تلقائياً وبألق، ترتسم لوحات الانطباعي الفرنسي كلود مونيه العملاقة «زنبق الماء» Les Nymphéas في أرجاء شانغ ماي التايلاندية حيث النباتات المائية تطفو على سطح المستنقعات وتلقّح مناديل جيم تومبسون الحريرية. وهمُ حقيقة، خلت أن تيجان اللوتس خرافية اللون من نسج خيال أفلام ديزني.
هنا الجناديل الشرقية تستحضر أجواء البندقية لكنها تسبح في نهر Chao Phraya (نهر الملوك الذي يطوّق العاصمة بانكوك) على ضفاف معبد بوذا الزمرّدي. مشهدية هندسية ساحرة لم تستثنِ فاكهة التنين Dragon Fruit النضرة كوجنات التايلانديين. على أرض الأحرار التي لم يطأها الاستعمار، هنا تايلاند أو «مملكة سيام» كما عُرفت قبل عام 1949. ملامح تحزّ عنق المدينة الإسمنتية والابتكار الرتيب ...
جيم تومبسون افتتن بجمال البلاد وطيبة سكانها فطلب أن يعفى من مهماته للإقامة في تايلاند والإستقرار فيها.
في عمق زقاقٍ ضيق في بانكوك، تنبُت الأسقف القرميدية التايلاندية المعقوفة في حديقة استوائية طرحت عطاء مهدّئ مع فوضى المدينة العصرية. في الأمس، كان منزل «ملك الحرير» جيم تومبسون واليوم متحف شاهد على هيام هذا الأميركي بالفنون التايلاندية وتاريخها. هنا صورة جيم وكَتُوّته البيضاء «كوكي»، طائر الببغاء الكبير، وهناك صورة جمعته مع الملكة سيكيريت في متجره الأول. تأسس المنزل عام 1958 مستلهماً من العمارة التايلاندية التقليدية. كعصفور أبي نساج بنى «عشّه» بعناية فائقة متأثراً بفنون جنوب شرق آسيا والهندسة التايلاندية مستعيناً بنجارين من أيوتاها، العاصمة الأولى لتايلاند والتي تحتفظ بملامح المملكة القديمة المرتسمة في إيحاءات باعثة لل«ناغا» (أفعى أو تنين). تستقبلك الأبواب الخشبية المصنوعة من شجر الدّلب الهندي المحصّنة بأسدين صينيين صقلتهما حجارة القرن التاسع عشر ميلادي، يرسيان سلطة الوصي. حديقته غابة وهذا ما يصفه جيم في رسالة كتبها لشقيقته. يحب الخضرة البرّية التي لا تزال تنبت حتى اليوم.
ولد جيم تومبسون في غرين فيل في ولاية ديلاوير عام 1906 درس الهندسة في نيويورك حتى بداية الحرب العالمية الثانية حين انضم إلى الصفوف العسكرية. عمل لصالح الOSS (مكتب الخدمات الإستراتيجية) وأرسل بمهمة إلى تايلاند. افتتن بجمال البلاد وطيبة سكانها فطلب أن يعفى من مهماته للإقامة في تايلاند والإستقرار فيها. انجذب إلى صناعة الحرير التايلاندية المهملة، وغرق بين لفافات الحرير إلى أن حرّك مشاغل الحرير التايلندية في أحياء بانغ كروا والأرياف الشمالية. توجّه إلى نيويورك محملاً بأقمشة الحرير التي مدحها مواطنوه وعاد إلى تايلاند بثقة نهائية ليؤسس داره الخاصة لصناعة الحرير.
جيم تومبسون
طاولات المائدة
شانغ ماي: المنزل حيث القلب يشعر بالأمان
فندق Mandarin Oriental Dhara Dhevi ولاكتشاف مدى تعايش الفنون التايلاندية مع الجوار لا بد من الإقامة في فندق Mandarin Oriental Dhara Dhevi في شانغ ماي، المقر الملكي السابق والتحفة الخشبية العملاقة. وقد نزلت في أحد أجنحته أميرة ويلز الراحلة ديانا. وهو يقصّ حكاية تايلاند والدور الذي لعبته في إثراء حضارات آسيا الجنوبية الشرقية. فموقعها الجغرافي والسياسي منحها فرصة ابتكار الأساليب الفنية المتنوعة إلى أبعد حدّ.
