!~ آخـر 10 مواضيع ~!



العودة   منتديات دريم كافيه > 2014



إضافة رد
مشاركات 0 المشاهدات 51 انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-26-2016, 07:27 PM   #1
عاشقة الجنه
 آلِحآلِة » عاشقة الجنه غير متواجد حالياً
 آنظمآمڪْ » Sep 2012  
 عّضوَيًتِـيً » 1660  
 عّمرٍڪْ »  
 مشآرٍڪْآتِڪْ » 34,853  
 نقآطيً » 74  
 آلِمسّتِوَيً » عاشقة الجنه جديد  
 الجِنْس »
 دِوَلِتِيً »   
الإعجاب بالمشاركات
Thanks (أرسل): 0
Thanks (تلقى): 6
Likes (أرسل): 0
Likes (تلقى): 9
Dislikes (أرسل): 0
Dislikes (تلقى): 0
  »  
 
افتراضي سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام -2 !! 2013 2014 2015

- - - - - - - www.dream-cafeh.net - - - - - - -

سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام -2 !!
حصريا على دريم كافيه

2013 - 2014 - 2015 - 2016



*سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 2 **سيرة**سيدّنا عليٍّ بن أبي طالبٍ عليهِ السَّلام**مِنْ دروسٍ**لفضيلةِ الدكتور : محمد راتب النابلسي**حفظه الله تعالى وبارك فيه وبارك في علمه وعمره آمين.**بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ**الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ , والصَّلاة والسَّلام على سيدِّنا مُحمَّدٍ الصَّادقِ الوعدِ الأمينِ , اللهمَّ لا علمَ لنا ، إلا ما علمتنا ، إنكَ أنتَ العليم الحكيم , اللهمَّ علمنا ما ينفعنا , وانفعنا بما علمتنا , وزدنا علماً , وأرنا الحقّ حقّاً , وارزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلاً , وارزقنا اجتنابه , واجعلنا مِمَنْ يستمعونَ القول فيتبعونَ أحسنهُ , وأدخلنا برحمتكَ في عبادكَ الصَّالحينَ** .**في أيامِ الد**ّ**عوةِ الأولى : رأى أبو طالب ، عمّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، ولدَه عليّاً يُصلّي خفيةً ، وراء رسول اللهِ عليه الصَّلاة والسَّلام ، وكانت هذه أول مرَّة ، يعلَم فيها ، أنَّ ابنهُ الصَّغير السِّن ، قدْ اتبعَ مُحمَّداً (صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ) ، وما اضطرب الطفل ، حينما رأى أباه يبصره مُصلِّياً ، ولمَّا أتمَّ صلاتهُ ، ذهبَ تلقاء والده , وقالَ لهُ في صراحةٍ وثباتٍ : " يا أبتِ ، لقد آمنتُ باللهِ وبرسولهِ ، وصدقتُ ، ما جاءَ بهِ واتبعتهُ " , ماذا قالَ الأب ؟ قالَ أبو طالب : " أما إنهُ ، لا يدعوكَ إلا إلى خيرٍ ـــفألزمهُ " .**فما أروع الأب ، في أيامنا هذهِ ، إذا علِمَ ، أنَّ ابنهُ التحقَ ، بمجلسِ علمٍ ، وأخذَ عنْ أستاذٍ موثوق بعلمهِ ، وأنَّ هذا الابن ، سلكَ طريقاً ، يقودهُ إلى الفلاحِ , إلى طريقِ العفافِ ، إلى طريقِ الصِّدقِ ، إلى طريقِ غض البصرِ ، إلى طريقِ تحرير الدَّخلِ ، ما أروع الأب ، الذي يقول لابنهِ : يا بُنيَ ـــ ألزمْ هذا المجلس ، فهذا التعليم ، والتوجيه السَّليم ، لنا جميعًا .