تجاب فيه الدعوات وتقال العثرات ويباهي الله فيه ملائكته || يوم عرفة
- - - - - - -
www.dream-cafeh.net
- - - - - - -
السلام عليكم ورحمة وبركآته
أسعد الله أوقآتكم بالرضآ والمغفرة
إن الليالي والأيام، والشهور والأعوام، تمضي سريعا، وتنقضي سريعا؛ هي محط الآجال؛ ومقادير الأعمال فاضل الله بينها فجعل منها: مواسم للخيرات،
وأزمنة للطاعات، تزداد فيها الحسنات، وتكفر فيها السيئات، ومن تلك الأزمنة العظيمة القدر الكثيرة الأجر يوم عرفة ..
يوم عرفة من أفضل الأيام عند المسلمين وهو يوافق 9 من الشهر الثاني عشر (ذو الحجة). يقف الحجاج يوم عرفة بعرفة وهو موقع قريب
من مكة المكرمة. وهو أبعد المشاعر المقدسة من مكة إذ يبعد عنها 22 كم ، كما أنه خارج حدود الحرم.
تسمية عرفة وسميت عرفة بهذا الاسم، لأنها المكان الذي التقى فيه آدم وحواء بعد إهباطهما إلى الأرض ..
حدود عرفة وهذا المكان محدد بحدود شرعية، لا يجوز الوقوف خارجها، ومن أهم هذه الحدود حد طبيعي هو وادي عرفة.
وهو وادي جاف يقع غرب عرفة وهوالحد الأساسي لها. ثم إن باقي المكان يتخذ شكل قوس واسع محدد بالجبال من جميع الجهات بينما تتميز أرضه بالانبساط.
هذا اليوم يمثل أهم أركان الحج في الإسلام، حتى وصفه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله (الحج عرفة) - رواه الترمزي وأبو داود ..
وهذآ يدل على أهمية هذا الركن ..
و يوم عرفة من الأيام الفاضلة، تجاب فيه الدعوات، وتقال العثرات، ويباهي الله فيه الملائكة بأهل عرفات، وهو يوم عظَّم الله أمره، ورفع على الأيام قدره.
وهو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة، ويوم مغفرة الذنوب والعتق من النيران..
ومن فضآئل يوم عرفة :
_ إنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة "
ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب أن رجلاً من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا
ذلك اليوم عيداً، قال أي آية؟ قال : [ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً] المائدة ..قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم
والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قائم بعرفة يوم الجمعة ..
_ يوم عيد "
قال صلى الله عليه وسلم: (يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب ) "رواه أهل السّنن"
وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه قال: (نزلت – أي آية (اليوم أكملت)- في يوم الجمعة ويوم عرفة، وكلاهما بحمد الله لنا عيد)..
_ إنه يوم أقسم الله به "
والعظيم لا يقسم إلا بعظيم، فهو اليوم المشهود في قول القرآن : [ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ] البروج. فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(اليوم الموعود : يوم القيامة، واليوم المشهود : يوم عرفة ، والشاهد : يوم الجمعة) رواه الترمذي وحسنه الألباني.
وهو الوتر الذي أقسم الله به في قوله: [ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ] الفجر.. قال ابن عباس: الشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة، وهو قول عكرمة والضحاك ..
_ أن صيامه يكفر سنتين "
فقد ورد عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال: (يكفر السنة الماضية والسنة القابلة) رواه مسلم.
وهذا إنما يستحب لغير الحاج، أما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك صومه، وروي عنه أنه نهى عن صوم
يوم عرفة بعرفة.
قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر: "انه مستحب استحبابا شديدا " .
وقال عليه الصلاة والسلام: ( ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا) متفق عليه .
_ أنه اليوم الذي أخذ الله فيه الميثاق على ذرية آدم "
فعن ابن عباس _ما_ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بِنَعْمان- يعني عرفة- وأخرج من صلبه كل ذرية
ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذّر، ثم كلمهم قِبَلا، قال:[ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ } {أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ
آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ](الأعراف: 172 ، 173) رواه أحمد وصححه الألباني..
_ يوم عتق من النار ومغفرة "
أنه يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف: وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله يباهي ملائكته عشية عرفة
بأهل عرفة، فيقول: انظروا إلى عبادي، أتوني شعثا غبراً) رواه أحمد وصححه الألباني..
وسُئل فضيلة الشيخ بن عثيمين : لماذا يدعو الإنسان ولا يستجاب له ؟ والله عز وجل يقول: [ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ] ؟
فاجاب فضيلته عن اسباب إجابة الدعاء وموانع الدعاء ، فقال : " هذا الرجل كان مسافراً والسفر غالباً من أسباب الإجابة لأن الإنسان في السفر يشعر
بالحاجة إلى الله عز وجل والضرورة إليه أكثر مما إذا كان مقيماً في أهله، وأشعث أغبر كأنه غير معني بنفسه كأن أهم شيء عنده أن يلتجئ إلى الله
ويدعوه على أي حال كان هو سواء كان أشعث أغبر أم مترفاً، والشعث والغبر له أثر في الإجابة كما في الحديث الذي روي عن النبي صلى الله عليه
وسلم أن الله ينزل إلى السماء الدنيا عشية عرفة يباهي الملائكة بالواقفين فيها يقول: " أتوني شعثاً غبراً ضاحين من كل فج عميق" .
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية : فقال : ( الشُّعْث: هو اغبرار الرأس, والغَبَرُ: هو التراب، والغُبْرة: لونه) فإنه من المعلوم أن الحجيج عشية عرفة ينزل
على قلوبهم من الإيمان والرحمة والنور والبركة ما لا يمكن التعبير عنه، لكن ليس هذا الذي في قلوبهم هو الذي يدنو إلى السماء الدنيا، ويباهي الملائكة
بالحجيج ) ..
فعلى المسلم أن يحرصَ على العمل الصالح لا سيما في هذا اليوم العظيم من ذكرٍ ودعاءٍ وقراءةٍ وصلاةٍ وصدقةٍ
لعله أن يحظى من الله بالمغفرة والعتق من النار ..
هنيئاً لِمنْ وقفَ بـ عَرفة
هنيئاً لِمنْ وقفَ بـ عَرفة
هنيئاً لِمنْ وقفَ بـ عَرفة
تقبلّ الله منآ ومنكم صالح الأعمآل إنه مجيب الدعوآت 
وصلى الله وسلم على نبينآ محمد 
بعيده  |
j[hf tdi hg]u,hj ,jrhg hguevhj ,dfhid hggi lghz;ji || d,l uvtm
|