فداك أبي وأمي يارسول :31:
نعم هذا هو حال الأصفياء من أمة الإسلام ..
هذا هو حال قادتهم وزعماءهم وأغنياءهم وفقراءهم , فداك أبي وأمي يارسول
الله :ta7a_411:
رسولنا محمد صلى
الله عليه وسلم ; شامة في جبين التاريخ ، فما أشرقت الشمس ولا غربت على أطهر منه نفساً، ولا أزكى من سيرة، ولا أسخى منه يدا، ولا أبر منه صلة، ولا أصدق منه حديثاً،
ولا أشرف منه نسباً، ولا أعلى منه مقاماً. جمع
الله له بين المحامد كلها فكان محمداً، ورفع
الله ذكره وأعلى قدره فكان سيداً. هو سيد ولد آدم ولا فخر، سيبعثه
الله يوم القيامة مقاماً محموداً تتقاصر
دونه الأطماع ، وتتضامن دونه الأماني .
رُفِعْتَ منازلاً وشُرحت صدراً ودينُكَ ظاهرٌ رغمَ العُداةِ
وذكرُكَ يا رســـولَ اللهِ زادٌ تُضاءُ بهِ أسَاريرُ الحَيَــاةِ
وغرسُك مُثمرٌ في كلِّ صِقع ٍ وهديُكَ مُشرقٌ في كلِّ ذاتِ
إنه الشفاعة العظمى يوم الموقف يوم أن يتخلى عنها أولو العزم من الرسل . كان العرب يعيشون جاهلية جهلاء، وضلالة عمياء، كانوا أسارى شبهات وأرباب شهوات ، يعبدون الأصنام
ويستقسمون بالأزلام،، ظلوا على هذه الحال إلى أن بزغ نور الإسلام وسطع فجر الإيمان
وتألق نجم النبوة.
وعندما ولد الهادي العظيم، كان مولده فتحاً، ومبعثه فجراً، بدد به
الله جميع الظلمات،
وهدى به من الضلالة، وعلم به من الجهالة، وأرشد به من الغواية، وفتح به أعيناً عمياً
وآذاناً صماً وقلوباً غلفاً، وكثَّر به بعد القلة، وأعز به بعد الذلة، وأغنى به بعد العيلة
بُعثتَ إلى المَلا بِرّاً ونُعمى ورُحمى.. يا نبيَ المَرْحَمَاتِ
رَفَعْتَ عن البريّةِ كلُّ إصرٍ وأنتَ لدائها آسي الأُســاةِ
تمنّى الدهرُ قبلك طيفَ نورٍ فكان ضياكَ أغلى الأمنياتِ
يتيمٌ أنقذ َ الدّنيا.. فقيــــر ٌ أفاضَ على البريّةِ بالهِبَــاتِ
طريدٌ أمّنَ الدنيـا.. فشـادت على بُنيانِهِ أيدي البُنَــاةِ..
بليغٌ علّم الدنيــا بوحي ٍ ولم يقرأ بلوح ٍ أو دواةِ
- فَ صلى
الله عليه وسلم عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون :31: