السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هادي روايتي التانية -القصيرة الكاملة- بعد ( هذا هو النصيب ) .
ان شاء الله تعجبكم :ta7a_851::ta7a_572:
حين يحب المرء لايعرف اي شيء ، لا يعلم ماذا يحدث حوله ولا يكترث ابداً ، حين يحب المرء يغدو شخصا آخر ، شخصا جديا ، حساسا وعاطفيا ، الحب ليس بالشيء السيء ولا القبيح بل على العكس هو شيء جميل حين يكون من طرفين ولكنه مؤلم عند الفراق ، الأجمل في الحب هو حين يكون صادقا ونهايته الزواج :ta7a_411:
دفعها على الجدار بقوة وهو يصرخ : كفاكِ عبثاً معي اعلم انك تحبيني هبا اخبريني لقد تعبت من اللحاق بكِ
تمسك ظهرها من شدة الألم همست : انا لا احبك فالحب ليس اجباري حسنا انا اكرهك
دفعته بعيداَ عنها واخذت حقيبتها من صالة الرقص وهي تركض الى خارج الصالة تبكي ، اشارت الى سيارة الأجرة التي توقفت لها دخلت وهي تخبره عن موقع منزلها ، أما هو مازال في صالة الرقص ضرب على الجدار بقوة وهو ينعت نفسه بالغبي : ماكان يجب علي فعل ذلك ولكنها اجبرتني هيا تحبني وانا اشعر بذلك -صرخ بضجر- يا الهي لقد مللت ، أخذ اغراضه و أطفأ مصابيح الصالة وخرج ركب سيارته متوجها الى بيته وهو يقرر بأن يهاتفها ولكن بعد أن تهدا اعصابه
دخلت منزلها وذهبت الى غرفتها أشعلت الاضواء ورمت معطفها وحقيبتها على السرير ، توجهت الى المرآة وهي تنظر لوجهها كيف تورم من البكاء : يا الهي يكاد يقتلني هذا الرجل وانا حمقاء لم لا اخبره وانتهي -غط بوجهها بكفيها- ولكني خائفة ، ماذا يجب علي ان افعل اكاد اجن من التفكير
ركن سيارته وأطفأها أخذ نفسا عميقا واتصل بها ، كانت خارجة من دورة المياه لتستعد للنوم ألا وتسمع صوت هاتفها يرن ، توجهت اليه رأت اسمه ، استرخت قليلا ثم اجابت : نعم !
هو : انا اسف اعلم ماكان يجب علي فعل ذلك ولكن ارجوكي اتوسل اليك انا احبك جدا تقتلني الدقائق التي اكون فيها بعيدا عنكِ
ابتسمت وهمست : لا تعتذر حسنا يجب ان اخلد للنوم اعتني بنفسك اراك غداً
واغلقت الخط ، ابتسم وهو ينظر للهاتف : ستعترفين عاجلا أم آجلا
في اليوم التالي ..
