السياحة الدينية المزارات الدينية الإسلامية في مصر الكثير من المساجد والجوامع التاريخية الهامة ومنها مسجد الحاكم بأمر الله وكذلك مساجد آل البيت ومنها مسجد الحسين والسيدة زينب كما أن هناك مساجد تاريخية أخرى منها مسجد الرفاعي الذي دفن فيه أعضاء الأسرة المالكة ، وجامع محمد على ، وهو أحد أهم النقاط في البرامج السياحية التي تنظمها الشركات. السيدة زينب :
السيدة زينب بنت علي هي ابنة علي بن أبي طالب من فاطمة الزهراء والمشهورة بلقب الحوراء. وهي التي شهدت مع أخيها معركة كربلاء الشهيرة. فهو: الإمام علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن هاشم بن عبد مناف ، ابن عم رسول الله، الإمام الأول لدى الشيعه ومن كبار الصحابة ومن افضلهم مكانه لدى السنه . أمها الملقبة بسيدة نساء العالمين، الصديقة فاطمة الزهراء بنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، ولدت لسنتين من المبعث.وقيل لخمس بعد المبعث، وقيل: قبله. وتزوجهاعلي بن أبي طالب بعد الهجرة بسنة واحدة. قاست ما قاست وتحملت من الاذى ما لم تتحمله امراه من النساء أخويها هما الحسن بن علي و الحسين بن علي. . واخويها من غير ام هما و أبا الفضل العباس ومحمد بن الحنفيه صور مسجد السيدة زينب :
2- مسجد الامام الحسين : هو مسجد الإمام الحسين بن علي في القاهرة بمصر .
بنى المسجد في عهد الفاطميين سنة 549 هجرية الموافق لسنة 1154 ميلادية تحت إشراف الوزير الصالح طلائع، ويضم المسجد 3 أبواب مبنية بالرخام الأبيض تطل على خان الخليلي، وباباً آخر بجوار القبة ويعرف بالباب الأخضر. وسمي المسجد بهذا الإسم نظراً لإعتقاد الناس أن رأس الإمام الحسين مدفون فيه، حيث أن الكثير من الروايات تحكى أنه مع بداية الحروب الصليبية خاف حاكم مصر الخليفة الفاطمي على الرأس الشريف من الأذى الذى قد يلحق بها في مكانها الأول في مدينة عسقلان بفلسطين، فأرسل يطلب قدوم الرأس إلى مصر و حمل الرأس الشريف إلى مصر ودفن في مكانه الحالى وأقيم المسجد عليه. وهذه مقولات لم يعرف صحتها بعد .
يقع المسجد في القاهرة القديمة في الحى الذى سمى بإسم الإمام (حي الحسين) و بجوار المسجد أيضا يوجد خان الخليلي الشهير و الجامع الأزهر
مسجد الحاكم بأمررالله الفاطمي :
جامع الحاكم بأمر الله مسجد بني عام 380 هـ في عهد العزيز بالله الفاطمي الذي بدأ في سنة 379هـ ( 989م) في بناء مسجد آخر خارج باب الفتوح ولكنه توفى قبل اتمامه فأتمه ابنه الحاكم بأمر الله 403هـ ( 1012-1013م) لذا نسب إليه وصار يعرف بجامع الحاكم. ويبلغ طوله 120,5 مترا وعرضه 113 مترا فمساحته اقل من مساحة جامع عمرو وفى نهايتى واجهته البحرية ( الشمالية الغربية ) وتوجد المئذنتان ويحيط بهما قاعدتان عظيمتان هـرميتا الشكل وتتركب كل قاعدة من مكعبين يعلو أحدهما الآخر والمكعب العلوى موضوع إلى الخلف قليلا فوق السفلى ويبلغ ارتفاع الأخـير ارتفاع أسوار الجامع وتبرز من كل من المكعبين العلويين مئذنة مثمنة الشكل وفى منتصف هـذه الواجهة البحرية وبين المئذنتين يوجد مدخل الجامع الأثرى وهـو أول مدخل بارز بنى في جامع القـاهـرة يغطيه قبو اسطوانى عرضه 48ر3 مترا وطوله 50ر5مترا وفى نهايته باب عرضه 21ر2مترا ومعقود بعقد أفقى من الحجر وهـذا العقد والحائط الموجود فيه حديثا البناء ويوجد في المدخل عن اليمين وعن اليسار بقايا نقوش بديعة ارتفاعها 60ر1مترا تكون طبانا في المدخل ويؤدى المدخل إلى صحن الجامع الذي تحيط به الأواوين.
