واجبات أهل العلم فيما بينهم وفيما يتعلق بالناس 2013 2014 2015
- - - - - - -
www.dream-cafeh.net
- - - - - - -
واجبات أهل العلم فيما بينهم وفيما يتعلق بالناس
حصريا على دريم كافيه
2013 - 2014 - 2015 - 2016
صورة: http://up.ta7a.com/t7/eAH53226.jpg ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بـســم الله...
واجبات أهل العلم فيما بينهم وفيما يتعلق بالناس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما الواجب على أهل العلم من العلماء الكبار ومن دونهم ، والطلبة
فيما بينهم :
فعلى كل منهم أن يحب للآخر ما يحب لنفسه .
وهذا واجب عمومي على جميع المسلمين .
لكــن أهل العلم عليهم مـــن هــذا الحــــق أعظم ممــا على غيرهم ،
لما تميزوا به ، ولما خصهم الله به ، وعلى كل منهــم أن يدين لله ،
ويتقرب إليه بمحبته جميع أهل العلم والدين ، فإن هذا الحب من
أعظم ما يقرب إلى الله ، ومن أكبر الطاعات .
وهـــذا الحب يتبع ما اتصف بـه الإنسان من الأمور التي يحبها الله
ورسوله ، من العلم والاشتغال بـــه ، والعمل ، فإن نفس الاشتغال
بالعلوم الشرعية وتوابعها من أجل الطاعات .
ثــم حصول العلم للشخص هو من الأوصاف التي يحب لأجلها ، ثم
تعليمه للناس وعمله مما يجب أن يحب عليه .
فكل هــذه الأمور موجودة في أهل العلم ، فلهم مـــن الحق على أهل
العلم وعلى غيرهم ، أن يميزوا بهذا عــن غيرهم ، لـمـا لهــم مــن
المميزات ، وإذا عثر أحداهم وغلط في مسألة علمية ، تعين ستر
ما صدر منه ، ونصيحته بالتي هي أحسن .
ومن أعظم المحرمات ، وأشنع المفاسد ، إشاعة عثراتهم ، والقدح
فيهم في غلطاتهم ، وأقبح من هذا وأقبح : إهدار محاسنهم عند
وجود شيء من ذلك .
وربما يكون - وهو الواقع كثيرا - أن الغلطات التـي صدرت منهـــم
لهم فيها تأويل سائغ ، ولهم اجتهادهم فيه .
معذورون ، والقادح فيهم غير معذور .
وبهـــذا وأشباهه يظهـــر لك الفرق بين أهل العلم الناصحين ،
والمنتسبين للعلم من أهل البغي والحسد والمعتدين .
فإن أهل العلم الحقيقي قصدهم : التعاون على البر والتقوى، والسعي
في إعانة بعضهم بعضا في كل ما عاد إلى هذا الأمر ، وستر عورات
المسلمين ، وعدم إشاعة غلطاتهم ، والحرص علـى تنبيههم ، بكـل
ما يمكن من الوسائل النافعة، والذب عن أعراض أهل العلم والدين.
ولا ريب أن هذا من أفضل القربات .
ثــم لــو فرض أن مــا أخطئو فيـــه ، أو عثروا ليس لهــم فيه تأويل
ولا عذر ، لم يكن من الحق والإنصاف أن تهدر المحاسن ، وتمحي
حقوقهم الواجبة بهذا الشيء اليسير ، كما هو دأب أهل البغي
والعدوان ، فإن هذا ضرره كبير ، وفساده مستطير .
أي عالم لم يخطئ ؟ وأي حكيم لم يعثر ؟
وقــد علمــت نصـــوص الكتاب والسنة التـي فيها الحث على المحبة
والائتلاف ، والتحذير من التفرق والاختلاف، وأعظم من يوجه إليهم
هــذا الأمــر : أهــل العلم والدين ، فمتى لزموا هذه الأوامر الشرعية
الحكيمة، تبعهم الناس، واستقامت الأحوال، ومتى أخلوا بذلك، وحل
محله البغي والحسد ، والتباغض والتدابر ، تبعهم الناس ، وصاروا
أحزابا وشيعا ، وصارت الأمور في أطوار التغالب وطلب الانتصار ،
ولو بالباطل ، ولـم يقفوا على حد محدود ، فتفاقم الشر ، وعظــــم
الخطر ، وصار المتولي لكبرها : من كان يرجى منهم - قبل ذلك -
أن يكونوا أول قامع للشر !
