زهرة القلب النازف 2013 2014 2015
- - - - - - -
www.dream-cafeh.net
- - - - - - -
زهرة القلب النازف
حصريا على دريم كافيه
2013 - 2014 - 2015 - 2016
قمت بكتابة رواية حوالي 60 صفحة واسأقوم بوضع 5 صفحات يوميا الرجاء تفييمها لي فقد تعبت جدا بكتابتها اشرقت الشمس لتعلن بداية يوم جديد يحمل في طياته الحياة والأمل , لتداعب خيوطها الذهبية قطرات الندى على أوراق الاشجار , لتخبر العصافير أن موعد عزف الموسيقى قد بدأ , ليعم النور كل أرجاء غابة ازاليا. أزاليا تلك الغابة التي تغطي أشجارها مساحات واسعة , تمتلئ بالنباتات من شتى الالوان والاشكال , تقطنها مختلف انواع الحيوانات والطيور والعصافير , ويتوسطها نهر يقسمها الى نصفين , النصف الاول يعيش فيه سكان قرية سينيا وتعم فيه الحياة , والجانب الاخر فيه جبل النار وما خلفه من حياة لم يعلم بطبيعتها احد.قرية سينيا تقع في منتصف الغابة , تحيطها تلال مموجة بالوان مختلفة منها الصفراء والخضراء يقطنها ما يقارب الف شخص , منهم من يعمل بالزراعة والتحطيب ورعاية الاغنام والبقر , ومنهم من يعمل بالصيد والتجارة, كل سكانها رجالا ونساءا يتقنون مهارة استخدام القوس والسهام في الصيد فقد تعلموها منذ طفولتهم لحماية القرية من اي خطر محتمل , بيوتها مبنية من الطين والخشب.اليوم ليس كغيره من الايام بالنسبة لسكان قرية سينيا , فاليوم تقرع الطبول وتعد الولائم لاستقبال الشهر الجديد عند مغيب الشمس , تعم الفرحة الجميع ويستعد كل من في القرية لهذا الاحتفال , تمتلئ الموائد بكل ما لذ وطاب من أطعمة وفواكه وعصائر , يستعد الأطفال الذين أتموا تدريبهم على استخدام القوس والسهام للتكريم .جهزت الموائد وجلس الجميع في انتظار مغيب الشمس واتجهت اعينهم الى جبل النار, وها قد حانت اللحظة التي ينتظرها الجميع ! جبل النار يتوهج ويظهر على قمته شعلة نار عملاقة معلنا بداية شهر جديد ,هذا ما كان ينتظره أهل القرية لقرع الطبول وبداية الاحتفال , لدقائق معدودة يبقي جبل النار على هذا الوضع ثم يعود لطبيعته .انهى اهالي القرية طعامهم , واتجهوا الى منصة التكريم , بدأ الاطفال بإظهار مواهبهم في استخدام القوس , وكان الاتقان ما يميز الجميع فهؤلاء الاطفال تعلموا على يد على يد امهر صيادي القريةوتم تكريمهم , فقد حصل جميع الاطفال على قوس مصنوع من خشب البلوط, وبدأت الاحتفالات تعم أرجاء القرية . وكعادتهم في نهاية كل شهر اجتمع الاصدقاء شاكر ومراد ويوسف بعد انتهاء الاحتفال لتبادل الاحاديث, وما مروا به من أحداث خلال الشهر الماضي ,فشاكر اكبرهم وهو شاب يعمل في صناعة أدوات الصيد و بيع البنادق , فقد ورث هذه المهنة من والده الذي توفى قبل عدة سنوات , ويوسف يعمل في صناعة قوارب الصيد , أما مراد فهو أشهر الصيادين في القرية , ورث مهارته من جده الذي كان يصطحبه في معظم رحلات الصيد فتعلم منه كل مهارات الصيد , نشأت صداقتهم منذ الصغر فقد اعتادوا الخروج مع عائلاتهم في رحلات صيد كثيرة ومن هنا تعمقت علاقتهم .بدأ مراد بالحديث عن اقتراب موسم اصطياد الغزلان , وعن رغبته بالخروج مع اصدقاءه في هذا العام , فقد مرة عدة سنوات على اخر رحلة خرجوا بها سويا ,ابدى شاكر ويوسف رغبتهم في الخروج في رحلة الصيد , واتفقوا على الذهاب بعد اسبوعين لترتيب امورهم وتجهيز اسلحتهم .