الموضوع الاول دور الطبيب بالنسبة لمريض الصرع "الصرع" بالنسبة للغالبية العظمى من الناس يعنى "نوبات التشنج العام"، وهذا الاعتقاد بعيد كل البعد عن الحقيقة بل ومجاف لها، كما قد اتضح من استعراضنا لأنواع "النوبات الصرعية" فى فصل سابق من هذا الكتاب، حيث لا يمثل "التشنج العام" سوى نوع واحد من بين عشرات الأنواع التى تعرضنا لها بالشرح والتحليل، والتى قد لا يخرج بعضها عن مجرد "التحديق فى الفضاء لبضع ثوان"، أو الطرْف (ترميش جفون العين)، أو "الشرود"، أو "رفَّة فى عضلات الوجه عند زاوية الفم"، أو "حركة فى أصبع الإبهام أو السبابة" أو"إحساس نخز دبابيس أو إبر فى جزء من الجسم"، أو "برائحة كريهة فى الأنف" أو "بطعم غريب فى الفم"، أو "بمغص فى البطن"، أو "بالدوار"، أو "السير أثناء النوم" الذى يعرف "بسير النائم". كل هذه الأنماط المختلفة وعشرات غيرها هى نماذج "للنوبات الصرعية" التى لايعرفها عامة الناس، بل قد يجهلها بعض المشتغلين فى حقل الطب.
ولاشك أن الخرافات التى تُرجِعُ "الصرع" إلى "قوى خارقة" وتعتبره ناتجاً بسبب "مس من الجن" أو "لمسة أرضية" أو غير ذلك من الخزعبلات، تسهم فى تأخير التشخيص وإهدار الوقت سُدى فى زيارة الأضرحة وعمل الأحجبة والتعاويذ دون جدوى.
من هنا فإن عرض الأمر على طبيب متخصص يصبح ضرورة حتمية فور ظهور أى تغير مفاجئ فى مجالات الحركة أو الحس أو الكلام أو السلوك أو الوظائف العقلية أو غير ذلك من مظاهر اضطراب وظيفة المخ.
ويمكن تلخيص دور الطبيب فيما يلى:
1- التأكد من أن المريض مصاب "بنوبات صرعية حقيقية".
2- تحديد "نوع النوبات" التى تعاود المريض.
3- البحث عن "سبب النوبات" بحيث يمكن وصف العلاج المناسب لها.
كيف يمكن للطبيب التأكد من أن مريضه مصاب "بالصرع"؟
أحياناً يتم استدعاء الطبيب فور بدء النوبة بحيث يمكنه إذا حضر على وجه السرعة أن يشهدها بنفسه، وفى أحيان أخرى تقع النوبة أمام عينى الطبيب خلال الزيارة، حيث يمكن تشخيصها بدرجة معقولة من الدقة. ولكن الشائع ألا يشهد الطبيب النوبات بنفسه، وفى هذه الحالة فإنه يعتمد فى تشخيصه على سماع وصف دقيق للنوبة من أحد أقارب المريض أو أصدقائه، بحيث يكون "شاهد عيان" قد وقعت النوبة على مرأى ومسمع منه. كما أن المريض نفسه يمكن أن يُعطى معلومات مهمة عمَّا كان يفعله وما شعر به قبل أن يفقد وعيه، وعما أحس به بمجرد أن استرد الوعى، بينما يعطى "شاهد العيان" تفاصيل ما حدث أثناء النوبة من حيث درجة اضطراب الوعى، ووجود تشنج من عدمه، ووصف التشنج وتحديد أجزاء الجسم التى شملها، ولون المريض أثناء النوبة، ومدى اختلاط الذهن فور استعادة الوعى. ويمكن معرفة وصف النوبات التى تكون مصحوبة باضطراب جزئى فى الوعى من المريض نفسه، ولعل من المفيد التركيز على بعض النقاط التى تساعد فى التشخيص، كالاستفسار عن شعور المريض بالخوف الشديد، أو إحساسه بهلاوس شمية (روائح كريهة) أو بصرية (مناظر مرعبة). كما قد يكون من المفيد معرفة الظروف المحيطة والأحداث التى كانت تجرى عند وقوع النوبة. كذلك فإن معرفة "التاريخ العائلى" للكشف عن احتمال وجود "الصرع" لدى أحد أفراد أسرة المريض أمر هام لا يجب إغفاله. ومن المفيد أيضاً معرفة ما إذا كانت ولادة المريض طبيعة أم عَسِرة، ومراحل نموه فى طفولته المبكرة، واليد التى يفضلها فى الكتابة، وعما إذا كان قد أصيب بأحد الأمراض الخطيرة أو أصيب فى رأسه من قبل.
بعد هذا يمكن إجراء "الفحص الإكلينيكى" للمريض، حيث يقوم الطبيب بفحص الرأس والوجه والجذع والأطراف، وفحص قاع العين، وميدان النظر (المجال البصرى)، وحركات المُقلة، وعليه ملاحظة وجود أية علامات تشير إلى عدم تماثل جانبى الجسم من حيث حجم عضلات الوجه والأطراف وتوترها وقوتها وحالة المنعكسات العصبية العميقة والسطحية والإحساسات المختلفة.
ويجب ألا يُهملُ الطبيب فحص القلب والنبض وضغط الدم والصدر والبطن. ومن محصلة المعلومات التى يجمعها الطبيب عن طريق تناول "تاريخ المرض" و"الفحص الإكلينيكى" للمريض يمكن التوصل إلى "تشخيص مبدئى" على درجة عالية من الدقة فى معظم الحالات.
وجدير بالذكر أن نؤكد أن الغالبية العظمى من الناس لا يتقبلون إخبارهم بأنهم مصابون بالصرع أو أن أحد أبنائهم مصاب "بنوبات صرعية"، وهم من فرط تشككهم يشعرون دائماً بأنهم فى حاجة إلى إجراء أبحاث خاصة "كتخطيط كهربائية الدماغ" وغيره من الفحوص للتأكد من صحة التشخيص، فإذا ما تأكدت إصابتهم بالصرع أصبح شغلهم الشاغل أن يكتشفوا سبب هذا المرض معتقدين أن علاج مشكلتهم يتوقف على اكتشاف السبب واستئصاله من جذوره. ومع أن ذلك ممكن أحياناً، فإن الأمر لا يكون بمثل هذه البساطة فى معظم الأحوال، إذ أن "الصرع" غالباً ما يرجع إلى عدد كبير من الأسباب المختلفة والمتداخلة التى تُسهم فى إحداث النوبات، وعلاج سبب واحد لايحسم الأمر.
وكثيراً مايخلص الطبيب بعد معرفة "وصف النوبات" و"الظروف المحيطة بالمريض" وقت حدوثها، و"الفحص الإكلينيكى" الكامل إلى أحد احتمالات ثلاثة:
أولها: أن المريض مصاب "بنوبات صرعية".
وثانيها: أنه لايعانى من "الصرع".
وثالثها: أن النوبات يُحتمل أن تكون صرعية.
وفى كل الحالات يمكن تأكيد التشخيص بإجراء بعض البحوث والفحوص التشخيصية المساعدة مثل "تخطيط كهربائية الدماغ" (رسم كهرباء الدماغ) و"التصوير المقطعى للدماغ باستخدام الأشعة المُبرمَجَة". وعلى ضوء ذلك كله قد يقرر الطبيب وصف علاج معين، أو يرى أنه لاضرورة لوصف أى علاج، أو يكتفى بالتريث مع متابعة الحالة، أو يُحوِّل المريض إلى أخصائى آخر.
وخلاصة القول أن تشخيص "الصرع" وتحديد نوع النوبات والكشف عن أسبابها، ووصف العلاج المناسب لها، تعتمد كلها على سلسلة متصلة تبدأ بمعرفة الوصف الدقيق للنوبة، ثم الفحص الإكلينيكى للمريض، ثم إجراء بعض الفحوص الخاصة والبحوث المتطورة بهدف تأكيد التشخيص سلباً أو إيجاباً.