جامع مخمد علي : جامع محمد علي ، جامع بناه محمد علي باشا في قلعة صلاح الدين حيث كان مقر حكمه ، أطلق عليه الناس اسم جامع المرمر وهو نوع من أنواع الرخام المعروف برخام الألابستر المستورد من المحاجر ببني سويف .
تذكر المراجع والمصادر المختلفه انه لما انتهى محمد علي من اصلاح قلعة صلاح الدين الأيوبي و انشاء المدارس والقصور والمدارس ،, قرر أن يبني جامعا تقام فيه الصلوات ويكون به مدفن يدفن به. تم تصميم المبنى من قبل المهندس المعماري التركي "يوسف بوشناق" حيث تم وضع تصميمه على غرار تصميم مسجد السلطان أحمد بالأستانة ولكن مع بغض التغييرات الطفيفة . بدأ العمل بانشاء الجامع عام 1830 وتواصل العمل بلا انقطاع حتى وفاة محمد علي سنة 1845 ، حيث دفن في المقبرة التي كان قد أعدها لنفسه . في عهد الخديو عباس باشا الأول ،تم اتمام أعمال النقش بالبوابات وأعمال الرخام ، كما أمر بتعيين القراء و رصد الخيرات على الجامع . في عهد سعيد باشا تم عمل احتفالات رسمية لمدة خمس ليال من كل عام وهي ليلة الاسراء و المعراج ، ليلة النصف من شعبان ، ثم ثلاث ليال من شهر رمضان هي ليلة 13 ذكري وفاة محمد علي ، وليلة 14 رمضان حين تم دفنه ،وأخيرا ليلة القدر . في عهد الخديو إسماعيل ،, تم عمل أبواب نحاسية جديدة للجامع وأحاطه بالأسوار و أنشأ له دورة مياه . في عصر الملك فؤاد ،, قامت لجنة حفظ الآثار العربية بازالة القبة الكبيرة وما حولها من قباب صغيرة ليعاد بناءها مرة أخرى مع مراعاة الأبعاد المعمارية الأصلية من حيث التصميم والزخارف .
الجامع الازهر : الجامع الأزهر (359-361 هجرية) (970-972 م). هو من أهم المساجد في مصر وأشهرها في العالم الإسلامي. وهو جامع وجامعة منذ أكثر من ألف عام، بالرغم من أنه أنشأ لغرض نشر المذهب الشيعي عندما تم فتح مصر على يد جوهر الصقلي قائد المعز لدين الله أول الخلفاء الفاطميين بمصر، الا أنه حاليا يدرس الإسلام حسب المذهب السني. وبعدما أسس مدينة القاهرة شرع في شهر جمادى الأول سنة 359 هجرية = 970م في إنشاء الجامع الأزهر وأتمه في شهر رمضان سنة 361 هجرية = 972م فهو بذلك أول جامع أنشى في مدينة القاهرة وهو أقدم أثر فاطمي قائم بمصر. وقد اختلف المؤرخون في أصل تسمية هذا الجامع، والراجح أن الفاطميين سموه بالأزهر تيمنا بفاطمة الزهراء بنت الرسول وإشادة بذكراها. جامعا ومدرسة لتخريج الدعاة الفاطميين, ليروجوا للمذهب الإسماعيلي الشيعي (الشيعة السبعية) الذي كان مذهب الفاطميين. وكان بناؤه في اعقاب فتح جوهر لمصر في 11 شعبان سنة 358 هـ /يوليو 969م. حيث وضع أساس مدينة القاهرة في 17 شعبان سنة 358 هـ لتكون العاصمة للدوة الفاطمية القادمة من المهدية بتونس ومدينة الجند غربي جبل المقطم . ووضع أساس قصر الخليفة المعز لدين اللَّه وحجر آساس الجامع الأزهر في 14 رمضان سنة 359 هـ / 970م.
