"الصديق هو الشخص الذي يعرف أغنية قلبك، ويستطيع أن يغنيها لك عندما تنسى كلماتها"
بين جدران بيوت القرية المظلمة, وبين صوت صرصور الليل و ضوء القمر الجميل... تسلل الخروف بخفة ورشاقة بطريقة أشبه بلص محترف, وأخذ يتلفت حوله بقلق, حينها فاجأته بمهارة وخفة أفضل منه فصرخ: "مااااااء مااااااااء الحقونيييييي" فقلت "يممممم ها هما الشوكة والسكين جاهزين... تعال يا خروفي اللذيذ نياهاهاها"
عاود المسكين الصراخ "مااااااااااء أريد جمعية حقوق الحيواااااان" فقلت له " حقوق حيوان او حقوق خرفان انا قااادمة" أخذت أركض خلف ذلك الخروف لأذبحه...وفجأة وجدته يضحك بخبث ومكر وهو يحمل سطل ماء بارد ليسكبه علي و... "لااااااااااا"
.
.
.
.
.
فتحت عيني وقفزت فزعة, لأكتشف أني كنت احلم, وأن الماء البارد كانت اختي ساتو هي من يسكبه علي..."هيا داي الغبية , انها الثانية عشرة وانت ما زلت نائمة, ثم من هذا المسكين الذي تسلطت عليه في أحلامك؟!"
"تبا لك ساتو.. لا تخربي علي احلامي اللذيذة, ثم ما شأنك؟! اليوم هو ثالث أيام العيد وأنا حرة بالوقت الذي أستيقظ فيه" قلتها وتغطيت بلحافي مجددا لئلا يهرب النوم اللذيذ من عيني
نظرت أختي الى التقويم وقالت: "بالمناسبة, لقد وضعت دائرة حول تاريخ اليوم, مما يعني أن لديك موعدا, ما هو؟" في البداية كنت احاول ان انام مجددا, لكن بمجرد أن سمعت ما قالته ساتو جلست وصرخت قائلة: "يااااا لقد كدت انسى!!"
سقطت أختي من الفزع على الارض, ثم قالت:"ما بك؟ ليس الامر كما لو أنه موعد مهم!" لكني أمسكت بياقة قميصها قائلة: "لا لا لا انه ليس مهما...انه غاية في الاهمية ولا يحتاج للتأجيل" ثم قمت وفتحت دولاب ملابسي أبحث عن ملابس مناسبة للخروج, فوجدت بنطالا أسود و وقميصا أحمر مناسب, فلم أتردد في اخذهما معي للحمام سريعا.. ليس موعدا مهما؟! انها مسألة حية أو موت يا اختي العزيزة!!
مشطت شعري الأسود الطويل المبعثر وجمعته بطريقة مناسبة, ثم عدت لغرفتي لآخذ حقيبتي ونقودي, وأخيرا أسرعت الى المطبخ أبحث عن شيء خفيف اسكت به عصافير بطني, وبينما انا ارتدي حذائي اتت أمي وقالت بصوتها الحنون: حبيبتي داي, الى اين انت ذاهبة؟ أجبتها: لدي موعد مهم جدا جدا جدا... ضحكت امي ثم قبلتني وقالت: بالتوفيق...
تلفت حولي لأتأكد ان أحد اخوتي المزعجين لن يصر على القدوم معي او معرفة نوع الموعد الذي سأذهب اليه, ثم انطلقت باقصى سرعة لدي لدرجة أني عندما توقفت عن الجري بدأت عضلات قدمي تؤلمني بشدة. رفعت رأسي ووجدت نفسي أمام محل الحلويات والشوكولاتة الذي أحبه كثيرا...
