التوبةُ 2013 2014 2015
- - - - - - -
www.dream-cafeh.net
- - - - - - -
التوبةُ
حصريا على دريم كافيه
2013 - 2014 - 2015 - 2016
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-(( التوبةُ ))فالتوبةُ هي الرجوعُ من معصية الله إلى طاعتِه لأنَّه سبحانه هو المعبودُ حقاًوحقيقةُ العُبوديةِ هي التذللُ والخضوعُ للمعبودِ محبةً وتعظيماً فإذا حصلَ مِنَ العبدِ شرودٌ عن طاعةِ ربِّهفتوبتُه أن يرْجعَ إليه ويقفَ ببابِه موقفَ الفقيرِ الذليلِ الخائف المنكسرِ بينَ يديِه.والتوبةُ واجبةٌ على الفَوْرِ لا يجوزُ تأخيرُهاولا التسويفُ بها لأنَّ الله أمَرَ بها ورسولُهوأوَامِرُ الله ورسولِهِ كلُّها على الفورِ والمبادرةِلأنَّ العبدَ لا يدري ماذا يحصلُ له بالتأخيرِفلعلَّهُ أن يفجأه الموتُ فلا يستطيعُ التوبةَولأنَّ الإِصرارَ على المعصيةِ يوجبُ قَسْوةَ القلب وبُعْدَه عن الله عزَّ وجلَّ وضعفَ إيمانهفإنَّ الإِيمانَ يزيْد بالطاعاتِ وينقصُ بالعصيانِولأنَّ الإِصرارَ على المعصيةِ يوجبُ إلْفَهَا والتَّشبُّثَ بهافإنَّ النفسَ إذا اعتادتْ على شيء صعُب عليها فِراقُه وحيئنذٍ يعسرُ عليه التخلصُ من معصيتِهويفتحُ عليه الشيطانُ بابَ معاصٍ أخرى أكبرَ وأعظمَ مما كانَ عليه.ولِذَلِكَ قال أهلُ العلم وأربابُ السلوكِ: إن المعاصيَ بَرِيدُ الكفر ينتقلُ الإِنسانُ فيها مرحلةً مرحلةً حتى يزيغَ عن دينِهكلِّه نسأل الله العافيةَ والسلامةَ.والتوبةُ التي أمر الله بها هي التوبةُ النصوحُ التي تشتمِلُ على شرَائطِ التوبةِ وهي خمسةٌ:الأولُ: أن تكونَ خالِصةً لله عزَّ وجلَّ بأن يكونَ الباعِثُ لهاحبَّ الله وتعظيمَه ورجاءَ ثوابِه والخوفَ من عقابِهفلا يريدُ بها شيئاً من الدَنيا ولا تزَلُّفاً عند مخلوقٍفإن أراد هذَا لم تقبلْ توبتُه لأنَّه لم يَتُبْ إلى الله وإنما تابَ إلى الغرضَ الَّذِي قصدَه.الثاني: أن يكونَ نادماً حزِناً على ما سلفَ من ذنبهيتمنَّى أنه لم يحصلْ منه لأجلِ أن يُحدثَ لهذلكَ الندمُ إنابةً إلى الله وانكساراً بينَ يديه ومَقْتاً لنفسه التي أمَرَتْه بالسوءِ فتكونُ توبتُه عن عقيدةٍ وبصيرةِ.الثالثُ: أنْ يُقْلِعَ عن المعصيةِ فوراً، فإن كانتِ المعصيةُبفعلِ محرمٍ تَرَكَهُ في الحالِ، وإن كانتْ المعصيةُ بتركِ واجبٍفَعَله في الحالِ إنْ كان مما يمكن قضاؤه كالزكاةِ والحجِّفلا تصحُّ التوبةُ مع الإِصرارِ على المعصيةِفلو قال: إنه تابَ من الرِّبا مثلاً وهو مستمرٌ على التعامُل به لم تصحَّ توبتُهولم تكنْ هذه إلاَّ نَوْعَ استهزاءٍ بالله وآياتِهلاتزيدُه مِنَ الله إِلاَّ بُعداً.ولو تابَ من تركِ الصلاةِ مع الجماعةِ وهو مستمرٌ على تركِها لم تصح توبتُه.