تعالو بقى نروح اللاسكندرية
هيا بنا معآ في جولة الي مكتبة الأسكندرية ( من الداخل والخارج )
يقع بمنطقة الأنفوشي ويمتاز بمنارته الشاهقة الارتفاع وقبابه الأربع
وقد ظل قبر أبي العباس المرسى قائما عند الميناء الشرقية بالإسكندرية بلا بناء حتى كان عام 706
هـ.(1307م) فزاره الشيخ زين الدين القطان كبير تجار الإسكندرية و بني عليه ضريحا و قبة و انشأ له
مسجدا حسنا و جعل له منارة مربعة الشكل و أوقف عليه بعض أمواله و أقام له إماما و خطيبا و خدما
أبو العباس المرسى هو الأمام شهاب الدين أبو العباس احمد بن عمر بن علي الخزرجي الأنصاري المرسى البلنسي
يتصل نسبه بالصحابي الجليل سعد بن عبادة الأنصاري (رضي الله عنه) سيد الخزرج و صاحب سقيفة بن ساعدة
التي تمت فيها البيعة لأبي بكر الصديق بالخلافة ..و كان جده الأعلى قيس بن سعد أميرا علي مصر
من قبل الإمام علي كرم الله وجهه عام 36هـ.(656)م
و لقد ولد أبو العباس المرسى بمدينة مرسيه سنة 616هـ.(1219م) و نشأ بها و هي احدي مدن الأندلس
و إليها نسب فقيل المرسى. و لما بلغ سن التعليم بعثه أبوه إلي المعلم ليحفظ القرآن الكريم
و يتعلم القراءة و الكتابة و الخط و الحساب. و حفظ القرآن في عام واحد و كان والده عمر بن علي
من تجار مرسيه فلما استوت معارف أبي العباس و ظهرت عليه علائم النجابة ألحقه والده بأعماله في التجارة
و صار يبعثه مع أخيه الأكبر أبو عبد الله فتدرب علي شؤون الأخذ و العطاء و طرق المعاملات
و استفاد من معاملات الناس و أخلاقهم .
و في عام 640هـ. (1242م) كانت له مع القدر حكاية عظيمة و ذلك حين صحبه و الده مع أخيه و أمه
عند ذهابه إلي الحج فركبوا البحر عن طريق الجزائر حتى إذا قاربوا الشاطيء هبت عليهم ريح عاصفة
غرقت السفينة غير أن عناية الله تعالي أدركت أبا العباس و أخاه فنجاهما الله من الغرق ...
و قصدا تونس وأقاما فيها و اتجه أخوه محمد إلي التجارة و اتجه أبو العباس إلي تعليم الصبيان الخط و الحساب و القراءة و حفظ القرآن الكريم
و كان لأبي العباس في تونس مع القدر حكاية أخري حددت مستقبله و أثرت علي اتجاهه فيما بعد ذلك
انه تصادف وجود أبي الحسن الشاذلي علي مقربة منه في تونس و يروي أبو العباس نفسه عن
لقاءه بأستاذه الشيخ أبي الحسن الشاذلي فيقول:
" لما نزلت بتونس و كنت أتيت من مرسيه بالأندلس و أنا إذ ذاك شاب سمعت عن الشيخ أبي الحسن الشاذلي و عن علمه و زهده و ورعه فذهبت إليه و تعرفت عليه فأحببته ورافقته " .