فأخذت نفسا عميقا ثم دخلت بحماسي المعتاد.. نظر البائع الي فقال: اوه, انت الفتاة التي طلبت لأجل اليوم 3 صناديق من الحلويات والشوكولاتة المختلفة, فتحت محفظتي وناولت البائع مالا وانا أقول: ها هو باقي المبلغ المطلوب, أرجو ألا تنسى العنوان من فضلك.. ابتسم البائع وقال: قاعة Romance للاحتفالات صحيح؟! في الحقيقة ظننت انك ستأكلين كل هذه الحلويات وحدك, ها ها ها
قلت في نفسي باستياء: ها ها ها في عينك, هل أبدو سمينة وشرهة لهذا الحد يا ظالم؟! اعترف اني زدت بضعة كيلوغرامات ولكن...حسنا لا يهم الى المحل التالي.... قطعت شارعين او ثلاثة قبل ان أصل الى محل ادوات الزينة والحفلات, وفور ان دخلت اشارت الي احدى البائعات قائلة لرفيقتها: هذه هي الفتاة التي طلبت صندوقين من الزين, ترى هل ستقيم حفل زفافها؟! احمر وجهي خجلا لهذه الفكرة السخيفة, ما زلت في 19 ولن أتزوج قبل تخرجي من الجامعة
اقتربت من البائعة التي اشتريت منها الاشياء قبل اسبوعين وناولتها ما نقص من النقود اللازمة, فأخرجت الصندوقين وقالت: هل ترغبين أن يساعدك أحد أم لا؟ فقلت لها بثقة: لا, أنا قوية بما فيه الكفاية لأحملها وحدي.
ظننت نفسي سوبر مان, لكن للأسف لم استطع حتى حمل الصندوق الأول, بل اني فقدت توازني وكدت اسقط لولا أني شعرت بيد قوية تمسك بي وتنقذني من السقوط , وشخص اخر يقول: يا لك من بلهاء, انت فتاة ولن تقدري على حمل هذه وحدك..التفت لأرى هذا الشخص, فصرخت بلا وعي مني: هاجي!! لولوش!!
ساعدني هاجي على الوقوف وقال بلطف: هل أنت بخير؟ أجبته: أجل, ولكن كيف عرفتما مكاني؟! ابتسم لولوش بمكر وقال: من السهل قراءة تصرفات فتاة مثلك..
شعرت بالغيظ, ان ذكاء لولوش يقتلني حقا! فقلت: لا تتباهى بذكائك ,كل ما تملكه هو هذا اللسان... فجاء أحدهم حينها وقال: يا الهي... كفى شجارا انتما الاثنان!! فاستدرت للمتحدث قائلة: لكن ريو, يظن أنه أذكى واحد في العالم, ضحك هيوجا علينا ثم حمل صندوقا وقال: هيا لنجهز للحفلة...
وصلت للقاعة مع رفاقي الاربعة رغم عقبة مزعجة اسمها (المعجبات), وهناك شمرنا عن سواعدنا وبدأنا نضع الزين في أماكنها ونرتب الطاولات ونضع الحلويات وأشياء الضيافة... قال لولوش بتململ: ما دمت قد اشتريت كل هذه الاشياء للحفل فلماذا لم تستأجري أشخاصا يساعدونك بدلا من هذا العناء؟ التفت اليه بغضب وقلت: لا تكن كسولا, ثم ان الميزانية لا تسمح بذلك, في الجامعة لا يعطوننا شهريا سوى ألف ريال لا تكفي بهذه السهولة...
تمتم ريو: ولماذا طلبت مساعدتنا بالذات؟ أجبته وانا اكمل عملي: هناك أشخاص قادمون لمساعدتنا فكفا عن الشكوى... فدخل ثلاثة أشخاص اثنان منهما كانا يضحكان على منظرنا, بينما قال الثالث بهدوء: حسنا, أتت المساعدة فتوقفوا عن التصرف كالاطفال... التفت وقلت بسعادة: أهلا بكم..ايروكا..كاكاشي...ايتاشي...
القى ايروكا نظرة خاطفة على المكان قبل أن يقول: المكان واسع, والزينة رائعة, قمت بعمل ممتاز يا داي... شعرت بالخجل لمديحه, بينما اتجه كاكاشي لاحد الصناديق وقال: لقد اقترب موعد الحفل وحضور الاصدقاء, لنسرع...