وإذا كانتِ المعصيةُ فيما يتعلقُ بحقوقِ الخلقِلم تصحَّ التوبةُ منها حتى يتخلَّصَ من تلك الحقوقِفإذا كانتْ معصيتُه بأخذِ مالٍ للغيرِ أو جحدِهلم تصح توبتُه حتى يؤدِّيَ المالَ إلى صاحبِه إن كان حيَّاً أو إلى ورثتِه إن كان ميتاًفإن لم يكنْ له ورثةٌ أدَّاهُ إلى بيت المالِوإن كانَ لا يدري مَنْ صاحبُ المالِ تصدَّقَ به له والله سبحانَه يعلمُ بِهوإن كانتْ معصيتُه بغِيْبَةِ مسلم وجبَ أن يَسْتحلَّهُمن ذلك إن كانَ قد علمَ بِغيبتِه إيَّاه أو خافَ أن يَعلَمَ بِها وإِلاَّ استغفَرَ له وأثْنَى عليهِ بصفاتِه المحمودةِ في المجلسِ الَّذِي اغتابَه فيه فإن الحسناتِ يُذْهِبْن السيئاتوتصحُّ التوبةُ من ذنبٍ مَعَ الإِصرارِ على غيرِه، لأنَّ الأعمال تتبعَّضُ والإِيمانَ يتفاضلُ، لكن لا يستحقُّ الوصفَ المطلقَ للتوبةِ وما يستحقُّه التائبون على الإِطلاقِ من الأوصافِ الحميدةِ والمنازلِ العاليةِ حتى يتوبَ إلى الله من جميع الذنوبِ.الرابعُ: أن يعزمَ على أن لا يعودَ في المستقبل إلى المعصيةِ؛ لأنَّ هذه ثمرةُ التوبةِ ودليلُ صِدْقِ صاحبِها.فإن قالَ: إنه تائبٌ وهو عازمٌ أو متردِّدٌ في فعلِ المعصيةِ يوماً مَّا لم تصح توبتُه لأنَّ هذه توبةٌ مُؤقَّتةٌ يتحَّينُ فيها صاحبُها الْفُرَصَ المناسبةَ ولا تدل على كراهيتِهِ للمعصيةِ وفرارِه منها إلى طاعةِ الله عزَّ وجلَّ.الخامسُ: أن لا تكونَ بَعْدَ انتهاءِ وقتِ قبولِ التوبةِ.فإن كانتْ بعد انتهاءِ وقتِ القبولِ لم تُقْبَلْ.وانتهاءُ وقتِ القبولِ نوعانِ.عامٌ لكلِّ أحدٍ وخاصٌ لكلِّ شخصٍ بنفسِه.فأما العامُّ: فهو طلوعُ الشمسِ من مغربهافإذا طلعتْ الشمسُ من مغربها لم تنفع التوبةُ.قال الله تعالى:{يَوْمَ يَأْتِى بَعْضُ ءَايَـاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِى إِيمَـانِهَا خَيْرًا}[الأنعام: 158]والمرادُ ببعضِ الآيات طلوعُ الشمس من مغربهافسَّرَها بذلك النبيُّ صلى الله عليه وسلّموعن عبدالله بن عَمْرو بن العاصِ رضي الله عنهماأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال:«لا تزال التَّوبَةُ تُقْبَلُ حَتَّى تطلعَ الشَّمسُ من مغربهافإذا طلعتْ طُبعَ على كلِّ قلبٍ بِما فيهِ وكفَى الناسَ العملُ».قال ابنُ كثيرٍ: حسنُ الإِسنادِ وعن أبي هريرةرضي الله عنه قالقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم: «مَنْ تابَ قبلَ أن تطلُعَ الشمس مِنْ مغربِها تاب الله عليهرواه مسلم.وأما الخاصُّ: فهو عندَ حضورِ الأجلِ فمتَى حضر أجلُ الإِنسانِوعاينَ الموتَ لم تنفعْه التوبةُ ولم تُقْبلْ منه.قال الله تعالى:{وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِحَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ}[النساء: 18]وعن عبدِالله بن عمرَ بن الْخَطَّابِ رضي الله عنهماأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال:«إن الله يَقْبَلُ تَوبةَ العبدِ ما لَمْ يُغرغِرْ»يعني بِرُوحِهرواه أحمدُ والترمذيُّ وقال: حديثٌ حسنٌ.وَمَتَى صحَّتِ التوبةُ باجتماع شروطِهاوقُبِلتْ محا الله بها ذَلِكَ الذَّنْبَ الَّذِي تابَ منه وإنْ عَظُمَ.قال الله تعالى: {قُلْ يعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }[الزمر: 35].وهذه الآيةُ في التائبينَ المنيبينَ إلى ربِّهم المسلِمين لَهُ.قال الله تعالى:{وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَيَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَّحِيماً }[النساء: 110].فبادِرُوا رَحِمَكم الله أعماركم بالتوبةِ النصوحِإلى ربِّكم قبل أن يفجأكم الموتُ فلا تستطِيعون الخلاصاللَّهُمَّ وفقْنَا للتوبةِ النصوحِ التي تمْحُو بها ما سلَفَمن ذنوبنا ويسِّرْنَا لليُسْرى، وجنِّبْنَا العسرىواغفرْ لنا ولوالِدِينا ولجميع المسلمينَ في الآخِرةِ والأولىبرحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ.وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمدٍ وآلِهِ وصحبِه أجمعين.الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
(( التوبةُ ))
فالتوبةُ هي الرجوعُ من معصية الله إلى طاعتِه
لأنَّه سبحانه هو المعبودُ حقاً
وحقيقةُ العُبوديةِ هي التذللُ والخضوعُ للمعبودِ
محبةً وتعظيماً فإذا حصلَ مِنَ العبدِ شرودٌ عن طاعةِ ربِّه
فتوبتُه أن يرْجعَ إليه ويقفَ ببابِه موقفَ الفقيرِ الذليلِ
الخائف المنكسرِ بينَ يديِه.
والتوبةُ واجبةٌ على الفَوْرِ لا يجوزُ تأخيرُها
ولا التسويفُ بها لأنَّ الله أمَرَ بها ورسولُه
وأوَامِرُ الله ورسولِهِ كلُّها على الفورِ والمبادرةِ
لأنَّ العبدَ لا يدري ماذا يحصلُ له بالتأخيرِ
فلعلَّهُ أن يفجأه الموتُ فلا يستطيعُ التوبةَ
ولأنَّ الإِصرارَ على المعصيةِ يوجبُ قَسْوةَ القلب
وبُعْدَه عن الله عزَّ وجلَّ وضعفَ إيمانه
فإنَّ الإِيمانَ يزيْد بالطاعاتِ وينقصُ بالعصيانِ
ولأنَّ الإِصرارَ على المعصيةِ يوجبُ إلْفَهَا والتَّشبُّثَ بها
فإنَّ النفسَ إذا اعتادتْ على شيء صعُب عليها فِراقُه
وحيئنذٍ يعسرُ عليه التخلصُ من معصيتِه
ويفتحُ عليه الشيطانُ بابَ معاصٍ أخرى
أكبرَ وأعظمَ مما كانَ عليه.
ولِذَلِكَ قال أهلُ العلم وأربابُ السلوكِ:
إن المعاصيَ بَرِيدُ الكفر ينتقلُ الإِنسانُ فيها
مرحلةً مرحلةً حتى يزيغَ عن دينِه
كلِّه نسأل الله العافيةَ والسلامةَ.
