!~ آخـر 10 مواضيع ~!



العودة   منتديات دريم كافيه > 2014



إضافة رد
مشاركات 0 المشاهدات 122 انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-11-2015, 07:22 AM   #1
أبــ،،،ويـــ،،ا قـلــبي
 
الصورة الرمزية أبــ،،،ويـــ،،ا قـلــبي
 آلِحآلِة » أبــ،،،ويـــ،،ا قـلــبي غير متواجد حالياً
 آنظمآمڪْ » Sep 2012  
 عّضوَيًتِـيً » 1663  
 عّمرٍڪْ » 38  
 مشآرٍڪْآتِڪْ » 23,184  
 نقآطيً » 63  
 آلِمسّتِوَيً » أبــ،،،ويـــ،،ا قـلــبي جديد  
 الجِنْس »

 دِوَلِتِيً »  Saudi_Arabia 
الإعجاب بالمشاركات
Thanks (أرسل): 0
Thanks (تلقى): 3
Likes (أرسل): 0
Likes (تلقى): 5
Dislikes (أرسل): 0
Dislikes (تلقى): 0
  »  
 
افتراضي 2014 2015سلسلة قصص الانبياء .ادم ابي البشر عليه الصلاة والسلام

- - - - - - - www.dream-cafeh.net - - - - - - -

سلسلة قصص الانبياء .ادم ابي البشر عليه الصلاة والسلام
حصريا على دريم كافيه

2013 - 2014 - 2015 - 2016



صورة: http://rjeem.com/Gtool/Basmalah/imag...s5a7su7100.gif (http://www.rjeem.com/Gtool)لم يزل الله أولا ليس قبله شيء ، ولم يزل فعالا لما يريد ، ولا خلا وقت من الأوقات من أفعال وأقوال تصدر عن مشيئته وإرادته بحسب ما تقتضيه حكمة الله الذي هو حكيم في كل ما قدره وقضاه ، كما هو حكيم في كل ما شرعه لعباده ، فلما اقتضت الحكمة الشاملة والعلم المحيط من الله والرحمة السابغة خلق آدم أبي البشر الذين فضلهم الله على كثير ممن خلق تفضيلا ، أعلم الملائكة وقال :_ { إني جاعل في الأرض خليفة } [البقرة : 30] ._يخلف من كان قبلهم من المخلوقات التي لا يعلمها إلا هو { قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء } [تابع : الآية] .وهذا منهم تعظيم لربهم وإجلال له عن أنه ربما يخلق مخلوقا يشبه أخلاق المخلوقات الأول ، أو أن الله تعالى أخبرهم بخلق آدم ، وبما يكون من مجرمي ذريته ، قال الله لملائكته :{ إني أعلم ما لا تعلمون } [تابع : الآية] .صورة: http://www.rjeem.com/Gtool/image/030.gif (http://www.rjeem.com/Gtool)فإنه محيط علمه بكل شيء ، وبما يترتب على هذا المخلوق من المصالح والمنافع التي لا تعد ولا تحصى .فعرفهم تعالى بنفسه بكمال علمه ، وأنه يجب الاعتراف لله بسعة العلم ، والحكمة التي من جملتها أنه لا يخلق شيئا عبثا ، ولا لغير حكمة ، ثم بين لهم على وجه التفصيل ، فخلقه بيده تشريفا له على جميع المخلوقات ، وقبض قبضة من جميع الأرض سهلها وحزنها ، وطيبها وخبيثها ، ليكون النسل على هذه الطبائع ، فكان ترابا أولا ، ثم ألقى عليه الماء فصار طينا ، ثم لما طالت مدة بقاء الماء على الطين تغير ذلك الطين فصار حمأ مسنونا ، طينا أسود ، ثم أيبسه بعدما صوره فصار كالفخار الذي له صلصلة . . وفي هذه الأطوار هو جسد بلا روح ، فلما تكامل خلق جسده ، نفخ فيه الروح فانقلب ذلك الجسد الذي كان جمادا حيوانا له عظام ولحم وأعصاب وعروق وروح هي حقيقة الإنسان ، وأعده الله لكل علم وخير ، ثم أتم عليه النعمة ، فعلمه أسماء الأشياء كلها .