وعلينا أن نؤكد أن الذين يُهوِّنون من أمر "الصرع"، والذين يُضخِّمون من حجمه كمشكلة مرضية، كلاهما مخطئ فى حق مريض الصرع، فلا هو بالأمر الهين الذى يحتمل إهمال علاجه، ولاهو بالأمر الخطير الذى تستحيل السيطرة عليه.
الموضوع الثاني
long term administration of tramadol
التعرض طويل المدى للترامادول
قد أصبح تعاطى الترامادول ظاهرة مقلقة حيث ظهرت بكثافة في المجتمع المصري خلال السنوات الأربع الماضية .على الرغم من أن مشكلة تعاطي المخدرات ليست جديدة على المجتمع المصري، ويرتبط الترامادول مع مجموعة واسعة من المعاملات غير القانونية والاعتداء التي جعلت من الوصول إليها بسهولة. وقد ساهمت الأعراف المزعومة عن الترامادول إلى حد كبير في شعبيته، والاستخدام المكثف لا سيما في صفوف الشباب ومنتصف العمر الجماعات كعلاج لسرعة القذف والنشوة الجنسية وزيادة المتعة الجنسية والترويج لها في العديد من الصيدليات على الانترنت . و يبدو أيضا أنها ليست فقط مشكلة مصرية، بل أيضا في الدول المجاورة حتى التقارير الإسرائيلية أشارت "يتم تهريب بعض الامدادات من المخدرات الى غزة من مصر عبر الأنفاق، ويجري استخدامها في الغالب ترامادول واحد". انخفاض الاسعار وتوافره بدون وصفة طبية جعلها تحظى بشعبية كبيرة. كما أنه يخفف الأعراض النفسية المتصلة بالإجهاد، مثل الصداع وآلام في البطن، وكذلك الاكتئاب والعصبية ,وقد وجد إن توقف القلب والرئة هو سبب الوفاة في الحالات التي تتناول أكثر من 5000 مجم من الترامادول. لهذا تمت الموافقة على تسويق الترامادول كدواء مسكن وغير الخاضع للرقابة في عام 1995 تحت الاسم التجاري الترام.
الموضوع الثالث
العــــلاج من الإدمـــــان
عند الحديث عن علاج الإدمان ،لابد من إدراك أن هذا الأمر ليس سهلا، ويجب أن يتم تحت الإشراف الطبي المباشر ،وفى مكان صالح لذلك ،كالمصحات النموذجية والقرى الطبية المخصصة لعلاج الإدمان حيث يتم علاج كل مدمن بالطريقة المناسبة للعقار الذي أدمن عليه ، وبما يتناسب مع شخصيته وحجم إدمانه ومداه.
فيما يلي بعض الأهداف الأساسية لبرامج العلاج والتأهيل:
• تحقيق حالة من الامتناع عن تناول المخدرات وإيجاد طريقة للحياة أكثر قبولاً .
• تحقيق الاستقرار النفسي لمدمن المخدرات بهدف تسهيل التأهيل وإعادة الاندماج الاجتماعي .
• تحقيق انخفاض عام في استعمال المخدرات والأنشطة غير المشروعة .
1ـ تدابير العلاج
وتتضمن هذه عادة ما يلي :
• مواجهة آثار الجرعات الزائدة.
• مواجهة حالات الطوارئ المرتبطة بالانقطاع عن تناول المخدرات المسببة للإدمان .
• الحالات الطبية العقلية الطارئة الناجمة عن استعمال المخدرات .
• إزالة تسمم الأفراد المدمنين على استعمال مخدرات معينة .
• تعاطي الأدوية المضادة فسيولوجيا للمخدرات والتي تفسد تأثير مشتقات الأفيون وتجعل تعاطيها لا طائل من ورائه .
• مساعدة المدمنين على تحقيق وجود متحرر من المخدرات على أساس العلاج في العيادة الخارجية.
2 ـ وسائل التأهيل وإعادة الاندماج الاجتماعي
وفي حين أن هذه التدابير تختلف من بلد إلى بلد، فإن التدابير التالية هي الأكثر شيوعاً في التطبيق:
• برامج لرفع مستوى المؤهلات التعليمية والمهارات للمتردد على العيادة حتى يمكن أن يؤهل إما للتعليم اللاحق أو للتدريب المهني .
• تدريب مهني.
• مشاريع إعلامية في مجتمع يضم مدمنين على المخدرات.
• تشغيل بيوت إقامة وسيطة لمساعدة المترددين من الانتقال تدريجياً من محيط المؤسسات العلاجية إلى الحياة المستقلة.
*****
خطوط إرشادية لتخطيط العلاج
من المهم قبل الشروع في برامج العلاج أن نضع في الاعتبار بعض القضاياً التي تؤثر على تصميمها وتنفيذها، ويمكن أن يؤدي تحديد هذه العوامل إلى برامج أقل تكلفة وأكثر فعالية لتحقق أفضل استخدام للقوى العاملة والمنشآت القائمة في المجتمع.
الهدف المباشر للعلاج
يتمثل الهدف المباشر للعلاج في الإقلال من المضاعفات الطبية والنفسية المرتبطة بالاستعمال غير المشروع للمخدرات.
العوامل التي تؤثر على محصلة العلاج
• أن جهودا مثابرة مطلوبة لحفز المعتمدين على المخدرات على بدء العلاج كما قد يتطلب الأمر حفز أسرة المريض هي أيضاً بهدف التأثير عليه ليشرع في العلاج أو يستمر فيه.
• • يعتقد البعض أن إزالة التسمم من المخدرات كافية للشفاء، لكن يتعين حفز المرضى لمواصفة العلاج وإعادة التأهيل.
• • وعلى هيئة العلاج أن تبذل كل ما تستطيع لدعم وتعزيز رغبة المريض في أن يظل متحرراً من المخدر، وقبوله بسهولة إذا ارتد للمخدرات وعاد للبرنامج.
• • إن إتباع أسلوب الوعظ والإرشاد في إبلاغ الشخص المعتمد على المخدرات كم هو مخجل وضار استخدام المخدرات لن يحقق الكثير.
• • إذا استطاعت هيئة العلاج أن تفهم ما يعنيه استعمال المخدرات بالنسبة للفرد، فإنها ستكون في وضع أفضل لمساعدة المدمنين المزمنين على الرجوع لطريقة الحياة الطبيعية.
ربط العلاج بالتأهيل وإعادة الاندماج الاجتماعي
إن العلاج وحده قدرته محدودة على مساعدة المعتمدين على المخدرات في الوصول لحالة تحرر من المخدرات وأن يعودوا لطريقة حياة مثمرة وأكثر إنجازا. والعلاج في هذا الإطار ، هو خطوة مبكرة في عملية أطول ، وينبغي ربط برامج العلاج منذ البداية بتلك التدابير الأوسع نطاقاً والتي تشكل تدابير تأهيلية مع غيرها من التدابير للمساعدة على استعادة الصحة . وإذا وضع هذا الاعتبار في وضع السياسات، فإن البرامج ستكون أكثر نجاحاً.
طرق بديلة للحياة
يكمن جانب من برامج التأهيل في تعلم الخبرات النفسية السوية والأفضل والأكثر دواماً من خبرات تعاطي المخدرات. وأحد طرق تعلم الخبرات النفسية السوية يكون من خلال تعلم خبرات بديلة. وسيختلف هذا من شخص لآخر... فقد يتعلم البعض مهارات سلوكية جديدة ، أو ينهمكوا في الرياضة والأنشطة التي تتم في الخلاء ، وقد يجد آخرون متعة في الموسيقى أو الفن .
وقد يهتم بعض الشباب بتطوير وعى أكبر بالذات. ويهتم آخرون بتطوير وعي أكبر بالآخرين. وقد يبدي البعض اهتماماً كبيرا بالنواحي الدينية ودروس العلم... وكل ذلك يتم من خلال البرامج التأهيلية المعرفية.