والتوبةُ التي أمر الله بها هي التوبةُ النصوحُ
التي تشتمِلُ على شرَائطِ التوبةِ وهي خمسةٌ:
الأولُ: أن تكونَ خالِصةً لله عزَّ وجلَّ بأن يكونَ الباعِثُ لها
حبَّ الله وتعظيمَه ورجاءَ ثوابِه والخوفَ من عقابِه
فلا يريدُ بها شيئاً من الدَنيا ولا تزَلُّفاً عند مخلوقٍ
فإن أراد هذَا لم تقبلْ توبتُه لأنَّه لم يَتُبْ إلى الله
وإنما تابَ إلى الغرضَ الَّذِي قصدَه.
الثاني: أن يكونَ نادماً حزِناً على ما سلفَ من ذنبه
يتمنَّى أنه لم يحصلْ منه لأجلِ أن يُحدثَ له
ذلكَ الندمُ إنابةً إلى الله وانكساراً بينَ يديه
ومَقْتاً لنفسه التي أمَرَتْه بالسوءِ فتكونُ توبتُه
عن عقيدةٍ وبصيرةِ.
الثالثُ: أنْ يُقْلِعَ عن المعصيةِ فوراً، فإن كانتِ المعصيةُ
بفعلِ محرمٍ تَرَكَهُ في الحالِ، وإن كانتْ المعصيةُ بتركِ واجبٍ
فَعَله في الحالِ إنْ كان مما يمكن قضاؤه كالزكاةِ والحجِّ
فلا تصحُّ التوبةُ مع الإِصرارِ على المعصيةِ
فلو قال: إنه تابَ من الرِّبا مثلاً
وهو مستمرٌ على التعامُل به لم تصحَّ توبتُه
ولم تكنْ هذه إلاَّ نَوْعَ استهزاءٍ بالله وآياتِه
لاتزيدُه مِنَ الله إِلاَّ بُعداً.
ولو تابَ من تركِ الصلاةِ مع الجماعةِ
وهو مستمرٌ على تركِها لم تصح توبتُه.
وإذا كانتِ المعصيةُ فيما يتعلقُ بحقوقِ الخلقِ
لم تصحَّ التوبةُ منها حتى يتخلَّصَ من تلك الحقوقِ
فإذا كانتْ معصيتُه بأخذِ مالٍ للغيرِ أو جحدِه
لم تصح توبتُه حتى يؤدِّيَ المالَ إلى صاحبِه
إن كان حيَّاً أو إلى ورثتِه إن كان ميتاً
فإن لم يكنْ له ورثةٌ أدَّاهُ إلى بيت المالِ
وإن كانَ لا يدري مَنْ صاحبُ المالِ تصدَّقَ به
له والله سبحانَه يعلمُ بِه
وإن كانتْ معصيتُه بغِيْبَةِ مسلم وجبَ أن يَسْتحلَّهُ
من ذلك إن كانَ قد علمَ بِغيبتِه إيَّاه أو خافَ أن يَعلَمَ بِها
وإِلاَّ استغفَرَ له وأثْنَى عليهِ بصفاتِه المحمودةِ
في المجلسِ الَّذِي اغتابَه فيه فإن الحسناتِ يُذْهِبْن السيئات
وتصحُّ التوبةُ من ذنبٍ مَعَ الإِصرارِ على غيرِه، لأنَّ الأعمال تتبعَّضُ والإِيمانَ يتفاضلُ، لكن لا يستحقُّ الوصفَ المطلقَ للتوبةِ وما يستحقُّه التائبون على الإِطلاقِ من الأوصافِ الحميدةِ والمنازلِ العاليةِ حتى يتوبَ إلى الله من جميع الذنوبِ.
الرابعُ: أن يعزمَ على أن لا يعودَ في المستقبل إلى المعصيةِ؛ لأنَّ هذه ثمرةُ التوبةِ ودليلُ صِدْقِ صاحبِها.
