موضع نظر الله 2013 2014 2015
- - - - - - -
www.dream-cafeh.net
- - - - - - -
موضع نظر الله
حصريا على دريم كافيه
2013 - 2014 - 2015 - 2016
من القلوب قلب كقبور الموتى ظاهرها الزرع والورد وباطنها الجيف والموت ، أو كبيت مظلم على سطحه سراج وباطنه ظلام ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في هذا : « إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن إنما ينظر إلى أعمالكم وقلوبكم » . إنها حياة القلب وإن كانت البطون خاوية والثياب بالية ، وقد أبان الحديث أن القلب هو موضع نظر الرب ، فلا عبرة إذن بحسن الظاهر مع خبث الباطن ، فاعجب ممن يعتني بمظهره وهندامه الذي هو محل نظر الخلق ؛ فيغسل ثوبه ويعطِّره ، وينظِّف بدنه ويطهِّره ، ويتزيَّن بما أمكن ، لئلا يطَّلع مخلوق على عيب فيه ، ولا يهتم بقلبه الذي هو محل نظر الخالق ؛ فيطهِّره ويزيِّنه لئلا يطلع ربه منه على دنس أو خبث أو أحد غيره. ومعنى آخر من الحديث قاله ابن الجزري : " النَّظَر ها هنا الاخْتِيار والرحمة والعَطْف لأنَّ النظر في الشاهد دليلُ المحبَّة ، وتَرْك النظر دليل البُغْض والكراهة " . وتأمَّل ما يلي لتعلم أهمية القلب : إن العمل قد يكون ظاهره العصيان وصاحبه مُثاب ، كأن ينطق الرجل بكلمة الكفر مُكرَها وقلبه مطمئن بالإيمان ، أو يشرب مُسكِرا بغير رضاه ، وفي المقابل قد يكون ظاهر العمل الإحسان وصاحبه في النار ، كأن يُقتل المرء في ساحة قتال ليتغنى الناس بشجاعته ، ويُنفق ماله في طرق الخير ليُثني الناس على كرمه ، ويقرأ القرآن ليلفت إليه أعناق الغير ، والقلب في كل هذه الأحوال واقف وحده في قفص الاتهام أو مُسجَّل بأزهى الحروف في لوحة الشرف. مذنب وبرئ!! وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم : « إذا عُمِلَت الخطيئة في الأرض كان من شهِدها ؛ فكرِهها كمن غاب عنها ، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها » . سبحان الله! غائبٌ عن ساحة الجريمة لكنه أول المتهمين واسمه في سجل المذنبين ، وآخر حضر الجريمة بنفسه ورآها بعينه ومع ذلك يأتي الحكم له بالبراءة!! والسبب في ذلك كله القلب الذي أنكر فسلِم أو رضي فأثم. وفي الحديث بشارة ونذارة ؛ بشارة لمن اضطر إلى حضور مجلس يُعصى الله فيه ولم يستطع أن ينكره بيده أو بلسانه بل ولم يقدر حتى على مغادرة المكان ؛ فيقوم القلب بالواجب وينبري للإنكار ، ونذارة لرجل أراد الله له الخير فأبى لنفسه إلا الشر ، وعصمه من المنكرات فأبى إلا التلطخ بها ، وصرف جسده عن مكان الإثم فسافر إليه بقلبه وروحه فعوقب بمساواته مع مرتكب الجرم. إنه القلب حين يزني!! نعم يزني ، ومع شدة وقع هذه الكلمة على النفس إلا أن الذي أطلقها هو من وصفه ربه أنه بالمؤمنين رؤوف رحيم ، ومن رحمته ورأفته بأمّته تحذيره الصريح لها بقوله : « وزنا القلب : التمني » . قال الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا : " زنا القلب التمني : أي يهوى وقوع ما تحبه النفس من الشهوة " . إن للقلب كسبا كسب الجوارح وعملا كعملها ، والله سبحانه أعلن أنه يؤاخذ على كسب القلب ثوابا وعقابا ، فقال سبحانه : ﴿ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ﴾ [ البقرة : 225 ]. ويشهد لعمل القلب هذا وأن الله يحاسب العبد عليه حديث : « إذا التقى المسلمان بسيفيهما ، فقتل أحدهما صاحبه ، فالقاتل والمقتول في النار ». قيل : يا رسول الله!! هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال : « إنه كان حريصا على قتل صاحبه » . فدخل هذا المسلم النار بشيء وقر في قلبه وهلك بسبب عمل قلبي ؛ ليس غير. الظاهر والباطن!! نعم .. صورة القلب هي الأصل ، فإن وافق الظاهر الباطن كان ما في القلب حقيقيا ، وإن خالف الظاهر الباطن كان ما في القلب مزيفا ، وعلى القلب أيضا يتوقف صحة الظاهر أي قبوله عند الله ، أما الناس فإنهم مكلَّفون بقبول الظاهر فحسب والحكم على أساسه والله يتولى السرائر ، ومن هنا كان مقصد الشهادتين هو توجيه رسالة ملموسة إلى الناس بإسلام الناطق بها ، في حين أن الله وحده هو المطلع على غير الملموس من محتوى الباطن ، وقد نطقت ألسنة المنافقين بالشهادتين ، فعصمت دماءهم في الدنيا ، لكن مستقرهم في النهاية هو الدرك الأسفل من النار بما حوت قلوبهم. واسمعوا إلى ارتباط الظاهر بالباطن في قوله تعالى : ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي ﴾ [ آل عمران : 31 ] ، فإن حب الله في القلب يورث اتباع الجوارح ولا بد ؛ وإلا كان ادعاء وكذبا وزورا.