لا اخفي عليكم ان دقات قلبي كانت تزداد كلما اقترب موعد الحفل, وعندما حان الوقت أخيرا ارتديت في غرفة علوية ملابس مناسبة, ونزلت من فوري للقاعة لأجد رفاقي وقد ارتدى كل واحد منهم ملابس عملية وجميلة ,قلت لهم: أرى انكم ارتديتم كما طلبت منكم تماما... فقال هاجي: متى سيأتي البقية؟ وجاءه الجواب سريعا....
كنت قد استأجرت حارسين لأمنع دخول الغير مرغوب بهم, وقد سمحا للمجموعة القادمة بالدخول... فأسرعت ورحبت بالضيوف قائلة: أهلا بكم جميعا... اقترب ايروكا وقال: اه زورو ,لم اتيت مع هايبارا ونوري؟!
أجاب زورو بكسل كعادته: في الحقيقة وانا في طريقي الى هنا وجدت مجموعة شباب يزعجونهما وقررت التدخل, توجهت بسؤالي لنوري: ماذا حصل؟ وقبل ان تنطق بشيء قالت آي: في الحقيقة كانوا يزعجوننا بالكلام فلم احتمل, فصارحتهم بانهم يشبهون الثيران الغبية... حينها ظهرت قطرة الماء على رؤوسنا جميعا وقلت: اه..حقا..ههه...
وفور دخول أربعتهم فوجئت بشيء يصطدم برأسي, فوجدته ذلك التنين الابيض الصغير, وسمعت صوتا أعرفه: هاكوريو.. ما الذي فعلته؟ أعتذر داي... فقلت: لا عليك يا هاكاي.. جيد انك جئت انت وسانزو
جاء سانزو بمزاجه المعكر وقال: تبا, لهذا قلت لك أن تتركه مع غوجو وغوكو, فالتفت اليه هاكاي بفزع قائلا: مستحيل, همست في اذن هاكاي: انتبه لئلا يراه ريو والا فلن يعود معك الليلة... وعندما استدرت عائدة فوجئت بأحمق يقدم لي وردة ويقول: هذه الوردة لا يمكن ان تنافس عبيرك وتألقك... ومن خلفه أتى كلا من ياشيرو وريوتارو أوسوي, وقال ريوتارو : داي هذا هو تاماكي سو..
اخذت الوردة من المدعو تاماكي وقلت: شكرا على الوردة, أهلا بك بيننا, لكني انتبهت لياشيرو الذي همس لريوتارو واوسوي: غريب, لم تعنفه كعادتها, انتبهوا يا رفاق لئلا تكون مريضة.. هز صديقاه رأسهما موافقين فالتفت لهم قائلة: اقلتم شيئا؟؟ ففزعوا وسحبوا تاماكي معهم الى الداخل سريعا ...ثم بدأ بقية المدعوين يتوافدون واحدا تلو الاخر...روي, لي رين, غيلبرت, لوكا, تاكاميشي, سايتو, أندو, كاي....لقد سعدت فعلا بقدومهم جميعا...
بينما نحن نستمتع بالطعام والشراب, شممت رائحة سجائر رغم اني طلبت من الحارسين الا يسمحا بدخولها, و وجدت غيلبرت يمسك بسيجارة أشعلها له روي, فصرخت: غيلبرت, ألم أطلب منك الا تحضر السجائر؟ وانت يا روي أخبرتك الا تحضر قفزاتك والا اشعلت النار فينا.. ضحك لي رين وقال: لكن غيلبرت قد يموت علينا بدون سجائر, فوافقه غيلبرت قائلا: هذا صحيح, ثم ان سيجارة واحدة لن تضر...اآآآآآآآآه انهم متعبون حقا...
همس لي رين: هيه داي, من الافضل الا تلتفتي للخلف... فجأة شعرت بهالة مخيفة تقترب مني, واذا بلوكا يقول: هيه انت, ألم تخبريني أن يوكي قادم أيضا؟؟ فأجبت بخوف: ههه كذبة بيضاء..."ماذااااا؟!" بدأت الهالة المخيفة تزداد توسعا من حوله وقال: اذا سأجعلها كذبة سوداء... ثم بدأ بالركض خلفي محاولا ضربي وانا اهرب منه في المكان والكل يشاهدنا ويضحك, ولم يوقفه سوى كاي الذي أمسك به قائلا: اهدأ اهدأ رجاء...