جنوبي القرية بالقرب من النهر وعلى بعد مسيرة اربع ساعات مشيا على الاقدام تقع أكثر المناطق التي يتوافر فيها الغزلان ,واليوم هو اليوم المنشود حان موعد الرحلة وكان الجميع قد حزم حقائبه واحضر بندقيته وقوسه وانطلقوا في الرحلة. استغل الاصدقاء الطريق بالحديث فبدأ شاكر بالحديث عن أول رحلة قام والده باصطحابه اليها , وكيف تعلم منه مدى اهمية الصبر واختيار اللحظة المناسبة لاصطياد الفريسة , ثم أكمل مراد الحديث كيف تمكن والد يوسف بالقفز من قاربه والسباحة لإنقاذه ووالده من الغرق في النهر بعد انقلاب قاربهم وإصابة والده , بعد هذه الحادثة لم يتمكن والد مراد من الخروج الى الصيد بسبب بتر قدمه فأصبح يذهب برفقة جده . بعد مسيرة اربع ساعات وصل شاكر ويوسف ومراد الى منطقة الغزلان ,كانت الاشجار متقاربة جدا فلا تستطيع ان تعرف لأي شجرة تعود الأغصان , بدأ الاصدقاء بنصب الخيام وأخذوا قسطا من الراحة , ثم بدأ كل منهم بتجهيز قوسه وبندقيته لاصطياد اكبر عدد من الغزلان , وافترق الاصدقاء واتفقوا على الالتقاء بعد ساعتين في نفس المكان الذي اجتمعوا فيه .اتجه شاكر شمالا للبدء بالبحث عن فريسته الاولى وبعد فترة لمح غزالا صغيرا ,أخذ يتبعه بهدوء حتى لا يهرب الغزال وتضيع عليه الفرصة , وفي اللحظة التي بدأ الغزال فيها بأكل الأعشاب اطلق شاكر سهمه وأصاب الغزال وارداه قتيلا .يوسف اتجه شرقا وكان يتحرك بسرعة وخفة للبحث عن فريسته , حتى لمح غزالا يتجول ويبحث عن الطعام , بدأ باللحاق به ثم اختفى خلف شجرة حتى لا يراه الغزال جهز البندقية لإطلاق النار على الغزال وما لبث أن التف من الشجره ليصطاد الغزال حتى سقط غصن من الاشجار على الارض , ما ان سمع الغزال الصوت حتى ولى مسرعا وضاعت الفرصة على يوسف .مراد اتجه غربا وبقي يمشي لمدة نصف ساعة وهو مرتاح البال فبعد قليل سيظهر اكثر اماكن تجمع الغزلان وبالتالي سيعود بالصيد الوفير وقبل الجميع , فعلا ظهر تجمع الغزلان الذي كان يبحث عنه , جلس مختبئا بين الصخور ثم بدأ بإطلاق السهام متتابعة كأنه يعزف مقطوعة موسيقية ففرت الغزلان وما تبقى كان سهام مراد تخترق اجسادهم , فجمع ستة غزلان وعاد بها الى المكان المتفق عليه.جلس مراد بانتظار اصدقاءه وبعد لحظات ظهر شاكر حاملا ثلاثة غزلان , وما ان نظر مراد الى غنيمة شاكر حتى بدت على شفتيه ابتسامه النصر , جلس شاكر بجانب مراد لانتظار يوسف .قاربت الشمس على المغيب ولم يظهر يوسف بعد , احس شاكر ومراد بالقلق على صديقهم وقرروا الاتجاه شرقا للبحث عن صديقهم , بعد مسيرة نصف ساعة وجدوا يوسف مستلقي بجانب شجرة غائبا عن الوعي وقدمه تنزف دما, سارع شاكر في تطهير جرح يوسف ولفه بالضماد , ومراد قام برش الماء على وجهه ومحاولة ايقاظه .استيقظ يوسف وظهر عليه علامات الارهاق , اخبرهم بأن ذئبا هجم عليه وعضه في قدمه حاول احذ فريستيه من الغزلان فاطلق عليه النار وحاول العودة اليهم ولكن الاعياء اصابه وغاب عن الوعي .اتكأ يوسف على شاكر وحمل مراد حقيبة يوسف وسلاحه وقوسه وعادوا الى مكان تجمعهم , واتفق مراد وشاكر على المبيت في الخيام والعودة في الصباح الباكر للقرية لعلاج يوسف, و قام مراد بجمع الحطب وإشعال النار وبدأ شاكر يشوي أحد الغزلان لإطعام يوسف حتى يستعيد قليلا من قوته ويتمكن من العودة الى القرية .في الصباح الباكر استيقظ مراد وأيقظ شاكر وبدؤوا بفك الخيام وحزم الحقائب , وبعد الانتهاء من كل الاعمال أيقظوا يوسف وانطلقوا الى القرية .في طريق العودة نفذ الماء من الجميع , وشعر يوسف بعطش شديد , كان مراد يحفظ الغابة عن ظهر قلب , وكان يعلم بوجود بئر قديم في الغابة قريب من طريقهم ,اتجه الى طريق منحدرة للبحث عن البئر ولحقه شاكر ويوسف بحذر شديد . مع انتصاف الشمس في السماء , وجد مراد البئر والقى الدلو فيه للحصول على الماء وملئ القوارير , شرب يوسف الماء حتى ارتوى ثم شرب شاكر ومراد , اعاد والقى مراد الدلو مرة أخرى لملئ القوارير التي بحوزتهم وبدأ برفع الدلو من البئر في تلك اللحظة حصل ما لم يكن بالحسبان ! بدا جبل النار كره نار متوهجة , أحس الجميع بالذعر , تسائل يوسف ماذا يحدث , هناك خطب ما , اليوم ليس موعد توهج الجبل , قاطعه شاكر قائلا : لم يسبق لجبل النار أن ظهر بهذه الطريقة , اما مراد فقام بسحب الدلو بسرعة كبيرة وعيناه على جبل النار, وما ان نظر الى داخل الدلو , حتى ظهرت على وجهه ملامح الدهشة!