ناقصات عقل ودين 2013 2014 2015
- - - - - - -
www.dream-cafeh.net
- - - - - - -
ناقصات عقل ودين
حصريا على دريم كافيه
2013 - 2014 - 2015 - 2016
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وكفى ، وصﻼة وسﻼماً على نبيه الذي اصطفى ، وعلى آله وصحبه ومن بسنته اقتدى ، وبهديه اهتدى . . وبعد : محور مهم من محاورنا التي نتناولها في هذه الكلمات اليسيرات ، وهو كما عنون له أعﻼه . فهناك بعض الرجال يستهزأ بالمرأة ، ويسخر منها ، ويقلل من شأنها ، وأنها ﻻ تنفع لحوار أو استشارة أو رأي ، ﻷنها ناقصة عقل ودين . ونحن بصدد اﻹجابة عن هذه المقولة الخاطئة ، والفهم المغلوط ، لهذه العبادة ، فقد صح الحديث بناقصات العقل والدين ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي اﻷَضْحَى أَوِ الْفِطْرِ إِلَى الْمُصَلَّى فَصَلَّى ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَوَعَظَ النَّاسَ ، وَأَمَرَهُمْ بِالصَّدَقَةِ فَقَالَ : " أَيُّهَا النَّاسُ تَصَدَّقُوا " ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ : " يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ ، فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ " ، فَقُلْنَ : وَلِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ ، أَذْهَبَ لِلُبِّ _ عقل _ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْكُنْ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ " ، فَقُلْنَ لَهُ : وَمَا نُقْصَانُ عَقْلِنَا وَدِينِنَا ؟ قَالَ : " أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلُ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ ؟ " قُلْنَ : بَلَى ، قَالَ : " فَذَلِكَ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا ، أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتِ الْمَرْأَةُ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ " قُلْنَ : بَلَى ، قَالَ : " فَذَلِكَ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا " [ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِم ] . فتبين لنا أن نقصان العقل : ﻷن شهادة الرجل الواحد بشهادة امرأتين ، ﻷن المرأة كثيرة النسيان ، وﻷنها تحكمها العاطفة أحياناً كثيرة ، وليس ذلك مثلبة وﻻ مسبة وﻻ منقصة للمرأة ، إنما ذلك أمر الله تعالى كما في آية الدين في قوله : { وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا اﻷُخْرَى } [ البقرة 282 ] . وأما نقصان دينها : فﻸنها عندما تأتيها الدورة الشهرية ، فإنها تمكث اﻷيام ﻻ تصلي ، وﻻ تصوم بل تفطر وتقضي الصوم فقط بعد الطهر ، قال ابن رجب رحمه الله في فتح الباري 2 / 91 : " وقد أجمعت اﻷمة على أن الحائض ﻻ تصوم في أيام حيضها ، وأن صومها غير صحيح وﻻ معتد بهِ ، وأن عليها قضاء الصوم إذا طهرت " . والحائض ﻻ تقضي الصﻼة بعد الطهر بل تسقط عنها نهائياً رحمة من الله بها لكثرة الصلوات التي تتركها الحائض أثناء حيضها ، وﻻ يجوز لزوجها أن يجامعها في مدة الحيض ﻷن الله حرم ذلك في كتابه فقال سبحانه وتعالى : { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَﻻَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } [ البقرة222 ] ، وﻷن فاعل ذلك مرتكب كبيرة من الكبائر ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من أتى حائضاً في فرجها ، أو امرأة في دُبُرِها ، أو كاهناً ، فقد كفر بما أُنْزِلَ على محمد صلى الله عليه وسلم " [ رواه الترمذي وابن ماجة والدارمي وفي روايتهما : " فصدقه بما يقول فقد كفر " ، وقال اﻷلباني : صحيح ، انظر آداب الزفاف ( 31 ) ، اﻹرواء ( 2006 ) ، المشكاة ( 551 ) وضعف الحديث جمع من أهل العلم كالبخاري والبزار وغيرهما والعلم عند الله ] . وقد حمل إسحاق بن راهويه هذا الحديث على المستحل لذلك ، وقال ابن عابس واﻹمام أحمد أنه كفر ﻻ ينقل عن الملة ، فهو كفر دون كفر . وقيل المراد بالكفر هنا كفران النعمة ، فالله أنعم عليك بزوجة بالحﻼل فكيف تستعمل نعمة الله في معصيته ، وعموماً فهذا تشديد