بســم الله الرحــمن الرحيم
الســلام عليكم ورحمة الله وبركاته
____________________ ,*
تنتظم الحياة الاجتماعية في الإسلام
نظام العيش بأسرة يُنتقى أصلها المكوّن من الزوج والزوجة بعناية واهتمام ، ويرضخ المقترنان لنظام مرسوم بأجر من الله معلوم ، وسعادة وحبور .
ففي الحياة في الأسرة يتكفّل الرجل بالإعالة ، ويمدّه الله بالمال والإعانة، عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : ( التمسوا الرزق بالنكاح)
كما يجعله الزواج محصناً في بيته محبوباً محترماً ، وفي كبر سنه مكفولاً بالرعاية حتّى النهاية ، وذلك بسبب ما وعد الله الأولاد من توفيق وثواب إذا رضي عنهما الوالدان ، كما يكون في الآخرة الأجر والثواب
والمرأة في بيتها ترعى المال والعيال ، وتؤجر برعايتها مثل المجاهدين من الرجال
والرجل والمرأة كلاهما يحصدان في بيتهما من الأجر ما يكون لهما ذخراً أبد الدهر
ففي النفقة على المرأة أجر ، وفي رضى زوجها أجر ، وفي تنشئة البنين والبنات ، وفي فقدان من لم يكتب له عمر أجر
وبعد كل هذا الخير يأتي الأشرار ليقطعوا عنّا هذا الخير الحاصل من حياة رجل وامرأة في أسرة آمنة مسلمة بعدة وسائل :
أولها سياسة بعيدة المدى تقتضي تأخير سنّ الزواج ، وتعسير أمر إتمامه ، وتهوين الفاحشة وتسميتها بأسماء أخرى ( كالصداقة ) وترويج التبذل والانحطاط ، وجذب الرجال خارج بيوتهم ، وتأليبهم على زوجاتهم ، وتحريض المرأة ضد الرجل بتمكينها تارة من الخلع وأخرى بالمساواة على إطلاقها ، ومن ثمّ وقوع ضحايا من البنات والأبناء تفتح لهم آفاق الانفلات ، وينزلقون إلى أسفل الدرجات في سلّم الأخلاق ، ويضيّع الوالدان وهما كبار ، وتنحسر آيات الرحمة بين البشر ، وهذا ما لا نرضاه.
إنّ ما وصل إلينا لن يكون ملزماً إذا ما قاومناه ، فلكل داء دواء وعلاج ، الأهل يعملون على تيسير الزواج بشكل فعّال وعمليّ ، والخطباء يحذرون من الرذائل وما تجلبه من أخطار ، والأسر المسلمة تقوي أفرادها ثقافياً وماديّاً ، والجميع يأتمر بما قال الله ورسوله ، وعلى ضوء ذلك يطالب بحقوقه ، ويعرف واجباته وحدود ما شرع الله .
وإذا ما حدث ذلك فلن تمحو هويتنا أية فكرة أو أي مخطط ، وسنكون أقوى من مكرهم،
وليستمعوا كيف رغّب النبي عليه الصلاة والسلام بثواب للمرأة وزوجها يحصلانه وهما ينعمان بتواصل جسدي وروحي ، كما ورد في الجامع الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنّه قال : " إن الرجل إذا نظر إلى امرأته ونظرت إليه نظر الله إليهما نظرة رحمة ، فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما " .
وفي ظلال هذه
الاسرة الآمنة المطمئنة ينشأ أبناء الإسلام أصحاء أقوياء قادرين على إعمار الأرض بنور من الله وهدي من رسوله الكريم