والعلم التام يستدعي الكمال التام ، وكمال الأخلاق ، فأراد الله أن يري الملائكة كمال هذا المخلوق ، فعرض هذه المسميات على الملائكة وقال لهم : { أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين } [البقرة : 31] .في مضمون كلامكم الأول الذي مقتضاه أن ترك خلقه أولى ، هذا بحسب ما بدا لهم في تلك الحال ، فعجزت الملائكة عليهم السلام عن معرفة أسماء هذه المسميات ، وقالوا : { سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم } [البقرة : 32] .قال الله :{ يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم } [البقرة : 33] .صورة: http://www.rjeem.com/Gtool/image/030.gif (http://www.rjeem.com/Gtool)شاهد الملائكة من كمال هذا المخلوق وعلمه ما لم يكن لهم في حساب ، وعرفوا بذلك على وجه التفصيل والمشاهدة كمال حكمة الله ، وعظموا آدم غاية التعظيم ; فأراد الله أن يظهر هذا التعظيم والاحترام لآدم من الملائكة ظاهرا وباطنا ، فقال للملائكة : { اسجدوا لآدم } [البقرة : 34] .احتراما له وتوقيرا وتبجيلا ، وعبادة منكم لربكم ، وطاعة ومحبة وذلا ; فبادروا كلهم أجمعون فسجدواصورة: http://www.rjeem.com/Gtool/image/030.gif (http://www.rjeem.com/Gtool)_كان إبليس بينهم ، وقد وجه إليه الأمر بالسجود معهم ، وكان من غير عنصر الملائكة ; كان من الجن المخلوقين من نار السموم ، وكان مبطنا للكفر بالله ، والحسد لهذا الإنسان الذي فضله الله هذا التفضيل ; فحمله كبره وكفره على الامتناع عن السجود لآدم كفرا بالله واستكبارا ، ولم يكفه الامتناع حتى باح بالاعتراض على ربه ، والقدح في حكمته ، فقال : { قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين } [الأعراف : 12] .فقال الله له : { يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أأستكبرت أم كنت من العالين } [ص : 75] .فكان هذا الكفر والاستكبار والإباء منه وشدة النفار هو السبب الوحيد أن يكون مطرودا ملعونا ، فقال الله له : { فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين } [الأعراف : 13] .فلم يخضع الخبيث لربه ، ولم يتب إليه ، بل بارزه بالعداوة ، وصمم التصميم التام على عداوة آدم وذريته ، ووطن نفسه لما علم أنه حتم عليه الشقاء الأبدي أن يدعو الذرية بقوله وفعله وجنوده إلى أن يكونوا من حزبه الذين كتبت لهم دار البوار ، فقال : { رب فأنظرني إلى يوم يبعثون } [الحجر : 36] .فيتفرغ لإعطاء العداوات حقها في آدم وذريته ._صورة: http://www.rjeem.com/Gtool/image/030.gif (http://www.rjeem.com/Gtool)ولما كانت حكمة الله اقتضت أن يكون الآدمي مركبا من طبائع متباينة ، وأخلاق طيبة أو خبيثة ، وكان لا بد من تمييز هذه الأخلاق وتصفيتها بتقدير أسبابها من الابتلاء والامتحان الذي من أعظمه تمكين هذا العدو من دعوتهم إلى كل شر ، أجابه :{ فإنك من المنظرين }{ إلى يوم الوقت المعلوم } [الحجر : 37 و 38] .