!~ آخـر 10 مواضيع ~!



العودة   منتديات دريم كافيه > 2014



 
مشاركات 0 المشاهدات 33 انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-19-2018, 11:08 AM   #1
أبــ،،،ويـــ،،ا قـلــبي
 
الصورة الرمزية أبــ،،،ويـــ،،ا قـلــبي
 آلِحآلِة » أبــ،،،ويـــ،،ا قـلــبي غير متواجد حالياً
 آنظمآمڪْ » Sep 2012  
 عّضوَيًتِـيً » 1663  
 عّمرٍڪْ » 38  
 مشآرٍڪْآتِڪْ » 23,184  
 نقآطيً » 63  
 آلِمسّتِوَيً » أبــ،،،ويـــ،،ا قـلــبي جديد  
 الجِنْس »

 دِوَلِتِيً »  Saudi_Arabia 
الإعجاب بالمشاركات
Thanks (أرسل): 0
Thanks (تلقى): 3
Likes (أرسل): 0
Likes (تلقى): 5
Dislikes (أرسل): 0
Dislikes (تلقى): 0
  »  
 
افتراضي 2014 2015قصتي مع الطيور: كيف تتخلص من الإحباط و تحافظ على صحتك النفسية و العقلية ؟

- - - - - - - www.dream-cafeh.net - - - - - - -

قصتي مع الطيور: كيف تتخلص من الإحباط و تحافظ على صحتك النفسية و العقلية ؟
حصريا على دريم كافيه

