طالب
المحامي ماجد القحطاني بتغليظ عقوبة المتحرش؛ لأن الأمر قد زاد عن حدّه -بحسب قوله- وحصلت تجاوزات أكثر وأكبر من المتوقع.
وأضاف
القحطاني أنه لا بد قبل زيادة
العقوبات من التفريق بين شرائح المجتمع؛ فمنهم مثلًا المراهقون والذين أعمارهم بين الخامسة عشرة إلى العشرين، وهناك الذين أعمارهم ما بين الخامسة والعشرين إلى الخامسة والثلاثين، وهكذا، وهناك كذلك المحصن منهم وغير المحصن إلى غير ذلك".
وقال
القحطاني : "لا بد من القضاة الحكم على المتهم بالتحرش بحسب العمر والفعل، وبحسب هل هناك سوابق وتكرار لهذا المتهم من فعل هذا التحرش".
وأشار إلى أن القضاة يراعون هذه الأمور، وخاصة أصحاب السوابق؛ فيغلظ القاضي عليه العقوبة من أجل ردعه عن هذا الفعل المحرم شرعًا ونظامًا، وأن القضاء في المملكة مستقلّ بذاته، وللقاضي الذي ينوب عن ولي الأمر
تغليظ العقوبة بحسب حال وفعل المتهم بالتحرش، وتعزيره بالعقوبة الرادعة، ولكي يكون عبرة لغيره".
واستدرك: "أعتقد أن
العقوبات التي وُضعت ونص النظام عليها؛ وهي أن تكون عقوبة جريمة
التحرش السجن لمدة لا تزيد على خمس سنوات وغرامة مالية لا تزيد على 300 ألف ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين في حالة العودة أو في حالة اقتران العقوبة بأن المجني عليه طفل أو من ذوي الاحتياجات الخاصة؛ مناسبة على المستوى العام".
وأكمل: "أما إذا كان المتحرش من الأثرياء وأصحاب السلطة فمن الضرورة أن تكون الغرامة أعلى من ذلك لتصل إلى مليون ريال أو أكثر؛ فنحن في عصر الحزم والعزم، ولا مجال للمفسدين في الأرض، والعقوبات تطبق على الجميع؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها..»، حين نطبق الأنظمة والقوانين تكون رادعة لكل من تسول له نفسه الإفساد في المجتمع".
وأضاف: "وكما جاء في الأثر عن عثمان رضي الله عنه، وهو ثابت عن عثمان بن عفان الخليفة الراشد الثالث، ويروى عن عمر أيضًا: "إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن"؛ معناه: يمنع بالسلطان من اقتراف المحارم أكثر مما يمنع بالقرآن؛ لأن بعض الناس ضعيف الإيمان لا تؤثر فيه زواجر القرآن ومناهي القرآن، بل يقدم على المحارم ولا يبالي، لكن متى علم أن هناك عقوبة من السلطان ارتدع خاف من العقوبة السلطانية".
واختتم: "فالله يزع بالسلطان: يعني عقوبات السلطان يزع بها بعض المجرمين أكثر مما يزعهم بالقرآن؛ لضعف إيمانهم وقلة خوفهم من الله ولكنهم يخافون السلطان؛ لئلا يسجنهم أو يضربهم أو ينكلهم أموالًا أو ينفيهم من البلاد؛ فهم يخافون ذلك وينزجرون من بعض المنكرات التي يخشون عقوبة السلطان فيها، وإيمانهم ضعيف فلا ينزجرون لزواجر القرآن ونواهي القرآن لضعف الإيمان وقلة البصيرة".