دور النهج السيكولوجية والسلوكية وغيرها
أن الجوانب الطبية في العلاج لا يجب أن تغنى عن النهج الأخرى التي يمكن أن تساعد المريض على تعديل إدراكه لذاته ، وإدراكه للآخرين ولسلوكه. فعلى سبيل المثال ، ينبغي النظر لإزالة التسمم، كمقدمة لهذه النهج الأخرى
الطرق الطبية للعلاج:
إذا أفلتت فرصة الفرد من الوقاية فعلينا أن نتشبث بفرصة العلاج لتكون الحل الأخير., سواء للوصول إلى تخليص الفرد من تلك الأضرار الصحية المدمرة، أم لإنقاذه من معاناة وآلام مرحلة الانسحاب على حد سواء. وعلاج الإدمان له مراحل متتالية ، لا يمكن تجزئته بالاكتفاء بمرحلة منه دون أخرى ، أو تطبيق بعضه دون بعض ، لأن ذلك مما يضر به ويضعف من نتائجه ، فلا يجوز مثلاً الاكتفاء بالمرحلة الأولى المتمثلة في تخليص الجسم من السموم الإدمانية دون العلاج النفسي والاجتماعي ، لأنه حل مؤقت ولا يجوز الاكتفاء بهذا وذلك دون إعادة صياغة علاقة التائب من الإدمان بأسرته ومجتمعه ، ثم دون تتبع الحالة لمنع النكسات المحتملة التي تمثل خطراً شديداً على مصير العملية العلاجية ككل.
وكما أن العلاج وحدة واحدة ، فإنه أيضاً عمل جماعي يبدأ من المدمن ذاته الذي يجب أن تتاح له الفرصة ليسهم إيجابياً في إنجاحه ، ويصدق هذا القول حتى ولو كان العلاج بغير إرادته كأن يكون بحكم قضائي أو تحت ضغط الأسرة ، بل إن مشاركة الأسرة ذاتها ضرورة في كل مراحل العلاج ، ويحتاج الأمر أيضاً إلى علاج مشاكل الأسرة سواء كانت هذه المشاكل مسببة للإدمان أو ناتجة عنه.
*****
ومن الضروري ألا يقتصر العلاج على كل ذلك ، بل يجب أن تتكامل التخصصات العلاجية وتتحدد وصولاً إلى النتيجة المطلوبة ، وهى الشفاء التام وليس الشفاء الجزئي أو المحدود ؛ ذلك أن الشفاء الحقيقي لا يكون مقصوراً فقط على علاج أعراض الانسحاب ثم ترك المدمن بعد ذلك لينتكس ، إنما يجب أن نصل معه إلى استرداد عافيته الأصلية من وجوهها الثلاثة ، الجسدية والنفسية والاجتماعية ، مع ضمان عودته الفعالة إلى المجتمع ووقايته من النكسات في مدة لا تقل عن ستة أشهر في الحالات الجديدة ،أو سنة أو سنتين في الحالات التي سبق لها أن عانت من نكسات متكررة .
وعلى العموم فإنه كلما ازداد عدد النكسات وزادت خطورة المادة الإدمانية يجب التشدد في معايير الشفاء حتى في الحالات التي يصحبها اضطراب جسيم في الشخصية أو التي وقعت في السلوك الإجرامي مهما كان محدداً ، وتبدأ مراحل العلاج بالمراحل الآتية:
1- مرحلة التخلص من السموم:
وهي مرحلة طبية في الأساس ، ذلك أن جسد الإنسان في الأحوال العادية إنما يتخلص تلقائياً من السموم؛ ولذلك فإن العلاج الذي يقدم للمتعاطي في هذه المرحلة هو مساعدة هذا الجسد على القيام بدوره الطبيعي ، وأيضاً التخفيف من آلام الانسحاب مع تعويضه عن السوائل المفقودة ، ثم علاج الأعراض الناتجة والمضاعفة لمرحلة الانسحاب ، هذا، وقد تتداخل هذه المرحلة مع المرحلة التالية لها وهى العلاج النفسي والاجتماعي؛ ذلك أنه من المفيد البدء مبكرا بالعلاج النفسي الاجتماعي وفور تحسن الحالة الصحية للمتعاطي.
2- مرحلة العلاج النفسي والاجتماعي
إذا كان الإدمان ظاهرة اجتماعية ونفسية في الأساس . فإن هذه المرحلة تصبح ضرورة، فهي تعتبر العلاج الحقيقي للمدمن، فأنها تنصب على المشكلة ذاتها، بغرض القضاء على أسباب الإدمان. وتتضمن هذه المرحلة العلاجية العلاج النفسي الفردي للمتعاطي ، ثم تمتد إلى الأسرة ذاتها لعلاج الاضطرابات التي أصابت علاقات أفرادها ، سواء كانت هذه الاضطرابات من مسببات التعاطي أم من مضاعفاته ، كما تتضمن هذه المرحلة تدريبات عملية للمتعاطي على كيفية اتخاذ القرارات وحل المشكلات ومواجهة الضغوط ، وكيفية الاسترخاء والتنفس والتأمل والنوم الصحي . كما تتضمن أيضاً علاج السبب النفسي الأصلي لحالات التعاطي فيتم ــ على سبيل المثال ــ علاج الاكتئاب إذا وجد أو غيره من المشكلات النفسية كما يتم تدريب المتعاطي على المهارات الاجتماعية لمن يفتقد منهم القدرة والمهارة ، كما تتضمن أخيراً العلاج الرياضي لاستعادة المدمن كفاءته البدنية وثقته بنفسه وقيمة احترام نقاء جسده وفاعليته بعد ذلك.
3- مرحلة التأهيل والرعاية اللاحقة:
وتنقسم هذه المرحلة إلى ثلاثة مكونات أساسية أولها:
أ- مرحلة التأهيل العملي:
وتستهدف هذه العملية استعادة المدمن لقدراته وفاعليته في مجال عمله، وعلاج المشكلات التي تمنع عودته إلى العمل، أما إذا لم يتمكن من هذه العودة، فيجب تدريبه وتأهيله لأي عمل آخر متاح، حتى يمارس الحياة بشكل طبيعي.
ب- التأهيل الاجتماعي:
وتستهدف هذه العملية إعادة دمج المدمن في الأسرة والمجتمع ، وذلك علاجاً لما يسمى (بظاهرة الخلع) حيث يؤدي الإدمان إلى انخلاع المدمن من شبكة العلاقات الأسرية والاجتماعية ، ويعتمد العلاج هنا على تحسين العلاقة بين الطرفين (المدمن من ناحية والأسرة والمجتمع من ناحية أخرى) وتدريبها على تقبل وتفهم كل منهما للآخر ، ومساعدة المدمن على استرداد ثقة أسرته ومجتمعه فيه وإعطائه فرصة جديدة لإثبات جديته وحرصه على الشفاء والحياة الطبيعية.
جـ- الوقاية من النكسات:
ومقصود بها المتابعة العلاجية لمن شفى لفترات تتراوح بين ستة أشهر وعامين من بداية العلاج ، مع تدريبه وأسرته على الاكتشاف المبكر للعلامات المنذرة لاحتمالات النكسة، لسرعة التصرف الوقائي تجاهها.
الموضوع الرابع
الفرق بين الإدمان والتعود :
المخدرات في مجملها تؤثر على المخ وهذا سر تأثيرها والكثير منها يتسبب في ضمور ( موت ) بعض خلايا الجزء الأمامي لقشرة الدماغ ( Cortex ) .
وهناك مخدرات تسبب اعتمادا نفسيا دون تعود عضوي لأنسجة الجسم أهمها : القنب ( الحشيش ) ، التبغ ، القات ، وعند توفر الإرادة لدى المتعاطي فإن الإقلاع لا يترك أي أعراض للانقطاع .