فقال لربه معلنا معصيته ، وعداوته آدم وذريته :{ فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم }{ ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين } [الأعراف : 16 و 17] .قال إبليس هذه المقالة ظنا منه ؛ لأنه عرف ما جبل عليه الآدمي .{ ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين } [سبأ : 20] .فمكنه الله من الأمر الذي يريده إبليس في آدم وذريته ، فقال الله له : { اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا }{ واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد } [الإسراء : 63 و 64] .أي : إن قدرت فاجعلهم منحرفين في تربية أولادهم إلى التربية الضارة ، في صرف أموالهم المصارف الضارة ، وفي الكسب الضار ، وأيضا شارك منهم من إذ تناول طعاما أو شرابا أو نكاحا ، ولم يذكر اسم الله على ذلك في الأموال الأولاد ، وعدهم أي : مرهم أن يكذبوا بالبعث والجزاء ، وأن لا يقدموا على خير ، وخوفهم من أوليائك ، وخوفهم عند الإنفاق النافع بالفحشاء والبخل ، وهذا من الله لحكم عظيمة وأسرار ، وإنك أيها العدو المبين لا تبقي من مقدورك في إغوائهم شيئا ، فالخبيث منهم يظهر خبثه ، ويتضح شره ، والله لا يعبأ به ، ولا يبالي به .وأما خواص الذرية من الأنبياء ، وأتباعهم من الصديقين والأصفياء ، وطبقات الأولياء والمؤمنين فإن الله تعالى لم يجعل لهذا العدو عليهم تسلطا ، بل أقام عليهم سورا منيعا ، وهو حمايته وكفايته ، وزودهم بسلاح لا يمكن لعدوهم مقاومتهم بكمال الإيمان بالله ، وقوة توكلهم عليه : { إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون } [النحل : 99] .ومع ذلك فأعانهم على مقاومة هذا العدو المبين بأمور كثيرة : أنزل عليهم كتبه المحتوية على العلوم النافعة ، والمواعظ المؤثرة ، والترغيب إلى فعل الخيرات ، والترهيب من فعل الشرور ، وأرسل إليهم الرسل مبشرين من آمن بالله وأطاعه بالثواب العاجل ، ومنذرين من كفر وكذب وتولى بالعقوبات المتنوعة ، وضمن لمن اتبع هداه الذي أنزل به كتبه وأرسل به رسله أن لا يضل في الدنيا ، ولا يشقى في الآخرة ، وأنه لا خوف عليه ، ولا حزن يعتريه ; وأرشدهم قي كتبه ، وعلى ألسنة رسله إلى الأمور التي بها يحتمون من هذا العدو المبين ، وبين لهم ما يدعو إليه هذا الشيطان ، وطرقه التي يصطاد بها الخليقة .وكما بينها لهم ووضحها فقد أرشدهم إلى الطرق التي ينجون بها من شره وفتنته ، وأعانهم على ذلك إعانة قدرية خارجة عن قدرتهم ; لأنهم لما بذلوا المجهود ، واستعانوا بالمعبود ، سهل لهم كل طريق يوصل إلى المقصود .