كان داخل الدلو صندوق صغير يغطيه الطين ,اقترب شاكر ويوسف لمشاهدة الصندوق , امسك مراد الصندوق وازال عنه الطين , كان الصندوق ذهبيا مغلقا بقفل متآكل , هز مراد الصندوق فاصدر صوتا يدل على وجود اغراض بداخله , تردد الجميع في فتح الصندوق , امسك مراد القفل فاذا به ينكسر من تلقاء نفسه ويفتح الصندوق لوحده , في تلك اللحظة عاد جبل النار الى وضعه الطبيعي .كل ما كان في الصندوق ورقة ملفوفة بخيط رفيع جدا , وصخرة مجسمة على شكل زهرة القلب النازف , وخنجر قديم , اخرج مراد الاغراض من الصندوق و فك الخيط الذي يلف الورقة فإذا هي خريطة , قام بوضعها على الارض, كانت مرسومه على جلد غزال تحتوي على رسمه جبل النار ورسمتين لزهرة القلب النازف والشمس ومن ثم طريق مموجة و عشرة اشجار عالية جدا وفي كل شجرة يوجد غراب وبحيرة و شلال وهلال وغرفة رمز لكنز تحت شجرة ضخمة الساق رفيعة الاغصان , ورموز وإشكال لم يستطيعوا فهمها.أصيب الجميع بالدهشة , بدأ يوسف يتساءل أيعقل ان تكون هذه خريطة الكنز عن تلك الاسطورة ؟ اكمل شاكر الحديث , أتقصد الكنز المدفون خلف جبل النار؟! , أجاب مراد ولما لا , عثرنا على الخريطة في صندوق مصنوع من الذهب ,فلما لا تكون خريطة الكنز .اعاد مراد الخريطة والحجر الى الصندوق وأخفوه في احدى الحقائب , وعاد الاصدقاء ادراجهم الى القرية . كانت القرية تضج بموضوع جبل النار وتسائل الجميع عن السبب , فمنهم من قال انها لعنة اصابتهم , ومنهم من قال انها تدل على عام خصب , اما مراد وشاكر فتوجهوا مسرعين الى طبيب القرية الذي قام بعلاج قدم يوسف ولفها بالضمادة وطلب منه اراحة عدة ايام .اتفق شاكر ومراد على اللقاء يوميا في بيت يوسف مناقشة موضوع الصندوق , مرت الايام وباءت محاولات فك الرموز دون جدوى , فاقترح شاكر أن يذهبوا للحكيم نادر وهو رجل كبير السن يمتلك معلومات حول كل اساطير الكنوز المدفونة ,قد يساعدهم في فك رموز هذه الخريطة , نال الاقتراح اعجاب الجميع واتفقوا على الذهاب في صبيحة اليوم التالي .مع شروق شمس اليوم التالي , توجه الاصدقاء الى منزل الحكيم نادر الذي يعيش وحيدا احدى التلال التي تحيط بالقرية , ما ان وصلوا حتى وجدوه جالسا امام منزله يستمع لزقزقة العصافير وينظر الى الاشجار والرياح تداعب أوراقها , استأذن الاصدقاء الحكيم الجلوس معه والتحدث معه فسمح لهم بذلك . بدأ شاكر بالكلام : ايها الحكيم نادر , في رحلة عودتنا من الصيد مررنا ببئر لشرب الماء, وبعد القاء الدلو , وجدنا هذا الصندوق , قاطع الحكيم كلام شاكر ,وقال له : هي تلك اللحظة توهج الجبل اليس كذلك؟!!بدت علامات الاستغراب تظهر على وجه الاصدقاء , وتسائل كل منهم في نفسه , كيف عرف ذلك؟ طلب الحكيم من الجميع الدخول الى منزله , توجه مسرعا الى طاولته الدائرية الكبيرة وطلب منهم فتح الصندوق الذهبي , وفتح الخريطة .اتجه الحكيم الى مكتبته واحضر احد كتبه ومسح عنه الغبار, واحذ يقلب في صفحاته حتى وصل صفحة تحتوي على صورة مرساة والرقم 5 , اخذ يقلب بالخريطة بحثا عن هذه الرموز لكن دون جدوى , جلس الحكيم على كرسيه يفكر, كل العلامات تدل على انها خريطة الكنز ولكن أين الرموز ، الأصدقاء لا يفهمون شيئا ما بال هذا الحكيم , ايعقل ان تكون الخريطة مزيفة ؟ لا يوجد كنز !!!!!!عم السكون المكان , والحكيم على حاله , وفجأة انطلق مسرعا واحضر شمعة وطلب من شاكر ان يحمل الخريطة وبدأ بتحريك الشمعة على ظهر الخريطة , نظر شاكر الى الخريطة فإذا بالرموز تبدأ بالظهور في منتصف الخريطة ,ايها الحكيم ايها الحكيم هناك رموز تتوهج داخل الخريطة. ظهر على وجه الحكيم ابتسامة عريضة وعاد الى كرسيه , والأصدقاء في حالة ذهول , وبدأ بالحديث ,,,, في قديم الزمان قام مجموعة من القراصنة بالسطو على سفينة احد الملوك وسرقة كل الذهب والمجوهرات وقتل جميع من فيها , ثم وقاموا بإخفائه خلف جبل النار, ورسموا خريطة لمكان وجوده وتركوا هذا الحجر والخنجر والخريطة داخل احد الصناديق التي قاموا بسرقتها وقاموا باخفاءه, ,ظهرت عدة صناديق وخرائط لهذا الكنز ,ولكن وكل من كان يذهب للبحث عن الكنز لا يعود .قاطعه يوسف : ولكن كيف عرفت انه الصندوق ؟ وكيف عرفت .... قاطعه الحكيم تمهل قليلا يا بني دعني اكمل حديثي , اخبرني جدي قصصا عن كنوز كثيرة مدفونه في اقاصي الارض وفي البحار ولكن ما اخبرني به جدي عن هذا الكنز يختلف تماما عن غيرهم !!!! وجد جدي رسالة في الغابة تفيد بأن الصندوق في الغابة وانه في اللحظة التي سيظهر بها الصندوق سيظهر جبل النار مثل كرة متوهجة .تسائل شاكر وما قصة الرموز والشمعه , اكمل الحكيم حديثه قائلا : كل العلامات التي ظهرت أكدت لي بأنه الصندوق المنشود , ولكن كان علي التأكد من وجود الرمزين في الخريطة ,كان القدماء يقومون بوضع رموز مخفية في خرائطهم لعدم تقليدها , وكان القراصنة يرسمون المرساة رمزا لهم , ويكتبون عدد الذين ساهموا في دفن الكنز , وكانت طريقة ظهور هاذين الرمزين بتعريض الخريطة لقليل من الحرارة حتى تظهر وهذا ما حدث اليوم.اذا اردتم البحث عن الكنز فهذا خياركم , ولكن علي تحذيركم هذه المغامرة محفوفة بالمخاطر , وجبل النار وما خلفه عالم غامض لا نعرف عنه شيئا , وقد تعرضون انفسكم الى موت محقق , اذهبوا اليوم الى بيوتكم وخذوا قسطا من الراحة وفكروا جيدا وموعدنا في الغد .عاد يوسف وشاكر ومراد الي القرية , واخذوا بالتفكير في هذه المغامرة وما لها وما عليها , يرغبون في الحصول على الكنز , وفي نفس الوقت هناك غموض يحيط جبل النار وما خلفه , ربما يرسلون انفسهم الى موت محقق.عاد الاصدقاء في اليوم التالي الى الحكيم , وبدأ شاكر بالحديث : ايها الحكيم وجدنا هذا الصندوق , وكل العلامات تدل على ان الخريطة للكنز , لذلك سنذهب للبحث عنه , مغامره خطرة لكنها تستحق المجازفة.الحكيم :ما دام هذا قراركم , ساساعدكم في فهم هده الخريطة قد ما استطيع , ولكن لا تذهبوا وحدكم , اطلبوا المساعدة من شباب القرية , فالطريق طويلة وشاقة .اجتمع الجميع حول الطاولة المستديرة , وفتحوا الخريطة , ووضعوا الخنجر والحجر بجانبها , بدأ الحكيم في بالحديث , بعد رحيلكم امس بدأت ابحث في كتبي عن الرمز في الخريطة وعن الحجر والخنجر , مجسم زهرة القلب النازف هو ,,,,,,,, هنا لمح شاكر خيالا خلف النافذة , خرج شاكر من المنزل بهدوء , واشار عليهم باكمال الحديث كأنه لم يحدث شيء , تقدم شاكر قليلا فاذا بده يتعثر بعصى ملقاة على الارض , ركض سريعا ليعلم من كان خلف النافذة , التكملة لاحقا
قمت بكتابة رواية حوالي 60 صفحة واسأقوم بوضع 5 صفحات يوميا الرجاء تفييمها لي فقد تعبت جدا بكتابتها
اشرقت الشمس لتعلن بداية يوم جديد يحمل في طياته الحياة والأمل , لتداعب خيوطها الذهبية قطرات الندى على أوراق الاشجار , لتخبر العصافير أن موعد عزف الموسيقى قد بدأ , ليعم النور كل أرجاء غابة ازاليا.