**يا أي**َّ**ها الآباء **: إنِّي ، ليشتدُّ عجبي ، حينما أرى ، أباً راجح العقلِ ، إنْ رأى ابنهُ ، قد لزمَ مجلس علمٍ ، أو اتبعَ أهلّ الحقِّ ، أقامَ عليهِ النكير !!!! ، لماذا ؟ أيرضيكَ : أنْ يتقلب ابنكَ ، في متاهاتِ الضَّلالِ ؟**أيرضيكَ : أنْ ينتقل ابنكَ ، منْ مكانٍ ، إلى مكانٍ ، لا يُرضي اللهَ عزَّ وجلَّ ، وأنْ يُصاحب رفقاء السُّوءِ ، هلْ أنتَ راضٍ عنهُ إذاً ؟ .**مرَّةً ثانية **: رأى أبو طالب ، ابنه يُصلّي ، فقد رأى النَّبيَّ عليه الصَّلاة والسَّلام ، يُصلّي ، وقد وقفَ عليٌّ كرَّمَ اللهُ وجههُ على يمينهِ ، ولمحَ منْ بعيدٍ ، ولده جعفراً فناداهُ ، حتى إذا اقتربَ منهُ ، قالَ لهُ : " صِلْ جناح ابن عمّكَ ، وصلِّ عنْ يسارهِ " .**أي : إنَّ عليّاً عنْ يمينهِ ، وأنتَ عنْ يسارهِ ، هذا درسٌ بليغٌ للآباءِ ، فالأب الذي يرى ابنه ، قدْ اهتدى ، إلى سواءِ السَّبيلِ ، ينبغي : أنْ يفرحَ فرحاً ، لا يقدَّر بثمنٍ ، ينبغي : أنْ يغتبط لهذا الحدثِ ، ينبغي : أنْ يمتلئ قلبه سروراً ، ولو أنَّ أباً ، عرفَ مصير ابنه المُهتدي ، لأدرك أنهُ حازَ شرف الدُّنيا والآخرة ، لذلكَ وردَ ، في الحديثِ الشَّريفِ : عَنْ عَائِشَةَ رضيَ اللهُ عنها : قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : " إِنَّ أَطْيَبَ ، مَا أَكَلَ الرَّجُلُ ، مِنْ كَسْبِهِ ، وَإِنَّ وَلَدَ الرَّجُلِ ، مِنْ كَسْبِهِ " . ( أخرجه أحمد : عن عائشة ، في مسنده ).**موقف أبو طالب **، **منْ ردةِ فعل قريش ، على خبرِ مُحمَّد :**فأبو طالب **: **والد سيدِّنا عليٍّ كرَّمَ اللهُ وجههُ ، حينما تبيَّنَ لهُ ، أنَّ مُحمَّداً صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ــ صادقٌ ، وحينما جاؤوهُ يطلبونَ منهُ ، أنْ يُقنعَ ابن أخيهِ ــ مُحمَّداً صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، أنْ يكُفَّ عنْ دعوتهِ ، لئلا يُسفّه آلهة قريشٍ ، ويُسفّه أحلامها ، قالوا لهُ : يا أبا طالب : " إنَّ لكَ فينا سِناً وشرفاً ومنزلةً ، وإنِّا قدْ استنهيناكَ منْ ابنِ أخيكَ ، فلمْ تنههُ عنَّا ، وإنِّا لا نصبر على هذا ، منْ شتمِ آبائِنا ، وعيبِ آلهتِنا ، وتسفيهِ آلهتِنا ، فإمّا أنْ تكُفَّهُ عنَّا ، أو ننازلهُ وإياكَ ، حتى يهلك منا ، أحد الفريقينِ " ، فلمَّا عرضَ ، على ابنِ أخيهِ ، هذا العرض , قالَ قولتهُ الشَّهيرة : " واللهِ يا عمِّ : لو وضعوا الشَّمسَ في يميني ، والقمرَ في يساري ، ما تركتُ هذا الأمر ، حتى يُظهرهُ اللهُ أو أهلك دونهِ ".**( ورد في الأثر )**.**هذهِ العبارةِ**: ** التي قالها النَّبيُّ ، هي عبارةٌ خالدةٌ ، وهي تعني الثبات على المبدأِ .