ووعيد أكيد من الله وزجر عن هذا المنكر العظيم . فمن استهزأ بالمرأة واستهان بعقلها ، وسفه كﻼمها ، وترك رأيها في كثير من اﻷحيان فقد أخطأ ، ﻷن اﻹسﻼم جاء بنوره العظيم ، وعدله القويم ، فأعطى للمرأة كامل حقوقها بعد أن أتى عليها حين من الدهر لم تكن شيئاً مذكوراً ، رفع مكانة المرأة ، وأعلى شأنها ، وحفظ كرامتها ، ووهب لها من الميراث ، والمهر ، فهي مربية اﻷجيال ، ومعدة اﻷبطال ، هي اﻷم والبنت واﻷخت والعمة والخالة والجدة ، فلها المكانة العظيمة في قلوب المسلمين ، منهن الطبيبات والمعلمات واﻷكادميات والعالمات والمخترعات والذكيات والنابغات وطالبات العلم الشرعي وغيره ، وهناك من النساء من يرجح عقلها على فئام من الرجال ، بل هناك من اﻷزواج من ﻻ يرتقي إلى عقل وفكر ومهارة امرأته ، وهذا واقع ملموس ، ومشاهد محسوس ، فكيف يأتي من يستهين بالمرأة وﻻ يقدر لها قدرها ، هذا سخف من القول ، وزور وباطل من الكﻼم . ولقد وجد اليوم من ﻻ يعترف بالمرأة وحقوقها من جهلة المسلمين وعامتهم ، وهؤﻻء ولله الحمد نزر يسير ، لكن يجب أن يُعرَّفوا بأنهم مخطئون ومجحفون بحق المرأة . ولقد وجدت حقائق في ظلم المرأة واﻹجحاف بحقها عند بعض الناس ، فنجد أن المرأة ﻻ تأكل إﻻ بعد الرجال في المناسبات ، فتأكل الدفعة اﻷولى من الرجال ثم الثانية وربما الثالثة ، وما تبقى هذا إن تبقى شيء يقدم للنساء ، ألهذا الحد بلغ بنا اﻹسفاف بالمرأة واﻻستخفاف ؟ يجب أن تُعَدَّلُ هذه الصور التي ارتسمت في عقول البعض ، فالمرأة كرمها الله عز وجل ، وأنزل سورة باسمها في القرآن الكريم _ سورة النساء _ ذكر فيها حقوقاً عظيمة لهن . * كتبه يحيى بن موسى الزهراني إمام جامع البازعي بتبوك* * ناقصات عقل ودين يحيى بن موسى الزهراني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى ، وصﻼة وسﻼماً على نبيه الذي اصطفى ، وعلى آله وصحبه ومن بسنته اقتدى ، وبهديه اهتدى . . وبعد :
محور مهم من محاورنا التي نتناولها في هذه الكلمات اليسيرات ، وهو كما عنون له أعﻼه .
فهناك بعض الرجال يستهزأ بالمرأة ، ويسخر منها ، ويقلل من شأنها ، وأنها ﻻ تنفع لحوار أو استشارة أو رأي ، ﻷنها ناقصة عقل ودين .
ونحن بصدد اﻹجابة عن هذه المقولة الخاطئة ، والفهم المغلوط ، لهذه العبادة ، فقد صح الحديث بناقصات العقل والدين ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي اﻷَضْحَى أَوِ الْفِطْرِ إِلَى الْمُصَلَّى فَصَلَّى ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَوَعَظَ النَّاسَ ، وَأَمَرَهُمْ بِالصَّدَقَةِ فَقَالَ : " أَيُّهَا النَّاسُ تَصَدَّقُوا " ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ : " يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ ، فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ " ، فَقُلْنَ : وَلِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ ، أَذْهَبَ لِلُبِّ _ عقل _ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْكُنْ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ " ، فَقُلْنَ لَهُ : وَمَا نُقْصَانُ عَقْلِنَا وَدِينِنَا ؟ قَالَ : " أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلُ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ ؟ " قُلْنَ : بَلَى ، قَالَ : " فَذَلِكَ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا ، أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتِ الْمَرْأَةُ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ " قُلْنَ : بَلَى ، قَالَ : " فَذَلِكَ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا " [ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِم ] .
فتبين لنا أن نقصان العقل : ﻷن شهادة الرجل الواحد بشهادة امرأتين ، ﻷن المرأة كثيرة النسيان ، وﻷنها تحكمها العاطفة أحياناً كثيرة ، وليس ذلك مثلبة وﻻ مسبة وﻻ منقصة للمرأة ، إنما ذلك أمر الله تعالى كما في آية الدين في قوله : { وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا اﻷُخْرَى } [ البقرة 282 ] .