وإذا تأملت الواقع ، رأيت أكثر الأمور علــى هــــذا الــوجه المحزن !
ولكنه مع ذلك يوجد أفراد من أهل العلم والدين ثابتين عــلى الحق ،
قائمين بالحقوق الواجبة والمستحبة، صابرين على ما نالهم في هذا
السبيل من قدح القادح ، واعتراض المعترض ، وعدوان المعتدين .
فتجدهم متقربين إلى الله بمحبة أهل العلم والدين، جاعلين محاسنهم،
وآثارهم ، وتعليمهم ، ونفعهم نصب أعينهم ، قد أحبوهم لما اتصفوا
به ، وقاموا به من هذه المنافع العظيمة ، غير مبالين بما جاء منهم
إليهم من القدح والاعتراض، حاملين ذلك على التأويلات المتنوعة،
ومقيمين لهم الأعذار الممكنة .
ومـــا لــم يمكنهم مما نالهم منهم أن يجدوا له محملا ، عاملوا الله
فيهم ، فعفوا عنهم لله ، راجين أن يكون أجرهم على الله ، وعفوا
عنهم لما لهم من الحق الذي هو أكبر شفيع لهم .
فإن عجزوا عــن هـذه الدرجة العالية ، التــي لا يكاد يصـــل إليهـــا
إلا الواحد بعــد الواحد ، نزلوا إلــى درجة الإنصاف ، وهــي اعتبار
ما لهم من المحاسن ، ومقابلتها بالإساءة الصادرة منهم إليهم ،
ووازنوا بين هذه وهذه .
فــلا بــد أن يجـــدوا جـــانب الإحسان أرجح من جانب الإساءة ، أو
متساويين، أو ترجح الإساءة ، وعلى كل حال من هذه الاحتمالات
فيعتبرون ما لهم ، وما عليهم .
وأمــا مـن نزل عن درجة الإنصاف ، فهو بلا شك ظالم ضار لنفسه
تارك من الواجبات عليه بمقدار ما تعدى من الظلم .
فهــذه المــراتب الثلاث : مرتبة الكمال ، ومرتبة الإنصاف ، ومرتبة
الظلم ، تميز كل أحوال أهل العلم ومقاديرهم ودرجاتهم ، ومــن هـو
القائم بالحقوق ، ومن هو التارك ، والله تعالى هو المعين الموفق .
وأما واجب أهل العلم المتعلق بالخلق ، فإن مهمتهم أعظم المهمات،
وعليهم من القيام بالحقوق أضعاف ما على غيرهم ، فـإن الله أوجب
عــلى أهـــل العلـــم أن يبينوه للنـاس ولا يكتموه ، فيعلموا الجاهلين
وينصحوا ويعظوا، ويذكروا، ويصدعوا بأمر الله، ويظهروا دين الله.
فكما أمر الله الجهال أن يتعلموا ، فقد أمر أهل العلم أن يعلموا الناس
على اختلاف طبقاتهم، وأن يحنوا عليهم، ويعلموهم مما علمهم الله.
قال تعــالى : { وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ
وَلاَ تَكْتُمُونَهُ } آل عمران 187 ، وقال تعالى { وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ
بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ } آل عمران 79
وأمر بالتبليغ والتذكير في عدة آيات .
وقال صلى الله عليه وسلم ( بلغوا عني ولو آية )(1)
وذم الله الكاتمين للحق في عدة آيات .
وأكثر الشرائع الظاهرة والباطنة ، لا يمكـن قيامها ، ولا العمل بها ،
إلا بتعليم أهل العلم، وتذكيرهم بكل وسيلة ، وبكل طريق ومناسبة .
ما أمر الله الجهال والمسترشدين أن يتعلموا ، حتى أمر أهل العلم
أن يرشدوا ويعلموا . ...
2013 - 2014 - 2015 - 2016
,h[fhj Hig hgugl tdlh fdkil ,tdlh djugr fhgkhs 2013 2014 2015
|