جاء اوسوي وقال لي: هيه, لماذا ليس هناك الكثير من الفتيات؟! أجبته بثقة: لاضمن أن منحرفا مثلك لن يزعجهن, ثم قفزت الى منتصف القاعة وصرخت: اذا جميعا, ليبدأ المرح الحقيقي الان... اقترب مني لي رين وقال: مرح؟ وسأل تاكاميشي: أي نوع من المرح يا ترى؟ أجبتهما وأنا أشير لزاوية القاعة حيث الصناديق الكبيرة والصغيرة التي لم افتحها ولم اسمح لاحد بذلك: اولا لنفتح تلك الصناديق...
اتجه سايتو اليها وفتح أحدها, فقال باستغراب: كمان؟! طبلة؟! هل سننقلب الى فرقة موسيقية؟! أجبت: شيء من هذا القبيل, فكرت في استغلال مواهبكم الموسيقية والغنائية لنمرح... سألت نوري: مثل الكاريوكي؟؟ فقلت : أجل.. سألني سايتو: وماذا سنغني؟
أخذت أفكر بحيرة شديدة وقلت: ربما أغنية baby لجيستين بيير؟ او ربما...ما رأيكم انتم؟ فقال ياشيرو مقترحا: ما رأيك بأغنية (Thank you for being a friend) لأندرو قولد؟ فصاح الجميع بحماس: أجل... ثم أخذ كل واحد الالة التي تناسبه, وأما الذين لا يجيدون العزف بأي آلة فقد أخذوا الميكروفونات, ثم بدأنا بالغناء والعزف معا في وقت واحد:
And if you threw a party
Invited everyone you knew
You would see, the biggest gift would be from me
and the card attached would say
Thank you for being a friend
يا سلاااااااام هكذا تكون حفلة
العيد والا فلا... انها أجمل حفلة عيد في حياتي كلها... ممن الممتع أن تحتفل بمناسباتك مع اشخاص تحبهم ويحبونك أيضا...
في النهاية تبادلنا الهدايا والتذكارات, وبالتأكيد لم ننس أن نلتقط صورة جماعية تضمنا جميعا... ثم غادر الجميع مجموعات او فرادى... شخص واحد فقط لم يرحل بعد...
اقترب مني لولوش وقال: حسنا..اعترف انك اقمت حفلة جميلة...لقد انتصرت علي.... قلت: لا أحد يتحداني ويفوز علي بسهولة, ثم ان فكرتك كانت رائعة فعلا لولوش... قال لي: لم طلبت مني الانتظار؟ احمر وجهي خجلا في البداية...لكني تشجعت وقلت: ل..لولوش.. أنا..في الحقيقة... آآآآآآآآآآآآآآآ ...نفذ صبر لولوش فقال: هيا ماذا لديك؟ أهي لعبة الكلمات المتقاطعة؟!
شعرت بالغيظ, فأخرجت من جيبي علبة صغيرة وقلت: هذه لك... استغرب للغاية وقال: ما هذا؟! أجبته: عيد ميلاد سعيد... لا تظن اني لا أعلم انه يوافق اليوم... ابتسم لولوش وفتحها, كنت قد اهديته ساعة رجالية تناسبه, فاحتضنني قائلا: شكرا لك يا داي.. كاد قلبي ان يتوقف عن النبض, ثم قبلني على جبيني بلطف وودعني وعاد لبيته هو الاخر... وتركني أغلي من الخجل هذه المرة...
عدت للمنزل بعد ان أعدت مفتاح القاعة لمن استأجرتها منه, ولكن بعد أن دفعت ثمنا غاليا , فقد آلمني كل جزء من جسدي, ألقيت به على السرير و أخذت استرجع ما حصل اليوم, فابتسمت لنفسي ثم اخرجت تلك الصورة....وبقيت أتأملها حتى غلبني النوم وانا احتضنها...
"الصداقة ورده عبيرها الأمل ورحيقها الوفاء ونسيمها الحب وذبولها الموت"