السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مطبات تعرقل بناء الحب بين الزوجين!
هناك العديد من المطبات التي تعرقل تنمية الحب بين الزوجين، فعلى الزوجين أن ينتبها إليها ويحذرا من الوقوع فيها، ويعملا على تجاوزها، ومن هذه المطبات:
1- الاستهزاء وجرح المشاعر:
السخرية من المظاهر الجسمية أو الاجتماعية التي تولد الكراهية في النفس؛ لأنها تقلل من شأن الطرف الآخر، وبالتالي ينعدم الاحترام ويحل محله النزاعات والمُشادّات، فمن أهم أدوار الزوجة في حياة زوجها حفظ كرامته في حضوره وغيابه، وإشعاره الدائم بالثقة بالنفس ودفعه إلى النجاح، وذلك لا يتأتى بالمؤاخذة الدائمة والتعليق السلبي على سلوكه ومظهره بطريقة مؤذية.
2- الانشغال الدائم عنه:
إهمال الزوجة لزوجها سواء داخل المنزل أو خارجه ( بالعمل، والصديقات، وممارسة الهوايات) تشعره بالنبذ والفراغ لاسيما إن لم يكن لديه ما يشغله، لذلك يجب الانتباه ولو كان ذلك على حساب بعض الاهتمامات الأخرى، حتى لا يشعر زوجك بالإهمال وبالتالي بالفتور العاطفي.
3- الغيرة الشديدة:
الغيرة إذا تجاوزت الحدود تهدد العلاقة الزوجية بشدة، وقد تصل بالزوجين إلى منحدرات سيئة العواقب كالعنف، وتكذيب أحدهما للآخر باستمرار، والشك، وذلك يعتبر أقوى مطب مهلك للعلاقة بينهما.
4- نصائح الأخريات:
استماع الزوجة إلى جميع النصائح التي توجهها لها الصديقات والزميلات، على اختلاف وتفاوت ثقافاتهن وصدقهن في النصيحة، يؤدي بها إلى التشوش والتخبط في الأفكار، فكل زوج له طباع وأفكار تختلف عن زوج الصديقة أو الزميلة، لذلك حاولي أن تتفهمي زوجك بنفسك، فالعلاقة بينكما خاصة ولا تشبهها أي علاقة بين اثنين آخرين، فاهتمي بحفظ أسرارك وخصوصياتك، ولا تطلبي المشورة إلا من أهل التخصص والثقة.
5- عدم التقدير:
قد يكون لزوجك طموحات وأحلام تحتاج إلى المساندة والمساعدة، ولكن عدم تفهمك لهذه الطموحات قد يترجمها الزوج بأنك لا تقدرينه كما يجب، ويعتبر عدم مشاركتك له، ولو بعبارات التشجيع، نوعًا من الإحباط، ويُعد ذلك من أكبر الأخطاء التي تقع فيها الزوجات، وقد تدمر حياتهن الزوجية ثم يتساءلن بعد ذلك عن السبب!
6- التسلط والديكتاتورية:
تعتقد بعض النساء أن امتلاكها للقرارات في الحياة الزوجية سيحقق لها الأمان وراحة البال، ولكنها إذا تفهمت رأي زوجها واحترمته فإن ذلك سيعود عليها بالنجاح الأكبر كزوجة وربة منزل، فالحياة الزوجية مشاركة بين طرفين متساويين في الواجبات والحقوق.
7- الشكوى المستمرة:
إذا استشعر الزوج أن زوجته دائمة الشكوى، وتكثر الحديث عن المشكلات التي لا تجد لها حلاًّ، فقد يمل من التحدث معها، وربما يلجأ إلى "الصمت الزوجي" طلبًا للسلامة وراحة البال، فالزوج يشعر بالرضا عن اختياره لزوجته حينما يلمس فيها التعقل والذكاء والقدرة على اتخاذ قرارات حكيمة في مواجهة المشاكل المنزلية البسيطة، ويثق في أن لديه من يعاونه ويؤازره في الحياة لا من يضيف إلى أعبائه حملاً جديدًا.