صورة: http://www.rjeem.com/Gtool/image/030.gif (http://www.rjeem.com/Gtool)ثم إن الله تعالى أتم نعمته على آدم ، فخلق منه زوجته حواء من جنسه وعلى شكله ؛ ليسكن إليها ، وتتم المقاصد المتعددة من الزواج والالتئام ، وتنبث الذرية بذلك ، وقال له ولزوجته : إن الشيطان عدو لكما ، فاحذراه غاية الحذر ، فلا يخرجنكما من الجنة التي أسكنكما الله إياها ، وأباحكما أن تأكلا من جميع ثمارها ، وأن تتمتعا بجميع لذاتها إلا شجرة معينة في هذه الجنة ، فحرمها عليهما ، فقال : { فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين } [الأعراف : 19] .وقال الله لآدم في تمتيعه بهذه الجنة : { إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى }{ وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى } [طه : 118 و 119] ._فمكثا في الجنة ما شاء الله على هذا الوصف الذي ذكره الله ، وعدوهما يراقبهما ويراصدهما ، وينظر الفرصة فيهما ، فلما رأى سرور آدم بهذه الجنة ، ورغبته العظيمة في دوامها ، جاءه بطريق لطيف في صورة الصديق الناصح ، فقال : يا آدم ، هل أدلك على شجرة إذا أكلت منها خلدت في هذه الجنة ودام لك الملك الذي لا يبلى ؟ فلم يزل يوسوس ويزين ويسول ويعد ويمني ويلقي عليهما من النصائح الظاهرة ، وهي أكبر الغش حتى غرهما ، فأكلا من الشجرة التي نهاهما الله عنها وحرمها عليهما ، فلما أكلا منها بدت لهما سوآتهما بعدما كانا مستورين ، وطفقا يخصفان على أنفسهما من أوراق تلك الجنة ، أي : يلزقان على أبدانهما العارية ؛ ليكون بدل اللباس ، وسقط في أيديهما ، وظهرت في الحال عقوبة معصيتهما ، وناداهما_ _ربهما :_{ ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين } [الأعراف : 22] .فأوقع الله في قلبيهما التوبة التامة ، والإنابة الصادقة . { فتلقى آدم من ربه كلمات } [البقرة : 37] .وقالا : { ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين } [الأعراف : 23] .فتاب الله عليهما ، ومحا الذنب الذي أصابا ، ولكن الأمر الذي حذرهما الله منه ، وهو الخروج من هذه الجنة إن تناولا منها تحتم ومضى ، فخرجا منها إلى الأرض التي حشي خيرها بشرها ، وسرورها بكدرها .وأخبرهما الله أنه لا بد أن يبتليهما وذريتهما ، وأن من آمن وعمل صالحا كانت عاقبته خيرا من حالته الأولى ، ومن كذب وتولى فآخر أمره الشقاء الأبدي والعذاب السرمدي ، وحذر الله الذرية منه فقال : { يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم } [الأعراف : 27] .وأبدلهم الله بذلك اللباس الذي نزعه الشيطان من الأبوين بلباس يواري السوآت ، ويحصل به الجمال الظاهر في الحياة ، ولباس أعلى من ذلك ، وهو لباس التقوى ، الذي هو لباس القلب والروح بالإيمان والإخلاص والإنابة ، والتحلي بكل خلق جميل ، والتخلي عن كل خلق رذيل ; ثم بث الله من آدم وزوجه رجالا كثيرا ونساء ، ونشرهم في الأرض ، واستخلفهم فيها ؛ لينظر كيف يعملون .صورة: http://www.rjeem.com/Gtool/image/030.gif (http://www.rjeem.com/Gtool)_اتنهى تلخيص الشيخ عبد العزيز الداخل لقصة ادم عليه الصلاة والسلام من كتاب تفسير الشيخ السعدي رحمه الله دمتم بود_
2014 2015سلسلة الانبياء .ادم البشر n7hwz7w0ns5a7su7100.gif