اعتلى صوت منبه هاتفها في الغرفة استيقظت بضجر وهي مرهقة نظرت الى الساعة : يا الهي لقد تأخرت ، قفزت من السرير الى دورة المياه اغتسلت وخرجت وهي ترتدي اي شيء اخذت معطفها وهاتفها ونظارتها الشمسية خرجت واغلقت الباب خلفها ، ضلت تركض برجلها لتصل الى الشارع العام ، اوقفت تاكسي وركبت ، فتحت هاتفها لتجد تسع اتصالات منه و3 رسائل فتحتها وكلها كان يسأل عن سبب تأخرها ، توقفت السيارة بسبب الزحمة قلت للسائق : أظن انني سأنزل هنا ، اعطته ماله وخرجت تركض بين تلك السيارات وصلت الى معهد الرقص دفعت الباب ، فزع كل من كان في الصالة فقد كانت الموسيقى هادئة ، أطفأها وحاول تمالك نفسه : ماسبب تأخرك ؟
قالت بتوتر : اعتذر لقد استيقظت متأخرا حقا اعتذر - كانت تلهث فقد تعبت من الركض -
رمى اليها بقارورة مياه : خذي نفسك وابدأي معنا
التقطت القارورة شربت قليلا ، اخذت نفسا أنزلت معطفها وعلقته مع حقيبتها ، وقفت مكانها وهي تأخذ نفسا وتؤدي نفس الحركات التي يؤديها زملائها ، تقدم اليها وهو يقف امامها كان فارق الطول واضحا جدا فقد كان عريض المنكبين حاد الملامح وكان شعره طويلا الى حد ما ، كان يبدو جذابا جدا بذلك البنطال والقميص ، اما هي كانت تشعر بحرارة انفاسه فقد كانت نحيلة الجسم وذات رشاقة وشعرها طويلاالى نصف ظهرها كانت تربطه بربطة وكانت بعض من خصلات شعرها على وجهها
مد يده وامسك بخصرها وهو يردد بهدوء ويتحرك على نغمات الموسيقى : افعلي هكذا تحركي مع النغمات اشعري بها وستتحركين دون ان تشعري
اغمضت عيناها من رائحة عطره فقد كانت قوية جدا ، ابتعد عنها بهدوء وهو ينظر كيف تتحرك بسلاسة دون ان تشعر ، بعد عدة رقصات اوقف الموسيقى وقال للطلاب : حسنا انتهينا الآن تعالو الساعة الثامنة ليلا سنعيد التدريب ولكم خبر لدي لا تتأخرو
تفاوتت اصوات الطلاب وهم يرتدون معاطفهم : حسنا ، لن نتأخر ، سنكون هنا في الموعد المحدد ، نحن متحمسون لنرَ مالديك من اخبار ايها المدرب ، خرجوا جميعهم ، اما هيا كانت واقفة مكانها كالعادة فقد اعتادت حركته ان خرجت يظل يصرخ عليها لأنه هو من سيوصلها الى المنزل ، ارتدى معطفه وخرج من الصالة وهو يطفئ المصابيح ، دخل سيارته وركبت بجانبه بهدوء ، ظلت تنظر عبر النافذة لم تشعر الا بحرارة على يدها ، التفتت بسرعة وهي تحاول جاهدة ان تسحب يدها من يده التي كانت ممسكة بها بقوة ، هدأت قليلا لا فائدة ، بعد عدة دقائق استغربت هذا ليس طريق منزلها ، التفتت له باستغراب : حسنا الى اين ستأخذني هذه المرة ؟
ابتسم : اظن انك خرجتي من المنزل دون ان تأكلي شيئا
نظر اليها والابتسامة في وجهه ، لم تستطع تمالك نفسها ردت اليه بابتسامة اخرى وهي تشد على يده دون ان تشعر هي بذلك ، وارجعت نظرها الى النافذة كانت خفقات قلبه بدأت تزداد من ضغطة يدها التي لم يكن لها مبرر كان يريد تفسيرا لذلك ، توقف عند احد المطاعم امرها بأن تنتظر ولا تنزل ، ابتمست فهي تعلم ماذا يريد ان يفعل ، اطفأ السيارة ونزل توجه نحو بابها فتحه لها وهو يمد يده اليها : تفضلي يا اميرتي ، امسكت بيده وهي تضحك وظلت تردد داخلها ( سيقتلني ! لم يتصرف هكذا !! يا الهي اشعر بأني سأحضنه في أي لحظة ) دخلو