هل تتأثر الزوجة بشخصية زوجها؟
تؤكد الدراسات أن هناك علاقة وثيقة بين المهنة ومن يمارسها، وأن هذه العلاقة لا تؤثر على صاحب المهنة فقط وإنما تؤثر بالتبعية على زوجته نتيجة لما يعرف "بالالتصاق"، فنجد أن الشخص الملتزم في حياته، المنضبط في مواعيده، الذي يحرص على الدقة الشديدة في أداء عمله من الصعب عليه أن يتقبل أو يفهم ميل زوجته إلى الفوضى وعدم النظام داخل المنـزل، وعندما ينشأ الخلاف بينهما على هذا التفاوت في الطباع تجد الزوجة رغبة منها في التفاهم وانطلاقًا من الحب المتبادل بينهما تتجه إلى اكتساب عادات جديدة من النظام والالتزام في أداء الأعمال المنـزلية وتصبح مع الوقت مثالاً للدقة في كل شيء. ومن المؤكد أن هناك تأثيراً متبادلاً بين الزوجين، فكما أن الزوجات يكتسبن بعض السلوكيات والقيم من أزواجهن فمما لاشك فيه أن الأزواج يكتسبون بعضًا من السلوكيات والقيم من زوجاتهم.
فلسفة الأسرةالسعيدة
عن السعادة الزوجية في ظل القواعد التي وضعها الإسلام لبناء الأسرة أكد الدكتور أبو اليزيد العجمي-أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة- أننا لا نقصد بالأسرة السعيدة أسرة بدون مشكلات؛ لأنها في الحقيقة أسرة ليس لها وجود، فالزوجان ليسا ملكين، وإنما بشران لهما نوازع تتلاقى أحيانًا، وتتضارب أحيانًا أخرى، والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، ولكننا نقصد بالأسرة السعيدة الأسرة التي تملك فلسفة لحل المشكلات، وتتم هذه الفلسفة بعدة أشياء:
1- تحديد المرجعية:
فعندما يعلن الزوجان عند بدء حياتهما أن رسالتهما في الحياة تتفق ومنهج الله، فلابد أن تكون مرجعيتهما عند حل المشكلات متفقة وشرع الله، وذلك يحمينا من الوقوع في أغلاط المفاهيم، فنخلط التقاليد بالإسلام ونجعل من الإسلام اجتهادًا، فيفهم الرجل أن الرجولة "قهر"، وتفهم المرأة أن الأنوثة "لعب على عقل الرجل ومكر به"، وبذا نفقد روح التناصح، فلا نجد امرأة كالمرأة العربية القديمة التي كانت تنصح ابنتها: كوني له أمة يكن لك عبدًا.
2- تحديد الهدف في الحياة الزوجية:
فتحديد الهدف يجعلنا نعلو فوق المشكلات، مما يخفف من أثرها، فنحافظ على سعادة الأسرة؛ لأن الكل يعمل لأجل تحقيق هدف متفق عليه سلفًا، ويفكر في وسائل تحقيقه، ومن الممكن أن نختلف- والخلاف في الإسلام أمر واقع- ولكن ينبغي أن يكون شعارنا: رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.
3-السعادة في الواقعية:
بمعنى قبول الخطأ، فكل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، فعندما يطلب الرجل من زوجته تضحية، إذا بها تراها أحيانًا إجحافًا، ولكن بدلاً من أن يكون المحك هو العقاب واللوم الشديد، ينبغي أن يصبح التسامح والتغافر هما عنوان الأسرة.
ونجحت فـي اختـراق الصمت
دائماً صامت واجم يقرأ صحيفته، أو يشاهد التلفاز، أو يهاتف صديقًا له..لا يشعر بوجودي، وإذا تكلم معي فكلامه جمل قصيرة أو أسئلة مقتضبة..نظرتُ إلى نفسي فإذا بالشعر الأبيض قد بدأ يتسلل إلى مفرقي، لقد مر كل شيء بسرعة..إنه لم يعد ذلك الشاب الذي يكافح ليبني نفسه، ولكنه على الرغم من ذلك يتمتع بكامل شبابه وحيويته، ناهيك بالمكانة الاجتماعية المرموقة التي تبوأها.
عدت بخيالي إلى تلك السنين التي ابتعدت خلالها عنه، وتكوَّن بيني وبينه حاجز أخذت تزيده الأيام صلابة وعلوًّا.
تصورتُ -لفرط جهلي- أنني بصبري على ظروفه المادية الصعبة في بداية حياتنا الزوجية، وتفانيّ في تربية أبنائه، سأقدم له برهانًا وزادًا يُبقي نهر الحب بيننا دفَّاقًا، وأزهار المودة يانعة، وجسور العاطفة قائمة..وغاب عن ذهني أن أزهار الحب بين الزوجين تتغذى بالعاطفة، وتتفتح بالكلام الرقيق، وتثمر بالمشاركة الوجدانية.
تذكرت العبارات السلبية التي طالما رددتها عليه عندما كان يشكو إليَّ همومه، أو يأخذ رأيي في شيء يخص عمله، أو يدعوني لقضاء بعض الوقت معه، كنت أرد: "أنا متعبة"، "أنت لا تعرف كم أعاني في تربية الأولاد"، "نحن كبرنا على هذا الكلام"! بهذه العبارات فقدتُ مشاعر زوجي بعد أن بنيت جداراً من اللامبالاة والجفاء.
قررت تحطيم ذلك الجدار بيديّ هاتين، كما سبق أن بنيته بإهمالي، وعدم مشاركتي لزوجي همومه ونجاحاته، أو أفكاره وطموحاته وتطلعاته، وعزمت جادة على تحطيم ذلك الجدار، وجعلت تغييري لنفسي نقطة البداية، وتذكرت الآية الكريمة: } إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ...{ [الرعد:11].
لاحظ زوجي التغيير في منزلي وطريقة ترتيبه، وطعامي والأصناف التي أعدها له، ولاحظ أيضًا اهتمامي بهندامي وتجملي وتزيني له، وأجزم أيضًا أنه لاحظ الكلمات الحانية التي أقولها له، وتلك العطور التي تفوح من كل ركن من أركان المنزل..لاحظ ذلك كله، لكنه بقي على صمته وعدم مبالاته، وأضاف إليها نظرات ساخرة وكأنه يقول: لقد كبرت على هذه الأشياء، أو يقول: الآن بعد كل تلك السنين !.
أدركت في قرارة نفسي أنه لن يعود كل شيء كسابق عهده، وتعود الليالي الخوالي بهذه السرعة التي تمنيتها، ولكن لابد أن أتحمّل كل تلك النظرات الساخرة أحيانًا، والمتعجبة أحيانًا أخرى، وعرفت أن قلب زوجي مليء بمشاعر سلبية لا بد أن تخرج، وهي الآن تخرج بهذه العبارات الساخرة والنظرات المستفزة.
وعلى هذا الأساس عزمت على مواصلة المشوار حتى النهاية بالصبر والمثابرة، والوقوف بجانب زوجي، والسؤال عن أحواله في العمل، وتعبيري له عن مدى اشتياقي لرجوعه إلى المنزل، وإصراري على التحاور معه في كل ما يخصه ويخص حياتنا، وتأكيدي له أنه أهم وأكبر شيء في حياتي- بعد مرضاة الله - وأنه كان وما زال على رأس أولوياتي واهتماماتي.
وأخيرًا تكلم.. ولكن بكلمات ملؤها العتاب واللوم على كل تلك السنين السابقة، وتغلبت على كل ذلك بمشاعر الحب والود والاعتراف بالتقصير .. وهكذا بدأت وزوجي صفحة جديدة من التواصل الفعال بعد أن نجحت في اختراق جدار الصمت الذي بنيته بيدي!