ولازم أبو العباس شيخه أبا الحسن الشاذلي من يومها ملازمه تامة و صار لا يفارقه في سفر ولا في حضر،
ورأي الشيخ الشاذلي في أبي العباس طيب النفس و طهارة القلب و الاستعداد الطيب للإقبال علي الله
فغمره بعنايته و اخذ في تربيته ليكون خليفة له من بعده و قال له يوما يا أبا العباس
ما صحبتك إلا أن تكون أنت أنا و أنا أنت , و قد تزوج أبو العباس من ابنة شيخه الشاذلي
و أنجب منها محمد و احمد وبهجه التي تزوجها الشيخ ياقوت العرش.
أما أبو الحسن الشاذلي فهو تقي الدين أبو الحسن علي بن عبد الجبار الشريف الإدريسي مؤسس الطريقة الشاذلية و أستاذ أبي العباس فينتهي نسبه إلي الأدارسه الحسينيين سلاطين المغرب الأقصى.
و في عام 642هـ. 1244م. خرج أبو الحسن الشاذلي إلي الحج و سافر إلي مصر عبر الإسكندرية
و كان معه جماعة من العلماء و الصالحين و علي رأسهم الشيخ أبو العباس المرسى
و أخوه أبو عبد الله جمال الدين محمد و أبو العزائم ماضي. وقد حج الشيخ أبو الحسن الشاذلي
و عاد إلي تونس و أقام بها و لحق به أبو العباس المرسى ثم وفدوا جميعا إلي مصر للإقامة الدائمة بها
و اتخذ من الإسكندرية مقاما له و لأصحابه و لما قدموا إلي الإسكندرية نزلوا عند عمود السواري
و كان ذلك في عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب( في عصر الدولة الأيوبية)
و لما استقروا بالإسكندرية اتخذ الشاذلي دارا في كوم الدكة نزل بها هو و أصحابه
و علي رأسهم أبو العباس و بدأوا يدعون إلي الله في كل مكان حتى قصدهم العلماء و الفضلاء و لازم مجالسهم الطلاب و المريدون و ذاع صيتهم في الديار المصرية
و قد اختار الشيخ أبو الحسن الشاذلي جامع العطارين لإلقاء دروسه فيه و عقد حلقات الوعظ و الإرشاد
و فيه أقام الشيخ أبو العباس المرسى خليفة له و أذن له في إلقاء الدروس و إرشاد المريدين و تعليم الطلاب و مناظرة العلماء و تلقين مبادئ و آداب السلوك.
و قد أقام أبو العباس المرسى رضي الله عنه 43 عاما بالإسكندرية
ينشر فيها العلم و يهذب فيها النفوس و يربي المريدين و يضرب المثل بورعه و تقواه...
و قد استأذن أبو العباس شيخه الشاذلي في القيام بأمر الدعوة في القاهرة
و اتخذ من جامع أولاد عنان مدرسة لبث تعاليمه و مبادئه بين الطلاب و المريدين
و اتخذ هذا المسجد مأوي له و كان يذهب كل ليلة إلي الإسكندرية ليلتقي بشيخه أبي الحسن
ثم يعود إلي القاهرة و لم يستمر طويلا إذ عاد و استقر بالإسكندرية .
و في عام 656هـ. (1258م.) اعتزم الشيخ أبو الحسن الشاذلي الحج فصحب معه جماعة من إخوانه
و علي رأسهم أبو العباس المرسى و أبو العزائم ماضي و في الطريق مرض مرضا شديدا فمات رضي الله عنه و دفن بحميثرة من صحراء عذاب و هي في الجنوب من أسوان علي ساحل البحر الأحمر.