وأما نقصان دينها : فﻸنها عندما تأتيها الدورة الشهرية ، فإنها تمكث اﻷيام ﻻ تصلي ، وﻻ تصوم بل تفطر وتقضي الصوم فقط بعد الطهر ، قال ابن رجب رحمه الله في فتح الباري 2 / 91 : " وقد أجمعت اﻷمة على أن الحائض ﻻ تصوم في أيام حيضها ، وأن صومها غير صحيح وﻻ معتد بهِ ، وأن عليها قضاء الصوم إذا طهرت " .
والحائض ﻻ تقضي الصﻼة بعد الطهر بل تسقط عنها نهائياً رحمة من الله بها لكثرة الصلوات التي تتركها الحائض أثناء حيضها ، وﻻ يجوز لزوجها أن يجامعها في مدة الحيض ﻷن الله حرم ذلك في كتابه فقال سبحانه وتعالى : { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَﻻَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } [ البقرة222 ] ، وﻷن فاعل ذلك مرتكب كبيرة من الكبائر ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من أتى حائضاً في فرجها ، أو امرأة في دُبُرِها ، أو كاهناً ، فقد كفر بما أُنْزِلَ على محمد صلى الله عليه وسلم " [ رواه الترمذي وابن ماجة والدارمي وفي روايتهما : " فصدقه بما يقول فقد كفر " ، وقال اﻷلباني : صحيح ، انظر آداب الزفاف ( 31 ) ، اﻹرواء ( 2006 ) ، المشكاة ( 551 ) وضعف الحديث جمع من أهل العلم كالبخاري والبزار وغيرهما والعلم عند الله ] .
وقد حمل إسحاق بن راهويه هذا الحديث على المستحل لذلك ، وقال ابن عابس واﻹمام أحمد أنه كفر ﻻ ينقل عن الملة ، فهو كفر دون كفر .
وقيل المراد بالكفر هنا كفران النعمة ، فالله أنعم عليك بزوجة بالحﻼل فكيف تستعمل نعمة الله في معصيته ، وعموماً فهذا تشديد ووعيد أكيد من الله وزجر عن هذا المنكر العظيم .
فمن استهزأ بالمرأة واستهان بعقلها ، وسفه كﻼمها ، وترك رأيها في كثير من اﻷحيان فقد أخطأ ، ﻷن اﻹسﻼم جاء بنوره العظيم ، وعدله القويم ، فأعطى للمرأة كامل حقوقها بعد أن أتى عليها حين من الدهر لم تكن شيئاً مذكوراً ، رفع مكانة المرأة ، وأعلى شأنها ، وحفظ كرامتها ، ووهب لها من الميراث ، والمهر ، فهي مربية اﻷجيال ، ومعدة اﻷبطال ، هي اﻷم والبنت واﻷخت والعمة والخالة والجدة ، فلها المكانة العظيمة في قلوب المسلمين ، منهن الطبيبات والمعلمات واﻷكادميات والعالمات والمخترعات والذكيات والنابغات وطالبات العلم الشرعي وغيره ، وهناك من النساء من يرجح عقلها على فئام من الرجال ، بل هناك من اﻷزواج من ﻻ يرتقي إلى عقل وفكر ومهارة امرأته ، وهذا واقع ملموس ، ومشاهد محسوس ، فكيف يأتي من يستهين بالمرأة وﻻ يقدر لها قدرها ، هذا سخف من القول ، وزور وباطل من الكﻼم .
ولقد وجد اليوم من ﻻ يعترف بالمرأة وحقوقها من جهلة المسلمين وعامتهم ، وهؤﻻء ولله الحمد نزر يسير ، لكن يجب أن يُعرَّفوا بأنهم مخطئون ومجحفون بحق المرأة .
ولقد وجدت حقائق في ظلم المرأة واﻹجحاف بحقها عند بعض الناس ، فنجد أن المرأة ﻻ تأكل إﻻ بعد الرجال في المناسبات ، فتأكل الدفعة اﻷولى من الرجال ثم الثانية وربما الثالثة ، وما تبقى هذا إن تبقى شيء يقدم للنساء ، ألهذا الحد بلغ بنا اﻹسفاف بالمرأة واﻻستخفاف ؟ يجب أن تُعَدَّلُ هذه الصور التي ارتسمت في عقول البعض ، فالمرأة كرمها الله عز وجل ، وأنزل سورة باسمها في القرآن الكريم _ سورة النساء _ ذكر فيها حقوقاً عظيمة لهن .
*
كتبه
يحيى بن موسى الزهراني
إمام جامع البازعي بتبوك*
*
ناقصات عقل ودين
يحيى بن موسى الزهراني
2013 - 2014 - 2015 - 2016
khrwhj urg ,]dk 2013 2014 2015
|