وبالمقابل هناك مخدرات تسبب اعتمادا نفسيا وعضويا أهمها : الأفيون ، المورفين ، الهيروين ، الكوكايين ، الكراك وكذلك الخمور وبعض المنومات والمهدئات والإقلاع عن تعاطي تلك المخدرات يتسبب في أعراض انقطاع قاسية للغاية تدفع المتعاطي للاستمرار بل وزيادة تعاطيه .
لذلك فإن الانتباه لعدم الوقوع في شرك المخدرات هو النجاة الحقيقة ، و يجب المبادرة إلى طلب المشورة والعلاج مهما كانت مرحلة الإدمان حيث تتحقق المكاسب الصحية لا محالة .
مراحل الإدمان :
يمر المدمن ، أو من يتعاطى المخدر بصورة دورية ، عادة ما يمر بثلاثة مراحل هي :
1.مرحلة الاعتياد ( Habituation )
وهي مرحلة يضطر يتعود فيها المرء على التعاطي دون أن يعتمد عليه نفسيا أو عضويا وهي مرحلة مبكرة ، غير أنها قد تمر قصيرة للغاية أو غير ملحوظة عند تعاطي بعض المخدرات مثل الهيروين ، المورفين والكراك .
2.مرحلة التحمل ( Tolerance )
وهي مرحلة يضطر خلالها المدمن إلى زيادة الجرعة تدريجيا وتصاعديا حتى يحصل على الآثار نفسها من النشوة وتمثل اعتيادا نفسيا وربما عضويا في آن واحد .
3.مرحلة الاعتماد ، الاستبعاد أو التبعية ( Dependence )
وهي مرحلة يذعن فيها المدمن إلى سيطرة المخدر ويصبح اعتماده النفسي والعضوي لا إرادي ويرجع العلماء ذلك إلى تبدلات وظيفية ونسيجية بالمخ . أما عندما يبادر المدمن إلى إنقاذ نفسه من الضياع ويطلب المشورة والعلاج فإنه يصل إلى مرحلة الفطام ( Abstentious ) والتي يتم فيها وقف تناول المخدر بدعم من مختصين في العلاج النفسي الطبي وقد يتم فيها الاستعانة بعقاقير خاصة تمنع أعراض الإقلاع ( Withdrawal Symptoms ) .
تصنيف المخدرات
يمكن تقسيم المخدرات وتصنيفها بطرق مختلفة عديدة نختار منها التالي :-
1- 1- مخدرات طبيعية وأهمها وأكثرها انتشارا : الحشيش والأفيون والقات والكوكا
2- 2- المخدرات المصنعة وأهمها المورفين والهيروين والكودايين والسيدول والديوكامفين والكوكايين والكراك
3- 3- المخدرات التخليقية وأهمها عقاقير الهلوسة والعقاقير المنشطة والمنبهات والعقاقير المهدئة
المخدرات الطبيعية
هي مجموعة من النباتات الموجودة بالطبيعة والتي تحتوي أوراقها أو ثمارها أو مستخلصاتها على عناصر مخدرة فعالة ، ينتج عن تعاطيها فقدان جزئي أو كلي للإدراك ، كما أنها قد تترك لدى المتعاطي اعتمادا وإدمانا نفسيا أو عضويا أو كلاهما وأهمها :
• · نبات القنب الهندي ، الحشيش أو الماريهوانا .
• · نبات الخشخاش أو الأفيون .
• · نبات القات .
• · نبات الكوكا .
أولا : الحشيش ، القنب الهندي ، الماريهوانا ( CANNABIS )
القنب الهندي ( Cannabis Sativa ) نبات عشبي ينمو فطريا أو تتم زراعته ، يسمونه في الهند ( بهانج أو تشاراس ) ، ويسميه الصينيون ( Ma – Yo ) أو الدواء ، بينما يسميه الأمريكيون ( الماريهوانا ) ومعناها السجن أو العبودية ، ويعرفه العرب باسم الحشيش . وأوراقه مسننة وعدد فصوصها فردى وهو نبات منه نبتة مؤنثة وأخرى ذكرية .
إن التعاطي عن طريق التدخين ( الاستنشاق ) سواء من خلال السجائر ، السيجار ، الغليون أو النرجيلــــــــة ( الجوزة ) مخلوطا بالتبغ أو التمباك أو ( المعسل ) وهو أسلوب خطر للغاية حيث يصل الدخان إلى الرئتين مباشرة ومنها إلى الدم ثم المخ والجهاز العصبي ليبدأ تأثيره خلال دقائق ويمتد لحوالي 3 – 4 ساعات . والخطورة الكبرى تكمن في أن تدخينه يقتضي مواصلة التدخين بسرعة حتى لا يحترق الحشيش في الهواء أو هكذا يحرص المدمنون .
يصف العلماء الحشيش بأنواعه كمخدرات تتسبب في اعتماد نفسي دون عضوي لأنسجة الجسم غير أن مدمن الحشيش عادة ما يلجأ لاستخدام وتعاطي مخدرات أخرى معه أو ما يعرف ( بنظرية التصاعد ) ويتفق الأطباء على أن الحشيش لا يتسبب عادة في إصابة المتعاطي بالغيبوبة مثل الكثير من المخدرات الأخرى ، والإقلاع عن تعاطي الحشيش لا يترك أعراضا إنقطاعية أو ما يسمى بمتلازمة الحرمان ( Withdrawal Symptoms ) .
آثار ومخاطر تعاطي الحشيش
أعراض مباشرة مؤقتة
• · النشوة وهي حالة من الشعور الوهمي بالرضا ، الراحة ، المرح والسعادة تزول بعد ساعات لتترك أعراضا عكسية لدى المتعاطي .
• · فقدان التوازن الحركي والدوار .
• · زيادة ضربات القلب مما يعرض المتعاطي للأزمات القلبية أو الذبحة الصدرية بصورة مفاجئة .
• · انخفاض ضغط الدم مما يؤدي لبرودة الأطراف . * الشعور بالغثيان وأحيانا القيء .
• · تقلصات ورعشة بالعضلات .
مضاعفات التعاطي وأعراض الإدمان
* تأثر أنشطة المخ ، رجفة الأطراف ، صداع مزمن وتدني القدرات الحسية كالسمع والإبصار .
* ضعف الشخصية ، الاكتئاب ، الانطواء ، القلق ، اضطراب النوم .
* خداع الحواس ( illusion ) ، الهلوسة ، ضعف الذاكرة واضطراب التفكير .
* عدم تناسق الأفكار ( Mental Confusion ) وتضخم الشعور بالذات ( بارانويا ) .
* الهزال ، الضعف ، سوء الهضم والإمساك .
* التهابات رئوية متكررة .
* نقص المناعة الطبيعية نتيجة لتضرر الكريات الدموية البيضاء .
* الضعف الجنسي وظهور أعراض أنوثة نتيجة انخفاض معدل هرمون الذكورة ( التستيستيرون ) إلى ما دون 400 نانو غرام لكل 100 ملليمتر من الدم بينما المعدل الطبيعي يجاوز 740 نانوغرام / 100 ملليمتر .
* ضعف القدرة على الإنجاب لانخفاض عدد الحيوانات المنوية بنسبة تزيد عن 60% .
* آثار خطرة على الأجنة والمواليد للأمهات المدمنات .
* التدهور الاجتماعي والاقتصادي وفقدان القدرة على العمل والإنتاج .
ثانيا : الأفيون ، الخشخاش ( Opium )
الأفيون هو العصارة اللزجة المستخرجة من ثمار الخشخاش بعد تشريط جدرانها الخضراء قبل نضجها ، وهذا العصير الأبيض يجفف ليصبح مادة كريهة الرائحة ، شديدة المرارة ، تحتوي على ما يزيد عن 25 مادة مختلفة أهمها المورفين ، الناركوتين ، الكودايين ، البابا فيرين وأخرى . بيد أن المورفين هو العامل الأساسي في الإدمان والذي ترجع إليه تأثيرات الأفيون المختلفة .
