.
قُـيـِّـدوا بـحـبـالٍ عـن مـنـافـسـةِ الـطـائـعـيـن
.
اسـتـحـجـرت قـلـوبـهـم .. وأُنـهِـكَـت صـدورهــم
..!!
أتدّعي أنك تبت؟؟أتقول بأنك ندِمت؟؟
حسنا .. أتُريـد التأكد؟؟
إذا .. قف للحظة وأبحر في أعماقك الآن وفي هذه اللحظة عُد بالزمن إلى الوراء قليلاً حينما كان القلب قاسٍ وتذكر إحدى معاصيك ..
عندما تذكرت ذاك الذنب الذي اقترفته.. ماالذي حصل لك؟؟
أشعرت بلذة تلك المعصية؟؟أم خالط الحزن قلبك؟؟
على سبيل المثال : كنتَ قد تركت سماع الأغاني وتذكرت أغنية ما بعد توبتك.
وعند تذكرك إياها . إما أن تكون غمرتك السعادة . أو ترقرقت الدموع في عينيك ندما على ماضيعته من وقت على سماعها.
اعلم بأن سرورك بذنبك ما هو إلا علامة لرضاك عنه !!
إذا .. كيف تسمي نفسك بــ " تائب" ؟؟!!
عليك بالتخلص من لذة المعاصي . ألم تعلم بأن فرحك بتلك اللذة أشد ضررا من قيامك بالذنب نفسه !!
والمؤمن. الصادق. هو من لا يتلذذ بمعصية.
بل لا يباشرها إلا ومشاعر الحزن تدبُّ قلبه!!
والآن .. أبحر مرة ثانية وثالثة ورابعة
!!
فإن ذكرت ذنبك ولم تستطعم حلاوته ..فاعلم بأنها التوبة !!
قيل : " وا عجبا من الناس .. يبكون على من مات جسده ولا يبكون على من مات قلبه"
قال صلى الله عليه وسلم : " المؤمن
يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه .. والفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا أي طار بيده فطار"رواه البخاري .
كلامٌ لنا وهمسات نسمعها ونقرأها علّهاتمس شيئا من وجداننا .. فنكف عما نقوم به !!
لمَ لا نتعلّق بربنا أكثر .. ؟؟!!
فكلما تعلق القلب بالله كان التأثربالذنب أسرع فتُنكس الرؤوس .. وتُذرف الدموع لأنه حينهايكون المرء قد عرف قدرمن عصاه !!
لم لا نكون كمن سبقنا من السلف الصالح ؟؟!!
نخاف دقة التقصير .. لا صغر الذنب !!
لا تستهن بالذنب ..
فالله مطلع عليه وهو في داره وعلى عرشه والملائكةشهودٌ عليه ناظرون إليه.
لم العصيان؟؟!!
ألم تدرك بأن المعاصي تضعف عظمته ووقاره تعالى في القلب شاء المرء أم أبى!!
ولو تمكن وقار الله وعظمته القلب لما تجرأ وعصى الرحمن !!
لا تجعل ما يحملك على المعاصي حسن الرجاء و الطمع بالعفو أو حتى ضعف عظمتة الله في قلبك ..
وهذه مغالطةٌيجب الحذر منها !!
قال صلى الله عليه وسلم : " كل أمتي معافى إلا المجاهرين .. وإن المجاهرة أن يعمل الرجل عملا ثم يصبح وقد ستره الله يقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه"مسلم .
لذاكان الحياء من الخالق موجب للرحمة والمغفرة !!
والآن .. لقد قُتل ذلك الحياء ..
كثيرا ما تمر علينا هذه المواقف :
"
والله مضيت امبارح وأنا بسمع أغاني .. " .. " شوفي اشتريت هاي اللبسةبدي روح فيها عالجامعة " ..
"
أبوي قللي قوم صلي .. قلتله حل عني !! " .. " قالتلي أمي إلبسي الجلباب .. قلتلها بعيدالشر "
"
دخنت لي بكيت سجاير امبارح" ..وهلم جرا .. حدث ولا حرج
والأسوأ من الكلام .. تلك النظرات التي تبدو على وجوههم .. فرح!! افتخار !! اعتزاز!!
وكل ذلك " لارتكابه الذنب"
أما تعتبر هذه مجاهرة ؟؟
!!
وهذا الذي يسمك السيجارة .. أما يعتبرها مجاهرة ؟؟!!
ولتك التي تتبختر عارضة نفسها وجمالهالكل من هبّ ودبّ .. أما تعتبرها مجاهرة ؟؟!!
ألاتعلم أن بمجاهرتك تلك .. تحـبـب الذنـوب للـقـلـوب .. !!
حقا .. أما يُخاف عليها غضب الله .. والتهاب النيران