لم يزل الله أولا ليس قبله شيء ، ولم يزل فعالا لما يريد ، ولا خلا وقت من الأوقات من أفعال وأقوال تصدر عن مشيئته وإرادته بحسب ما تقتضيه حكمة الله الذي هو حكيم في كل ما قدره وقضاه ، كما هو حكيم في كل ما شرعه لعباده ، فلما اقتضت الحكمة الشاملة والعلم المحيط من الله والرحمة السابغة خلق آدم أبي البشر الذين فضلهم الله على كثير ممن خلق تفضيلا ، أعلم الملائكة وقال : { إني جاعل في الأرض خليفة } [البقرة : 30] .

يخلف من كان قبلهم من المخلوقات التي لا يعلمها إلا هو { قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء } [تابع : الآية] .
وهذا منهم تعظيم لربهم وإجلال له عن أنه ربما يخلق مخلوقا يشبه أخلاق المخلوقات الأول ، أو أن الله تعالى أخبرهم بخلق آدم ، وبما يكون من مجرمي ذريته ، قال الله لملائكته :{ إني أعلم ما لا تعلمون } [تابع : الآية] .

2014 2015سلسلة الانبياء .ادم البشر 030.gif


فإنه محيط علمه بكل شيء ، وبما يترتب على هذا المخلوق من المصالح والمنافع التي لا تعد ولا تحصى .
فعرفهم تعالى بنفسه بكمال علمه ، وأنه يجب الاعتراف لله بسعة العلم ، والحكمة التي من جملتها أنه لا يخلق شيئا عبثا ، ولا لغير حكمة ، ثم بين لهم على وجه التفصيل ، فخلقه بيده تشريفا له على جميع المخلوقات ، وقبض قبضة من جميع الأرض سهلها وحزنها ، وطيبها وخبيثها ، ليكون النسل على هذه الطبائع ، فكان ترابا أولا ، ثم ألقى عليه الماء فصار طينا ، ثم لما طالت مدة بقاء الماء على الطين تغير ذلك الطين فصار حمأ مسنونا ، طينا أسود ، ثم أيبسه بعدما صوره فصار كالفخار الذي له صلصلة . . وفي هذه الأطوار هو جسد بلا روح ، فلما تكامل خلق جسده ، نفخ فيه الروح فانقلب ذلك الجسد الذي كان جمادا حيوانا له عظام ولحم وأعصاب وعروق وروح هي حقيقة الإنسان ، وأعده الله لكل علم وخير ، ثم أتم عليه النعمة ، فعلمه أسماء الأشياء كلها .


والعلم التام يستدعي الكمال التام ، وكمال الأخلاق ، فأراد الله أن يري الملائكة كمال هذا المخلوق ، فعرض هذه المسميات على الملائكة وقال لهم : { أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين } [البقرة : 31] .


في مضمون كلامكم الأول الذي مقتضاه أن ترك خلقه أولى ، هذا بحسب ما بدا لهم في تلك الحال ، فعجزت الملائكة عليهم السلام عن معرفة أسماء هذه المسميات ، وقالوا : { سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم } [البقرة : 32] .
قال الله :{ يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم } [البقرة : 33] .


2014 2015سلسلة الانبياء .ادم البشر 030.gif

شاهد الملائكة من كمال هذا المخلوق وعلمه ما لم يكن لهم في حساب ، وعرفوا بذلك على وجه التفصيل والمشاهدة كمال حكمة الله ، وعظموا آدم غاية التعظيم ; فأراد الله أن يظهر هذا التعظيم والاحترام لآدم من الملائكة ظاهرا وباطنا ، فقال للملائكة : { اسجدوا لآدم } [البقرة : 34] .

احتراما له وتوقيرا وتبجيلا ، وعبادة منكم لربكم ، وطاعة ومحبة وذلا ; فبادروا كلهم أجمعون
فسجدوا

2014 2015سلسلة الانبياء .ادم البشر 030.gif


كان إبليس بينهم ، وقد وجه إليه الأمر بالسجود معهم ، وكان من غير عنصر الملائكة ; كان من الجن المخلوقين من نار السموم ، وكان مبطنا للكفر بالله ، والحسد لهذا الإنسان الذي فضله الله هذا التفضيل ; فحمله كبره وكفره على الامتناع عن السجود لآدم كفرا بالله واستكبارا ، ولم يكفه الامتناع حتى باح بالاعتراض على ربه ، والقدح في حكمته ، فقال : { قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين } [الأعراف : 12] .
فقال الله له : { يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أأستكبرت أم كنت من العالين } [ص : 75] .
فكان هذا الكفر والاستكبار والإباء منه وشدة النفار هو السبب الوحيد أن يكون مطرودا ملعونا ، فقال الله له : { فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين } [الأعراف : 13] .
فلم يخضع الخبيث لربه ، ولم يتب إليه ، بل بارزه بالعداوة ، وصمم التصميم التام على عداوة آدم وذريته ، ووطن نفسه لما علم أنه حتم عليه الشقاء الأبدي أن يدعو الذرية بقوله وفعله وجنوده إلى أن يكونوا من حزبه الذين كتبت لهم دار البوار ، فقال : { رب فأنظرني إلى يوم يبعثون } [الحجر : 36] .
فيتفرغ لإعطاء العداوات حقها في آدم وذريته .


2014 2015سلسلة الانبياء .ادم البشر 030.gif


ولما كانت حكمة الله اقتضت أن يكون الآدمي مركبا من طبائع متباينة ، وأخلاق طيبة أو خبيثة ، وكان لا بد من تمييز هذه الأخلاق وتصفيتها بتقدير أسبابها من الابتلاء والامتحان الذي من أعظمه تمكين هذا العدو من دعوتهم إلى كل شر ، أجابه :{ فإنك من المنظرين }{ إلى يوم الوقت المعلوم } [الحجر : 37 و 38] .
فقال لربه معلنا معصيته ، وعداوته آدم وذريته :{ فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم }{ ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين } [الأعراف : 16 و 17] .
قال إبليس هذه المقالة ظنا منه ؛ لأنه عرف ما جبل عليه الآدمي .
{ ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين } [سبأ : 20] .
فمكنه الله من الأمر الذي يريده إبليس في آدم وذريته ، فقال الله له : { اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا }{ واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد } [الإسراء : 63 و 64] .