**الآن** : النموذج ، الرائج بينَ الناسِ , شخصٌ يبحثُ عنْ مصالحهِ ، يتلَّونَ ألف لونٍ ولون ، ويغيِّر كلامه عشرات المراتِ ، لكنَّ الرَّجلَ ، الذي يأخذ بمجامعِ القلوبِ ، هو رجلُ المبدأِ ، فإمّا ، أنْ تكونَ صاحب مصلحةٍ أو صاحب مبدأٍ ، والإنسان الثابت على مبدئهِ ، فيهِ عقلانية ورجولة ، وهذا المُوقف : موقفُ النَّبيّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام : " واللهِ يا عمِّ ، لو وضعوا الشَّمسَ ، في يميني ، والقمرَ في يساري ، ما تركتُ هذا الأمر ، حتى يُظهرهُ اللهُ أو أهلك دونهِ ". ( ورد في الأثر ).**عندئذٍ ، قالَ : " يا ابن أخي : افعلْ ما بدا لكَ ، واللهِ لنْ يصلوا إليكَ " .**وكانَ منْ أشدِ الذينَ ، حَمَوا النَّبيّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ**.**ذات مرَّةٍ **: رأى النَّبيَّ كئيباً حزيناً ، فتحرَّى الأمر ، فعلمَ : أنَّ قريشاً ، قدْ آذتهُ ، وبالغتْ في إيقاعِ الأذى بهِ ، فنهضَ منْ فورهِ ، حاملاً سيفه بيمينهِ ، متأبطاً ذراع النَّبيِّ بيسارهِ ، حتى إذا وقفَ على الذينَ آذوهُ ، صاحَ فيهم :**" والذي يؤمن بهِ مُحمّدٌ ، لئنْ قامَ منكم أحدٌ ــــ لأعالجنهُ بسيفي ".**الأذى الذي نالهُ الر**َّ**سول بعدَ وفاة عم**ّ**هِ :**وحينما **، **توفيَ عمّ النَّبيّ : أبو طالب ، بالغتْ قريشٌ ، في إيذاءِ النَّبيِّ ، ونالتْ منهُ أشدَّ النيل !!! ، وبعدها ، كانَ الإسراءُ والمعراجُ ، مسحاً لجُراحاتِ الماضي , وكانَ أبو طالبٍ : شاعراً أريباً لبيباً ، قالَ مرَّةً : عنْ ابنِ أخيهِ :**لقدْ علمُوا أنَّ ابننا لا مُكــذّبٌ**لدينا و لا يُعنى بقولِ الأباطـلِ**حليمٌ رشيدٌ عادلٌ غير طائـشٌ ** يوالي إلهاً ليسَ عنهُ بغــافل**وأبيض**يُستسقَى الغمام بوجههِ ** ثمال اليتامى عِصمة للأرامـلِ**حينما اشتدتْ ، وطأة المُشركينَ ، على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، وجَّه لعمّهِ تحيةً ، بعد موتهِ : يستحقها , قالَ :**" ما نالتْ مني قريشٌ ، شيئاً أكرههُ ، حتى ماتَ أبو طالب "** .** ( ورد في الأثر ).**قضى اللهُ في سنتهِ الكونيةِ أن**ْ** يكونَ للنصرِ سبباً :**الحقيقة**: **كانَ أبو طالب ، السَّند الخارجي ، وكانت السَّيدة خديجة ، السَّند الداخلي ، الإنسان لهُ ، حياة خارج البيتِ ، ولهُ حياة ، داخل البيتِ ، فزوجته : كانتْ سنداً لهُ وسكناً ، والمرأة : كما تعلمونَ ، مُعينة لزوجِها .**فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ الدُّنْيَا كُلَّهَا مَتَاعٌ ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا ـــ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ " . ( أخرجه النسائي : عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، في سننه ).**المرأةُ سكنٌ**، الإنسان أحياناً ، إذا وفِّق في زواجهِ ، وحظِيَ بزوجةٍ صالحةٍ مؤمنةً ، فربما ، تُخففْ ، وتنسيهِ آلام العمل ، باهتمامِها , ورعايتِها ، وصبرِها ، ورضاها باليسيرِ .