![]() |
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام -2 !! 2013 2014 2015
سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام -2 !!
حصريا على دريم كافيه 2013 - 2014 - 2015 - 2016 *سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 2 **سيرة**سيدّنا عليٍّ بن أبي طالبٍ عليهِ السَّلام**مِنْ دروسٍ**لفضيلةِ الدكتور : محمد راتب النابلسي**حفظه الله تعالى وبارك فيه وبارك في علمه وعمره آمين.**بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ**الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ , والصَّلاة والسَّلام على سيدِّنا مُحمَّدٍ الصَّادقِ الوعدِ الأمينِ , اللهمَّ لا علمَ لنا ، إلا ما علمتنا ، إنكَ أنتَ العليم الحكيم , اللهمَّ علمنا ما ينفعنا , وانفعنا بما علمتنا , وزدنا علماً , وأرنا الحقّ حقّاً , وارزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلاً , وارزقنا اجتنابه , واجعلنا مِمَنْ يستمعونَ القول فيتبعونَ أحسنهُ , وأدخلنا برحمتكَ في عبادكَ الصَّالحينَ** .**في أيامِ الد**ّ**عوةِ الأولى : رأى أبو طالب ، عمّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، ولدَه عليّاً يُصلّي خفيةً ، وراء رسول اللهِ عليه الصَّلاة والسَّلام ، وكانت هذه أول مرَّة ، يعلَم فيها ، أنَّ ابنهُ الصَّغير السِّن ، قدْ اتبعَ مُحمَّداً (صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ) ، وما اضطرب الطفل ، حينما رأى أباه يبصره مُصلِّياً ، ولمَّا أتمَّ صلاتهُ ، ذهبَ تلقاء والده , وقالَ لهُ في صراحةٍ وثباتٍ : " يا أبتِ ، لقد آمنتُ باللهِ وبرسولهِ ، وصدقتُ ، ما جاءَ بهِ واتبعتهُ " , ماذا قالَ الأب ؟ قالَ أبو طالب : " أما إنهُ ، لا يدعوكَ إلا إلى خيرٍ ـــفألزمهُ " .**فما أروع الأب ، في أيامنا هذهِ ، إذا علِمَ ، أنَّ ابنهُ التحقَ ، بمجلسِ علمٍ ، وأخذَ عنْ أستاذٍ موثوق بعلمهِ ، وأنَّ هذا الابن ، سلكَ طريقاً ، يقودهُ إلى الفلاحِ , إلى طريقِ العفافِ ، إلى طريقِ الصِّدقِ ، إلى طريقِ غض البصرِ ، إلى طريقِ تحرير الدَّخلِ ، ما أروع الأب ، الذي يقول لابنهِ : يا بُنيَ ـــ ألزمْ هذا المجلس ، فهذا التعليم ، والتوجيه السَّليم ، لنا جميعًا .**يا أي**َّ**ها الآباء **: إنِّي ، ليشتدُّ عجبي ، حينما أرى ، أباً راجح العقلِ ، إنْ رأى ابنهُ ، قد لزمَ مجلس علمٍ ، أو اتبعَ أهلّ الحقِّ ، أقامَ عليهِ النكير !!!! ، لماذا ؟ أيرضيكَ : أنْ يتقلب ابنكَ ، في متاهاتِ الضَّلالِ ؟**أيرضيكَ : أنْ ينتقل ابنكَ ، منْ مكانٍ ، إلى مكانٍ ، لا يُرضي اللهَ عزَّ وجلَّ ، وأنْ يُصاحب رفقاء السُّوءِ ، هلْ أنتَ راضٍ عنهُ إذاً ؟ .**مرَّةً ثانية **: رأى أبو طالب ، ابنه يُصلّي ، فقد رأى النَّبيَّ عليه الصَّلاة والسَّلام ، يُصلّي ، وقد وقفَ عليٌّ كرَّمَ اللهُ وجههُ على يمينهِ ، ولمحَ منْ بعيدٍ ، ولده جعفراً فناداهُ ، حتى إذا اقتربَ منهُ ، قالَ لهُ : " صِلْ جناح ابن عمّكَ ، وصلِّ عنْ يسارهِ " .