جدّدت حديقة «الملكة سيريكيت النباتية» منطق الإرث الأخضر والحياة الصديقة للطبيعة. أنشئت الحديقة عام 1993 تحت رعاية منظمة الحدائق النباتية (BGO) ووزارة الموارد الطبيعية والبيئة. تقع في إقليم شانغ ماي وتمتد على مساحة ألف هكتار، أهدافها مسخّرة لزراعة الزهور التايلاندية وإعداد الأبحاث والدراسات النباتية في مجالي البيئة والصحة. هنا حقول الزنبق الوردي والفراشات حيث تتشابك البتلات الزهرية والمرفرفة. تنبت الزهور على شكل حزمات وجماعات.
داخل ثماني دفيئات زجاجية، تتشكل غابات الموز والنخيل وعائلات الزنجبيل وزنبق الماء العملاق العائم في الأحواض والنباتات آكلة الحشرات Carnivorous والفصيلة الشفوية Labiatae (صعتر برّي ونعناع وخزامى). إضافة إلى أزهار الأوركيد والخنشار ونبات الصحراء (الصبار) والمخلدية Crassulaceae
تحت الإيراق الكثيف لأشجار النخيل والتين والموز والزنجبيل الأحمر والنبات الإستوائي، تتعانق وتتمازج سحنة الأوراق كما نسج الحرير. يسحرك الإهمال النباتي الجميل الذي يضفي على المكان عذريته كما الغابات الكثيفة التي لم تشذبها المثالية. تحتار لتختار المكان الذي تريد توثيقه في مخيلتك، من الحديقة إلى المنزل إلى متجر الحرير.
تكمن أبرز معالم فنون الهندسة التايلاندية في معبد بوذا الزمردي الواقع في قلب بانكوك بين أرجاء «القصر الكبير»The Grand Palace، لا بد من زيارة «القصر الكبير» الذي أسّس عام 1782 مع اعتلاء الملك راما الأول العرش وتسمية بانكوك العاصمة الجديدة للبلاد. ولا يقتصر هذا القصر على المقر الملكي وصالات العرش، بل يتضمن مكاتب حكومية ومعبد بوذا الزمردي
هو تقليد من القرن الخامس عشر، يلقي التايلانديون باقات الزهور المُنارة بشمعة في الأنهر والمستنقعات، كما أنهم يشعلون مناطيد تضيء السماء كنجوم قريبة مع أمنية.
المنحوتات الخشبية توثق كل واحدة واقعة من حياة بوذا. تزخرف الكسوة الخشبية للجدران أسفل النوافذ وأعلى الأبواب، فيما يبرز الإفراط في رفع العتبات لمنع الأرواح الشريرة إلى المنزل حسب ما اعتقد التايلنديون في الماضي.
تحفة الهونغ الأسطوري المرتبط بالعائلة الملكية التايلاندية ولوحة استعراض ال«Lakhon Nai» النسائية الكلاسيكية والرسوم التي توثق ملامح مثقفي البلاط بريشة فرنسية والقناة Klongالتي كان يركبها جيم كل صباح والدلب الهندي أيضاً صنع السرير والنذريات الذهبية، شهود على رجل خرج ولم يعد عام 1967، ذهب للإجازة في Cameron Highlands في ماليزيا مع أصدقائه لكنه توغل في الغابة المحيطة بالمنطقة، ولم يعد حتى اليوم. اختفى أثره.
هنا شانغ ماي المعروفة شعبياً باسم «زهرة الشمال» المرتوية من نهر بينغ. هي الهوية الثقافية النقيّة والجمال الطبيعي لتايلاند التي تبعد 700 كلم عن بانكوك. تأسست عام 1296 على يد الملك منغراي كعاصمة لمملكة «لانا»، وهي تحتل الصدارة تايلاندياً بحرفها اليدوية. خصوصاً الأجراس والمظلات الملونة المنقوشة بالعصافير والفراشات والزهور والمصنّعة من شجر التوت، إضافة إلى الحرير والخشب والفضة والسيراميك. أي أنها الوجهة التسوّق النهائية للسيّاح ومهد الحضارة التايلاندية.
