يقول : سقطت جدّتي مريضة بيننا ذات يوم فطلبنا سيارةالإسعاف لنقلها للمستشفى ، ونحن في الطريق صدح الأذان معلناً دخول وقت صلاة العشاء وسمعته جدّتي فنادت علي فأرعيت سمعي لها فهمست بصوتها الشجن قائلة :
(( ياوليدي انزلوا لاتفوتكم الصلاة وأنا بانتظركم في السيارة ))
الله أكبر ..
تحرّك داعي الإيمان في قلبها فاستجابت له وهي على تلك الحالة !!
الله أكبر ..
آثرت حب الخير للغير على مصلحة نفسها !! ..
يقول ابنها وأنا في حيرة من أمري وتفكير في كلامها إلاّ ويسألني صاحب السيارة عن ماذا تطلب جدّتي فأخبرته !
فواصلوا سيرهم حتى وصلوا المستشفى وعملوا اللازم مع حالتها ..
يكمل ابنها ويقول: بعد خمسة أشهر من ذلك الموقف طُرق باب منزلنا ففتحته فإذا أمامي رجل بدت علامات الصلاح واضحة عليه ، فتذكّرت أنّه صاحبسيارةالإسعاف الذي نقل جدّتي!!
فسألني عن حالها ثم قال أريد أن أخبركم بأن طلبها لنا أن نقف ونصلي في ذلك اليوم قد أثّر فيني وغيّر من حالي الشيء الكثير !!
وكم أتمنى أن تُوصل لها دعواتي الصادقة وأن لا يحرمها الله أجري إلى يوم الدين .
انتهى الموقف ..
لله درّهــــا تلك الجدة..
حفظها الله وألبسها ثوب الصحّة والعافية وكثّر من أمثالها ..
ما أعظم أن نغرس الكلمة الطيبة في أي أرض وفي أي زمن لأنّها حتماً ستنبت أشجاراً ينتفع بها من غرسها ومن استظل تحتها بإذن الله