**أي : إنَّ عليّاً عنْ يمينهِ ، وأنتَ عنْ يسارهِ ، هذا درسٌ بليغٌ للآباءِ ، فالأب الذي يرى ابنه ، قدْ اهتدى ، إلى سواءِ السَّبيلِ ، ينبغي : أنْ يفرحَ فرحاً ، لا يقدَّر بثمنٍ ، ينبغي : أنْ يغتبط لهذا الحدثِ ، ينبغي : أنْ يمتلئ قلبه سروراً ، ولو أنَّ أباً ، عرفَ مصير ابنه المُهتدي ، لأدرك أنهُ حازَ شرف الدُّنيا والآخرة ، لذلكَ وردَ ، في الحديثِ الشَّريفِ : عَنْ عَائِشَةَ رضيَ اللهُ عنها : قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : " إِنَّ أَطْيَبَ ، مَا أَكَلَ الرَّجُلُ ، مِنْ كَسْبِهِ ، وَإِنَّ وَلَدَ الرَّجُلِ ، مِنْ كَسْبِهِ " . ( أخرجه أحمد : عن عائشة ، في مسنده ).**موقف أبو طالب **، **منْ ردةِ فعل قريش ، على خبرِ مُحمَّد :**فأبو طالب **: **والد سيدِّنا عليٍّ كرَّمَ اللهُ وجههُ ، حينما تبيَّنَ لهُ ، أنَّ مُحمَّداً صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ــ صادقٌ ، وحينما جاؤوهُ يطلبونَ منهُ ، أنْ يُقنعَ ابن أخيهِ ــ مُحمَّداً صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، أنْ يكُفَّ عنْ دعوتهِ ، لئلا يُسفّه آلهة قريشٍ ، ويُسفّه أحلامها ، قالوا لهُ : يا أبا طالب : " إنَّ لكَ فينا سِناً وشرفاً ومنزلةً ، وإنِّا قدْ استنهيناكَ منْ ابنِ أخيكَ ، فلمْ تنههُ عنَّا ، وإنِّا لا نصبر على هذا ، منْ شتمِ آبائِنا ، وعيبِ آلهتِنا ، وتسفيهِ آلهتِنا ، فإمّا أنْ تكُفَّهُ عنَّا ، أو ننازلهُ وإياكَ ، حتى يهلك منا ، أحد الفريقينِ " ، فلمَّا عرضَ ، على ابنِ أخيهِ ، هذا العرض , قالَ قولتهُ الشَّهيرة : " واللهِ يا عمِّ : لو وضعوا الشَّمسَ في يميني ، والقمرَ في يساري ، ما تركتُ هذا الأمر ، حتى يُظهرهُ اللهُ أو أهلك دونهِ ".**( ورد في الأثر )**.**هذهِ العبارةِ**: ** التي قالها النَّبيُّ ، هي عبارةٌ خالدةٌ ، وهي تعني الثبات على المبدأِ .**الآن** : النموذج ، الرائج بينَ الناسِ , شخصٌ يبحثُ عنْ مصالحهِ ، يتلَّونَ ألف لونٍ ولون ، ويغيِّر كلامه عشرات المراتِ ، لكنَّ الرَّجلَ ، الذي يأخذ بمجامعِ القلوبِ ، هو رجلُ المبدأِ ، فإمّا ، أنْ تكونَ صاحب مصلحةٍ أو صاحب مبدأٍ ، والإنسان الثابت على مبدئهِ ، فيهِ عقلانية ورجولة ، وهذا المُوقف : موقفُ النَّبيّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام : " واللهِ يا عمِّ ، لو وضعوا الشَّمسَ ، في يميني ، والقمرَ في يساري ، ما تركتُ هذا الأمر ، حتى يُظهرهُ اللهُ أو أهلك دونهِ ". ( ورد في الأثر ).**عندئذٍ ، قالَ : " يا ابن أخي : افعلْ ما بدا لكَ ، واللهِ لنْ يصلوا إليكَ " .**وكانَ منْ أشدِ الذينَ ، حَمَوا النَّبيّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ**.**ذات مرَّةٍ **: رأى النَّبيَّ كئيباً حزيناً ، فتحرَّى الأمر ، فعلمَ : أنَّ قريشاً ، قدْ آذتهُ ، وبالغتْ في إيقاعِ الأذى بهِ ، فنهضَ منْ فورهِ ، حاملاً سيفه بيمينهِ ، متأبطاً ذراع النَّبيِّ بيسارهِ ، حتى إذا وقفَ على الذينَ آذوهُ ، صاحَ فيهم :**" والذي يؤمن بهِ مُحمّدٌ ، لئنْ قامَ منكم أحدٌ ــــ لأعالجنهُ بسيفي ".