بأربعة شروط فقط .. قلب زوجك بين يديك!
هناك عوامل تساعد كل زوجة على الاحتفاظ بقلب زوجها أهمها:1-النظر:
وهو أهم الطرق التي تصل للقلب، فعن طريقه يبدأ الزوج الانجذاب نحو زوجته أو النفور منها، فالزوجة الذكية هي التي تحسن استخدام أسلحتها الأنثوية وتبسطها فتصلح هندامها وتختار الألوان الجذابة وتصفف شعرها وتعتني بنفسها بأسلوب يعجب الزوج ويجذبه دائماً إليها، كما عليها الاهتمام بالجو المحيط بها خاصة البيت .
2-صوت المرأة وروعةإيقاعه:
فقدرتها على الحديث من أهم العوامل التي تؤثر بشكل كبير في مشاعر الرجل، فالمرأة التي تنتقي كلماتها وتعرف متى تتكلم ومتى تصمت وتعلم مواطن الضحك وغيرها هي التي تملك ثاني أهم العوامل في جذب اهتمام الرجل وتوثيق علاقات الألفة والمودة والتجاوب.
3-حاسةالشم:
تلعب دوراً مهماً أكثر مما يتصور البعض، فالرائحة الطيبة تقوِّى الجاذبية وعكسها يعدمها وقد دلت الأبحاث العلمية أن الشم ذو أثر محوري في علاقة الرجل بالمرأة.
4- الاهتمام بالأسنان:
ونظافة الفم، فمن الفم يخرج الكلام اللطيف وترتسم البسمة.
*** منازل النور ***
إن من سُنَن الله I في الكون أن لا شيء فيه يستطيع أن يؤدي مهمته وحده، بل خَلَقَه الله محتاجًا للاتصال بغيره مِن نوعه، ليَكْمُلَ به ويُكَمِّلَه، قال U: }وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ{[1]، وإذا كان الفرد هو اللبِنة الأساسية للأُمَّة، فإنَّ البيت المسلم -الأسرة الصالحة- هو الخلية الأولى للمجتمع الصالح، وهذه الخلية لا تتكون إلا من زواج.
هذا وقد أودع الله I في كل مِنَ الرجل والمرأة حاجة كل منهما للآخر، فلا يَسْتَقِرَّا حتى يَسْكُنَا إلى بعضهما البعض، قال I: }وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ{[2].
الأنبياء يُقيمون البيت المسلم:
قَبِلَ موسى u عرض والد الفتاتين[3] بالزواج مِن إحداهما، وفي هذه المبادرة إشارة لأهمية الإسراع في إقامة البيت، وكذلك فعل رسول الله r، فقد سارع إلى البناء بزوجه أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- في السنة الأولى مِن الهجرة، ثم بادر في السنة الثانية بتزويج ابنته فاطمة -رضي الله عنها- مِن علي بن أبي طالب t، فعَنْ عَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ قَالَتَا: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ r أَنْ نُجَهِّزَ فَاطِمَةَ حَتَّى نُدْخِلَهَا عَلَى عَلِيٍّ، فَعَمَدْنَا إِلَى الْبَيْتِ فَفَرَشْنَاهُ تُرَابًا لَيِّنًا مِنْ أَعْرَاضِ الْبَطْحَاءِ[5]، ثُمَّ حَشَوْنَا مِرْفَقَتَيْنِ[6] لِيفًا، فَنَفَشْنَاهُ بِأَيْدِينَا، ثُمَّ أَطْعَمْنَا تَمْرًا وَزَبِيبًا، وَسَقَيْنَا مَاءً عَذْبًا، وَعَمَدْنَا إِلَى عُودٍ فَعَرَضْنَاهُ فِي جَانِبِ الْبَيْتِ لِيُلْقَى عَلَيْهِ الثَّوْبُ وَيُعَلَّقَ عَلَيْهِ السِّقَاءُ[7]، فَمَا رَأَيْنَا عُرْسًا أَحْسَنَ مِنْ عُرْسِ فَاطِمَةَ. [رواه ابن ماجة، الحديث 1901].