أي : إن قدرت فاجعلهم منحرفين في تربية أولادهم إلى التربية الضارة ، في صرف أموالهم المصارف الضارة ، وفي الكسب الضار ، وأيضا شارك منهم من إذ تناول طعاما أو شرابا أو نكاحا ، ولم يذكر اسم الله على ذلك في الأموال الأولاد ، وعدهم أي : مرهم أن يكذبوا بالبعث والجزاء ، وأن لا يقدموا على خير ، وخوفهم من أوليائك ، وخوفهم عند الإنفاق النافع بالفحشاء والبخل ، وهذا من الله لحكم عظيمة وأسرار ، وإنك أيها العدو المبين لا تبقي من مقدورك في إغوائهم شيئا ، فالخبيث منهم يظهر خبثه ، ويتضح شره ، والله لا يعبأ به ، ولا يبالي به .
وأما خواص الذرية من الأنبياء ، وأتباعهم من الصديقين والأصفياء ، وطبقات الأولياء والمؤمنين فإن الله تعالى لم يجعل لهذا العدو عليهم تسلطا ، بل أقام عليهم سورا منيعا ، وهو حمايته
وكفايته ، وزودهم بسلاح لا يمكن لعدوهم مقاومتهم بكمال الإيمان بالله ، وقوة توكلهم عليه : { إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون } [النحل : 99] .
ومع ذلك فأعانهم على مقاومة هذا العدو المبين بأمور كثيرة : أنزل عليهم كتبه المحتوية على العلوم النافعة ، والمواعظ المؤثرة ، والترغيب إلى فعل الخيرات ، والترهيب من فعل الشرور ، وأرسل إليهم الرسل مبشرين من آمن بالله وأطاعه بالثواب العاجل ، ومنذرين من كفر وكذب وتولى بالعقوبات المتنوعة ، وضمن لمن اتبع هداه الذي أنزل به كتبه وأرسل به رسله أن لا يضل في الدنيا ، ولا يشقى في الآخرة ، وأنه لا خوف عليه ، ولا حزن يعتريه ; وأرشدهم قي كتبه ، وعلى ألسنة رسله إلى الأمور التي بها يحتمون من هذا العدو المبين ، وبين لهم ما يدعو إليه هذا الشيطان ، وطرقه التي يصطاد بها الخليقة .
وكما بينها لهم ووضحها فقد أرشدهم إلى الطرق التي ينجون بها من شره وفتنته ، وأعانهم على ذلك إعانة قدرية خارجة عن قدرتهم ; لأنهم لما بذلوا المجهود ، واستعانوا بالمعبود ، سهل لهم كل طريق يوصل إلى المقصود .


2014 2015سلسلة الانبياء .ادم البشر 030.gif

ثم إن الله تعالى أتم نعمته على آدم ، فخلق منه زوجته حواء من جنسه وعلى شكله ؛ ليسكن إليها ، وتتم المقاصد المتعددة من الزواج والالتئام ، وتنبث الذرية بذلك ، وقال له ولزوجته : إن الشيطان عدو لكما ، فاحذراه غاية الحذر ، فلا يخرجنكما من الجنة التي أسكنكما الله إياها ، وأباحكما أن تأكلا من جميع ثمارها ، وأن تتمتعا بجميع لذاتها إلا شجرة معينة في هذه الجنة ، فحرمها عليهما ، فقال : { فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين } [الأعراف : 19] .