أزاليا تلك الغابة التي تغطي أشجارها مساحات واسعة , تمتلئ بالنباتات من شتى الالوان والاشكال , تقطنها مختلف انواع الحيوانات والطيور والعصافير , ويتوسطها نهر يقسمها الى نصفين , النصف الاول يعيش فيه سكان قرية سينيا وتعم فيه الحياة , والجانب الاخر فيه جبل النار وما خلفه من حياة لم يعلم بطبيعتها احد.
قرية سينيا تقع في منتصف الغابة , تحيطها تلال مموجة بالوان مختلفة منها الصفراء والخضراء يقطنها ما يقارب الف شخص , منهم من يعمل بالزراعة والتحطيب ورعاية الاغنام والبقر , ومنهم من يعمل بالصيد والتجارة, كل سكانها رجالا ونساءا يتقنون مهارة استخدام القوس والسهام في الصيد فقد تعلموها منذ طفولتهم لحماية القرية من اي خطر محتمل , بيوتها مبنية من الطين والخشب.
اليوم ليس كغيره من الايام بالنسبة لسكان قرية سينيا , فاليوم تقرع الطبول وتعد الولائم لاستقبال الشهر الجديد عند مغيب الشمس , تعم الفرحة الجميع ويستعد كل من في القرية لهذا الاحتفال , تمتلئ الموائد بكل ما لذ وطاب من أطعمة وفواكه وعصائر , يستعد الأطفال الذين أتموا تدريبهم على استخدام القوس والسهام للتكريم .
جهزت الموائد وجلس الجميع في انتظار مغيب الشمس واتجهت اعينهم الى جبل النار, وها قد حانت اللحظة التي ينتظرها الجميع ! جبل النار يتوهج ويظهر على قمته شعلة نار عملاقة معلنا بداية شهر جديد ,هذا ما كان ينتظره أهل القرية لقرع الطبول وبداية الاحتفال , لدقائق معدودة يبقي جبل النار على هذا الوضع ثم يعود لطبيعته .
انهى اهالي القرية طعامهم , واتجهوا الى منصة التكريم , بدأ الاطفال بإظهار مواهبهم في استخدام القوس , وكان الاتقان ما يميز الجميع فهؤلاء الاطفال تعلموا على يد على يد امهر صيادي القريةوتم تكريمهم , فقد حصل جميع الاطفال على قوس مصنوع من خشب البلوط, وبدأت الاحتفالات تعم أرجاء القرية .
وكعادتهم في نهاية كل شهر اجتمع الاصدقاء شاكر ومراد ويوسف بعد انتهاء الاحتفال لتبادل الاحاديث, وما مروا به من أحداث خلال الشهر الماضي ,فشاكر اكبرهم وهو شاب يعمل في صناعة أدوات الصيد و بيع البنادق , فقد ورث هذه المهنة من والده الذي توفى قبل عدة سنوات , ويوسف يعمل في صناعة قوارب الصيد , أما مراد فهو أشهر الصيادين في القرية , ورث مهارته من جده الذي كان يصطحبه في معظم رحلات الصيد فتعلم منه كل مهارات الصيد , نشأت صداقتهم منذ الصغر فقد اعتادوا الخروج مع عائلاتهم في رحلات صيد كثيرة ومن هنا تعمقت علاقتهم .
بدأ مراد بالحديث عن اقتراب موسم اصطياد الغزلان , وعن رغبته بالخروج مع اصدقاءه في هذا العام , فقد مرة عدة سنوات على اخر رحلة خرجوا بها سويا ,ابدى شاكر ويوسف رغبتهم في الخروج في رحلة الصيد , واتفقوا على الذهاب بعد اسبوعين لترتيب امورهم وتجهيز اسلحتهم .
جنوبي القرية بالقرب من النهر وعلى بعد مسيرة اربع ساعات مشيا على الاقدام تقع أكثر المناطق التي يتوافر فيها الغزلان ,واليوم هو اليوم المنشود حان موعد الرحلة وكان الجميع قد حزم حقائبه واحضر بندقيته وقوسه وانطلقوا في الرحلة.
استغل الاصدقاء الطريق بالحديث فبدأ شاكر بالحديث عن أول رحلة قام والده باصطحابه اليها , وكيف تعلم منه مدى اهمية الصبر واختيار اللحظة المناسبة لاصطياد الفريسة , ثم أكمل مراد الحديث كيف تمكن والد يوسف بالقفز من قاربه والسباحة لإنقاذه ووالده من الغرق في النهر بعد انقلاب قاربهم وإصابة والده , بعد هذه الحادثة لم يتمكن والد مراد من الخروج الى الصيد بسبب بتر قدمه فأصبح يذهب برفقة جده .