وجلسوا على احدى الطاولات ، طلبو وأكلو وهم يضحكون لأول مرة شعر بأنها متغيرة لأول مرة تضحك وتتبادله الاحاديث لأول مرة شعر بأنها ملاك وهي تضحك بتلك الطريقة البريئة ومع كل حركة منها وكل ضحكة وكل تصرف كانت تزيد دقات قلبه وتكبر ابتسامته فهو لايريد سوى سعادتها ، دفع الحساب خرجو وتمشوا على البحر قليلا بعدها اوصلها الى المنزل لترتاح حتى الساعة الثامنة وظل يردد على مسامعها طول الطريق : اياكي وان تتأخري سأتصل بكِ في حوالي الساعة الثامنة لأتأكد من انك استيقظت ، نزلت وفتحت الباب ودخلت والقت بجسدها على الأريكة : يا الهي كم كان هذا اليوم جميلا ، ابتسمت ونامت دون ان تشعر بعد عدة ساعات استيقظت وهي تتذكر كلامه أمسكت بهاتفها خوفا من ان تكون قد تأخرت وان الساعة قد تعدت الثامنة نظرت ووجدتها السابعة والنصف نهضت بارتياح امامها نصف ساعة ، استحمت بدلت ثيابها وتعطرت قليلا ووضعت قليلا من المساحيق لتزيد من اناقتها فقد قررت ان تخبره بكل شيء وان تتوقف عن الكذب عليه اخذت معطفها وخرجت اتصل بها ابتسمت واجابت : لا تقلق لقد استيقظت منذ نصف ساعة وانا الآن قادمة اليك
ضحك : هذا جيد هيا انا انتظرك لا تتأخري
اغلقت الخط وظلت تمشي في ذلك الجو البارد ووصلت الى معهد الرقص فتحت الباب بابتسامة ، ابتسم الجميع لابتسامتها فقد كانت جذابة جدا ، خلعت معطفها وتوجهت اليهم ونظرت الى المدرب وقالت بمرح : اتمنى الا اكون قد تأخرت
كان يمظر لجمالها ابتسم : لا أبداً -انضمت الى زملائها-
قال وهو ينظر اليهم : حسنا ربما لن نتدرب الليلة سأقول لكم ماعندي وسنتناقش قليلا حيال الموضوع الذي سأخبركم به
استغرب جميع الطلاب فقال : اجلسوا واصنعوا دائرة هيا
جلسو باستغراب وجلس بينهم وقال : حسنا اسمعو أتتني بطاقة دعوة لحفل ويريدون منا جميعا الذهاب ، صرخ الطلاب بفرح فهم يحبون الحفلات كثيرا ، اكمل حديثه : يريدون اثنين من مجموعتنا تأدية رقصة للضيوف الذين سيكونون هناك لأنهم من الكبار ، استغربوا : حسنا ومن سيؤدي هذه الرقصة ؟
اجابهم بابتسامة : انا اقترح ان تكون هي الراقصة اذا لم تمانعوا طبعا -واشار اليها-
نظرت اليهم باستغراب وتوتر واشارت الى نفسها : أنا ؟!!
الطلاب : حسنا موافقون ، غمز طالب لصديقه وقال : وانا اقترح ان تكون انت الراقص يامدرب
قال بصدمة : انا ؟
أيد الطلاب بفكرة زميلهم : نعم انت ايها المدرب ، انها فكرة صائبة ، ستكونون ثنائيا رائعا
قال لهم بثقة : حسننا انا موافق
فرح الطلاب ونظروا لها : ماذا عنكِ ؟
نظرت اليهم بتفكير ثم نظرت اليه ابتسم لها وقالت : حسنا انا موافقة -واكملت- متى ستكون الحفلة .
أجاب : الاسبوع المقبل ارجو ان تكونوا مستعدين -بمرح- فأنا اثق بكم واثق بجمالكم واناقتكم
صرخوا بحماس : لن نخيب ظنك فينا ايها المدرب
تدربوا قليلا ولكنه لم يشأ ان يرهقهم كثيرا فأخبرهم بأنهم يستطيعون الذهاب الى منازلهم وليس عليهم القدوم طيلة هذا الاسبوع سيعطيهم اياه كإجازة مثلا فرح الطلاب كثيرا وخرجوا من المعهد وتوجهوا لأحد المنازل للاحتفال ، ظلوا طيلة تلك الاياام يحاولوا التدريب على الرقصة التي سيؤديها كان ذلك االاسبوع جميلا جدا بالنسبة لهم
في يوم الحفلة ..
