............................... اقراء معنا وراح تعرف كﯿف
أي إنسان منا ﻻ بد وأن ﯾجد في بﯿئته ومجتمعه من ﯾكرهه لسبب وﻵخر ! إذ ﻻ ﯾمكن أن ﯾعﯿش إنسان بدون
ذلك ولﻸسف ، لﯿس في هذا العصر فحسب ، بل أحسب أن اﻷمر قدﯾم قدم البشر وحتى لو حاول المرء منا ..
أن ﯾكون أطﯿب من الطﯿبة ذاتها فﻼ بد وأن تجد من ﯾعادﯾك أو ﯾكرهك بدرجة وأخرى ولو لم تلقاه ﯾوماً أو إن
صح وجاز التعبﯿر ﻻ تعرفه مطلقاً !؟
قد تكون أعمالك من أسباب كراهﯿة ومعاداة البعض لك ، وقد ﯾكون نجاحك في ، ًحﯿاتك من اﻷسباب أﯾضا
وقد ﯾأتي بروزك وشهرتك في المجتمع ضمن أسباب وبواعث المعاداة في نفوس البعض ، أو أسباب أخرى
..عدﯾدة أكثر من أن نحصﯿها في هذا المساحة المحدودة
لﯿست هذه هي القضﯿة اﻷساسﯿة ، وﻻ أظن أنها تستأهل منا التفكﯿر فﯿها واﻻهتمام بها ، بل تجاهلها هو
اﻷفضل واﻷجدى . ذلك أن الذي ﯾكرهك أو ﯾعادﯾك ﯾكون هو نفسه في ضﯿق وكدر دائمﯿن ، وهذا في ظني
عقوبة قاسﯿة منك لكارهك ومعادﯾك . وهذا أوﻻً ، أما الخطوة التالﯿة في زﯾادة الهم عند معادﯾك هي
. إحراجه .. وهذه هي الطرﯾقة
لو قام الذي ﯾعادﯾك وﯾكرهك ﯾوماً بذكر مساوئ ومعاﯾب عنك أمام الناس وفي حضورك ، ولكن من دون أن
ﯾشﯿر إلﯿك أو ﯾذكر اسمك ، فﻼ تقاومه وتدافع عن نفسك ، بل قم أنت بتأﯾﯿده وانتقاد من به تلك المساوئ
أﯾضاً وكأنك ﻻ تعلم أبداً أنك المقصود ، وهو ما سﯿثﯿر استغرابه . حاول أن تجﯿب على تساؤﻻته بالتطرق إلى
موضوعات أخرى بعﯿدة عن الموضوع ، فإن أصر على الموضوع وقام بتسمﯿتك هذه المرة وأنك المقصود
، فاظهر له استغرابك وأنك كنت تتوقع أن ﯾكون ذلك مزحاً .. فإن رأﯾت إصرارا منه ، قم بتلطﯿف اﻷجواء عن
طرﯾق إجابات طرﯾفة وسرد بعض النكات . وهذا ما سﯿعمل على إغاظته وإثارته أكثر فأكثر ، فتكون نتﯿجة
ذلك ظهوره بمظهر غﯿر ﻻئق وهو ثائر غضبان ، في حﯿن تكون أنت كقطعة ثلج في صحراء سﯿبﯿرﯾا الباردة
ﻻ تذوب أبداً . في ذلك الوقت سﯿبدأ الشخص بمﻼحظة نفسه وأنه ثائر على ﻻ شيء وأن مظهره بالفعل غﯿر
ًﻻئق أمام الناس ، فﯿبدأ بالمﯿﻼن نحو التهدئة التلقائﯿة ، ومن ثم الوقوع تدرﯾجﯿا ًفي دائرة اﻹحراج ، بدءا
ًمن الناس الحاضرﯾن أو منك أنت المكروه .. وموقفك ذلك سﯿجعله ﯾفكر مستقبﻼ ألف مرة قبل أن ﯾهاجمك
، ًأمام اﻵخرﯾن ، وسﯿدرك أنه ما كان ﯾجب علﯿه القﯿام بذلك ، فتراه وقد تركك نهائﯿا بل قد ﯾترك معاداتك
.. ًوكراهﯿتك أﯾضا
من هنا ﯾتبﯿن أن القوة في المرء هي في كتم الغﯿظ وضبط النفس ، ولﯿست في الرد بالمثل . فإن الذي ﯾهاجم
غﯿره ، ﯾترك دائماً ثغرات كثﯿرة دون أن ﯾدرك ذلك ، فتكون تلك الثغرات هي منطلقات للهجوم المضاد من
الطرف اﻵخر إن أراد ، وﯾكون ذلك الهجوم بالضرورة مؤثراً .. ومن ذلك ﯾتعﯿن على أي فرد منا اﻻبتعاد عن
تلك التفاهات وصغائر اﻷمور ، وﻻ ﯾدع مجاﻻً أو مساحة في القلب لكره أحد أو معاداته ، فالحﯿاة قصﯿرة وﻻ
.. تتسع لمثل تلك اﻷمور
أن الذي ﯾكرهك أو ﯾعادﯾك ﯾكون هو نفسه في ضﯿق وكدر دائمﯿن ، وهذا في ظني عقوبة قاسﯿة منك ، لكارهك ومعادﯾك . * القوة في المرء هي في كتم الغﯿظ وضبط النفس ولﯿست في الرد بالمثل