و لما أدي الشيخ أبو العباس فريضة الحج بعد وفاة شيخه عاد إلي الإسكندرية
فتصدر مجالسه وأخذ شانه في الارتفاع و ذاع صيته فأمه الطلاب و المريدون
من جميع البلاد و رحل إليه الزوار من جميع الأقطار و توافد عليه العلماء و الأمراء و الأغنياء و الفقراء
و كان إذا جاء الصيف رحل إلي القاهرة و نزل بجامع الحاكم و صار ينتقل بينه و بين جامع عمرو بالفسطاط
ليلقي دروسه و مواعظه و كان أكثر من يحضر دروسه من العلماء خصوصا عند شرحه لرسالة الأمام القشيري .
و كان رحمه الله علي الطريقة المثلي من الاستقامة و الزهد و الورع و التقوى و كان حاد الذهن قوي الفطنة نافذ الفراسة سريع الخاطر زكي الفؤاد مستنير البصيرة حسن الطباع..
و قد أخذ المرسى من كل فن بنصيب وافر و أتقن علوما كثيرة و كان فقيها و أديبا و عالما بأمور الحياة.
و قد ظل الشيخ أبو العباس المرسى يدعو إلي الله ملتزما طريق التقوى و الصلاح
ناشرا للعلوم و المعارف بين الخلق و مهذبا لنفوس الطلاب و المريدين حتى وفاته
في الخامس و العشرين من ذي القعدة 685هـ. (1287م.) و دفن في قبره المعروف خارج باب البحر بالإسكندرية .
و لم يترك أبو العباس المرسى شيئا من آثاره المكتوبة فلم يؤلف كتابا و لم يقيد درسا
و لكنه ترك من التلاميذ الكثيرين فقد تخرج علي يديه في علم التصوف و آداب السلوك و مكارم الأخلاق
خلق الكثيرون و تلاميذ نجباء منهم الأمام البوصيري و ابن عطاء الله السكندري و ياقوت العرش
الذي تزوج ابنته و ابن الحاجب و ابن اللبان و ابن أبي شامة و غيرهم.
ومن مأثوراته فى الدعاء رحمه الله وغفر له ورضى عنه:
- يا الله يا نور يا حق يا مبين احي قلبي بنورك و عرفني الطريق إليك
- يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع بيني و بين طاعتك علي بساط محبتك
و فرق بيني و بين هم الدنيا و الآخرة و املأ قلبي بمحبتك و خشع قلبي بسلطان عظمتك و لا تكلني إلي نفسي طرفة عين.
- اللهم كن بنا رؤوفا و علينا عطوفا وخذ بأيدينا إليك اخذ الكرام عليك , اللهم قومنا إذا اعوججنا , و أعنا إذا استقمنا و خذ بأيدينا إليك إذا عثرنا , وكن لنا حيث كنا
و من اقواله رحمه الله عليه:
" الأنبياء إلي أممهم عطية و نبينا محمد هدية و فرق بين العطية
و الهدية لأن العطية للمحتاجين و الهدية للمحبوبين
قال رسول الله صلي الله عليه و سلم إنما أنا رحمة مهداه."
و قال رحمه الله في قول رسول الله عليه الصلاة و السلام
( أنا سيد ولد ادم و لا فخر) أي لا افتخر بالسيادة
وإنما افتخر بالعبودية لله سبحانه و تعالي.
و قال غفر الله له في شرحه لحديث الرسول صلي الله عليه وسلم
" سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله "
" الإمام العادل و رجل قلبه معلق بالمساجد أي رجل قلبه معلق بالعرش فان العرش مسجد لقلوب المؤمنين , و رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه أي خاليا من النفس و الهوى ، و رجل تصدق بصدقه فأخفاها أي أخفاها عن النفس و الهوى
و قال رحمه الله في قول النبي صلي الله عليه وسلم
" السلطان ظل الله في أرضه"
هذا إن كان عادلا و أما إذا كان جائرا فهو ظل الهوى و النفس
و قد ظل قبر أبي العباس المرسى قائما عند الميناء الشرقية بالإسكندرية بلا بناء
حتى كان عام 706هـ.(1307م) فزاره الشيخ زين الدين القطان كبير تجار الإسكندرية
و بني عليه ضريحا و قبة و انشأ له مسجدا حسنا و جعل له منارة مربعة الشكل
و أوقف عليه بعض أمواله و أقام له إماما و خطيبا و خدما و كان القبر يقصد للزيارة من العامة و الخاصة
و في سنة 882هـ. 1477م. كان المسجد قد أهمل فأعاد بناءه الأمير قجماش الأسحاقي الظاهري
أيام ولايته علي الإسكندرية في عصر الملك الأشرف قايتباي و بني لنفسه قبرا بجوار أبي العباس و دفن فيه سنة 892هـ.