إن تأثير الأفيون يكوم عاما على الجسم ويؤثر بصورة أساسية على المخ والجهاز العصبي والعضلات وتظهر الأعراض على متعاطيه ، خلال فترة وجيزة لا تزيد عن نصف ساعة من تعاطيه ، تختلف آثار الأفيون على جسم الإنسان من الناحية الكيمائية ، الفسيولوجية والنفسية تبعا لنوع الأفيون ، درجة نقاوته وتركيزه ، طريقة تحضيره وتعاطيه والجرعة . والأفيون له تأثير عضوي على أنسجة الجسم يدفعها إلى الإدمان بشراسة وعند الانقطاع أو الإقلاع فإن أعراضا قاسية تبدأ بعد مضي 12 – 16 ساعة من آخر جرعة وتسمى بمتلازمة الحرمان ( Withdrawal Symptoms ) وأهمها التوتر ، تقلصات العضلات ، ارتفاع ضغط الدم ، فقدان التوازن ، ارتفاع معدل السكر بالدم مع إفرازات غزيرة من الأنف والعينين والعرق إضافة إلى التبول والإمناء لا إراديا . ودون التقليل من مخاطر الأفيون الخام ، فإن الأخطار تزداد عند تعاطي مشتقاته المصنعة خاصة المورفين والهيروين .
ينشأ الإدمان على الأفيون عند تناول جرعة منه ( مهما كانت صغيرة ) لعدة أيام قليلة ، بعدها يبدأ المتعاطي في زيادة الجرعة سعيا وراء الشعور بالنشوة ، وكلما استمر في التعاطي استمرت حاجته إلى زيادة الجرعة وبعدها لا يمكنه التوقف عن التعاطي لفترة تزيد عن 12 ساعة تقريبا ، بعدها يعاني من أعراض التوقف المفاجئ وعادة ما تنتهي حياة المدمن في مصحات الأمراض العقلية أو بالموت في سن مبكرة .
أعراض مباشرة مؤقتة مضاعفات التعاطي وأعراض الإدمان
* النشوة وشعور وهمي بالراحة واللامسئولية. * تأثر أنشطة المخ ، وتدني القدرات الحسية بالمؤثرات الخارجية .
* فقدان الإحساس سواء بالألم ، باللمس ، التمييز أو البرودة والسخونة . * بطأ التفكير والتردد في اتخاذ القرار .
* الغثيان القيء وفقدان الشهية . * الهزال ، الضعف ، الإمساك .
* زيادة ضربات القلب والتي سرعان ما تتحول إلى بطأ في ضربات القلب وانخفاض ضغط الدم . * بطأ التنفس وقد تحدث الوفاة نتيجة للهبوط الحاد للتنفس بعد شلل مراكز التنفس بالمخ .
* ضيق حدقة العين واحتقان الملتحمة واحمرارها . * نقص المناعة الطبيعية وزيادة معدل الإصابة بالسل الرئوي بصفة خاصة .
* الطفح الجلدي وحكة بالجلد قد تحدث أحيانا .
* الإحساس باللامسئولية والتضحية بكل نفيس مقابل الحصول على الجرعة في موعدها ، مما يدفع بالمدمن إلى الجريمة أو التنازل عن المبادئ والأخلاقيات .
* التدهور الاجتماعي والاقتصادي وفقدان القدرة على العمل والإنتاج .
ثالثا : القات ( Cathaedulis )
القات يحتوي ثلاثة قلويات هامة وهي : ( القاثيين ) ، ( القاثيدين ) ، و ( القاتين ) وكلها لها تأثير مباشر منبه على المخ والجهاز العصبي وتأثير مباشر يتسبب في ضيق الأوعية الدموية وبالتالي زيادة ضغط الدم .
يتم تعاطي القات بمضغ الأوراق الصغيرة مضغا بطيئا ثم تخزين هذه الكتلة الممضوغة بالشدق مدة طويلة مع استحلابها من وقت لآخر ويعتمد المتعاطي إلى شرب كميات من المياه المثلجة مرارا وبعد فترة يلفظ المتعاطي كتلة الأوراق ويعاود مضغ أوراق جديدة ، التعاطي أو التخزين يتم في جلسات أو مجالس بطقوس غريبة ، حيث يتلاصق المتعاطون في أماكن مغلقة بحثا عن الدفء نظرا لأن التعاطي يسبب إحساسا بالبرودة .
أثناء التعاطي يمنح القات شعورا بالسعادة والراحة والتحلل من المسئولية وإحساسا زائفا بالقدرة والرضا ، غير أن الإدمان على تعاطي القات يسبب اعتمادا نفسيا إضافة إلى أعراض صحية أهمها ضعف في حركة المعدة ، سوء الهضم ، الهزال ، شلل الأمعاء ، تليف الكبد والخمول الجنسي .
أيضا فإن المدمنين يعانون من اضطرابات في الجهاز العصبي وهم بصورة عامة كسالى ويعانون من تدني مستوى إنتاجيتهم وقدراتهم على العمل .
والإقلاع عن تعاطي القات لا يترك عادة أعراضا إنقطاعية ( Withdrawal Symptoms ) والقات هو واحد من المواد المدرجة ضمن عقاقير الإدمان وفقا لتصنيف منظمة الصحة العالمية .
رابعا : الكوكا
ولأوراق الكوكا أثر منبه حيث توفر للمتعاطي نشاط في وظائف المخ ، عدم الرغبة في النوم وعدم الشعور بالتعب ، غير أنها آثار مؤقتة تزول لتترك المتعاطي منهك الجسد ، مشتت التفكير إضافة إلى تأثيراتها غير المستحبة على بعض غدد الجسم وخاصة الغدد الجار كلوية .
المخدرات المصنعة
هي مجموعة من المواد المستخلصة أو الممزوجة أو المضافة أو المحضرة من نباتات موجودة في الطبيعة تحتوى على عناصر مخدرة فعالة ( مخدرات طبيعية ) ، ينتج عن تعاطيها فقدان جزئي أو كلي للإدراك ، كما أنها قد تترك لدى المتعاطي اعتمادا وإدمانا نفسيا أو عضويا أو كلاهما وأهمها :
• · المورفين .
• · الهيروين .
• · الكودايين .
• · السيدول .
• · الديوكامفين .
• · الكوكايين .
• · الكراك .
أولا : المورفين ( Morphine )
يعتبر المورفين من أشهر مشتقات الأفيون المصنعة ، ويمثل حوالي 15% من مكونات الأفيون الخام ، وعرف لأول مرة في القرن السادس عشر غير أن الوثائق الطبية تشير إلى عام 1804 ميلادية عندما ذكر العالم .
تتم صناعة المورفين عن طريق تحليل مادة الأفيون الخام كيميائيا وباستخدام التسخين لإنتاج مسحوق أبيض عديم الرائحة ، مر المذاق يمكن تسويقه صلبا أو مذابا في سوائل خاصة ، كما يمكن إنتاجه في صورة أقراص .
يصف العلماء المورفين كمخدر يتسبب في اعتماد نفسي ، واعتماد عضوي لأنسجة الجسم والإقلاع عن التعاطي يترك أعراضا إنقطاعية ( Withdrawal Symptoms ) قاسية تستدعي علاجا ورعاية صحية .
يتفق العلماء بأن المورفين هو عقار طبي له استخداماته الخاصة في بعض الأحيان ، غير أنه بالتأكيد مركب خطر يسبب إدمانا سريعا وشديدا وربما كان ذلك مدعاة ما اتخذ من إجراءات صحية حازمة تحد من استخدام الدواء وصرفه وتسويقه ، وتنحصر استخداماته حاليا في بعض حالات السرطان المتقدم ،جلطة القلب الحادة ،الحروق الشديدة، الصدمات العصبية نتيجة النزف الشديد وبعد بعض العمليات الجراحية ويتم وصفه بجرعات محدودة ولفترات قصيرة للغاية .