**الأذى الذي نالهُ الر**َّ**سول بعدَ وفاة عم**ّ**هِ :**وحينما **، **توفيَ عمّ النَّبيّ : أبو طالب ، بالغتْ قريشٌ ، في إيذاءِ النَّبيِّ ، ونالتْ منهُ أشدَّ النيل !!! ، وبعدها ، كانَ الإسراءُ والمعراجُ ، مسحاً لجُراحاتِ الماضي , وكانَ أبو طالبٍ : شاعراً أريباً لبيباً ، قالَ مرَّةً : عنْ ابنِ أخيهِ :**لقدْ علمُوا أنَّ ابننا لا مُكــذّبٌ**لدينا و لا يُعنى بقولِ الأباطـلِ**حليمٌ رشيدٌ عادلٌ غير طائـشٌ ** يوالي إلهاً ليسَ عنهُ بغــافل**وأبيض**يُستسقَى الغمام بوجههِ ** ثمال اليتامى عِصمة للأرامـلِ**حينما اشتدتْ ، وطأة المُشركينَ ، على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، وجَّه لعمّهِ تحيةً ، بعد موتهِ : يستحقها , قالَ :**" ما نالتْ مني قريشٌ ، شيئاً أكرههُ ، حتى ماتَ أبو طالب "** .** ( ورد في الأثر ).**قضى اللهُ في سنتهِ الكونيةِ أن**ْ** يكونَ للنصرِ سبباً :**الحقيقة**: **كانَ أبو طالب ، السَّند الخارجي ، وكانت السَّيدة خديجة ، السَّند الداخلي ، الإنسان لهُ ، حياة خارج البيتِ ، ولهُ حياة ، داخل البيتِ ، فزوجته : كانتْ سنداً لهُ وسكناً ، والمرأة : كما تعلمونَ ، مُعينة لزوجِها .**فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ الدُّنْيَا كُلَّهَا مَتَاعٌ ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا ـــ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ " . ( أخرجه النسائي : عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، في سننه ).**المرأةُ سكنٌ**، الإنسان أحياناً ، إذا وفِّق في زواجهِ ، وحظِيَ بزوجةٍ صالحةٍ مؤمنةً ، فربما ، تُخففْ ، وتنسيهِ آلام العمل ، باهتمامِها , ورعايتِها ، وصبرِها ، ورضاها باليسيرِ .**فأريدُ : أنْ أعُلِق ، تعليقاً دقيقاً ، اللهُ عزَّ وجلَّ ، حينما ينصر عبداً ، لا ينصره بلا سبب ، ينصره بأسبابٍ أرضيّة ، عندما يقولُ ربنّا عزَّ وجلَّ : **﴿** إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ **﴾**( سورة الحج الآية : 38 ).**كيف**؟ بأنْ ، يلهم إنسانًا ، يعرفكَ حقّ المعرفة ، فإنْ نالكَ أعداؤكَ بسوءٍ ، يهبّ ليدافع عنكَ ، وهو لا يدري : أنَّ اللهَ سُبحانه وتعالى ، وقَّتَ هذا الدّفاع ، وألهمهُ هذا الدّفاع ، وقدَّر هذا الدّفاع ، وأنْجحهُ :**﴿**إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ **﴾**( سورة الحج الآية : 38 ).**وإنّ الله**َ** عزَّ وجلَّ ، إذا أرادَ : أنْ ينصركَ ، جعلَ أسباباً أرضيّةً لذلكَ ، وإذا أرادَ أنْ : يخذلَ عبداً ، جعلَ أسباباً أرضيّةً لخُذلانهِ ، واللهُ عزَّ وجلَّ : هو مُسبب الأسبابِ ، وهو خالق الأسباب ، لكنَّ نصرهُ ، وتأديبهُ ، وبطشهُ : يتمّ وفقَ أسبابٍ أرضيّةٍ ، فيقولُ عليهِ الصَّلاة والسَّلام : " ما نالتْ مني قريشٌ شيئاً أكرههُ ، حتى ماتَ أبو طالب " .( ورد في الأثر ).**وقالَ مرَّةً يُخاطبهُ بعدَ موتهِ **: " يا عمّ : ما أسرعَ ، ما وجدتُ فقدكَ " . ( ورد في الأثر ).**فقدْ كانَ لهُ ، دورٌ كبيرٌ ، في حمايةِ النَّبيّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام .**الرؤية التي رآها عبد الم**ُ**طلب في منامهِ :**يتبع رجاءاً**جمعها مع التنسيق**عبد الله الراجي لعفوه ورضاه تعالى* سيدُّنا عليٍ عليهِ السَّلام - 2 سيرة سيدّنا عليٍّ بن أبي طالبٍ عليهِ السَّلام مِنْ دروسٍ لفضيلةِ الدكتور : محمد راتب النابلسي حفظه الله تعالى وبارك فيه وبارك في علمه وعمره آمين. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ , والصَّلاة والسَّلام على سيدِّنا مُحمَّدٍ الصَّادقِ الوعدِ الأمينِ , اللهمَّ لا علمَ لنا ، إلا ما علمتنا ، إنكَ أنتَ العليم الحكيم , اللهمَّ علمنا ما ينفعنا , وانفعنا بما علمتنا , وزدنا علماً , وأرنا الحقّ حقّاً , وارزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلاً , وارزقنا اجتنابه , واجعلنا مِمَنْ يستمعونَ القول فيتبعونَ أحسنهُ , وأدخلنا برحمتكَ في عبادكَ الصَّالحينَ . في أيامِ الدّعوةِ الأولى : رأى أبو طالب ، عمّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، ولدَه عليّاً يُصلّي خفيةً ، وراء رسول اللهِ عليه الصَّلاة والسَّلام ، وكانت هذه أول مرَّة ، يعلَم فيها ، أنَّ ابنهُ الصَّغير السِّن ، قدْ اتبعَ مُحمَّداً (صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ) ، وما اضطرب الطفل ، حينما رأى أباه يبصره مُصلِّياً ، ولمَّا أتمَّ صلاتهُ ، ذهبَ تلقاء والده , وقالَ لهُ في صراحةٍ وثباتٍ : " يا أبتِ ، لقد آمنتُ باللهِ وبرسولهِ ، وصدقتُ ، ما جاءَ بهِ واتبعتهُ " , ماذا قالَ الأب ؟ قالَ أبو طالب : " أما إنهُ ، لا يدعوكَ إلا إلى خيرٍ ـــفألزمهُ " . فما أروع الأب ، في أيامنا هذهِ ، إذا علِمَ ، أنَّ ابنهُ التحقَ ، بمجلسِ علمٍ ، وأخذَ عنْ أستاذٍ موثوق بعلمهِ ، وأنَّ هذا الابن ، سلكَ طريقاً ، يقودهُ إلى الفلاحِ , إلى طريقِ العفافِ ، إلى طريقِ الصِّدقِ ، إلى طريقِ غض البصرِ ، إلى طريقِ تحرير الدَّخلِ ، ما أروع الأب ، الذي يقول لابنهِ : يا بُنيَ ـــ ألزمْ هذا المجلس ، فهذا التعليم ، والتوجيه السَّليم ، لنا جميعًا . يا أيَّها الآباء : إنِّي ، ليشتدُّ عجبي ، حينما أرى ، أباً راجح العقلِ ، إنْ رأى ابنهُ ، قد لزمَ مجلس علمٍ ، أو اتبعَ أهلّ الحقِّ ، أقامَ عليهِ النكير !!!! ، لماذا ؟ أيرضيكَ : أنْ يتقلب ابنكَ ، في متاهاتِ الضَّلالِ ؟ أيرضيكَ : أنْ ينتقل ابنكَ ، منْ مكانٍ ، إلى مكانٍ ، لا يُرضي اللهَ عزَّ وجلَّ ، وأنْ يُصاحب رفقاء السُّوءِ ، هلْ أنتَ راضٍ عنهُ إذاً ؟ . مرَّةً ثانية : رأى أبو طالب ، ابنه يُصلّي ، فقد رأى النَّبيَّ عليه الصَّلاة والسَّلام ، يُصلّي ، وقد وقفَ عليٌّ كرَّمَ اللهُ وجههُ على يمينهِ ، ولمحَ منْ بعيدٍ ، ولده جعفراً فناداهُ ، حتى إذا اقتربَ منهُ ، قالَ لهُ : " صِلْ جناح ابن عمّكَ ، وصلِّ عنْ يسارهِ " . أي : إنَّ عليّاً عنْ يمينهِ ، وأنتَ عنْ يسارهِ ، هذا درسٌ بليغٌ للآباءِ ، فالأب الذي يرى ابنه ، قدْ اهتدى ، إلى سواءِ السَّبيلِ ، ينبغي : أنْ يفرحَ فرحاً ، لا يقدَّر بثمنٍ ، ينبغي : أنْ يغتبط لهذا الحدثِ ، ينبغي : أنْ يمتلئ قلبه سروراً ، ولو أنَّ أباً ، عرفَ مصير ابنه المُهتدي ، لأدرك أنهُ حازَ شرف الدُّنيا والآخرة ، لذلكَ وردَ ، في الحديثِ الشَّريفِ : عَنْ عَائِشَةَ رضيَ اللهُ عنها : قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : " إِنَّ أَطْيَبَ ، مَا أَكَلَ الرَّجُلُ ، مِنْ كَسْبِهِ ، وَإِنَّ وَلَدَ الرَّجُلِ ، مِنْ كَسْبِهِ " . ( أخرجه أحمد : عن عائشة ، في مسنده ). موقف أبو طالب ، منْ ردةِ فعل قريش ، على خبرِ مُحمَّد : فأبو طالب : والد سيدِّنا عليٍّ كرَّمَ اللهُ وجههُ ، حينما تبيَّنَ لهُ ، أنَّ مُحمَّداً صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ــ صادقٌ ، وحينما جاؤوهُ يطلبونَ منهُ ، أنْ يُقنعَ ابن أخيهِ ــ مُحمَّداً صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، أنْ يكُفَّ عنْ دعوتهِ ، لئلا يُسفّه آلهة قريشٍ ، ويُسفّه أحلامها ، قالوا لهُ : يا أبا طالب : " إنَّ لكَ فينا سِناً وشرفاً ومنزلةً ، وإنِّا قدْ استنهيناكَ منْ ابنِ أخيكَ ، فلمْ تنههُ عنَّا ، وإنِّا لا نصبر على هذا ، منْ شتمِ آبائِنا ، وعيبِ آلهتِنا ، وتسفيهِ آلهتِنا ، فإمّا أنْ تكُفَّهُ عنَّا ، أو ننازلهُ وإياكَ ، حتى يهلك منا ، أحد الفريقينِ " ، فلمَّا عرضَ ، على ابنِ أخيهِ ، هذا العرض , قالَ قولتهُ الشَّهيرة : " واللهِ يا عمِّ : لو وضعوا الشَّمسَ في يميني ، والقمرَ في يساري ، ما تركتُ هذا الأمر ، حتى يُظهرهُ اللهُ أو أهلك دونهِ ".( ورد في الأثر ). هذهِ العبارةِ: التي قالها النَّبيُّ ، هي عبارةٌ خالدةٌ ، وهي تعني الثبات على المبدأِ . الآن : النموذج ، الرائج بينَ الناسِ , شخصٌ يبحثُ عنْ مصالحهِ ، يتلَّونَ ألف لونٍ ولون ، ويغيِّر كلامه عشرات المراتِ ، لكنَّ الرَّجلَ ، الذي يأخذ بمجامعِ القلوبِ ، هو رجلُ المبدأِ ، فإمّا ، أنْ تكونَ صاحب مصلحةٍ أو صاحب مبدأٍ ، والإنسان الثابت على مبدئهِ ، فيهِ عقلانية ورجولة ، وهذا المُوقف : موقفُ النَّبيّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام : " واللهِ يا عمِّ ، لو وضعوا الشَّمسَ ، في يميني ، والقمرَ في يساري ، ما تركتُ هذا الأمر ، حتى يُظهرهُ اللهُ أو أهلك دونهِ ". ( ورد في الأثر ). عندئذٍ ، قالَ : " يا ابن أخي : افعلْ ما بدا لكَ ، واللهِ لنْ يصلوا إليكَ " . وكانَ منْ أشدِ الذينَ ، حَمَوا النَّبيّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ. ذات مرَّةٍ : رأى النَّبيَّ كئيباً حزيناً ، فتحرَّى الأمر ، فعلمَ : أنَّ قريشاً ، قدْ آذتهُ ، وبالغتْ في إيقاعِ الأذى بهِ ، فنهضَ منْ فورهِ ، حاملاً سيفه بيمينهِ ، متأبطاً ذراع النَّبيِّ بيسارهِ ، حتى إذا وقفَ على الذينَ آذوهُ ، صاحَ فيهم : " والذي يؤمن بهِ مُحمّدٌ ، لئنْ قامَ منكم أحدٌ ــــ لأعالجنهُ بسيفي ". الأذى الذي نالهُ الرَّسول بعدَ وفاة عمّهِ : وحينما ، توفيَ عمّ النَّبيّ : أبو طالب ، بالغتْ قريشٌ ، في إيذاءِ النَّبيِّ ، ونالتْ منهُ أشدَّ النيل !!! ، وبعدها ، كانَ الإسراءُ والمعراجُ ، مسحاً لجُراحاتِ الماضي , وكانَ أبو طالبٍ : شاعراً أريباً لبيباً ، قالَ مرَّةً : عنْ ابنِ أخيهِ : لقدْ علمُوا أنَّ ابننا لا مُكــذّبٌلدينا و لا يُعنى بقولِ الأباطـلِ حليمٌ رشيدٌ عادلٌ غير طائـشٌ يوالي إلهاً ليسَ عنهُ بغــافل وأبيضيُستسقَى الغمام بوجههِ ثمال اليتامى عِصمة للأرامـلِ حينما اشتدتْ ، وطأة المُشركينَ ، على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، وجَّه لعمّهِ تحيةً ، بعد موتهِ : يستحقها , قالَ : " ما نالتْ مني قريشٌ ، شيئاً أكرههُ ، حتى ماتَ أبو طالب " . ( ورد في الأثر ). قضى اللهُ في سنتهِ الكونيةِ أنْ يكونَ للنصرِ سبباً : الحقيقة: كانَ أبو طالب ، السَّند الخارجي ، وكانت السَّيدة خديجة ، السَّند الداخلي ، الإنسان لهُ ، حياة خارج البيتِ ، ولهُ حياة ، داخل البيتِ ، فزوجته : كانتْ سنداً لهُ وسكناً ، والمرأة : كما تعلمونَ ، مُعينة لزوجِها . فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ الدُّنْيَا كُلَّهَا مَتَاعٌ ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا ـــ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ " . ( أخرجه النسائي : عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، في سننه ). المرأةُ سكنٌ، الإنسان أحياناً ، إذا وفِّق في زواجهِ ، وحظِيَ بزوجةٍ صالحةٍ مؤمنةً ، فربما ، تُخففْ ، وتنسيهِ آلام العمل ، باهتمامِها , ورعايتِها ، وصبرِها ، ورضاها باليسيرِ . فأريدُ : أنْ أعُلِق ، تعليقاً دقيقاً ، اللهُ عزَّ وجلَّ ، حينما ينصر عبداً ، لا ينصره بلا سبب ، ينصره بأسبابٍ أرضيّة ، عندما يقولُ ربنّا عزَّ وجلَّ : ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ﴾( سورة الحج الآية : 38 ). كيف؟ بأنْ ، يلهم إنسانًا ، يعرفكَ حقّ المعرفة ، فإنْ نالكَ أعداؤكَ بسوءٍ ، يهبّ ليدافع عنكَ ، وهو لا يدري : أنَّ اللهَ سُبحانه وتعالى ، وقَّتَ هذا الدّفاع ، وألهمهُ هذا الدّفاع ، وقدَّر هذا الدّفاع ، وأنْجحهُ : ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ﴾( سورة الحج الآية : 38 ). وإنّ اللهَ عزَّ وجلَّ ، إذا أرادَ : أنْ ينصركَ ، جعلَ أسباباً أرضيّةً لذلكَ ، وإذا أرادَ أنْ : يخذلَ عبداً ، جعلَ أسباباً أرضيّةً لخُذلانهِ ، واللهُ عزَّ وجلَّ : هو مُسبب الأسبابِ ، وهو خالق الأسباب ، لكنَّ نصرهُ ، وتأديبهُ ، وبطشهُ : يتمّ وفقَ أسبابٍ أرضيّةٍ ، فيقولُ عليهِ الصَّلاة والسَّلام : " ما نالتْ مني قريشٌ شيئاً أكرههُ ، حتى ماتَ أبو طالب " .( ورد في الأثر ). وقالَ مرَّةً يُخاطبهُ بعدَ موتهِ : " يا عمّ : ما أسرعَ ، ما وجدتُ فقدكَ " . ( ورد في الأثر ). فقدْ كانَ لهُ ، دورٌ كبيرٌ ، في حمايةِ النَّبيّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام . الرؤية التي رآها عبد المُطلب في منامهِ : يتبع رجاءاً جمعها مع التنسيق عبد الله الراجي لعفوه ورضاه تعالى 2013 - 2014 - 2015 - 2016 |
الساعة الآن 03:55 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By khloool