بعد مسيرة اربع ساعات وصل شاكر ويوسف ومراد الى منطقة الغزلان ,كانت الاشجار متقاربة جدا فلا تستطيع ان تعرف لأي شجرة تعود الأغصان , بدأ الاصدقاء بنصب الخيام وأخذوا قسطا من الراحة , ثم بدأ كل منهم بتجهيز قوسه وبندقيته لاصطياد اكبر عدد من الغزلان , وافترق الاصدقاء واتفقوا على الالتقاء بعد ساعتين في نفس المكان الذي اجتمعوا فيه .
اتجه شاكر شمالا للبدء بالبحث عن فريسته الاولى وبعد فترة لمح غزالا صغيرا ,أخذ يتبعه بهدوء حتى لا يهرب الغزال وتضيع عليه الفرصة , وفي اللحظة التي بدأ الغزال فيها بأكل الأعشاب اطلق شاكر سهمه وأصاب الغزال وارداه قتيلا .
يوسف اتجه شرقا وكان يتحرك بسرعة وخفة للبحث عن فريسته , حتى لمح غزالا يتجول ويبحث عن الطعام , بدأ باللحاق به ثم اختفى خلف شجرة حتى لا يراه الغزال جهز البندقية لإطلاق النار على الغزال وما لبث أن التف من الشجره ليصطاد الغزال حتى سقط غصن من الاشجار على الارض , ما ان سمع الغزال الصوت حتى ولى مسرعا وضاعت الفرصة على يوسف .
مراد اتجه غربا وبقي يمشي لمدة نصف ساعة وهو مرتاح البال فبعد قليل سيظهر اكثر اماكن تجمع الغزلان وبالتالي سيعود بالصيد الوفير وقبل الجميع , فعلا ظهر تجمع الغزلان الذي كان يبحث عنه , جلس مختبئا بين الصخور ثم بدأ بإطلاق السهام متتابعة كأنه يعزف مقطوعة موسيقية ففرت الغزلان وما تبقى كان سهام مراد تخترق اجسادهم , فجمع ستة غزلان وعاد بها الى المكان المتفق عليه.
جلس مراد بانتظار اصدقاءه وبعد لحظات ظهر شاكر حاملا ثلاثة غزلان , وما ان نظر مراد الى غنيمة شاكر حتى بدت على شفتيه ابتسامه النصر , جلس شاكر بجانب مراد لانتظار يوسف .
قاربت الشمس على المغيب ولم يظهر يوسف بعد , احس شاكر ومراد بالقلق على صديقهم وقرروا الاتجاه شرقا للبحث عن صديقهم , بعد مسيرة نصف ساعة وجدوا يوسف مستلقي بجانب شجرة غائبا عن الوعي وقدمه تنزف دما, سارع شاكر في تطهير جرح يوسف ولفه بالضماد , ومراد قام برش الماء على وجهه ومحاولة ايقاظه .
استيقظ يوسف وظهر عليه علامات الارهاق , اخبرهم بأن ذئبا هجم عليه وعضه في قدمه حاول احذ فريستيه من الغزلان فاطلق عليه النار وحاول العودة اليهم ولكن الاعياء اصابه وغاب عن الوعي .
اتكأ يوسف على شاكر وحمل مراد حقيبة يوسف وسلاحه وقوسه وعادوا الى مكان تجمعهم , واتفق مراد وشاكر على المبيت في الخيام والعودة في الصباح الباكر للقرية لعلاج يوسف, و قام مراد بجمع الحطب وإشعال النار وبدأ شاكر يشوي أحد الغزلان لإطعام يوسف حتى يستعيد قليلا من قوته ويتمكن من العودة الى القرية .
في الصباح الباكر استيقظ مراد وأيقظ شاكر وبدؤوا بفك الخيام وحزم الحقائب , وبعد الانتهاء من كل الاعمال أيقظوا يوسف وانطلقوا الى القرية .
في طريق العودة نفذ الماء من الجميع , وشعر يوسف بعطش شديد , كان مراد يحفظ الغابة عن ظهر قلب , وكان يعلم بوجود بئر قديم في الغابة قريب من طريقهم ,اتجه الى طريق منحدرة للبحث عن البئر ولحقه شاكر ويوسف بحذر شديد .
مع انتصاف الشمس في السماء , وجد مراد البئر والقى الدلو فيه للحصول على الماء وملئ القوارير , شرب يوسف الماء حتى ارتوى ثم شرب شاكر ومراد , اعاد والقى مراد الدلو مرة أخرى لملئ القوارير التي بحوزتهم وبدأ برفع الدلو من البئر في تلك اللحظة حصل ما لم يكن بالحسبان !