**فأريدُ : أنْ أعُلِق ، تعليقاً دقيقاً ، اللهُ عزَّ وجلَّ ، حينما ينصر عبداً ، لا ينصره بلا سبب ، ينصره بأسبابٍ أرضيّة ، عندما يقولُ ربنّا عزَّ وجلَّ : **﴿** إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ **﴾**( سورة الحج الآية : 38 ).**كيف**؟ بأنْ ، يلهم إنسانًا ، يعرفكَ حقّ المعرفة ، فإنْ نالكَ أعداؤكَ بسوءٍ ، يهبّ ليدافع عنكَ ، وهو لا يدري : أنَّ اللهَ سُبحانه وتعالى ، وقَّتَ هذا الدّفاع ، وألهمهُ هذا الدّفاع ، وقدَّر هذا الدّفاع ، وأنْجحهُ :**﴿**إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ **﴾**( سورة الحج الآية : 38 ).**وإنّ الله**َ** عزَّ وجلَّ ، إذا أرادَ : أنْ ينصركَ ، جعلَ أسباباً أرضيّةً لذلكَ ، وإذا أرادَ أنْ : يخذلَ عبداً ، جعلَ أسباباً أرضيّةً لخُذلانهِ ، واللهُ عزَّ وجلَّ : هو مُسبب الأسبابِ ، وهو خالق الأسباب ، لكنَّ نصرهُ ، وتأديبهُ ، وبطشهُ : يتمّ وفقَ أسبابٍ أرضيّةٍ ، فيقولُ عليهِ الصَّلاة والسَّلام : " ما نالتْ مني قريشٌ شيئاً أكرههُ ، حتى ماتَ أبو طالب " .( ورد في الأثر ).**وقالَ مرَّةً يُخاطبهُ بعدَ موتهِ **: " يا عمّ : ما أسرعَ ، ما وجدتُ فقدكَ " . ( ورد في الأثر ).**فقدْ كانَ لهُ ، دورٌ كبيرٌ ، في حمايةِ النَّبيّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام .**الرؤية التي رآها عبد الم**ُ**طلب في منامهِ :**يتبع رجاءاً**جمعها مع التنسيق**عبد الله الراجي لعفوه ورضاه تعالى*
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 2
سيرة
سيدّنا عليٍّ بن أبي طالبٍ عليهِ السَّلام
مِنْ دروسٍ
لفضيلةِ الدكتور : محمد راتب النابلسي
حفظه الله تعالى وبارك فيه وبارك في علمه وعمره آمين.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ , والصَّلاة والسَّلام على سيدِّنا مُحمَّدٍ الصَّادقِ الوعدِ الأمينِ , اللهمَّ لا علمَ لنا ، إلا ما علمتنا ، إنكَ أنتَ العليم الحكيم , اللهمَّ علمنا ما ينفعنا , وانفعنا بما علمتنا , وزدنا علماً , وأرنا الحقّ حقّاً , وارزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلاً , وارزقنا اجتنابه , واجعلنا مِمَنْ يستمعونَ القول فيتبعونَ أحسنهُ , وأدخلنا برحمتكَ في عبادكَ الصَّالحينَ .
في أيامِ الدّعوةِ الأولى : رأى أبو طالب ، عمّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، ولدَه عليّاً يُصلّي خفيةً ، وراء رسول اللهِ عليه الصَّلاة والسَّلام ، وكانت هذه أول مرَّة ، يعلَم فيها ، أنَّ ابنهُ الصَّغير السِّن ، قدْ اتبعَ مُحمَّداً (صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ) ، وما اضطرب الطفل ، حينما رأى أباه يبصره مُصلِّياً ، ولمَّا أتمَّ صلاتهُ ، ذهبَ تلقاء والده , وقالَ لهُ في صراحةٍ وثباتٍ : " يا أبتِ ، لقد آمنتُ باللهِ وبرسولهِ ، وصدقتُ ، ما جاءَ بهِ واتبعتهُ " , ماذا قالَ الأب ؟ قالَ أبو طالب : " أما إنهُ ، لا يدعوكَ إلا إلى خيرٍ ـــفألزمهُ " .