و في عام 1005هـ.(1596م.)جدد بناءه الشيخ أبو العباس النسفي الخزرجى .
و في عام 1179هـ-1775م و فد الشيخ أبو الحسن علي بن علي المغربي إلي الإسكندرية
وزار ضريح أبي العباس المرسى فرأي ضيقه فجدد فيه كما جدد
المقصورة و القبة و وسع في المسجد .
و في عام 1280هـ.(1863م.) لما أصاب المسجد التهدم و صارت حالته سيئة
قام أحمد بك الدخاخني شيخ طائفة البناءين بالإسكندرية بترميمه و تجديده
و أوقف عليه وقفا و اخذ نظار و قفه فيما بعد في توسعته شيئا فشيئا
و ظل المسجد كذلك حتى أمر الملك فؤاد الأول بإنشاء ميدان فسيح يطلق عليه ميدان المساجد
علي إن يضم مسجدا كبيرا لــ أبى العباس المرسى و مسجدا للإمام البوصيري و الشيخ ياقوت العرش
و مازالت هذه المساجد شامخة تشق مآذنها عنان السماء يتوسطها مسجد العارف بالله
الشيخ أبي العباس المرسى احد أعلام التصوف في الوطن العربي و شيخ الإسكندرية الجليل
الذي يطل بتاريخه المشرق علي شاطئ البحر مستقبلا و مودعا
لكل زائر من زوار الإسكندرية التي تجمع بين عبق التاريخ و سحر المكان.
تصميم المسجد على هيأته الحالية يرجع لــ
ماريو روسي مهندس إيطالي معماري مولود في مدينة روما في العام 1897م .
قدم إلي مصر في بداية مرحلة شبابه في أوائل العشرينيات من القرن الماضي ،
استقدمه الملك فؤاد الأول ليعمل في وزارة الأشغال المصرية وليشرف علي القصور الملكية .
كان التشييد المعماري للمساجد حتي منتصف القرن التاسع عشر مقصوراً علي الضروري فقط
في هذا المجال يعود ذلك إلي حالة الفقر من ناحية وإلي التناقص في عدد السكان من ناحية أخري
في بلاد مثل مصر والشام ولم يكن الناس في حاجة إلي إنشاء مساجد كبيرة جديدة .
ولكن الأمر تغير تماماً ، فماأن وصل فؤاد إلي سيادة الحكم حتي تبدلت الأمور تماماً
ونهضت الطبقة المتوسطة بظهور جماعات الأعيان
مما أدي إلي زيادة الاهتمام والرغبة في إنشاء المساجد ....
ظهرت عبقرية ماريو روسي واضحة في قيامه بإنشاء وبناء مسجد العارف بالله أبي العباس المرسي في مدينة الأسكندرية
واستغرق البناء مدة ست عشرة سنة وبعد سنوات وسنوات قضاها ماريو روسي
في دراسة فن العمارة الإسلامية المصرية واستيعابها حتي شرع في بناء هذا المسجد
علي هيئة منحني اقتبس هيئته من عن الفنان المعماري العثماني سنان بن عبد المنان بن عبد الله
الذي اتخذ الشكل المثمن أو المسدس في تصميم عمائره .