بدا جبل النار كره نار متوهجة , أحس الجميع بالذعر , تسائل يوسف ماذا يحدث , هناك خطب ما , اليوم ليس موعد توهج الجبل , قاطعه شاكر قائلا : لم يسبق لجبل النار أن ظهر بهذه الطريقة , اما مراد فقام بسحب الدلو بسرعة كبيرة وعيناه على جبل النار, وما ان نظر الى داخل الدلو , حتى ظهرت على وجهه ملامح الدهشة!
كان داخل الدلو صندوق صغير يغطيه الطين ,اقترب شاكر ويوسف لمشاهدة الصندوق , امسك مراد الصندوق وازال عنه الطين , كان الصندوق ذهبيا مغلقا بقفل متآكل , هز مراد الصندوق فاصدر صوتا يدل على وجود اغراض بداخله , تردد الجميع في فتح الصندوق , امسك مراد القفل فاذا به ينكسر من تلقاء نفسه ويفتح الصندوق لوحده , في تلك اللحظة عاد جبل النار الى وضعه الطبيعي .
كل ما كان في الصندوق ورقة ملفوفة بخيط رفيع جدا , وصخرة مجسمة على شكل زهرة القلب النازف , وخنجر قديم , اخرج مراد الاغراض من الصندوق و فك الخيط الذي يلف الورقة فإذا هي خريطة , قام بوضعها على الارض, كانت مرسومه على جلد غزال تحتوي على رسمه جبل النار ورسمتين لزهرة القلب النازف والشمس ومن ثم طريق مموجة و عشرة اشجار عالية جدا وفي كل شجرة يوجد غراب وبحيرة و شلال وهلال وغرفة رمز لكنز تحت شجرة ضخمة الساق رفيعة الاغصان , ورموز وإشكال لم يستطيعوا فهمها.
أصيب الجميع بالدهشة , بدأ يوسف يتساءل أيعقل ان تكون هذه خريطة الكنز عن تلك الاسطورة ؟ اكمل شاكر الحديث , أتقصد الكنز المدفون خلف جبل النار؟! , أجاب مراد ولما لا , عثرنا على الخريطة في صندوق مصنوع من الذهب ,فلما لا تكون خريطة الكنز .
اعاد مراد الخريطة والحجر الى الصندوق وأخفوه في احدى الحقائب , وعاد الاصدقاء ادراجهم الى القرية .
كانت القرية تضج بموضوع جبل النار وتسائل الجميع عن السبب , فمنهم من قال انها لعنة اصابتهم , ومنهم من قال انها تدل على عام خصب , اما مراد وشاكر فتوجهوا مسرعين الى طبيب القرية الذي قام بعلاج قدم يوسف ولفها بالضمادة وطلب منه اراحة عدة ايام .
اتفق شاكر ومراد على اللقاء يوميا في بيت يوسف مناقشة موضوع الصندوق , مرت الايام وباءت محاولات فك الرموز دون جدوى , فاقترح شاكر أن يذهبوا للحكيم نادر وهو رجل كبير السن يمتلك معلومات حول كل اساطير الكنوز المدفونة ,قد يساعدهم في فك رموز هذه الخريطة , نال الاقتراح اعجاب الجميع واتفقوا على الذهاب في صبيحة اليوم التالي .
مع شروق شمس اليوم التالي , توجه الاصدقاء الى منزل الحكيم نادر الذي يعيش وحيدا احدى التلال التي تحيط بالقرية , ما ان وصلوا حتى وجدوه جالسا امام منزله يستمع لزقزقة العصافير وينظر الى الاشجار والرياح تداعب أوراقها , استأذن الاصدقاء الحكيم الجلوس معه والتحدث معه فسمح لهم بذلك .
بدأ شاكر بالكلام : ايها الحكيم نادر , في رحلة عودتنا من الصيد مررنا ببئر لشرب الماء, وبعد القاء الدلو , وجدنا هذا الصندوق , قاطع الحكيم كلام شاكر ,وقال له : هي تلك اللحظة توهج الجبل اليس كذلك؟!!
بدت علامات الاستغراب تظهر على وجه الاصدقاء , وتسائل كل منهم في نفسه , كيف عرف ذلك؟ طلب الحكيم من الجميع الدخول الى منزله , توجه مسرعا الى طاولته الدائرية الكبيرة وطلب منهم فتح الصندوق الذهبي , وفتح الخريطة .
اتجه الحكيم الى مكتبته واحضر احد كتبه ومسح عنه الغبار, واحذ يقلب في صفحاته حتى وصل صفحة تحتوي على صورة مرساة والرقم 5 , اخذ يقلب بالخريطة بحثا عن هذه الرموز لكن دون جدوى , جلس الحكيم على كرسيه يفكر, كل العلامات تدل على انها خريطة الكنز ولكن أين الرموز ، الأصدقاء لا يفهمون شيئا ما بال هذا الحكيم , ايعقل ان تكون الخريطة مزيفة ؟ لا يوجد كنز !!!!!!