فما أروع الأب ، في أيامنا هذهِ ، إذا علِمَ ، أنَّ ابنهُ التحقَ ، بمجلسِ علمٍ ، وأخذَ عنْ أستاذٍ موثوق بعلمهِ ، وأنَّ هذا الابن ، سلكَ طريقاً ، يقودهُ إلى الفلاحِ , إلى طريقِ العفافِ ، إلى طريقِ الصِّدقِ ، إلى طريقِ غض البصرِ ، إلى طريقِ تحرير الدَّخلِ ، ما أروع الأب ، الذي يقول لابنهِ : يا بُنيَ ـــ ألزمْ هذا المجلس ، فهذا التعليم ، والتوجيه السَّليم ، لنا جميعًا .
يا أيَّها الآباء : إنِّي ، ليشتدُّ عجبي ، حينما أرى ، أباً راجح العقلِ ، إنْ رأى ابنهُ ، قد لزمَ مجلس علمٍ ، أو اتبعَ أهلّ الحقِّ ، أقامَ عليهِ النكير !!!! ، لماذا ؟ أيرضيكَ : أنْ يتقلب ابنكَ ، في متاهاتِ الضَّلالِ ؟
أيرضيكَ : أنْ ينتقل ابنكَ ، منْ مكانٍ ، إلى مكانٍ ، لا يُرضي اللهَ عزَّ وجلَّ ، وأنْ يُصاحب رفقاء السُّوءِ ، هلْ أنتَ راضٍ عنهُ إذاً ؟ .
مرَّةً ثانية : رأى أبو طالب ، ابنه يُصلّي ، فقد رأى النَّبيَّ عليه الصَّلاة والسَّلام ، يُصلّي ، وقد وقفَ عليٌّ كرَّمَ اللهُ وجههُ على يمينهِ ، ولمحَ منْ بعيدٍ ، ولده جعفراً فناداهُ ، حتى إذا اقتربَ منهُ ، قالَ لهُ : " صِلْ جناح ابن عمّكَ ، وصلِّ عنْ يسارهِ " .
أي : إنَّ عليّاً عنْ يمينهِ ، وأنتَ عنْ يسارهِ ، هذا درسٌ بليغٌ للآباءِ ، فالأب الذي يرى ابنه ، قدْ اهتدى ، إلى سواءِ السَّبيلِ ، ينبغي : أنْ يفرحَ فرحاً ، لا يقدَّر بثمنٍ ، ينبغي : أنْ يغتبط لهذا الحدثِ ، ينبغي : أنْ يمتلئ قلبه سروراً ، ولو أنَّ أباً ، عرفَ مصير ابنه المُهتدي ، لأدرك أنهُ حازَ شرف الدُّنيا والآخرة ، لذلكَ وردَ ، في الحديثِ الشَّريفِ : عَنْ عَائِشَةَ رضيَ اللهُ عنها : قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : " إِنَّ أَطْيَبَ ، مَا أَكَلَ الرَّجُلُ ، مِنْ كَسْبِهِ ، وَإِنَّ وَلَدَ الرَّجُلِ ، مِنْ كَسْبِهِ " . ( أخرجه أحمد : عن عائشة ، في مسنده ).
موقف أبو طالب ، منْ ردةِ فعل قريش ، على خبرِ مُحمَّد :
فأبو طالب : والد سيدِّنا عليٍّ كرَّمَ اللهُ وجههُ ، حينما تبيَّنَ لهُ ، أنَّ مُحمَّداً صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ــ صادقٌ ، وحينما جاؤوهُ يطلبونَ منهُ ، أنْ يُقنعَ ابن أخيهِ ــ مُحمَّداً صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، أنْ يكُفَّ عنْ دعوتهِ ، لئلا يُسفّه آلهة قريشٍ ، ويُسفّه أحلامها ، قالوا لهُ : يا أبا طالب : " إنَّ لكَ فينا سِناً وشرفاً ومنزلةً ، وإنِّا قدْ استنهيناكَ منْ ابنِ أخيكَ ، فلمْ تنههُ عنَّا ، وإنِّا لا نصبر على هذا ، منْ شتمِ آبائِنا ، وعيبِ آلهتِنا ، وتسفيهِ آلهتِنا ، فإمّا أنْ تكُفَّهُ عنَّا ، أو ننازلهُ وإياكَ ، حتى يهلك منا ، أحد الفريقينِ " ، فلمَّا عرضَ ، على ابنِ أخيهِ ، هذا العرض , قالَ قولتهُ الشَّهيرة : " واللهِ يا عمِّ : لو وضعوا الشَّمسَ في يميني ، والقمرَ في يساري ، ما تركتُ هذا الأمر ، حتى يُظهرهُ اللهُ أو أهلك دونهِ ".( ورد في الأثر ).