هنا موطن المعتقدات الممتعة. فثمة تقليد يتبعونه في المعابد وهو خفق علبة داخلها عيدان مرقّمة يستمر المرء بهزّها حتى وقوع عود مرقم «يخبئ للمرء ملامح مستقبلية». وقد حصلت على رقم 14 الذي ينصّ على : «تحلّي بالصبر ولا تكوني سريعة الغضب. الأمور ستكون على ما يرام. لا تفكري بالحبيب».
تمّ اكتشاف منحوتة بوذا الزمردي من حجر الجاد عام 1434 في شانغ ماي. مجسمات أسطورية وفيلة وأبراج مرصّعة باللؤلؤ والذهب وملبّسة بالخشب الداكن والفيلة البيضاء المنقوشة على الجدران، تسرد المراحل الرئيسة من تاريخ تايلاند والحرب التي شنّها الملك راما لإنقاذ زوجته سيتا إثر خطفها على يد ملك لانكا، رافانا عدو المملكة.
معتقد آخر لا يقل طرافة ومتعة يقوم به التايلانديون في مهرجانLoy Krathong في شمال تايلاند (شانغ ماي) حين يكتمل القمر. طوال ثلاثة أيام ومع انتهاء عمليات الحراثة والزراعة وهدوء الريح الموسمية الشمالية وحين تبرعم حقول الأرز في كل أنحاء المملكة، يحتفل بالLoy أي عملية «الطوف» والKrathong وهي منبر مصنوع من أغصان الموز وقشور جوز الهند تشرف على الأنهار والمستنقعات.
حبّة واحدة من الأرز قد تعالج التجاعيد أفضل من البوتوكس وتضبط معدّل الكوليسترول، هي محاربة للسرطان وغنية بفيتامين E. ثمة اتجاه تايلاندي لنقل حبوب الأرز إلى عصر البودرة والبرشامة.
تكمن أبرز معالم فنون الهندسة التايلاندية في معبد بوذا الزمردي الواقع في قلب بانكوك بين أرجاء «القصر الكبير»The Grand Palace، لا بد من زيارة «القصر الكبير» الذي أسّس عام 1782 مع اعتلاء الملك راما الأول العرش وتسمية بانكوك العاصمة الجديدة للبلاد. ولا يقتصر هذا القصر على المقر الملكي وصالات العرش، بل يتضمن مكاتب حكومية ومعبد بوذا الزمردي
هو تقليد من القرن الخامس عشر، يلقي التايلانديون باقات الزهور المُنارة بشمعة في الأنهر والمستنقعات، كما أنهم يشعلون مناطيد تضيء السماء كنجوم قريبة مع أمنية.
المنحوتات الخشبية توثق كل واحدة واقعة من حياة بوذا. تزخرف الكسوة الخشبية للجدران أسفل النوافذ وأعلى الأبواب، فيما يبرز الإفراط في رفع العتبات لمنع الأرواح الشريرة إلى المنزل حسب ما اعتقد التايلنديون في الماضي.
تحفة الهونغ الأسطوري المرتبط بالعائلة الملكية التايلاندية ولوحة استعراض ال«Lakhon Nai» النسائية الكلاسيكية والرسوم التي توثق ملامح مثقفي البلاط بريشة فرنسية والقناة Klongالتي كان يركبها جيم كل صباح والدلب الهندي أيضاً صنع السرير والنذريات الذهبية، شهود على رجل خرج ولم يعد عام 1967، ذهب للإجازة في Cameron Highlands في ماليزيا مع أصدقائه لكنه توغل في الغابة المحيطة بالمنطقة، ولم يعد حتى اليوم. اختفى أثره.
هنا شانغ ماي المعروفة شعبياً باسم «زهرة الشمال» المرتوية من نهر بينغ. هي الهوية الثقافية النقيّة والجمال الطبيعي لتايلاند التي تبعد 700 كلم عن بانكوك. تأسست عام 1296 على يد الملك منغراي كعاصمة لمملكة «لانا»، وهي تحتل الصدارة تايلاندياً بحرفها اليدوية. خصوصاً الأجراس والمظلات الملونة المنقوشة بالعصافير والفراشات والزهور والمصنّعة من شجر التوت، إضافة إلى الحرير والخشب والفضة والسيراميك. أي أنها الوجهة التسوّق النهائية للسيّاح ومهد الحضارة التايلاندية.
