيرهم من مهارات التفكير و لا يحتاج أصحابه إلى القدرة اللفظية فبإمكانهم القيام بالعمليات و المسائل عقلياً دون الحاجة للتعبير اللفظي .
3 – الذكاء الفراغي أو الفضائي :
و هو القدرة على تصور و تخيل الأشكال من الفراغ فيكفي أن تعطيهم فكرة عن شيء ما و يبدأون بتخيلها في أذهانهم .
و هذا الذكاء يميز العميان بشكل كبير حيث استغنوا به عن حاسة البصر التي فقدوها .
4 - الذكاء الجسدي و الحركي :
و الذي يعتمد على القدرات الجسدية التي يمتلكها الفرد و أكثر من يتميز بها الرياضيون و الراقصون و عارضوا الأزياء الذين يملكون ليونة جسدية تمكنهم من إتقان مهارات حركية مختلفة .
5 – الذكاء الموسيقي :
و هو القدرة على الإحساس بالإيقاع و اللحن و تمييز أنواع الموسيقى المختلفة . فهناك أشخاص لديهم حس موسيقي يمكنهم من التعرف على المعزوفات و تلحين الكلمات و طبعاً بالممارسة يمكن للشخص تطوير هذه القدرة .
6 - الذكاء الاجتماعي :
و هو القدرة على التواصل مع الآخرين و تكوين علاقات بسهولة و السياسيون و القياديون غالباً يمتلكون هذه القدرة التي تمكنهم من جذب الناس حولهم .
7 – الذكاء الروحي و الخارجي :
و هو أن يعي الإنسان مشاعره و أحاسيسه و ذاته و العلاقات التي تربطه بالآخرين و الأشياء من حوله مهما كانت قريبة أو بعيدة .
و استيعابه لذاته يؤدي إلى معرفته لقدراته مما ينتج عنه قوية الشخصية و الثقة بالنفس و هذا ما يميز الأنبياء و المفكرين و المصلحين الاجتماعيين .
كيف يمكنك التعرف على قدراتك و ميولك ؟
بإمكانك أن تتعرفي على ذلك من خلال مستواك في المواد المدرسية و من خلال الأهل و المعلمات و الصديقات من حولك و من خلال نفسك أنت حيث بإمكانك إدراك القدرات التي تتميزين بها إذا لاحظت أي القدرات السابقة تتحلين بها أكثر من غيرها .
الآن و قد تعرفتي على ميولك و قدراتك بدقة ابحثي عن الفرص الوظيفية المتوفرة في المجتمع و اعرفي أي التخصصات المطلوبة و التي يحتاجها سوق العمل و تناسبك و تلبي رغباتك و بذلك تكونين قد حددتي أي التخصصات يناسبك و يلبي رغباتك و يمنحك الوظيفة الجيدة و المستقبل المشرق .
و في الختام أسأل الله لكل طالباتنا الغاليات التوفيق و النجاح و السداد في الدنيا و الآخرة
و أتمنى أن أكون وفقت في طرح الموضوع و أن يحقق الفائدة المرجوة منه .