هذهِ العبارةِ: التي قالها النَّبيُّ ، هي عبارةٌ خالدةٌ ، وهي تعني الثبات على المبدأِ .
الآن : النموذج ، الرائج بينَ الناسِ , شخصٌ يبحثُ عنْ مصالحهِ ، يتلَّونَ ألف لونٍ ولون ، ويغيِّر كلامه عشرات المراتِ ، لكنَّ الرَّجلَ ، الذي يأخذ بمجامعِ القلوبِ ، هو رجلُ المبدأِ ، فإمّا ، أنْ تكونَ صاحب مصلحةٍ أو صاحب مبدأٍ ، والإنسان الثابت على مبدئهِ ، فيهِ عقلانية ورجولة ، وهذا المُوقف : موقفُ النَّبيّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام : " واللهِ يا عمِّ ، لو وضعوا الشَّمسَ ، في يميني ، والقمرَ في يساري ، ما تركتُ هذا الأمر ، حتى يُظهرهُ اللهُ أو أهلك دونهِ ". ( ورد في الأثر ).
عندئذٍ ، قالَ : " يا ابن أخي : افعلْ ما بدا لكَ ، واللهِ لنْ يصلوا إليكَ " .
وكانَ منْ أشدِ الذينَ ، حَمَوا النَّبيّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.
ذات مرَّةٍ : رأى النَّبيَّ كئيباً حزيناً ، فتحرَّى الأمر ، فعلمَ : أنَّ قريشاً ، قدْ آذتهُ ، وبالغتْ في إيقاعِ الأذى بهِ ، فنهضَ منْ فورهِ ، حاملاً سيفه بيمينهِ ، متأبطاً ذراع النَّبيِّ بيسارهِ ، حتى إذا وقفَ على الذينَ آذوهُ ، صاحَ فيهم :
" والذي يؤمن بهِ مُحمّدٌ ، لئنْ قامَ منكم أحدٌ ــــ لأعالجنهُ بسيفي ".
الأذى الذي نالهُ الرَّسول بعدَ وفاة عمّهِ :
وحينما ، توفيَ عمّ النَّبيّ : أبو طالب ، بالغتْ قريشٌ ، في إيذاءِ النَّبيِّ ، ونالتْ منهُ أشدَّ النيل !!! ، وبعدها ، كانَ الإسراءُ والمعراجُ ، مسحاً لجُراحاتِ الماضي , وكانَ أبو طالبٍ : شاعراً أريباً لبيباً ، قالَ مرَّةً : عنْ ابنِ أخيهِ :
لقدْ علمُوا أنَّ ابننا لا مُكــذّبٌلدينا و لا يُعنى بقولِ الأباطـلِ
حليمٌ رشيدٌ عادلٌ غير طائـشٌ يوالي إلهاً ليسَ عنهُ بغــافل
وأبيضيُستسقَى الغمام بوجههِ ثمال اليتامى عِصمة للأرامـلِ
حينما اشتدتْ ، وطأة المُشركينَ ، على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، وجَّه لعمّهِ تحيةً ، بعد موتهِ : يستحقها , قالَ :
" ما نالتْ مني قريشٌ ، شيئاً أكرههُ ، حتى ماتَ أبو طالب " . ( ورد في الأثر ).
قضى اللهُ في سنتهِ الكونيةِ أنْ يكونَ للنصرِ سبباً :
الحقيقة: كانَ أبو طالب ، السَّند الخارجي ، وكانت السَّيدة خديجة ، السَّند الداخلي ، الإنسان لهُ ، حياة خارج البيتِ ، ولهُ حياة ، داخل البيتِ ، فزوجته : كانتْ سنداً لهُ وسكناً ، والمرأة : كما تعلمونَ ، مُعينة لزوجِها .
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ الدُّنْيَا كُلَّهَا مَتَاعٌ ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا ـــ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ " . ( أخرجه النسائي : عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، في سننه ).