هنا موطن المعتقدات الممتعة. فثمة تقليد يتبعونه في المعابد وهو خفق علبة داخلها عيدان مرقّمة يستمر المرء بهزّها حتى وقوع عود مرقم «يخبئ للمرء ملامح مستقبلية». وقد حصلت على رقم 14 الذي ينصّ على : «تحلّي بالصبر ولا تكوني سريعة الغضب. الأمور ستكون على ما يرام. لا تفكري بالحبيب».
تمّ اكتشاف منحوتة بوذا الزمردي من حجر الجاد عام 1434 في شانغ ماي. مجسمات أسطورية وفيلة وأبراج مرصّعة باللؤلؤ والذهب وملبّسة بالخشب الداكن والفيلة البيضاء المنقوشة على الجدران، تسرد المراحل الرئيسة من تاريخ تايلاند والحرب التي شنّها الملك راما لإنقاذ زوجته سيتا إثر خطفها على يد ملك لانكا، رافانا عدو المملكة.
معتقد آخر لا يقل طرافة ومتعة يقوم به التايلانديون في مهرجانLoy Krathong في شمال تايلاند (شانغ ماي) حين يكتمل القمر. طوال ثلاثة أيام ومع انتهاء عمليات الحراثة والزراعة وهدوء الريح الموسمية الشمالية وحين تبرعم حقول الأرز في كل أنحاء المملكة، يحتفل بالLoy أي عملية «الطوف» والKrathong وهي منبر مصنوع من أغصان الموز وقشور جوز الهند تشرف على الأنهار والمستنقعات.
الأرز، «حبة الحياة» للتايلاندين تعرّض المزارعين لأزمات مقلقة جراء الأسعار غير الثابتة والفيضان غير الموسمي والمنافسة الضارية مع دول الجوار ولعل هذا ما أرسى معادلة مشكلة + التكنولوجيا × الابتكار الوافر = تجديد.
الطبيعة باشرت خطوتها الأولى للإنقاذ مع زيت نخالة الأرز الزيت المستخرج من البذور والقشرة الداخلية لأكثر أنواع أرز الياسمين التايلاندي جودة، مذاقه رائع وهو على شكل برشامة أيضاً. يحتوي زيت نخالة الأرز على المصادر الغذائية الآتية : الGamma-Oryzanol المكافحة للكوليسترول في الدم والتصلّب العصيدي في الأوعية الدمويةAtherosclerosis. فيتامين E المضاد للتأكسد. Omega 3 المحارب لخطر الإصابة بداء الألزهايمر والضابط للدورة الدموية السليمة. Omega 6: لبشرة متألقة ونضرة. Omega 9: يحتوي على مادة الليسيثين المغذية للدماغ. ال Melatoninالمعالج للأرق.
ويعتبر الحساء من الأركان الأساسية في المطبخ التايلاندي الذي يقدم في كل المواسم ويدخل في مكوناته البيض غالباً (يضاف أيضاً على السلطات). تقدّم الأطباق بأسلوب فاخر كما أن الوليمة مخصصة للملك داخل أوانٍ مغلقة ومزخرفة، مما يمثل أحجية جميلة قبل التذوق.
أما التوابل الأشهر فهي الفلفل ونوع «عين الطير» البالغ الصغر لكن أسمه الأطول من بين أشقائه Prik khee noo. يشعر من يتناوله و«كأن شفتيه ستهويان من وجهه»، أما الكبير فيطلق عليه لقب فلفل الموزة Prik Yuak.
الفلفل هو من التوابل الرئيسية في الأطباق، كما يستخدم المطبخ التايلاندي منكهاً أساسياً وهو الكزبرة، إضافة إلى الأعشاب والجذور، ولعلّ أهمها «الجذور الأصابع» Fingerroot التي يطلق عليها أيضاً «المفتاح الصيني».