فإن قالَ: إنه تائبٌ وهو عازمٌ أو متردِّدٌ في فعلِ المعصيةِ يوماً مَّا لم تصح توبتُه لأنَّ هذه توبةٌ مُؤقَّتةٌ يتحَّينُ فيها صاحبُها الْفُرَصَ المناسبةَ ولا تدل على كراهيتِهِ للمعصيةِ وفرارِه منها إلى طاعةِ الله عزَّ وجلَّ.
الخامسُ: أن لا تكونَ بَعْدَ انتهاءِ وقتِ قبولِ التوبةِ.
فإن كانتْ بعد انتهاءِ وقتِ القبولِ لم تُقْبَلْ.
وانتهاءُ وقتِ القبولِ نوعانِ.
عامٌ لكلِّ أحدٍ وخاصٌ لكلِّ شخصٍ بنفسِه.
فأما العامُّ:
فهو طلوعُ الشمسِ من مغربها
فإذا طلعتْ الشمسُ من مغربها لم تنفع التوبةُ.
قال الله تعالى:
{يَوْمَ يَأْتِى بَعْضُ ءَايَـاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا
لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِى إِيمَـانِهَا خَيْرًا}
[الأنعام: 158]
والمرادُ ببعضِ الآيات طلوعُ الشمس من مغربها
فسَّرَها بذلك النبيُّ صلى الله عليه وسلّم
وعن عبدالله بن عَمْرو بن العاصِ رضي الله عنهما
أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال:
«لا تزال التَّوبَةُ تُقْبَلُ حَتَّى تطلعَ الشَّمسُ من مغربها
فإذا طلعتْ طُبعَ على كلِّ قلبٍ بِما فيهِ
وكفَى الناسَ العملُ».
قال ابنُ كثيرٍ: حسنُ الإِسنادِ وعن أبي هريرة
رضي الله عنه قال
قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم:
«مَنْ تابَ قبلَ أن تطلُعَ الشمس مِنْ مغربِها
تاب الله عليه
رواه مسلم.
وأما الخاصُّ:
فهو عندَ حضورِ الأجلِ فمتَى حضر أجلُ الإِنسانِ
وعاينَ الموتَ لم تنفعْه التوبةُ ولم تُقْبلْ منه.
قال الله تعالى:
{وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ
حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ}
[النساء: 18]
وعن عبدِالله بن عمرَ بن الْخَطَّابِ رضي الله عنهما
أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال:
«إن الله يَقْبَلُ تَوبةَ العبدِ ما لَمْ يُغرغِرْ»
يعني بِرُوحِه
رواه أحمدُ والترمذيُّ وقال: حديثٌ حسنٌ.
وَمَتَى صحَّتِ التوبةُ باجتماع شروطِها
وقُبِلتْ محا الله بها ذَلِكَ الذَّنْبَ الَّذِي تابَ منه وإنْ عَظُمَ.
قال الله تعالى:
{قُلْ يعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ
مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }
[الزمر: 35].
وهذه الآيةُ في التائبينَ المنيبينَ إلى ربِّهم المسلِمين لَهُ.
قال الله تعالى:
{وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ
يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَّحِيماً }
[النساء: 110].
فبادِرُوا رَحِمَكم الله أعماركم بالتوبةِ النصوحِ
إلى ربِّكم قبل أن يفجأكم الموتُ فلا تستطِيعون الخلاص
اللَّهُمَّ وفقْنَا للتوبةِ النصوحِ التي تمْحُو بها ما سلَفَ
من ذنوبنا ويسِّرْنَا لليُسْرى، وجنِّبْنَا العسرى
واغفرْ لنا ولوالِدِينا ولجميع المسلمينَ في الآخِرةِ والأولى
برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ.
وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمدٍ
وآلِهِ وصحبِه أجمعين.
الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§
2013 - 2014 - 2015 - 2016
hgj,fmE 2013 2014 2015
|