عم السكون المكان , والحكيم على حاله , وفجأة انطلق مسرعا واحضر شمعة وطلب من شاكر ان يحمل الخريطة وبدأ بتحريك الشمعة على ظهر الخريطة , نظر شاكر الى الخريطة فإذا بالرموز تبدأ بالظهور في منتصف الخريطة ,ايها الحكيم ايها الحكيم هناك رموز تتوهج داخل الخريطة.
ظهر على وجه الحكيم ابتسامة عريضة وعاد الى كرسيه , والأصدقاء في حالة ذهول , وبدأ بالحديث ,,,,
في قديم الزمان قام مجموعة من القراصنة بالسطو على سفينة احد الملوك وسرقة كل الذهب والمجوهرات وقتل جميع من فيها , ثم وقاموا بإخفائه خلف جبل النار, ورسموا خريطة لمكان وجوده وتركوا هذا الحجر والخنجر والخريطة داخل احد الصناديق التي قاموا بسرقتها وقاموا باخفاءه, ,ظهرت عدة صناديق وخرائط لهذا الكنز ,ولكن وكل من كان يذهب للبحث عن الكنز لا يعود .
قاطعه يوسف : ولكن كيف عرفت انه الصندوق ؟ وكيف عرفت ....
قاطعه الحكيم تمهل قليلا يا بني دعني اكمل حديثي , اخبرني جدي قصصا عن كنوز كثيرة مدفونه في اقاصي الارض وفي البحار ولكن ما اخبرني به جدي عن هذا الكنز يختلف تماما عن غيرهم !!!! وجد جدي رسالة في الغابة تفيد بأن الصندوق في الغابة وانه في اللحظة التي سيظهر بها الصندوق سيظهر جبل النار مثل كرة متوهجة .
تسائل شاكر وما قصة الرموز والشمعه , اكمل الحكيم حديثه قائلا : كل العلامات التي ظهرت أكدت لي بأنه الصندوق المنشود , ولكن كان علي التأكد من وجود الرمزين في الخريطة ,كان القدماء يقومون بوضع رموز مخفية في خرائطهم لعدم تقليدها , وكان القراصنة يرسمون المرساة رمزا لهم , ويكتبون عدد الذين ساهموا في دفن الكنز , وكانت طريقة ظهور هاذين الرمزين بتعريض الخريطة لقليل من الحرارة حتى تظهر وهذا ما حدث اليوم.
اذا اردتم البحث عن الكنز فهذا خياركم , ولكن علي تحذيركم هذه المغامرة محفوفة بالمخاطر , وجبل النار وما خلفه عالم غامض لا نعرف عنه شيئا , وقد تعرضون انفسكم الى موت محقق , اذهبوا اليوم الى بيوتكم وخذوا قسطا من الراحة وفكروا جيدا وموعدنا في الغد .
عاد يوسف وشاكر ومراد الي القرية , واخذوا بالتفكير في هذه المغامرة وما لها وما عليها , يرغبون في الحصول على الكنز , وفي نفس الوقت هناك غموض يحيط جبل النار وما خلفه , ربما يرسلون انفسهم الى موت محقق.
عاد الاصدقاء في اليوم التالي الى الحكيم , وبدأ شاكر بالحديث : ايها الحكيم وجدنا هذا الصندوق , وكل العلامات تدل على ان الخريطة للكنز , لذلك سنذهب للبحث عنه , مغامره خطرة لكنها تستحق المجازفة.
الحكيم :ما دام هذا قراركم , ساساعدكم في فهم هده الخريطة قد ما استطيع , ولكن لا تذهبوا وحدكم , اطلبوا المساعدة من شباب القرية , فالطريق طويلة وشاقة .
اجتمع الجميع حول الطاولة المستديرة , وفتحوا الخريطة , ووضعوا الخنجر والحجر بجانبها , بدأ الحكيم في بالحديث , بعد رحيلكم امس بدأت ابحث في كتبي عن الرمز في الخريطة وعن الحجر والخنجر , مجسم زهرة القلب النازف هو ,,,,,,,,
هنا لمح شاكر خيالا خلف النافذة , خرج شاكر من المنزل بهدوء , واشار عليهم باكمال الحديث كأنه لم يحدث شيء , تقدم شاكر قليلا فاذا بده يتعثر بعصى ملقاة على الارض , ركض سريعا ليعلم من كان خلف النافذة ,
التكملة لاحقا
2013 - 2014 - 2015 - 2016
.ivm hgrgf hgkh.t 2013 2014 2015
|
|
|
|
|
|
|
05-05-2016, 12:43 AM
شكر
اعجاب
العرض الشجري