عند الإقلاع عن تعاطي المورفين يواجهه المدمن مجموعة من أعراض الإقلاع ، خلال فترة تتراوح بين 24 – 48 ساعة واهم تلك الأعراض التوتر ، الهياج، الأرق، حكة شديدة بالجسم ، إفراز العرق بغزارة والرغبة الجامحة في البحث عن جرعة جديدة ويصف المدمنون شعورهم خلال تلك المرحلة بآلام جسدية متفرقة ، وكثيرا من المدمنين يلجئون إلى تناول جرعات متزايدة تزيد عن 100 ملليجرام من المورفين قد تصبح مميتة خلال فترة تتراوح بين 6 – 12 ساعة .
وقد رصد العلماء أن العديد من مدمني المورفين عن طريق الحقن يصابون بالتهابات شديدة تحت الجلد أو تجلط بالأوعية الدموية إضافة إلى معدلات متزايدة من الأمراض المتناقلة عن طريق الحقن الملوثة وأهمها مرض فقدان المناعة المكتسبة ( الإيدز ) .
أعراض مباشرة مؤقتة مضاعفات التعاطي وأعراض الإدمان
* النشوة والشعور بالرضا وغياب أي آلام جسدية . * للمورفين آثار منبهة على مدمنيه ، تتميز بالغثيان ، القيء تقلص العضلات .
* الهدوء والتكاسل والرغبة في النوم . * الهياج العصبي الشديد ، الأرق والتوتر.
* الإسهال المزمن .
* ارتفاع ضغط الدم .
* إفرازات غزيرة بالأنف وجفاف الفم . * اضطراب معدلات السكر بالدم .
* اضطرابات التبول والضعف الجنسي .
* شعور بالحكة في مختلف أنحاء الجسم . * التدهور الاجتماعي والاقتصادي وفقدان القدرة على العمل والإنتاج .
آثار ومخاطر تعاطي المورفين
ثانيا الهيروين ( Diacetylmorphine )
هو أحد أخطر مشتقات المورفين وأكثر العقاقير المسببة للإدمان شراسة وتأثير ، يتم تحضيره صناعيا من المورفين بعمليات كيميائية ، وفعاليته تتراوح ما بين أربعة إلى عشرة أضعاف تأثيرات المورفين ، وهو عبارة عن مسحوق أبيض عديم الرائحة ، ناعم الملمس ، مر المذاق قابل للذوبان بالماء وجاءت تسميته من كلمة ( Heroisch ) الألمانية ومعناها الدواء القوي التأثير .
الإقلاع عن تعاطي الهروين يتسبب في أعراض شديدة ( Withdrawal Symptoms ) لا تترك للمتعاطي أي فرصة للتراجع نتيجة الاعتماد العضوي لأنسجة الجسم ، خاصة وأن تأثيره يبدأ فورا عند تعاطيه ويستمر مفعوله لفترة تتراوح بين 4 – 6 ساعات يجد المدمن نفسه بعدها في حاجة إلى جرعات إضافية . وتقدر السلطات الأمريكية عدد مدمني الهيروين في الولايات المتحدة الأمريكية بحوالي 3 مليون تتراوح أعمارهم بين 20 – 30 عاما وهو رقم معلن رسميا .
إن الصورة المأساوية لإدمان الهيروين تكمن في التبعية الجسدية والنفسية السريعة والقوية ، والتي ترغم المدمن على تناول جرعات متزايدة والبحث بصورة جنونية على تأمين المخدر بأي طريقة ويكون المدمن غير قادر على السيطرة على رغبته مما يدفعه إلى سلوك إجرامي أو عدواني لإشباع حاجته وما لم يتم تدارك تلك الحالات بالعلاج النفسي والاجتماعي والطبي بصورة عاجلة فإن الانتحار عادة ما يكون نهايتها المحتمة ، غير أن علاج إدمان الهيروين باهظ الكلفة ولا يتوفر سوى في مراكز قليلة متخصصة ، وربما كان ذلك واحدا من أسباب الخطورة البالغة للهيروين .
آثار ومخاطر تعاطي الهيروين
أعراض مباشرة مؤقتة مضاعفات التعاطي وأعراض الإدمان
* النشوة والشعور بالاسترخاء والتحليق في وهم وخيال التميز والنجاح . * خلل في أنشطة المخ والإدراك الحسي .
* فقدان الإحساس بالألم باللمس ، بالسخونة أو البرودة . * الهزال الشديد والضعف العام .
* بطأ ضربات القلب . * تدمير خلايا الكبد وتليفه .
* انخفاض ضغط الدم . * ضعف عضلة القلب .
* ارتخاء جفون العينين وضيق حدقة العين واحتقان الملتحمة . * اضطراب التنفس .
* الضعف الجنسي .
* الشعور بالنقص والاكتئاب الذي قد يدفع المدمن إلى الانتحار .
* الولادة المبكرة للحوامل المدمنات وإصابة 90% من أطفالهن بضعف المناعة ونقص النمو وتصل نسبة الوفاة بينهم إلى 30 – 70% تقريبا .
* التدهور الاجتماعي والاقتصادي وتدني القدرة على العمل والإنتاج .
ثالثا : الكودايين
يمثل الكودايين حوالي 2% من مكونات الأفيون ولقد تم تصنيعه واستخراجه من المورفين لاستخدامه كمسكن للألم وكانت البداية في عام 1822 ميلادية ونم تطويره ليستخدم كمهبط للسعال ( الكحة ) نظرا لتأثيره على بعض مراكز المخ ، غير أن ذلك قد ساهم في انتشار إدمانه نظرا لتوفره في عديد من أدوية السعال ومضادات الإسهال خاصة إنه كان غير مقيد ضمن عقاقير لوائح المخدرات وكان المدمنون يسعون إلى تأثيره المسبب للاسترخاء والهدوء ، والذي سرعان ما يتحول مع إدمانه إلى الشعور بالهياج العصبي والرغبة المستمرة في زيادة الجرعة وهو ما دفع دول عديدة إلى وضع ضوابط رقابية تنظم صرف وتداول الأدوية التي تحتوى مكوناتها على الكودايين ودولة الكويت واحدة من تلك الدول .
رابعا : السيدول
وهو مزيج من المورفين ومكونات أخرى أهمها السكوبولامين والسبارتين وقد تم تصنيعه كعقار ضد الآلام وقبل العمليات الجراحية وسرعان ما استخدمه المدمنون بطريق الحقن ومع استمرارية تناوله يترك إدمانا وتبعية نفسية وجسدية لدى المدمن وقد سارعت عديد من دول العالم من بينها الكويت إلى تقنين وتنظيم صرف وتناول هذا العقار .
خامسا : الديوكامفين
وهو مزيج من الكودايين والكافور والبلادونا وبالتالي يرجع مفعوله إلى محتواه من المورفين ، وقد تم تصنيعه كعقار مسكن للآلام ومهدي للتوتر وسرعان ما عمد المدمنون إلى تعاطيه سواء في صورة أقراص أو بحقنه تحت الجلد وهو كجميع مشتقات المورفين يترك تبعية جسدية ونفسية لدى المدمن وإن كان ذلك أقل تأثيرا من المورفين ، ولقد سارعت الدول المتقدمة ومن بينها دولة الكويت إلى تقنين وتنظيم صرف وتداول هذا العقار .
سادسا : الكوكايين Cocaine
في عام 1860 نجح نيما ( Niemann ) في استخراج مادة فعالة من أوراق الكوكا ، وخلال أقل من 10 سنوات أصبحت تستخدم كمخدر موضعي ممتاز ، إضافة إلى استعمالات طبية أخرى ولم يلبث الكوكايين أن أصبح من أحد المخدرات المنتشرة بين طبقات المجتمع الراقية خاصة وأن ( سيغموند فرويد ) العالم النفسي قد كتب عن متعة تناوله ، ومازال الكوكايين حتى الآن أحد أكثر المخدرات انتشارا في الأمريكتين وتشير تقديرات ( المعهد الوطني الأمريكي لسوء استخدام العقاقير ) إلى أن يقارب 15 مليون أمريكي يتعاطون الكوكايين بصورة منتظمة .
