بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبد الله
صلى عليه الله جل جلاله ما لاح نور في البروق لمع
أحبتي في الله
حديثي اليوم عن ذنب لا طعم له
حديثي اليوم عن نصف سنتمتر يبعدنا عن النار أميالاً
أخي الفاضل
من منا لا يذنب ؟! من منا لا يخطئ ؟! من منا كمل ولم ينقص ؟!
إنها سنة الله في خلقه
إبليس والدنيا ونفسي والهوى أين المفر وكلهم أعدائي
ما من ذنب وإلا وله متعه وما من معصية إلا وخلفها شهوة وما من مخالفة إلا وتدفعها مصلحة
فهذا ما يدفع الناس لفعل الذنوب
ولا عجب فإبليس قد تعّهد بالإغواء
ولا عجب والنفس أمارة بالسوء
ولا عجب والهوى يقود جُلَّ الناس
قد لا نعجب ممن يزني ففيه متعه
وقد لا نعجب ممن يرابي ففيه المنفعة
وقد لا نعجب ممن يسمع الغناء ففيه الإمتاع
ولكن العجب كل العجب ممن يسبل ثوبه ناسياً أو متناسياً عظم الذنب وعظمة الرب
إخواني الأعزاء : الاسبال ذنب لا طعم له ولا فائدة منه سوى كنس الممرات وإلتقاط القذورات ومساس النجاسات
إخواني الأعزاء : قال الحبيب صلى الله عليه وسلم ( ما أسفل الكعبين من الإزار في النار )
أخي الحبيب تأمل العقوبة ! واتقِ الله
أنا لا أطلب منك أن ترفعه إلى نصف الساق لا وربي ( وإن فعلت فطوبى لك ) ولكن أقول يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق
ارفع ثوبك نصف سنتمتر فقط اجعله على الكعب لا أسفله
فقط نصف سنتمتر تبعدك عن النار أبعدنا الله وإياك منها
أخي الحبيب الدين ليس حصراً على أحد وليس صفة مقصورة على فئة
ورفع الثوب لا يصنفك إلى جماعة أو طائفة
رفع الثوب يقيك النار ويرضي عنك الجبار
دخل ذلك الغلام على عمر بن الخطاب في مرض موته فسلم الغلام على عمر ودعا له ثم انصرف فرأى عمر إزاره فقال له ( يا غلام ارفع ثوبك فإنه اتقى لربك وأنقى لثوبك )
رحم الله عمر يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وهو يصارع الموت لم يترك الغلام لعلمه بعظم المعصية
أخي الحبيب : لا تنظر إلى صغر ما فعلت ولكن إلى عظم من عصيت جل في سماه
أخي في الله :
إذا لم يكن أنت فمن ؟!
إذا لم يكن الآن فمتى ؟!
ابدأ اليوم وأعلن توبتك من الإسبال ( فما تدري فلربما قبضت وأنت تائب ، وما أجملها من خاتمة )
أخي الحبيب : ما أجمل أن تبادر إلى أقرب خياط لترفع ثوبك سنتمتر واحد فقط تدنو به من الجنة آلاف الأميال بإذن الله
أخي الحبيب
شكراً لاستماعك وشكراً لتفاعلك وشكراً لمبادرتك إلى الخير واسأل الله أن تزاحم الآخرين عند الخياطين
09-15-2011, 04:14 AM
ذنب لا طعم له
شكر
اعجاب
العرض العادي