وقال الله لآدم في تمتيعه بهذه الجنة : { إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى }{ وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى } [طه : 118 و 119] .
فمكثا في الجنة ما شاء الله على هذا الوصف الذي ذكره الله ، وعدوهما يراقبهما ويراصدهما ، وينظر الفرصة فيهما ، فلما رأى سرور آدم بهذه الجنة ، ورغبته العظيمة في دوامها ، جاءه بطريق لطيف في صورة الصديق الناصح ، فقال : يا آدم ، هل أدلك على شجرة إذا أكلت منها خلدت في هذه الجنة ودام لك الملك الذي لا يبلى ؟ فلم يزل يوسوس ويزين ويسول ويعد ويمني ويلقي عليهما من النصائح الظاهرة ، وهي أكبر الغش حتى غرهما ، فأكلا من الشجرة التي نهاهما الله عنها وحرمها عليهما ، فلما أكلا منها بدت لهما سوآتهما بعدما كانا مستورين ، وطفقا يخصفان على أنفسهما من أوراق تلك الجنة ، أي : يلزقان على أبدانهما العارية ؛ ليكون بدل اللباس ، وسقط في أيديهما ، وظهرت في الحال عقوبة معصيتهما ، وناداهما ربهما :{ ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين } [الأعراف : 22] .
فأوقع الله في قلبيهما التوبة التامة ، والإنابة الصادقة . { فتلقى آدم من ربه كلمات } [البقرة : 37] .
وقالا : { ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين } [الأعراف : 23] .

فتاب الله عليهما ، ومحا الذنب الذي أصابا ، ولكن الأمر الذي حذرهما الله منه ، وهو الخروج من هذه الجنة إن تناولا منها تحتم ومضى ، فخرجا منها إلى الأرض التي حشي خيرها بشرها ، وسرورها بكدرها .


وأخبرهما الله أنه لا بد أن يبتليهما وذريتهما ، وأن من آمن وعمل صالحا كانت عاقبته خيرا من حالته الأولى ، ومن كذب وتولى فآخر أمره الشقاء الأبدي والعذاب السرمدي ، وحذر الله الذرية منه فقال : { يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم } [الأعراف : 27] .
وأبدلهم الله بذلك اللباس الذي نزعه الشيطان من الأبوين بلباس يواري السوآت ، ويحصل به الجمال الظاهر في الحياة ، ولباس أعلى من ذلك ، وهو لباس التقوى ، الذي هو لباس القلب والروح بالإيمان والإخلاص والإنابة ، والتحلي بكل خلق جميل ، والتخلي عن كل خلق رذيل ; ثم بث الله من آدم وزوجه رجالا كثيرا ونساء ، ونشرهم في الأرض ، واستخلفهم فيها ؛ لينظر كيف يعملون .

2014 2015سلسلة الانبياء .ادم البشر 030.gif


اتنهى تلخيص الشيخ عبد العزيز الداخل لقصة ادم عليه الصلاة والسلام من كتاب تفسير الشيخ السعدي رحمه الله
دمتم بود




2013 - 2014 - 2015 - 2016



2014 2015sgsgm rww hghkfdhx >h]l hfd hgfav ugdi hgwghm ,hgsghl

 





  رد مع اقتباس
الإعجاب / الشكر
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

2014 2015سلسلة قصص الانبياء .ادم ابي البشر عليه الصلاة والسلام


المواضيع المتشابهه للموضوع: 2014 2015سلسلة قصص الانبياء .ادم ابي البشر عليه الصلاة والسلام
الموضوع
2014 2015نظام النبي عليه الصلاة والسلام الغذائي ( الغداء )
هذه العلمانية (مذيع مستنكر وقرفان من نشر ورقة الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام) 2013 2014 2015
يوم من حياة النبى عليه الصلاة والسلام 2013 2014 2015
النبي عليه الصلاة والسلام يوصي فهل من منفذ ؟ 2013 2014 2015
كنوز لاتفوتكم عن الرسول عليه الصلاة والسلام


الساعة الآن 06:09 AM

الاتصال بنا - دريم كافيه - الأرشيف - إحصائيات الإعلانات - الأعلى

 



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By khloool

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

P.F.S. √ 1.1 BY: ! αʟαм ! © 2010

 

RSS - XML - HTML  - sitemap - sitemap2 - sitemap3 - خريطة المواضيع - خريطة الاقسام - nasserseo1 - nasserseo2

 

|
 

 
موقعكم تردد قناة اسماء بنات 2017 رمزيات صور رسائل