نحن نعرف أن القبور للأموات وهي أماكن تخصص من قبل المجتمع
لموارات جثمان ابن آدم بعد فواته عن الأنظار وحتى لا تنتشر رائحته
التي تنشر الأمراض وتضر بالأحياء لهذا كان القبر هو أول مراحل
الانقطاع عن الدنيا ومفارقة الأحباب والأصحاب ثم يمتد
الزمن ويطويه النسيان .
أما أفعاله الطيبة ستظل باقية تذكرها الأجيال من بعده .
لذلك الخيرين في حياتهم سيبقوا كذلك بعد رحيلهم .
لأن العمر قوامه أيام وسنين والسمعة والصيت والذكر قوامه
أفعال نافعة وخلق حسن وتعامل طيب مع كل الناس ولمسات
تدخل االسرور علي الآخرين لا يمحوها الزمن فتزيد في عمره بعد موته .
ولكن هناك مقابر أخرى نواري فيها أناس لازالوا علي قيد الحياة
لأن رائحة أخلاقهم النتنة أزكمت أنوفنا وتصرفاتهم أفسدت
حياتنا ووجودهم بيننا اكثر ضررا علي مستقبلنا لما ينشروا
بيننا من عادات سيئة وألفاظ بذيئة وشائعات مفسدة وأنانية ضارة للعلاقة معهم ،
فهم لا يحفظوا ود حبيب ولا يصونوا سر صديق ، فلا تجد صدق
في حديثهم ولا وفاء لعهودهم ولا يحلوا لهم اللهوا إلا بأعراض الآخرين ،
هذا النوع من البشر سنمحوهم من الذاكرة ونتجنب طريقهم
ونبتعد عن مخالطتهم ولا نتعامل معهم ولم يكن لهم ذكر
في حياتهم ولا بعد مماتهم لأنهم لم يقدموا شيئا مفيدا في حياتهم .
إذن لــيــس ثـمـة مـوتـى غير أولئك الذين نواريهم في
مقبرة الذاكرة...
مما راق لمحبتكم المشاغبة :12: