رمضان 2017 : نوازل الصيام 2 2013 2014 2015
- - - - - - -
www.dream-cafeh.net
- - - - - - -
رمضان 2017 : نوازل الصيام 2
حصريا على دريم كافيه
2013 - 2014 - 2015 - 2016
منتدى الحياة الزوجية يقدم لكم نوازل الصيام 2 - رمضان 2017 النازلة الخامسة: غازات التخدير. التخدير له أنواع كثيرة وطرق شتى وإنما نريد في هذه المسألة أن نبحث نوعا واحدا من أنواع التخدير وهو ما يتعاطى عن طريق الأنف بهذه الغازات وإلا فإن التخدير يحصل بهذه الغازات التي تستنشق ويحصل أحياناً بطريقة...
منتدى الحياة الزوجية يقدم لكم نوازل الصيام 2 - رمضان 2017
النازلة الخامسة: غازات التخدير.
التخدير له أنواع كثيرة وطرق شتى وإنما نريد في هذه المسألة أن نبحث نوعا واحدا من أنواع التخدير وهو ما يتعاطى عن طريق الأنف بهذه الغازات وإلا فإن التخدير يحصل بهذه الغازات التي تستنشق ويحصل أحياناً بطريقة الإبر الصينية ويحصل أحياناً بالإبر التي تكون إما باللثة أو الوريد أو نحو ذلك في طرق كثيرة. لكن ما نريد أن نتكلم عنه هو ما يتعاطى عن طريق الأنف أو الفم من هذه الغازات هذا الذي يتعاطى عن طريق الأنف من الغازات نريد أن نبحثهُ في أكثر من موضع.
أولاً: الفطر بعملية التخدير ثم نأتي بعد ذلك إلى الأثر وهو كون الإنسان يتخدر هل يفطر بذلك أو لا يفطر؟
نبحث في المسألة الأولى عملية التخدير ذاتها هل يحصل بها فطر أو لا حينما توضع هذه الغازات أو نحوها على الأنف أو الفم فيستنشقها المريض ثم يحصل له بذلك التخدير هذه الغازات التي توضع على الأنف أو على الفم فيستنشقها؟
مجمع الفقه الإسلامي أتخذ فيها قراراً في دورته التي ذكرتها لكم على أنها لا تفطر. وقد ذكر بعض الفقهاء الذين بحثوا في هذه الغازات بأنه ليس لها أجرام وأنها تستنشق عن طريق التنفس و تذهب إلى مجاري التنفس وبتالي فإنها لا تنفذ إلى الحلق ولو نفذت إلى الحلق فما ينفذ منها يسير مما يعفى عنه ولا يحصل الفطر به قياساً على ما يبقى في الفم بعد المضمضة. هذا هو قرار مجمع الفقه الإسلامي في هذه المسألة.
وقد ذكر لي أحد الأخوة بالأمس من الأطباء أن هذا الذي يوضع على الأنف للتخدير يصاحب أحياناً عملية إدخال المنظار إلى المعدة يقول إن هذا التخدير يكون معه أحياناً بعض البخار أو المواد التي تصل حتماً إلى المعدة، - ذكرت لكم الآن قرار مجمع الفقه الإسلامي وذكرت لكم ما ذكر لي أحد الأخوة الأطباء أنه يصل إلى المعدة من هذه الغازات مواد تصل حتماً إلى المعدة وهذه المواد لها أجرام و تمتص في المعدة فإذا كان ما يقوله الأخ دقيقاً بحيث أن هذه الغازات يكون معها مواد متحللة بخار ماء. مواد كيميائية وغير ذلك تصل إلى المريء ثم إلى المعدة فتمتصها المعدة وكان هذا المقدار كثيراً فإننا نقول أنه يفطر لكن مجمع الفقه الإسلامي والذين بحثوا هذه المسألة يقولون إنه لا يصل إلى المعدة من ذلك شيء يذكر وما يصل فهو داخل فيما يتسامح فيه مما هو يسير كما يبقى في الفم بعد المضمضة أو ما يصل إلى المعدة بعد المضمضة. هذه مسألة هل يقع الفطر بعملية التخدير؟ نأتي بعد ذلك إذا قلنا أن التخدير لا يفطر كما هو قرار مجمع الفقه الإسلامي ننتقل بعد ذلك إلى ما يحصل للمريض بعد عملية التخدير مما يشبه الإغماء التام لأن التخدير هذا المقصود منه تخدير المريض سوءً كان موضعياً أو تخديراً كلياً فإذا قلنا إن عملية التخدير لا تفطر، نأتي بعد ذلك إلى ما يحصل بعد تعاطي هذا المخدر.
فنقول ما يحصل للمريض بعد ذلك له حالات:
الحالة الأولى: أن يكون فقدان الوعي جزئياً. مثل أن يكون فقدان الوعي مثلاً لمنطقة الجهاز التنفسي أو جهاز البلعوم والمريء مثل ما يحصل عند المنظار فهذا فقدان للوعي في جزء معين وهو ما يسمى بالتخدير الموضعي لا يغيب معه العقل ولا الإحساس ولا الإدراك وهذا لا يحصل به الفطر لأن الإنسان لا يزال بقواه العقلية و يستصحب النية إما حقيقة أو حكما.
الحالة الثانية: أن يحصل له تخدير كامل. بمعنى أنه يتعاطى هذا المخدر ثم بعد ذلك يفقد الوعي بالكلية فهل يفسد الصيام بذلك أو ما يفسد؟ فقدان الوعي بالكامل له حالتان أيضاً.
الحالة الأولى: أن يفقد الوعي جميع النهار. من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بمعنى أنه ما يمر عليه من الصيام وهو في حالة إفاقة أو تذكر لصيام.
الحالة الثانية: أن يكون هذا التخدير في جزء من النهار يعني ساعة ساعتان ثلاث ساعات ثم يرجع إلى وعيه مرة أُخرى فأما الحالة الأولى لو أعطي المخدر مثلاً قبل طلوع الفجر وبقي مخدراً حتى غربت الشمس وكان من الليل عازماً على الصيام ناويا للصيام لكنه لما كان قبل الفجر بعشر دقائق أُعطي هذا المخدر فبقي مخدراً حتى غربت الشمس فهل يصح صيامه أو لا يصح؟ الكلام في هذه المسألة هو كلام أهل العلم في مسألة إذا أُغمي على الصائم النهار كلهُ لأن مسألة التخدير مثل مسألة الإغماء إن لم يكن التخدير أبلغ لأن التخدير يكون بفعل الإنسان وجمهور أهل العلم على أنه إذا خدر النهار كلهُ فإنه لا يصح منه صيام. والعلة في ذلك هي أن الصيام إمساك بنية وهذا لا يصح منه أن يقال أمسك بنية لأن هذا ليس معه وعي إطلاقاً والصيام كما تعرفون أنه تعبد لله سبحانه وتعالى ولهذا قلنا في تعريف الصيام بالأمس أنه إمساك بنية عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وهذا الذي فقد الوعي بالكامل لا تصح منه النية لا حقيقة ولا حتى حكماً وبالتالي لا يصح صيامهُ ومن أهل العلم من قال إن الإغماء أو التخدير كما هو حاصل الآن في هذا الزمن إنه لا يفسد الصيام قياساً على النوم كما لو أن الإنسان نوى الصيام ثم نام قبل طلوع الفجر وما أفاق إلا بعد طلوع الشمس فإن هذا نام النهار كله وغاب معه العقل والإدراك فإذا قلتم أنه يصح هنا فإنه يصحُ هنا فإنه إذا صح من النائم صح من المغمى عليه.
ولا ريب أنه يختلف المغمى عليه أو المخدر عن النائم فالنائم معه نوع إدراك وأما المغمى عليه أو المخدر فإنه ليس معه إدراك بالكلية ولهذا الذي يظهر والله سبحانه وتعالى أعلم أن الصيام حينئذ لا يصح إذا خدر النهار كلهُ فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"يقول الله عزوجل كل عمل ابن أدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدعُ طعامهُ وشرابهُ وشهوتهُ من أجلي" فأنت تلاحظ في الصيام معنى أن الإنسان يمتنع طاعة لله سبحانه وتعالى وتعبداً "يدعُ من أجلي" فالترك هنا من أجل الله سبحانه وتعالى هذا هو الصيام أما ما يكون من ترك للطعام والشراب دون أن يكون في ذلك قصد الصيام فإنه حينئذٍ لا يكون صياماً ولا يكون إمساكاً تماماً مثل لو أن الإنسان أمسك عن الطعام والشراب ونحو ذلك على سبيل الحمية أو الرجيم أو نحو ذلك فالذي يظهر والله سبحانه وتعالى أعلم هو قول الجمهور في هذه المسألة وأنه لا يصح صيامه.
وبناء على قول الجمهور الذين يقولون لا يصح صيامهُ فإذا كان التخدير لجزء معين من النهار بمعنى أن الإنسان في وسط النهار في رمضان ذهب إلى الطبيب من أجل أن يعمل له منظارا أو نحو ذلك فوضع له هذا المخدر وخدره تخديراً كاملاً لمدة ساعتين مثلاً ثم بعد ذلك رجع وأفاق مرةً أُخرى فإن أهل العلم يختلفون في ذلك على قولين:
فمن أهل العلم من يقول إن هذا يقطع النية، والنية في العبادات يشترطُ استصحابها في بداية العبادة حقيقة وفي أثنائها حكماً. ومعنى يستصحبها حكماً أن لا يأتي بما يقطعها فلا يشترط أن يتذكرها كل الوقت فالإنسان في صلاته يسهو والإنسان في رمضان ينام والإنسان في الحج ينام ويغفو فالمقصود أن لا يأتي بما يقطعها، لا ينوي قطع الصيام ولا ينوي قطع الصلاة فإذا نوى قطع النية انقطعت فهذا هو المقصود بالاستصحاب الحكمي فا أصحاب هذا القول يقولون إن غياب الوعي بالكامل يقطع النية وبتالي فإنه يفسد الصيام و من أهل العلم من قال إن هذا يقاس على النوم لأنه إذا حصلت له النية في أول العبادة وحصل له الإغماء أو التخدير في وسطها فإنه حينئذ استصحب النية حقيقة في بداية العبادة وفي أثنائها هذا التخدير يأخذ حكم النوم بمعنى أنه لم يأت بما يقطع وإنما غابت النية حينئذ وأنتم تعرفون أن مسألة الاستصحاب في أثناء العبادة أهون من قضية ما يتعلق بعدم استصحاب النية في بداية العبادة ففي بداية العبادة الأمر آكد أما في أثنائها فإنه أهون ولهذا ينام الإنسان ويغفل ويسهو في الصلاة وما تبطل صلاتهُ لكن لو أنه غفل عن النية في بداية العبادة ما دخل في العبادة أصلاً وما صحت العبادة منه ففي بداية العبادة لابد من استحضار النية لكن في أثنائها الأمر أيسر من ذلك ولهذا الصحيح والله سبحانه وتعالى أعلم أنه إذا حصل التخدير في وسط النهار أو في أثناء النهار دون أن يكون في أوله أو من أوله إلى أخره أن هذا لا يفسد الصيام.
هذا البحث في مسألة التخدير بالغازات التي تكون عن طريق الأنف أو الفم بعيداً عما يكون مع التخدير من ملابسات أُخرى لكن لو وجدت ملابسات أُخرى مع التخدير فإن هذه تبحث لوحدها كما لو أدخل جهاز ومعه مثلاً مادة هلامية ونحو ذلك أو أعطي المريض حقنة مغذية مثلاً أو وضع في دم المريض حقنة مغذية كالسكر أو نحو ذلك هذه مسائل أُخرى سنبحثها لوحدها. نحن نتكلم الآن عن عملية التخدير فقط.
النازلة السادسة: ما يتعلق بقطرة الأذن.
فإذا وضع الإنسان في أذنه قطرة علاجية فهل يفطر بذلك أو لا يفطر؟ قبل أن نبحث هذه المسألة نبحث مسألة أختلف فيها أهل العلم قديماً، والآن صار الطب فيصلا فيها وهي هل الأذن منفذ إلى الحلق أو لا؟ فالأطباء يقولون إن الأذن ليست منفذً إلى الحلق إلا في حالة واحدة.- فلو وضعت في الأذن سائلا ماء أو دهنا أو قطرة أو أي شيء. لا يمكن أن يصل هذا إلى الحلق إلا في حالة واحدة وهي إذا وُجد في طبلة الأذن خرق فحينئذ هناك قناة تصل من الأذن إلى الحلق ومن الممكن أن يضع الإنسان في أذنه شيئاً فيصل إلى حلقة أما إذا كانت طبلة الأذن غير مخرقة فإنه لا يمكن أن يصل شيء من الأذن إلى الحلق. فهذه مسألة مهمة قبل أن نبحث المسألة التي بين أيدينا.
وقد اختلف أهل العلم قديماً فيما إذا وضع الإنسان في أذنه دهنا أو ماء أو نحو ذلك هل يفطر بذلك أو لا يفطر فمن أهل العلم من قال إنه يفطر بذلك بناءً على أنه لو وضع في أذنه شيئاً فإنه ربما وجد طعمه في حلقة، ومعنى ذلك أنه منفذ، ومن أهل العلم من قال إنه لا يفطر بما يصل إلى أذنهِ وذلك أن الأذن ليست منفذاًً للحلق فهذا ليس أكلا ولا شربا ولا في معناهما و الشرع إنما جاء بالفطر بالأكل والشرب والمفطرات المعروفة فهذا الذي يوضع في الأذن ليس أكلاً ولا شرباً ولا ينفذ إلى الحلق فنحن الآن بعد ظهور أن الأذن لا تكون منفذا إلى الحلق إلا إذا كانت الطبلة مخرقة. نقول: إن الطبلة إذا كانت سليمة فمعنى ذلك أن ما يوضع في الأذن لا يصل إلى الحلق وبتالي فإن هذا ليس منفذً إلى المعدة وبناءً عليه إذا كانت طبلة الأذن غير مخرقة فإن قطرة الأذن لا تفطر نأتي إلى الحالة الثانية:افترض أن طبلة الأذن مخرقة وحينئذ كما يقول الأطباء تكون الأذن منفذا إلى الحلق وقد يوضع في الأذن شيء فيصل إلى الحلق فهل يفطر بذلك أولا يفطر؟ فالكلام حينئذ كالكلام في قطرة الأنف وغيرها هل هذا الذي يصل إلى الحلق يحصل به الفطر لأنه يصل إلى الحلق ثم إلى المعدة وما وصل إلى المعدة فإنه يفطر به الإنسان مثل ما قيل في بخاخ الربو ومثل ما قيل في قطرة الأنف وغيرها فنقول أن هذا يصل إلى الحلق والجوف وبتالي يفطر به لحديث لقيط ابن صبره"وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً " فهذا يعتبر في حكم الأكل والشرب أو نقول وهو القول الثاني في هذه المسألة وهو:الذي يقول به مجمع الفقه الإسلامي أنما يمكن أن يصل إلى الحلق لو كانت الطبلة مخرقةً يسير جداً بحيث أنه لا يخرج عن المقدار المعفو عنه فيما يتعلق بالمضمضة فما يصل إلى الحلق من قطرةٍ لا يزيد عما يصل إلى الحلق والمعدة مما يبقى إذا تمضمض الإنسان بالماء وهو صائم وإذا تمضمض بالماء وهو صائم فإنه لا يفطر بالإجماع فكذلك هنا لا يفطر وهذا هو القول الراجح إن شاء الله تعالى ومجمع الفقه الإسلامي يقول إنه لا يفطر بشرط أنه لا يبتلع ما يصل إلى حلقه لكن نحن نقول حتى لو وصل إلى حلقه شيء وابتلعه فإن هذا لا يخرج عن كونه يسيراً يعفى عنه.
النازلة السابعة: غسيل الأذن.
أما إذا كانت طبلة الأذن سليمة وغير مخرقة فإنه لا يحصل الفطر بذلك لما سبق وأما إذا كانت طبلة الأذن مخرقة ثم غسلت هذه الأذن بماء أو نحوه ثم وصلت كمية تزيد عن المقدار المعفو عنه والقول حينئذ بأنه لا يفطر لا شك بأنه قول ضعيف والصحيح والله أعلم أنه إذا حصل غسيل الأذن وهي مخرقة الطبلة والغسيل حينئذٍ بماء كثير أو محلول كثير فإنه حينئذٍ يفطر بذلك استدلالا بحديث لقيط ابن صبره رضي الله عنه في السنن" وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما "لأن هذا في معنى الاستنشاق إذا كانت الأذن قناة تصل إلى الحلق وإلى المعدة ثم غسلت بالماء الكثير فوصل شيء إلى ذلك فهذا مثل ما يصل إلى الحلق إذا بالغ الإنسان في الاستنشاق ولهذا الظاهر والراجح حينئذٍ أنه يفطر بذلك لكن لو حصل الغسيل بشيء يسير أونحو ذلك فإن هذا يأخذ حكم القطرة لكن إذا كان كثيرا ًبماء أو محلول أونحو ذلك فإن هذا مثل إذا استنشق الإنسان أو بالغ بالاستنشاق فإنه يفطر بذلك.
النازلة الثامنة: قطرة العين
ما يوضع في العين من مادة علاجية على شكل قطرة. قبل بحث هذه المسألة نقدم بإجابة على سؤال هل العين قناة إلى الحلق؟ بحيث أنما يوضع في العين يصل إلى الحلق أم لا؟يقول الأطباء إن العين قناة إلى الحلق فإن العين لها قناة متصلة بالأنف ثم بالحلق ولهذا نقول إن هذا منفذ إلى الحلق، والآن هل يحصل الفطر بما يوضع في العين من قطرة؟ المسألة خلافية بين أهل العلم المعاصرين وقد ذهب أكثر أهل العلم ومنهم:الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن صالح بن عثيمين _عليهما رحمة الله_ إلى أنه لا يفطر الصائم بوضع قطرة في عينه، لأن الصيام ثبت بيقين فلا يرفع إلا بيقين وما يصل مما يوضع في العين من قطرة لو وصل فإنه لا يزيد على ما يعفى عنه مما يتبقى بعد المضمضة فإن الأطباء يقولون إن تجويف العين لا يمكن أن يتسع إلا لقطرة واحدة وهذه القطرة حجمها لا يعدوا ستة بالمائة من السنتيمتر المكعب الواحد ثم إن هذه القطرة سوف يمتص أكثرها فيما يسمى بالقناة الدمعية وما يصل إلى الحلق إن وصل إلى الحلق فهو كمية ضئيلة جداً لا تزيد عما تسامح الشرع به في المضمضة بل إن بعض الأطباء يقولون إنه لا يمكن أن يصل شيء من قطرة العين إلى الحلق فإنما يوضع في العين يمتص بالكامل في القناة الدمعية وما يجده الإنسان من طعم في حلقه ليس عن طريق وصول هذه القطرة إلى الحلق وإنما يقولون إن الجسم لما إذا امتص هذه القطرة ذهبت مرارتها إلى مراكز التذوق في اللسان فيحس الإنسان بطعمها ولو لم تصل في الحقيقة إلى اللسان وإنما وصلت لامتصاصها في البدن ووصولها إلى مراكز التذوق وهذا كلام لبعض الأطباء وليس كلهم لكن لو أننا لم نأخذ بهذا الكلام وإنما أخذنا بأنه قد يذهب شيء من قطرة العين إلى الحلق فإننا نقول إنما يصل إلى الحلق من ذلك يسير جداً لا يتجاوز الحد المعفو عنه بالمضمضة، ومن أهل العلم من قال إن قطرة العين يحصل بها الفطر وهؤلاء يقولون قياساً على الكحل فكما أنه يفطر إذا اكتحل فكذلك إذا وضع قطرة فإنه يفطر لأنه يجد طعمها في حلقه فإذا وصلت إلى جوفه أفطر بذلك وهذا على كل حال يجاب عنه بأن الأصل المقيس عليه ليس محل إجماع من أهل العلم، فأهل العلم مختلفون في الكحل والصحيح أنه لا يفطر الإنسان بالكحل فالأصل المقيس عليه ليس مسلماً كما يستدلون بحديث لقيط بن صبره "وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما" قالوا هذا يصل إلى المعدة وقد أجبنا عن ذلك بأن ما يمكن أن يصل إلى الحلق ثم إلى المعدة من ذلك يسير معفو عنه فهو داخل تحت ما تجاوز الله عنه مما يبقى بعد المضمضة ولهذا فالصحيح أن قطرة العين لا يحصل بها الفطر.
النازلة التاسعة: الحقن العلاجية سواء كانت جلدية أو عضلية أو وريدية.
فهذه هي أقسام الحقن منها ما يؤخذ تحت الجلد مثل حقن الأنسولين أو كانت مما يعطى في العضل أو في الوريد هذه الحقن قيدناها بالعلاجية لأنه سيأتي في النازلة التي تليها الحقن المغذية لكن مانريد أن نتكلم عنه الآن الحقن العلاجية هل يحصل الفطر بها؟
مر معنا أن الجوف على التحقيق والراجح أن المقصود به المعدة و بالتالي فهذه الحقن العلاجية التي تؤخذ بالطرق الثلاث إذا عرفنا أنها لاتصل إلى المعدة بل تكون عن طريق الجلد أو عن طريق الدم وأنها لا تأخذ حكم الأكل ولا الشرب فيما يحصل بها من تقوية للبدن ونشاط وحيوية وغير ذلك فإننا نقول حينئذٍ إن الصيام ثابت بيقين وإن هذا الصيام الثابت بيقين لا يرتفع إلا بيقين مثله وهذه الحقن ليست من المفطرات التي نص الشرع على التفطير بها وليست في معناها ولهذا نقول إنها لا تفطر وبهذا قال أعضاء مجمع الفقه الإسلامي في دورته العاشرة فقد اتخذوا قراراً بالإجماع أن هذه الحقن لا تفطر وهو قول الشيخين ابن باز والعثيمين عليهما رحمة الله تعالى.
وقد ذكر الدكتور أحمد الخليل في مفطرات الصيام المعاصرة أنه لا يعرف أحداً قال بأن هذه تفطر وذلك لما سبق من التعليل فنعرف أنه لا بأس للصائم أن يعطى إبرة الأنسولين تحت الجلد أو المضاد الحيوي أو يعطى اللقاح وقد سُئلت اللجنة الدائمة للإفتاء من قِبل وزارة الصحة بأنها تنوي القيام بحملات تطعيم ضد الحمى الشوكية على المدارس في نهار رمضان فهل يحصل الفطر بهذه الإبر فأفتت اللجنة الدائمة بأن هذا لا يفطر.
