السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لقاؤنا هذه المرة بعنوان:
((الفضيحة الكبرى والخسارة التي تقصم الظهر)):
كثيرا ما تكلم الناس عن الصلاة وتاركها وسبب ذلك وكيف ننصحه و و و إلخ,
لكن كلامي اليوم مع البعيد عنها أساله وأعرض عليه دراسة جدوى فإن قبلها فهذا هو المرجو وإن رفضها فليس لي عليه إلزام فهو صاحب قراره,
(معقول حتى قراءة البوست هتسيبه هو كمان؟ من فضلك اصبر وتحملني في دقائق بإذن الله, اعتبرني مندوب يعرض عليك سلعا فاصبر ليعرض لك ما عنده لعلك تجد ما ينفعك معه)
لن اسألك لماذا لا تصلي فهذا السؤال ستسأل عنه أمام الله فجهز الجواب,
لكن أخي هل تصدق أن النبي صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة؟
طبعا أيوة,
طيب لما تسمعه عليه الصلاة والسلام يقول:
« إِنَّ أَثْقَلَ صَلاَةٍ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلاَةُ الْعِشَاءِ وَصَلاَةُ الْفَجْرِ وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلاَةِ فَتُقَامَ ثُمَّ آمُرَ رَجُلاً فَيُصَلِّىَ بِالنَّاسِ ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِى بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ إِلَى قَوْمٍ لاَ يَشْهَدُونَ الصَّلاَةَ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ ».
رواه مسلم.
لما نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم يود لو أنه ذهب لمن لا يشهد الصلاة يحرق عليه بيته , أليس في هذا إظهارا لبشاعة الأمر الذي فعلوه,
فإن كان هذا لا يمثل لك شيئا فلا تصلي
إذا كان من علامات النفاق أن تكون صلاة الفجر والعشاء ثقيلة على الإنسان ألا تخشى على نفسك من النفاق وقد تركت الصلاة كلها وليس الفجر والعشاء فقط؟
إن هذا لا يعني لك شيئا فلا تصلي,
طيب اسمع هذا الحديث المهم للغاية:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِحَطَبٍ فَيُحْطَبَ ثُمَّ آمُرَ بِالصَّلاَةِ فَيُؤَذَّنَ لَهَا ثُمَّ آمُرَ رَجُلاً فَيَؤُمَّ النَّاسَ ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى رِجَالٍ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ يَجِدُ عَرْقًا سَمِينًا ، أَوْ مِرْمَاتَيْنِ حَسَنَتَيْنِ لَشَهِدَ الْعِشَاءَ.
رواه البخاري
عارف يعني ايه العرق السمين؟ يعني العظام التي عليها قليل من اللحم (نسميها الماسورة وبنعمل عليها شربة) . وعارف يعني ايه مرماتين؟ يعني ما بين الظفرين في الذبيحة (كوارع)
والله يا لفضيحة هؤلاء الذين أخبر عنهم نبينا صلى الله عليه وسلم أنه لو قيل لهم أنه من صلى العشاء سنعطيه عرقا سمينا أو قطعة كوارع لاتى المسجد وبغير مقابل فلن يأتي.
سل نفسك لو قيل تعال ونعطيك ألف جنيه هل ستظل على حالك لا تصلي؟
عموما تلك
فضيحة كبرى فلو كانت مش فارقة معاك فلا تصلي,
ونأخذ مثالا أخيرا وهو صلاة العصر:
اسمع هذا الحديث:
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
« الَّذِى تَفُوتُهُ صَلاَةُ الْعَصْرِ كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ ».
رواه مسلم
عارف يعني ايه وتِر؟ يعني فقد,
يعني مصيبة من ترك صلاة العصر كمصيبة رجل فقد أهله كلهم وماله كله فأصبح فجأة بلا أهل ولا مال,
وسواء كان معنى (تفوته صلاة العصر) يعني يسهو عنها ويؤخرها أم كان المعنى يتركها نهائيا فإن المصيبة كبيرة وأنت بتركك للصلاة تعرض نفسك لعقوبات كبيرة.
بل اسمع قوله صلى الله عليه وسلم :
مَنْ تَرَكَ صَلاَةَ الْعَصْرِ حَبِطَ عَمَلُهُ.
رواه البخاري
فإذا كانت المصيبة لا تعني لك شيئا فلا تصلي.
في النهاية دعني أبين لك سعادة المصلين لعلك تغار فتنضم لهم,
مثال صلاة الصبح:
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
« مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِى ذِمَّةِ اللَّهِ فَلاَ يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَىْءٍ فَيُدْرِكَهُ فَيَكُبَّهُ فِى نَارِ جَهَنَّمَ ».
رواه مسلم
صلاة واحدة من صلاها كان في ذمة الله يعني أمانه وضمانه,
ألا تريد أن تكون في أمان الملك ؟
جاء في بعض شروح الححديث:
(يعني: مَن صلى الصبح فلا تُلحقوا إليه مكروهًا، فإنكم لو ألحقتم إليه مكروهًا فقد نقضتم عهد الله تعالى فيه، ومَن نقض عهد الله يطلب الله منه عهده فيجازيه بنقض عهده.
قوله: "فإنه من يطلبه"؛ أي: مَن يطلبه الله تعالى لا يمكن التخلُّص منه، بل "يدركه ثم يكبه"؛ أي: يلقيه في نار جهنم.
وإنما خصَّ صلاة الصبح بهذا التهديد؛ لأنه مَن ترك النوم وقام إلى صلاة الصبح فالظاهرُ أنه لا يترك النومَ إلى صلاة الصبح إلا عن خلوصِ النية وصحةِ الإيمان، ومَن كانت هذه صفتُه يستحقُّ أن يشرِّفه الله بمنع الناس عن إيذائه بمثل هذا الحديث.)
وقال آخر:
(ويحتمل أن يكون المراد بالذمة: الصلاة المقتضية للأمان , فيكون المعنى: لا تتركوا صلاة الصبح , فينتقض به العهد الذي بينكم وبين ربكم , فيطلبكم به , ومن طلبه الله للمؤاخذة بما فرط في حقه والقيام بعهده أدركه , ومن أدركه كبه على وجهه في نار جهنم).
والله أعلم ,
ومن عنده مزيد شرح فليفدني به
بل ماذا تقول لو قرأت هذا الحديث:
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
« مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِى جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِى جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ ».
رواه مسلم
يعني لو نمت بعد العشاء وقد صليتها في جماعة كان لك من الأجر كأنك قمت نصف الليل,
بل إن هناك حديث في فضل سنة الظهر ما أجمله!
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
من صلى قبل الظهر أربعا و بعدها أربعا حرمه الله على النار
صححه الألباني.
يا أخي ألا تريد النجاة من النار؟
إن كنت تريد فأين هربك منها؟
ألا تريد الجنة؟
إن كنت تريد فأين عملك لها؟
واعلم أن الجنة سلعة الله يعظيها لمن دفع مهرها , ومهرها في قوله تعالى:
(((قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)))
واعلم أن ربنا لا يجامل أحدا
قال الله تعالى:
(((لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124) ,)))
واحذر من هذا اليوم الذي قال الله عنه:
(((يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)))
انشر لعل قلبا غافلا يفيق