حُسْن اختيارالزوج:
الواجب على الفرد المسلم أن يقيم الأسرة المسلمة القدوة التي تتمثل الإسلام في كل صغيرة وكبيرة؛ فتتحرى الحلال، وتتجنب الحرام وما فيه شبهة، فعلى المسلم حين تتهيأ له أسباب النكاح أن يُحسِن اختيار شريكة حياته، وأن يلتزم بتوجيه الرسول r في ذلك، فقد قَال النَّبِيُّ r: ((تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ[8])) [رواه البخاري، الحديث 4700].
وكذلك الواجب على أهل العَروس[9] أن يلتزموا توجيه الرسول r في حديثه، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: ((إذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ)) [رواه الترمذي، الحديث 1004].
منازل النور:
والبيوت المسلمة هي منازل للنور؛ لأنها منازل يُذكَر فيها اسم الله I، وسأل قوم عمر t عن صلاة الرجل في بيته، فقَالَ t: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ r فَقَالَ: ((أَمَّا صَلاةُ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ فَنُورٌ، فَنَوِّرُوا بُيُوتَكُمْ)) [رواه ابن ماجة، من الحديث 1365]. وروى ابْنُ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ r قَالَ: ((اجْعَلُوا فِي بُيُوتِكُمْ مِنْ صَلاتِكُمْ، وَلا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا)). [رواه البخاري، الحديث 414].
والبيوت المسلمة هي منازل للنور، إذ تنطلق منها أجيال جديدة تواصل حمل نور الوحي لهداية البشر، قال : }وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{[11].
فالبيت المسلم يُنَشِّئُ الذرية تنشئة إسلامية صالحة قوية، تواصل المسيرة على الطريق، وترث الأمانة من الآباء لتُوَرِّثها إلى الأجيال التالية بنفس الأصالة والقوة، ذرية تربَّت على اتباع هَدْي الرسول r، في أعمال اليوم والليلة، في مواعيد النوم والاستيقاظ، وفي معاملة الخدم والعلاقة مع الجار، وفي حدود العلاقة مع المحارم وغيرهم من الأقرباء، ذرية تربَّت على بر الآباء والأمهات.
في هذا المناخ الإسلامي النظيف تنشأ الذرية الصالحة، فتكون بحق قرة أعين للوالدين، وذخرًا للأمة الإسلامية.
إقامة البيت المسلم واجبة:
قال عَبْدُ اللهِ بن عُمَرَ -رضي الله عنهما-: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ r يَقُولُ: ((كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)) قَال ابن عمر: وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ: ((وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)) [رواه البخاري، الحديث 844].
ورعاية الأهل والبيت تقتضي الأخذ بأسباب الوقاية مِنَ النار، قال: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ{[13]، وسبيل ذلك أن يهتم كل مِنَّا بتكوين بيت مسلم، وبأن يحمل أهله على احترام فكرته، والمحافظة على آداب الإسلام في كل مظاهر حياته المنـزلية، وذلك بعد حسن اختيار الزوجة، وتوقيفها على حقها وواجبها، وحسن تربية الأولاد والخدم وتنشئتهم على مبادئ الإسلام.
اتمنى للجميع حياه زوجيه ناجحه
اختبار الحب بين الزوجين
عزيزي الزوج عزيزتي الزوجة، لا شك في أن كلاً منكما يحب أن يكون محباً وأن يكون محبوباً
لذلك انظرا إلى هذه الأسئلة أو النقاط، وضعا إشارة (صح) أمام النقاط التي تختارانها، ويمكن اختيار أكثر من نقطة في الفقرة الواحدة.
1- الحب الزوجي (البدايات):
أ-يبتدئ من أيام الخطوبة.
ب-يتحقق تدريجياً بعد الزواج.
ج- تفرضه العلاقة الزوجية.
د- نوع من المجاملة بين الزوجين .
2- الحب الزوجي (حقيقته):
أ-هو الحياة الزوجية السعيدة نفسها.
ب-ليس ضرورياً دائماً لحياة زوجية سعيدة.
ج- لا يحقق السعادة الزوجية.
د- قيد على حرية الزوجين وشخصيتهما.
3- الحب الزوجي (نموه):
أ-ينمو ويزداد رسوخاً مع مرور الأيام .
ب-ينمو ببطء مع مرور الأيام .
ج- يتناقص باستمرار مع تقدم الزوجين في العمر .
د- عمره قصير كالزهور، فلا يعيش بعد شهر العسل، وما يبقي منه هو المجاملة .
4- الحب الزوجي يقتضي:
أ-أن أحب ما تحبه زوجتي / زوجي، ومن ذلك أهلها / أهله .
ب- أن أكون وزوجتي / زوجي على اتفاق وتفاهم .
ج- أن ينحاز كل من الزوجين للآخر دائماً دون تفكير .
د- ألا يخالف أحد الزوجين الآخر في رأي أو تفكير.
5- عندما أعلن الحب علي زوجتي / زوجي :
أ-أدرك أن ذلك اختيار شخصي حر ألتزم به .
ب-أعرف أن ذلك مسئولية وتضحية .
ج- أرى أنه وسيلة لإرضاء الطرف الآخر .
د- أشعر أنه جنون لذيذ .
6- هل يبوح كل منكما بحبه للآخر .
أ-بالقول والعمل دائماً.
ب-بالقول أحياناً.
ج-كنت أقول ذلك في بدايات الزواج أما الآن فلا .
د- لا أقول ذلك أبداً مع أنني أحب زوجي/ زوجتي .
7- عندما يقول لي ( زوجي / زوجتي ) : أحبك كثيراً
أ-أشعر بسعادة غامرة وأقول : وأنا أيضاً .
ب-يسعدني ذلك إلى حد ما .
ج- أقول : ( ماذا وراء هذه الكلمة)؟
د- أقول : ( كبرنا علي هذا الكلام)
8- عندما تنصرف ( زوجتي / زوجي ) إلى تدليل الأولاد والعناية بهم ورعايتهم واللعب معهم :
أ-أفرح كثيراً، وكأنني واحد منهم .
ب-أري أن ذلك أمر عادي .
ج- أشعر بالغيرة والانـزعاج .
د- أشعر أنني مهمل / مهملة .
9- قدم لك زوجك / زوجتك هدية رمزية فيمناسبة ما:
أ – أقابلها بالشكر وفرح حقيقي وقبلة أيضاً .
ب-آخذها دون أن أفتحها وأقول : شكراً .
ج-آخذها وبعد أن أفتحها أقول (ما كان في لزوم )
د- آخذها وأفتحها وإن لم تعجبني لا أكترث بها .
10- عندما أختلف مع زوجتي / زوجي وأشعرإنني أخطأت :
أ – أبادر إلى حل النـزاع والاعتذار .
ب – أعترف بخطئي، ولكنني لا أعتذر .
ج – لا أعتذر لأنني لا أحب أن أبدو ضعيفاً / ضعيفة أمام زوجتي / زوجي.
التقويم والإجابات :
- (3) درجات لكل اختيار للإجابة "أ".
- درجتان لكل اختيار للإجابة (ب).
- (0) لا شيء لكل اختيار للإجابة(ج).
- (-1) ناقص درجة لكل اختيار للإجابة (د).
وبذلك يكون مجموع الدرجات الكامل: ( 50 ) درجة .
التقديرات :
1- كلما اقتربتما من الدرجة الكاملة (50) كان ذلك أفضل ، وكلما ابتعدتما عنها كان تقديركما أضعف،وبذلك تحددان أنتما الامتياز والضعف .
2- من المهم أن تراجعا الأفكار السلبية التي تختارانها وتسبب تناقص تقديركما، تعيدا النظر فيها
انتهي الموضوع
اتمني اكون قد وفقت في اختياري