النازلة العاشرة: الحقن المغذية الوريدية.
وهي التي تعطى لبعض المرضى وتكون مؤلفة من محلول مائي يحتوي على السكر والأملاح والماء وربما أضيف إليه بعض العلاجات فهذه الإبر المغذية لا تنفذ إلى الجوف ولا تصل إلى المعدة وإنما هي إبر تعطى عن طريق الوريد فهي تدخل إلى الدم مباشرة فمن جهة وصولها إلى الجوف والمعدة فإنها لا تصل لكن يبقى أن هذه الإبر المغذية في معنى الأكل والشرب ولهذا تلاحظون أنه في بعض الأحيان عند المرضى قبيل العمليات الجراحية أو بعدها أو في بعض الحالات المرضية ربما يجلس المريض لساعات أو أيام يتغذى على هذه الإبر فقط لا يعطى أي طعام أو شراب وهذا يدل دلالة أكيدة على أنها في معنى الأكل والشرب ولهذا فمجمع الفقه الإسلامي وأكثر العلماء المعاصرين على أنها تفطر وذلك أنها وإن لم ينص على أنها من المفطرات إلا أنها في معنى المنصوص قد نص الكتاب الكريم والسنة النبوية على أن الصائم يفطر بالأكل والشرب ( وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط البيض من الخيط الأسود من الفجر )وفي الحديث" يدع طعامه وشرابه وشهوته " فالأكل والشرب منصوص على التفطير بهما وهذه الإبر في معنى المنصوص عليه ولهذا فإنه يحصل الفطر بها، وقد ذهب بعض الباحثين إلى أنه لا يحصل الفطر بها لأنها ليست أكلاً ولا شرباً ولا تنفذ إلى المعدة ولكن لا شك أن هذا قول ضعيف لأنها ليست أكلا ولا شربا ولكنها في معنى الأكل والشرب والمريض قد يستغني بها أياماً عن الأكل والشرب ولهذا فلا شك أن القول الراجح أنه إذا تعاطها المريض فإنه يفطر بذلك.
النازلة الحادية عشر: الدهانات والمراهم واللصقات العلاجية.
من المعروف أن في الجلد مسامات يحصل من خلال هذه المسامات امتصاص ما يوضع على الجلد فمثلا الإنسان إذا وضع على جلده مادة دهنية يمتص الجلد هذه المادة كما هو معروف ومشاهد ومثل هذه المواد الدهنية توضع مواد علاجية على الجلد لأن هذه المسامات تمتص هذا العلاج وأحيانا توضع العلاجات على شكل لصقات تكون فيها مادة نفاثة أو مادة علاجية مسكنة أو طيارة أو نحو ذلك فتوضع على الجلد فهذه المراهم والدهانات التي توضع على الجلد فيمتصها الجلد وتنتهي على الدم إذا قلنا بأن الإبر والحقن التي تعطى عن طريق العضل وتحت الجلد وفي الوريد لا تفطر فهذه من باب أولى فقد اتخذ مجمع الفقه الإسلامي قرارا بالإجماع أنها لا تفطر وقد حكى بعض الباحثين الإجماع على أن هذه لا يحصل الفطر بها ومما لاشك فيه أن الناس على عهد النبي كانوا يحتاجون إلى الادهان في جلودهم وشعورهم وهذا أمر معروف عند الناس في القديم والحديث وحتى في قصة العنبر في الحديث قال: فأكلنا وادهنا, فالادهان أمر معروف والدهن يمتصه الجلد ولو كان مفطراً لنبه عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولا يجوز على النبي ‘ تأخير البيان عن وقت الحاجة فهذا لا شك أنه ظاهر في أن مثل هذه حتى لو كانت علاجية فإنها لا تفطر.
vlqhk 2017 : k,h.g hgwdhl 2
2013 - 2014 - 2015 - 2016
vlqhk 2017 : k,h.g hgwdhl 2 2013 2014 2015
|