من القلوب قلب كقبور الموتى ظاهرها الزرع والورد وباطنها الجيف والموت ، أو كبيت مظلم على سطحه سراج وباطنه ظلام ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في هذا : « إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن إنما ينظر إلى أعمالكم وقلوبكم » .
إنها حياة القلب وإن كانت البطون خاوية والثياب بالية ، وقد أبان الحديث أن القلب هو موضع نظر الرب ، فلا عبرة إذن بحسن الظاهر مع خبث الباطن ، فاعجب ممن يعتني بمظهره وهندامه الذي هو محل نظر الخلق ؛ فيغسل ثوبه ويعطِّره ، وينظِّف بدنه ويطهِّره ، ويتزيَّن بما أمكن ، لئلا يطَّلع مخلوق على عيب فيه ، ولا يهتم بقلبه الذي هو محل نظر الخالق ؛ فيطهِّره ويزيِّنه لئلا يطلع ربه منه على دنس أو خبث أو أحد غيره.
ومعنى آخر من الحديث قاله ابن الجزري :
" النَّظَر ها هنا الاخْتِيار والرحمة والعَطْف لأنَّ النظر في الشاهد دليلُ المحبَّة ، وتَرْك النظر دليل البُغْض والكراهة " .
وتأمَّل ما يلي لتعلم أهمية القلب :
إن العمل قد يكون ظاهره العصيان وصاحبه مُثاب ، كأن ينطق الرجل بكلمة الكفر مُكرَها وقلبه مطمئن بالإيمان ، أو يشرب مُسكِرا بغير رضاه ، وفي المقابل قد يكون ظاهر العمل الإحسان وصاحبه في النار ، كأن يُقتل المرء في ساحة قتال ليتغنى الناس بشجاعته ، ويُنفق ماله في طرق الخير ليُثني الناس على كرمه ، ويقرأ القرآن ليلفت إليه أعناق الغير ، والقلب في كل هذه الأحوال واقف وحده في قفص الاتهام أو مُسجَّل بأزهى الحروف في لوحة الشرف.
مذنب وبرئ!!
وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم : « إذا عُمِلَت الخطيئة في الأرض كان من شهِدها ؛ فكرِهها كمن غاب عنها ، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها » .
سبحان الله! غائبٌ عن ساحة الجريمة لكنه أول المتهمين واسمه في سجل المذنبين ، وآخر حضر الجريمة بنفسه ورآها بعينه ومع ذلك يأتي الحكم له بالبراءة!! والسبب في ذلك كله القلب الذي أنكر فسلِم أو رضي فأثم.
وفي الحديث بشارة ونذارة ؛ بشارة لمن اضطر إلى حضور مجلس يُعصى الله فيه ولم يستطع أن ينكره بيده أو بلسانه بل ولم يقدر حتى على مغادرة المكان ؛ فيقوم القلب بالواجب وينبري للإنكار ، ونذارة لرجل أراد الله له الخير فأبى لنفسه إلا الشر ، وعصمه من المنكرات فأبى إلا التلطخ بها ، وصرف جسده عن مكان الإثم فسافر إليه بقلبه وروحه فعوقب بمساواته مع مرتكب الجرم.
إنه القلب حين يزني!! نعم يزني ، ومع شدة وقع هذه الكلمة على النفس إلا أن الذي أطلقها هو من وصفه ربه أنه بالمؤمنين رؤوف رحيم ، ومن رحمته ورأفته بأمّته تحذيره الصريح لها بقوله : « وزنا القلب : التمني » . قال الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا : " زنا القلب التمني : أي يهوى وقوع ما تحبه النفس من الشهوة " .
إن للقلب كسبا كسب الجوارح وعملا كعملها ، والله سبحانه أعلن أنه يؤاخذ على كسب القلب ثوابا وعقابا ، فقال سبحانه : ﴿ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ﴾ [ البقرة : 225 ].
ويشهد لعمل القلب هذا وأن الله يحاسب العبد عليه حديث :
« إذا التقى المسلمان بسيفيهما ، فقتل أحدهما صاحبه ، فالقاتل والمقتول في النار ». قيل : يا رسول الله!! هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال : « إنه كان حريصا على قتل صاحبه » .
فدخل هذا المسلم النار بشيء وقر في قلبه وهلك بسبب عمل قلبي ؛ ليس غير.
الظاهر والباطن!!
نعم .. صورة القلب هي الأصل ، فإن وافق الظاهر الباطن كان ما في القلب حقيقيا ، وإن خالف الظاهر الباطن كان ما في القلب مزيفا ، وعلى القلب أيضا يتوقف صحة الظاهر أي قبوله عند الله ، أما الناس فإنهم مكلَّفون بقبول الظاهر فحسب والحكم على أساسه والله يتولى السرائر ، ومن هنا كان مقصد الشهادتين هو توجيه رسالة ملموسة إلى الناس بإسلام الناطق بها ، في حين أن الله وحده هو المطلع على غير الملموس من محتوى الباطن ، وقد نطقت ألسنة المنافقين بالشهادتين ، فعصمت دماءهم في الدنيا ، لكن مستقرهم في النهاية هو الدرك الأسفل من النار بما حوت قلوبهم.
واسمعوا إلى ارتباط الظاهر بالباطن في قوله تعالى : ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي ﴾ [ آل عمران : 31 ] ، فإن حب الله في القلب يورث اتباع الجوارح ولا بد ؛ وإلا كان ادعاء وكذبا وزورا.
الموضوع الأساسي: موضع نظر الله
المصدر: منتديات عروس
2013 - 2014 - 2015 - 2016
l,qu k/v hggi 2013 2014 2015
|