المرأةُ سكنٌ، الإنسان أحياناً ، إذا وفِّق في زواجهِ ، وحظِيَ بزوجةٍ صالحةٍ مؤمنةً ، فربما ، تُخففْ ، وتنسيهِ آلام العمل ، باهتمامِها , ورعايتِها ، وصبرِها ، ورضاها باليسيرِ .
فأريدُ : أنْ أعُلِق ، تعليقاً دقيقاً ، اللهُ عزَّ وجلَّ ، حينما ينصر عبداً ، لا ينصره بلا سبب ، ينصره بأسبابٍ أرضيّة ، عندما يقولُ ربنّا عزَّ وجلَّ : ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ( سورة الحج الآية : 38 ).
كيف؟ بأنْ ، يلهم إنسانًا ، يعرفكَ حقّ المعرفة ، فإنْ نالكَ أعداؤكَ بسوءٍ ، يهبّ ليدافع عنكَ ، وهو لا يدري : أنَّ اللهَ سُبحانه وتعالى ، وقَّتَ هذا الدّفاع ، وألهمهُ هذا الدّفاع ، وقدَّر هذا الدّفاع ، وأنْجحهُ :
﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ( سورة الحج الآية : 38 ).
وإنّ اللهَ عزَّ وجلَّ ، إذا أرادَ : أنْ ينصركَ ، جعلَ أسباباً أرضيّةً لذلكَ ، وإذا أرادَ أنْ : يخذلَ عبداً ، جعلَ أسباباً أرضيّةً لخُذلانهِ ، واللهُ عزَّ وجلَّ : هو مُسبب الأسبابِ ، وهو خالق الأسباب ، لكنَّ نصرهُ ، وتأديبهُ ، وبطشهُ : يتمّ وفقَ أسبابٍ أرضيّةٍ ، فيقولُ عليهِ الصَّلاة والسَّلام : " ما نالتْ مني قريشٌ شيئاً أكرههُ ، حتى ماتَ أبو طالب " .( ورد في الأثر ).
وقالَ مرَّةً يُخاطبهُ بعدَ موتهِ : " يا عمّ : ما أسرعَ ، ما وجدتُ فقدكَ " . ( ورد في الأثر ).
فقدْ كانَ لهُ ، دورٌ كبيرٌ ، في حمايةِ النَّبيّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام .
الرؤية التي رآها عبد المُطلب في منامهِ :
يتبع رجاءاً
جمعها مع التنسيق
عبد الله الراجي لعفوه ورضاه تعالى




2013 - 2014 - 2015 - 2016



sd]~Ekh ugdS ugdiA hgs~Qghl -2 !! 2013 2014 2015

 





  رد مع اقتباس
الإعجاب / الشكر
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام -2 !! 2013 2014 2015


المواضيع المتشابهه للموضوع: سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام -2 !! 2013 2014 2015
الموضوع
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام -1 !! 2013 2014 2015
مزاح النَّبيّ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ 2013 2014 2015
الحق صعب الحُصُول عليهِ 2013 2014 2015
فَلسَفة آلمَآضِي علىَ ضٍفَآفَ آلحَ ـآضٍر
أسماء بنت عميس رضي الله عنها


الساعة الآن 04:54 AM

الاتصال بنا - دريم كافيه - الأرشيف - إحصائيات الإعلانات - الأعلى

 



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By khloool

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

P.F.S. √ 1.1 BY: ! αʟαм ! © 2010

 

RSS - XML - HTML  - sitemap - sitemap2 - sitemap3 - خريطة المواضيع - خريطة الاقسام - nasserseo1 - nasserseo2

 

|
 

 
موقعكم تردد قناة اسماء بنات 2017 رمزيات صور رسائل