أثناء التعاطي يمنح الكوكايين إحساسا مؤقتا بالقوة والسعادة نظرا لتأثيره المنبه على الجهاز العصبي ( Stimulant Sympathetic ) مما يؤدي إلى زيادة في نشاط المخ ، عدم الرغبة في النوم ، عدم الشعور بالتعب ، اتساع حدقة العين وزيادة ضربات القلب . غير أن الإدمان على الكوكايين يسبب اعتمادا نفسيا وعضويا ومضاعفات صحية أهمها فقدان الإحساس بالأطراف ، الهلوسة وأخطرها هو السلوك العدواني والإجرامي إضافة إلى تدهور حاد بالتوازن النفسي والقدرة على العمل وكثيرا ما ينتهي الأمر بالمدمنين إلى إصابتهم بأرق مزمن ونوع من الجنون يصعب علاجه إضافة إلى الضعف الجنسي . إن الإقلاع عن تعاطي الكوكايين يترك أعراضا إنقطاعية شديدة أو ما يسمى ( Withdrawal Symptoms ) .
سابعا : الكراك
في عام 1983 نجح تجار المخدرات في كاليفورنيا في ابتكار الكراك وهو مركب مستخرج كيميائيا من الكوكايين ، والكراك مادة بالغة الخطورة ، مخدر قوي المفعول وقاتل سريع ، تظهر آثاره خلال 10 ثوان فقط من تعاطيه ليمنح المتعاطي شعورا بالنشوة واللذة وسرعان ما يزول ليصاب المدمن بحالة الاكتئاب الشديد .
المخدرات التخليقية
المخدرات التخليقية :
هي مجموعة من المواد الاصطناعية سواء من العقاقير أو غيرها مصنعة من مواد أولية طبيعية أو غير موجودة في الطبيعة ، ينتج عن تعاطيها فقدان جزئي أو كلي للإدراك ، كما أنها قد تترك لدى المتعاطي اعتمادا وإدمانا نفسي أو عضوي أو كلاهما وأهمها :
• · عقاقير الهلوسة .
• · العقاقير المنشطة ، المنبهات ( الأمفيتامينات ) .
• · المنومات .
• · العقاقير المهدئة .
• · المذيبات الطيارة والأصماغ .
أولا : عقاقير الهلوسة ( Psychedelics )
مروجو المخدرات ضالتهم في هذا العقار وبدأ تصنيعه في أمريكا ، فرنسا والمكسيك ليشهد موجة رهيبة من إدمان المراهقين رافقتها ظواهر غريبة من الجرائم وحالات الانتحار ومعدلات عالية لمراهقين يلقون بأنفسهم من المباني الشاهقة إضافة إلى مواليد مصابين بتشوهات خلقية وتنبه العالم إلى أن السبب يعود أساسا إلى إدمان هذا العقار .
يقوم مروجو المخدرات بتصنيع هذا العقار في صورة سائل ويتم تعاطيه بتناول نقطة واحدة بالفم سواء مخلوطا بالسكر أو الشراب وسرعان ما طوره البعض ليستخدم عن طريق الحقن بالوريد ، والجرعة الواحدة من عقار
( إل . إس . دي ) تترك المتعاطي في حالة هلوسة لمدة تتراوح بين 4 – 18 ساعة .
المهلوسات أو عقاقير الهلوسة تم تعريفها علميا في مؤتمر الطب النفسي المنعقد بواشنطن 1966 على أنها
( مركبات تؤدي إلى اضطراب النشاط العقلي ، واسترخاء عام وتشوش في تقدير الأمور كما أنها مولدة للأوهام والقلق وانفصام الشخصية ).
لم يتوقف الأمر على إنتاج عقار ( إل.إس .دي ) بل صنعت المختبرات الطبية مركبات أخرى تزيد خطورة عنه منها عقار ( المسكالين Mescaline ) وعقار آخر أكثر خطورة وهو ( S.T.P) اختصارا لكلمات ثلاثة هي
( الصفاء والهدوء والسلام ) والذي وجد طريقه إلى مدمني المخدرات .
وفي عام 1968 عرفت شوارع سان فرانسيسكو عقارا أخرا خرج من الاستخدام الطبي ليتلقاه مروجي وتجار المخدرات وهو ( حبة السلام ) أو عقار ( الفينسيكليدين P.C.P ) وقائمة لجنة المخدرات التابعة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة تضم ما يزيد عن 27 عقارا مختلفا مسببا للهلوسة .
أعراض مباشرة مؤقتة مضاعفات التعاطي وأعراض الإدمان
* هلوسات بصرية ملونة ورؤية أشكال وهمية . * اضطراب الإدراك الحسي .
* هلوسات سمعية وسماع أصوات خيالية . * فقدان الشهية الهزال .
* الشعور بالتحليق والسباحة في الفضاء . * الشعور بالفزع الاكتئاب والرغبة في الانتحار .
* زيادة ضربات القلب * خلل بالكروموسومات وولادة أطفال مشوهة.
* الغثيان والقيء .
* صداع ، دوار وقشعريرة . * زيادة معدل الإصابة بسرطان الدم ( اللوكيميا ) .
ثانيا: العقاقير المنشطة ، المنبهات ( Psychotoniques)
هي مواد ترفع القدرة الجسمانية والذهنية لمن يتعاطاها بوصفات طبية محددة وقد استخدمت هذه العقاقير طبيا في علاج بعض الأمراض والحالات أهمها تقليل شهية المصابين بالسمنة البالغة ، علاج الشلل الرعاش ( مرض باركينسونيان ) ، علاج بعض حالات الاكتئاب النفسي ، علاج إدمان الخمور ، بعض أنواع الصرع وعلاج التبول اللاإرادي ( السلس الليلي) ، غير أن هذه العقاقير وجدت طريقها إلى مدمني المخدرات ولعل أشهر هذه العقاقير هو ( الماكستون فورت ) وساهم بعض ضعاف النفوس من الأطباء والصيادلة بصرفها إلى الراغبات في الرشاقة ، الطلبة أثناء الامتحانات ، وسائقي الشاحنات ، ولم يلبث العالم أن أدرك بأن هذه المركبات الطبية تحول متعاطيها إلى حالة إدمان مؤسفة وأن لها أخطارا صحية جسيمة . تتوافر الأمفيتامينات على شكل أقراص مختلفة التركيز يتم تعاطيها عن طريق البلع أو بإذابتها في الماء والعصائر ، كذلك هناك مستحضرات يتم تعاطيها بالحقن بالوريد ، كما صنع مروجي المخدرات أنواعا يمكن للمدمنين استنشاقها .
تعاطي المنشطات يؤدي إلى مجموعة من الأعراض المباشرة المؤقتة أهمها الشعور باليقظة والانتعاش وزوال الإرهاق إضافة إلى شعور بالثقة والقوة الذهنية ، ويصاحب ذلك فقدان للشهية وبطء في نبضات القلب بينما يرتفع ضغط الدم . غير أن الإدمان عادة ما يتسبب في أعراض خطرة أهمها التغيرات النفسية التي تحول المدمن إلى إنسان شكوك ، يعيش حالة من التوتر والقلق والعصبية مع تشوش ذهني كبير وفقدان بالغ للوزن .
رصد العلماء مضاعفات أخرى أهمها حالات متقطعة من الهيجان العصبي والتشنجات وعادة ما يشكو المدمنون من رعشة مستمرة بالأطراف ، ولقد أثبتت الأبحاث أن تناول الحوامل لتلك العقاقير في شهور الحمل الأولى عادة ما يتسبب في إصابة الأجنة بالتشوهات الخلقية وقد أشارت الإحصائيات الطبية إلى أن ما يقارب 40% من مدمني المنشطات يميلون إلى الشكوك العدواني والعنف وأن 70% منهم يعيشون حياة أسرية مفككة نتيجة لشعورهم الدائم بالشك والخوف .
