الكلمةُ الطيبةُ لا يتقنها إلا من يسرها الله له
وفقه كنهها وعلم عمق أثرها،
وأدرك أنها تعالجُ الكثير من الزلات .
ومن ذاك عدم العجلة في اتخاذ القرار عند الخطأ ،
لربما المخطئ لم يفهم أو لم ينضج
أو قد أجبرته ظروفٌ على ذاك
أو تعجل القول أو لربما أخطأ عامداً .
حين ذاك نأخذه بحكمة وبلطف ،
نعامله بهدوء وروية ،
لا نتعجل بالحكم عليه من أول وهلة ،
ولا يخفى علينا حديث ذاك الشاب
الذي جاء يستأذن الرسول صلى الله عليه وسلم في الزنا ،
تخيلوا يستأذن في زنا وأمام من ؟!! ،
ورغم هذا كان رسول الله لطيفاً ذكيا حنوناً
وجعل الشاب يغير قناعاته بسهولة ،
ولهذا لا نتعجل في الحكم ولا نخسر من قد نكسبه بكلمة .
ومن الكلمة الطيبة كذلك كلمات الشكر والثناء
التي تبني ولا تهدم وتصل ولا تقطع
فمثلاً هبوا أن أماً تعبت وعانت في إنجاز عمل بيتي
ثم قبلتَ رأسها ويدها وشكرتها كم سيكون ذاك عظيماً في نفسها ،
وقسوا على ذاك الشكر الزوجة والأخوات والإخوان
والجيران والأبناء والبنات ….. الخ ،
كم من عمل ثبطه وضعفه التجاهل وعدم الشكر ،
وكم من عمل تنامى بسبب شكر.
ومن الكلمة الطيبة أن يكون جدنا ومزحنا مضبوطاً بعدم الإساءة والجرح ،
ممزوجاً بالاحترام للغير دون إهانة ،
محاطاً بهدف كسب الطرف الآخر لا خسارته
ولو تذكرنا نماذج في حياتنا وأناساً محبوبين
وفتشنا في سبب ذاك الحب لوجدنا أن أهم صفةٍ فيهم الكلمة الطيبة ،
فهي رفعةٌ لنا في الدنيا والآخرة ،
وسبيلٌ للرشاد ،
وعلاجٌ لزلات المخطئين وتحفيزٌ لدرب العاملين ،
ومزيةٌ للفضلاءِ الدمثين
قال الله تعالى:
{أَلَمْ تَرَ كيف ضَرَبَ الله مثلاً كلمةً طيِّبةً كشجرةٍ طيِّبةٍ أصلُها ثابتٌ وفرعُها في السَّماء(24)
تُؤْتِي أُكُلَهَا كلَّ حينٍ بإذنِ ربِّها ويَضْرِبُ الله الأَمْثال للنَّاس لعلَّهُم يتذكَّرون(25)
ومَثَلُ كلمةٍ خبيثةٍ كشجرةٍ خَبيثةٍ اجْتُثَّتْ من فوق الأرضِ ما لها من قرارٍ(26)
يُثَبِّتُ الله الَّذين آمنوا بالقولِ الثَّابتِ في الحياةِ الدُّنيا
وفي الآخرةِ ويُضِلُّ الله الظَّالمينَ ويفعلُ الله ما يشاء(27)}
راق لي جدآآ
ياليت جميعنا نفهم معنى هذه السطور