تأنق الطلاب كثيرا ارتدوا البدلات والكرفتات الحمراء والجزم الرسمية السوداء وبخروا انفسهم برائحة العطور ، اما هو كان تحت منزلها ينتظرها لتنزل ، وهي كانت في الأعلى تنظر لشكلها لآخر كرة فقد كانت ترتدي فستانا قصيرا اسود عاري الكتفين كان ضيقا لدرجة ان تفاصيل جسدها كانت واضحة ، كان شعرها انيقا بسيطا ولم تكثر من المساحيق واخذت المعطف ونزلت له ، كان ينتظرها خارج السيارة متكئا عليها ، نظر اليها لم يصدق عيناها : يا الهي ، اقتربت منه بابتسماة : مابك ؟ هل بالغت قليلا ؟
همس لها : تبدين في غاية الروعة يا الهي من انتي لا اكاد اصدق انتي جميلة بحق
قالت بخجل : شكرا هل يمكننا الذهاب الآن
تحرك قليلا وفتح لها باب السيارة وركبت وذهب الى مقعده وهوا يفكر بالملاك الجالس بجانبه
وصلو الى الحفل ..
نزل وفتح لها الباب ، اول خطوة نزلها لم ترى الا اضواء الكاميرات في وجهها
قال لها بهدوء وابتسامة : ابتسمي قليلا
امسكت يده وهي تبتسم للكاميرات الى ان دخلوا الى الصالة ، كانت مكتظة بالاشخاص وكان واضح عليهم الثراء
همست له : اشعر بتوتر
ضغط على يدها : انا معك لا تقلقي سيكون كل شي على مايرام
رأو فرقتهم وتقدموا اليهم والقوا السلام والاحاديث مع بعضهم الى ان اتى دورهم في الرقصة تمنى لهم الطلاب التوفيق
توسطوا الصالة وقف امامها وهو يهمس لها ليهدأها
بدأت الموسيقى ، حاولت ان تنسى انه بقربها وتذكرت كلامه " تحركي مع النغمات اشعري بها وستتحركي دون ان تشعري " هدأت واخذت على الوضع بعد ان انتهوا
انحنوا للضيوف وهم يشكروهم بعد مانزلو تم تكريمهم كأفضل ثنائي لهذه الحفلة
وبعد انتهاء الحفل ..
قام بدعوتها لتناول العشاء في احد المطاعم لبت دعوته بسرور
وفي المطعم وعلى الطاولة ..
بعد ما طلبوا الاكل قالت : أيمكنني أن اخبرك شيئا ؟
اجابها باستغراب وهو ينظر لتوترها : نعم لا تترددي
قالت بتوتر : لن أطيلها اكثر من ذلك ، أنا احبك يا أنت وكل ما اريده هو قربك وراحة كفيك واحضانك ، أنا احبك بقدر ما اوجعتك ، ولكني كنت خائفة من الاعتراف لك خوفا من ان اخسرك ولكني الآن واثقة ومتأكدة ، أنا احبك فلا تتركني
لم يستطع التعليق نهض من مكانه وجلس بجوارها اقترب منها ، قبلها على شفتيها وابتعد وقال : كنت اعلم انك ستخبريني بذلك ولكن ارجوكِ لا تخافي مني سأكون بقربك للأبد ، لن أدع شيئا يمسك ، سأحتضنك سأكون كل شيء بالنسبة لكِ ولن تحتاجي احدا غيري ستكونين زوجتي و أماً لأطفالي -اقترب من اذنها وهمس- نحن روح واحدة في جسدان
احتضنته بخجل وقالت :
سأضل احبك الى ان افنى ولن اتركك ابداً
قال بهدوء : سنفنى سوياً ألم اقل لك نحن روح في جسدان فكيف لروح واحدة ان تفنى وحدها
قبلته في شفتيه وابتعدت عنه واحتضنها بكل مافيه من قوة
النهاية ..
تمت الساعة 10:28م يوم الثلاثاء 11 فبراير
2014 ، 11 / 4 / 1435هـ