ثالثا :المنومات ( Narcotics )
المنومات هي مجموعة من العقاقير التي تسبب النوم والنعاس في جرعاتها البسيطة ، غير أن الأبحاث الطبية أثبتت خطورتها البالغة في إحداث الإدمان لدى متعاطيها . وهناك مجموعة واسعة من تلك العقاقير أهمها مجموعة الباربيتورات ( Barbitarates ) والتي يبلغ عدد مركباتها ما يزيد عن 2500 مركب منها حوالي 50 مركبا يستخدم طبيا ، تضم تلك العقاقير أيضا مركبات أخرى مثل الماندركس ، البروميدات ، الكلورال هيدرات ، البارالدهيد وغيرها ، والتي تتوافر في أشكال دوائية عديدة منها الأقراص ، الشراب والحقن .
تستخدم المنومات طبيا في علاج الأرق ، الصداع الشديد ، القرحة المعدية ، عسر الطمث ، قبل وبعد العمليات الجراحية ، بعض حالات التشنجات والصرع وتستخدم أيضا ضمن أساليب التحقيق الجنائي بواسطة السلطات الأمنية .
إن معظم تلك المركبات تؤثر مباشرة على قشرة المخ ( Cortex ) ورصد العلماء مجموعة من المضاعفات التي تصيب المدمنين أهمها اختلال القوى العقلية ، الاكتئاب ، فقدان الاتزان ، التلعثم في الكلام إضافة إلى الشحوب وبطء الحركة . لاحظ العلماء أيضا ارتفاع معدلات الانتحار بين هؤلاء المدمنين ، كما أن زيادة الجرعة تؤدي مرارا إلى الغيبوبة والوفاة . إن الإقلاع عن تعاطي هذه المركبات يؤدي إلى أعراض أكثر قسوة من الهيروين وتبدأ هذه الأعراض عادة خلال 24 ساعة بعد التوقف عن تعاطي العقار وتشمل نوبات من الهذيان ، الضعف العام ، نوبات من التشنج والصرع ، عدم القدرة على الحركة باتزان وتشير الإحصائيات الطبية إلى أن هذه الأعراض تسبب الوفاة في 7% من الحالات . ولعل ذلك ما يحتم ضرورة علاج هؤلاء المدمنين في مصحات عالية التخصص ، ولقد كان من بين ضحايا تلك العقاقير كثير من نجوم السينما ورجال الأعمال الذين ظنوا أن هذه العقاقير تساعدهم في مواجهة نمط حياتهم المتواتر وانتهى الأمر بهم إلى الموت .
ويؤدى الانقطاع عن هذه المنومات إلى ما يعرف بمتلازمة الحرمان وأهم أعراضها :
نوبات من الهذيان ,الضعف العام ,نوبات من التشنج والصرع , عدم القدرة على الحركة باتزان , الوفاة في 7% من الحالات .
رابعا :العقاقير المهدئة ( Depressants )
المهدئات هي مجموعة مختلفة من العقاقير لها تركيب كيميائي متباين ، غير أنها تشترك في مفعولها في تخفيف أو إزالة الاستثارات الانفعالية ، ضمن هذه المجموعة مركبات البنزوديازيبات مثل الفاليوم والليبراكس ومركبات الميبرومات والليبريوم والأتيفان وغيرها ، وجميع تلك المركبات تستخدم طبيا في علاج الإضطرابات النفسية والتوتر والقلق ، بعض من تلك العقاقير تعتبر أدوية لعلاج الصرع ، الرعاش العصبي وضمن التخدير العام للعمليات الجراحية وأمراض عضوية عديدة .
تؤثر هذه المركبات على مراكز وقنوات النخاع الشوكي وبعض مراكز قشرة المخ ( Cortex ) وعلى الرغم من أن تأثيرها أقل ضررا من المنومات إلا أنها وجدت طريقها إلى المدمنين الذين يستخدمونها عادة بالإضافة إلى مخدرات أخرى ولقد رصد الأطباء العديد من المضاعفات لدى مدمني هذه المركبات أهمها وهن العضلات ، الدوار ، هبوط الضغط الشرياني ، الاضطرابات النفسية والعقلية ، كما أن بعض هؤلاء المدمنين يصابون بحالات من الهياج العصبي ، أما زيادة الجرعة فقد تؤدي إلى الغيبوبة والوفاة في بعض الحالات .
إن خطر تعاطي وإدمان هذه المركبات المتوفرة في صورة أقراص وحقن يمكن في أعراض الإقلاع ( Withdrawal Symptoms ) والتي تبدأ خلال 24 ساعة بعد التوقف عن التعاطي وتشمل نوبات من الهذيان ، التشنج ، الصرع ، فقدان الاتزان ، الانهيار الجسماني والتشوش العقلي إضافة إلى التعرق بغزارة والغثيان والقيء .
إن هذا الاعتماد أو الإدمان العضوي يستدعي بالضرورة علاج هؤلاء المدمنين في مصحات متخصصة وهي معالجة باهضة الكلفة ولعل ذلك يوضح خطورة وصعوبة ظاهرة إدمان هذه المركبات في الدول النامية والفقيرة .
لقد بادرت العديد من دول العالم إلى تطبيق إجراءات صحية بالغة الدقة لتنظيم صرف هذه الأدوية غير أنه وبكل أسف لازالت هناك بعض الدول التي يسهل فيها الحصول على مثل تلك المركبات ، ومن الممكن التأكيد وبثقة بأن الكويت لديها نظم رقابية صارمة تنظم صرف مثل تلك العقاقير للاستخدام الطبي .ويؤدى الانقطاع عن إدمان المهدئات إلى ما يعرف باسم متلازمة الحرمان وأهم أعراضها نوبات من الهذيان ,التشنج ,الصرع ,فقدان الاتزان ,الانهيار الجسماني والتشوش العقلي ,الغثيان والقيء .
خامسا : المذيبات الطيارة والأصماغ ( Solvents )
تعتبر هذه المجموعة من أخطر أنواع الإدمان نظرا لتوفر هذه المركبات وتنوعها ،حيث أنها تمثل مواد أولية ضرورية تدخل ضمن الاستخدام العادي للمجتمع ومن الصعب تقييد استخدامها ، كما أن أسعارها رخيصة نسبيا وفي متناول الأحداث .
وقد وجد فيها الأحداث وسيلة للحصول على لحظات من النشوة والاسترخاء والهلوسة البصرية ، ضمن تلك المركبات البنزين ، السولار ، الأسيتون ، الأيثير ، الكلوفورم ، الورنيش ، الأصماغ ، غاز الولاعات ، المركبات المزيلة للألوان وبعض الأصماغ مثل ( الباتكس ) . هناك طرق عديدة للتعاطي تعتمد على الاستنشاق للأبخرة والروائح المتطايرة من تلك المواد سواء في حالتها الأصلية أو عند تسخينها .
يشعر المتعاطي عادة بالنشوة والدوار وفقدان الشعور وحس يشبه الحلم ، يصاحب ذلك غثيان وقيء وتعرق غزير وحالة من التلبد الحسي . ولقد رصد العلماء عديدا من مضاعفات الإدمان على تعاطي تلك المواد أهمها الوفاة الفجائية نتيجة توقف القلب أو التنفس ، أما على المدى الطويل فإن هذه المواد تترك أثرا ساما على خلايا المخ ، الكبد ، الرئتين ، ونخاع العظام مما يصيب المتعاطي بتلف المخ ، بتلف الكبد ، الالتهابات المزمنة للرئتين انتفاخ الرئتين ، فقر الدم الشديد إضافة إلى السلوك العدواني والإجرامي للمدمن .
الوفاة الفجائية نتيجة توقف القلب أو التنفس .