وبينما كان سنان يتحري هذا الشكل لكي يقيم قبابه الكبري علي أضلاع المسدس أو المثمن
نجد أن روسي يدع مجالاً واسعاً للسقف ثم ينشئ قبة مسجد أبي العباس المرسي
في المنتصف قائمة علي دعامات حجرية ملبسة بالرخام
وترك روسي خارج المثمن رواقاً يدور مع بيت الصلاة والمسجد كله بيت صلاة
أي أن روسي استغني عن الصحن في مسجد أبي العباس ...
فقبة مسجد أبي العباس ترتفع عالية عن الأرض بما يقرب من ستة وعشرين متراً
وهي من الداخل تمثل قطعة من الفن المعماري البديع حيث تتدلي منها ثريا ضخمة
تضارع تلك الموجودة في مسجد محمد علي باشا بقلعة صلاح الدين الأيوبي .
فالثريا التي تحوي بضعة أطنان من البرونز والنحاس والبلور ،
ولكي تتحملها القبة فقد أرسي ماريو روسي علي قاعدتها ثمانية أعمدة من الجرانيت الوردي
تم نحته في إيطاليا خصيصاً ليحمل بعدها إلي موقع المسجد.
والقبة من الخارج مزخرفة بزينة منحوتة في الحجر وهي علي رأي الدكتور حسين مؤنس في كتابه عن المساجد تعد من أجمل القباب التي أقيمت في مصر بأسرها ،
وعلي أعمدة المسجد تقوم عدة عقود بالغة الارتفاع مدببة..
ويعد هذا الطراز من ابتكارات روسي نفسه وقد اقتبسه وطوره من بعد ذلك من مسجد رسول الله صلي الله عليه وسلم في المدينة المنورة ،
وقد ابتكر روسي العديد من تيجان الأعمدة وقواعدها المحلاة بالبرونز
وسري من بعد ذلك اقتباسها في العديد من المساجد .
ويعد محراب مسجدنا هذا من أجمل المحاريب في المساجد حيث يزيد ارتفاعه عن ارتفاع المنبرألي جواره
ويتميز بإطار من الرخام المزين بالفسيفساء والتجويف الفريد في بابه .
أما المئذنة فهي تمثل طفرة جديدة من حيث الارتفاع فقد استعان روسي عند وضع تصميمها
بأن جعل من الجزء الأسفل منها له أربعة أضلاع لتستمر بعد ذلك المئذنة في الارتفاع مستديرة ....
وقد كانت لتصميمات روسي التي وضعها في هذا المسجد نقطة تحول
في مسيرة عمارة المساجد في مصر منها إلغاء صحن الجامع بسبب صغر مساحة الأراضي المخصصة للبناء ،
ولكن ذلك لم يؤد بطبيعة الحال إلي تقليل أعداد المصلين ،
وهنا نجده للمرة الأولي في تاريخ العمارة الإسلامية المساجدية كيف أن المعماري قد استطاع الاستفادة من المساحة المتاحة له علي أحسن صورة ممكنة ....
ومن النقاط الرئيسية التي بدأت مع بناء هذا المسجد وتصميمه أن نجد العناية لأول مرة بفن التوريق او الأرابك يعود من جديد ،
ولنا أن نذكر أن محمد علي في مسجده بالقلعة لم يهتم بمثل هذا الفن
وكان قليلاً في الأهمية المعمارية بالنسبة له . وقد أبدع روسي في استخدامه للتوريق في مسجد أبي العباس المرسي بالداخل والخارج علي حد سواء ،
كما استخدمه في تصميم النوافذ ، وكذلك استخدم روسي القباب الزخرفية وهو فن عرفه الأتراك عند إنشاء مساجدهم، لكن ماريو روسي ابتكر قباباً كاملة وصغيرة الحجم في أركان سقف المسجد .
كل الشكر والامتنان على روعهـ بوحـكـ .. وروعهـ مانــثرت .. وجماليهـ طرحكـ .. دائما متميزه في الانتقاء سلمت يالغاليه على روعه طرحك نترقب المزيد من جديدك الرائع دمتي ودامت لنا روعه مواضيعك