2013 - 2014 - 2015 - 2016



صورة: http://www.wsh9ar.com/wp-content/uploads/2018/03/-10028 كتابة: عمر أبو سالمفلسطين، بيت لحملازلت أذكر السعادة التي كانت تغمرني عندما كنت أعتني بطيوري وأنا صغير. كنت أربي الدجاج والحمام، لكن تحول إهتمامي لاحقا إلى تربية الطيورالمغردة كالكناري والحسون. بعد سفري إلى كندا للدراسة والعمل، ومكوثي في الغربة عشر سنوات متواصلة، إنقطعت تماما عن تربية الطيور. في عام 2014، عدت للإستقرار في موطني فلسطين فرحا لرؤية أهلي وأصدقائي من جديد. لكن بعد مرور سنتين من العمل والتأسيس، مررت في أزمة نفسية لا تقتصر على ذاتي بل أزمة يتعرض لها أي إنسان في أي مكان، وفي أي وقت من الأوقات. أعرفكم على الإحباط الحاد الذي لم يكن جديدا بالنسبة لي، فسبق أن أصابني في كندا في وقت من الأوقات الصعبة التي مرت في حياة الغربة التي عشت جزءً منها وحيدا وجزءً كاملا منها بعيدا عن الأهل والأصدقاء. من خلال إتطلاعي البسيط على علم النفس، كنت على علم أن أول خطوة لحل مشكلة نفسية هي إدراكها والإعتراف بوجودها. ومن خلال تجربتي السابقة مع ظاهرة الإحباط النفسي، وجدت طرقا للتعامل معه دون اللجوء إلى أخصائي يساعدني او دواء يشفيني:* الصلاة و الإقتراب أكثر من الله في هذه الفترة* التفاعل مع البشر الذين لديهم طاقة إجابية تستطيع أن ترفع معنوياتي، ومحاولة الإبتعاد او الإنقطاع عن الأشخاص السلبيين.* ملء وقت فراغي عن طريق الخوض في نشاطات لم يسبق لي أن فعلتها من قبل.* محاولة الخروج من الروتين كالتطوع في مؤسسة معينة او عمل خيري او السفر او ممارسة الرياضة او ممارسة هواية جديدة او تجديد هواية سابقة كالكتابة والرسم والسباحة والموسيقى الخ.* الإبتعاد عن الموسيقى الحزينة والإستماع إلى المسيقى الكلاسكية كخيار بديل.* محاول الإرتباط مع الطبيعة كتربية الحيوانات او تسلق الجبال او حتى زرع النباتات والزهور خاصة إن كنت غير قادر على الإحتكاك مع أصدقائك وأهلك او البشر من حولك.*تنويه*: الإحباط النفسي المزمن الذي يمكث فترة طويلة من الزمن هو حالة نفسية جادة يتوجب على المصاب طلب المساعدة من طبيب مختص في هذه الحالات. المصابين بالإحباط، وهذا من تجربتي الشخصية، يشعرون بالعادة أنهم بحاجة إلى العزلة ويجدون أنفسهم غير قادرين على الإحتاك مع الأشخاص من حولهم، وإن حاول المصاب الإحتكاك مع أحدهم من أصدقائه او أهله، قد تزيد الحالة سوءً، بالعادة بسبب عدم فهم وتقدير ومراعاة الأشخاص من حوله لما يمر به، وعدم وعيهم وجهلهم في جادية حالة الإحباط ، وعدم إدراكهم لمدى تأثير كلامهم السلبي المستهتر او العفوي او اللامبالي مع الإنسان المصاب، فكلمة واحدة تستطيع أن تهبطته و كلمة أخرى تستطيع أن ترفعه. عندما أصبت بالإحباط الشديد في كندا للمرة الأولى قبل عودتي إلى موطني فلسطين، كنت أشعر بطاقة سلبية تجرني نحو الإحباط من كل الجوانب من عملي وأصدقائي وحتى المنطقة التي أسكنها. شعرت أن الطاقة الإجابية تبخرت مع مغادرت أفضل الأصدقاء الذين عشت معهم أجمل أوقاتي. إخترت أن أتعامل مع الإحباط عن طريق تغير نمط حياتي كليا وجذريا، حيث قررت ترك عملي والولاية التي أسكنها للبحث عن حياة ومكان وعمل جديد. أصدقائي وزملائي في العمل ومن بينهم مديرتي إعترضوا. “كيف لك أن تترك عملك بهذه السهولة و تغادر دون بديل ؟ و كيف لك أن تذهب إلى مكان جديد لا تألفه جيدا و تدير أمورك و تبني من جديد ؟ “تذكرت حينها اللحظة التي تركت فيها فلسطين حيث كان الجميع ضد سفري إلى كندا منذ البداية ربما لأن لغتي الإنجليزية لم تكن تأهلني على الإطلاق للسفر و الدراسة في كندا. كما أنه لم يسبق لي السفر خارج بيت لحم، ناهيك خارج فلسطين، فكيف لشخص عمره 17 سنة لا يجيد تحدث اللغة الإنجليزية و لم يخرج من جحره على الإطلاق أن يستطيع الوصول لكندا ناهيك عن العيش داخلها؟ كانت ردة فعل أهلي وأصدقائي في فلسطين في وقتها سلبية ومحبطة للغاية كحال أصدقائي وزملائي في كندا، بإستثناء أحد إخوتي حيث قال لي قبل صعودي إلى مدرج المطار “الأن إنفتحت لك أبواب العالم إصعد ولا تنظر إلى الخلف أبدا.” لم أستطع أخفاء دموعي و أنطلقت. أخبرت أصدقائي وزملائي في كندا عن قصة مجيئي إلى كندا من وطني فلسطين و لخصت: ” أنا فعلتها من قبل مجردا وعاريا والأن أن أفعلها مسلحا وقويا. فصدموا من ردي و لم يتسع لهم إلا أن يقولوا ، “إنطلق يا صديق فالرب معك و حاميك منذ البداية” لكن عندما أصبت بالإحباط في فلسطين، قررت تجديد هواية سابقة و هي تربية طيور الكناري و تفريخها. لم أكن متأكدا أن تربية الطيور سوف تجعلني أشعر بالسعادة و تخرجني من حالة الإحباط خاصة لشخص تجاوز الثلاثين من العمر. كانت مجرد محاولة لإسترجاع ذكراياتي و ممراسة هواية تملئ وقت فراغي لعلها تساعدني.إتصلت بصديق الطفولة من مديني بيت لحم وهو من رفاقي الذين عرفوني على تربية الطيور منذ الصغر، و قلت له أني أريد العودة إلى تربية الطيور و عرضت عليه شراء خمس ازواج كناري: فقال لي، “حان وقتي لخوض تجربتك في الغربة و حان الأن وقتك أن تأخذ مكاني في تربية الطيور. أنا مهاجر إلى أمريكا الشهر القادم هل تود شراء 20 زوج؟” فقلت له: على بركة الله.وهذا ما حصل بالفعل إشتريت جميع طيوره و بدأت رحلتي من جديد في تربية الطيور. إنشغلت كثيرا في تلك الفترة في تحضير منزلها الجديد. و عندما بدأت ممارسة هذه الهواية ، كانت المفاجأة الكبيرة بالنسبة لي مدى التأثير و الطاقة الإجابية الذي شعرت بها عند جلوسي حول الطيور، شعرت و كأني أدخل إلى آلة وظيفتها فصل عقلي عن التفكير و رفع معنويتي و العودة إلى طبيعتي من جديد. هناك الكثير من المشاهد التي ستشغلك في عالم الطيور عن العالم الخارجي ، هذا الطائر يغرد و ذلك يحضن البيض و آخر يطعم فراخه و الآخر يتشاجر مع عشيقته. ساعات تمضي دون الشعور بها على الإطلاق. هناك الكثير من المهام ايضا تستطيع فعلها حول الطيور: تغير طعامها و تنظيف اسفلها وتفحص فراخها و تراقب تصرفاتها و تقيم تغريدها و تنسق الوانها الخ.لا تصدقني ؟ إذاً، دعني أفاجئك ! أُجريت دراسة علمية في جامعة إكستر البريطانية (University of Exeter ) على مئات الأشخاص الذين يعانون من الإحباط و التوتر و الضغط النفسي و استنتجت الدراسة أن مشاهدة او مراقبة الطيور من خلال النافذة تلعب بين الإشجار و الأحراش في الحديقة مفيد لصحة العقل، و أشارت الدراسة إلى أن إنخفاض التوتر و الإحباط و القلق مرتبط مع إزدياد أعدد الطيور التي استطاع الأشخاص المصابون بالاحباط رؤيتها. كما أشرات نتائج الدراسة إلى الأشخاص الذين قضوا وقتا أقل من المعتاد خارج المنزل في الأسبوع السابق كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن القلق أو الاكتئاب.وقال الدكتور دانيال كوكس (Daniel Cox) قائد الدراسة: “تبدأ هذه الدراسة في تحليل الدور الذي تلعبه بعض المكونات الرئيسية للطبيعة في صحتنا العقلية”. و أضاف الدكتور دانيل قائلاً: “الطيور في جميع أنحاء المنزل، والطبيعة بشكل عام، ُتظهر وعدًا كبيراً في الرعاية الصحية الوقائية، مما يجعل المدن أكثر صحة، و أماكن أكثر سعادة للعيش “.هناك رابط طبيعي يتكون تلقائيا بين المربي و طيوره و يتطور و يقوى مع مرور الزمن لدرجة إعتبار المربي الطيور جزءً من العائلة كحال مربي القطط و الكلاب. فعندما يسال احدهم عنك كمربي طيور “اين فلان” فالرد يأتي من كل مكان: عند اولاده !لا يستطيع أحد فهم الرابط الطبيعي القوي الذي يجمع المربي مع طيوره إلا من يربي الطيور. عندما تدخل عالم تربية الطيور لا تستطيع الخروج منه لأن الطيور من غير وعيك و إدراكك ترفع من معنيواتك و تنسيك مشاكلك و تملأ فراغك و تواسيك في وحدتك و تقلل توترك. و إن توقفت ، فهذا التوقف على الأغلب سوف يكون مؤقتاً. فوق كل هذه الفوائد النفسية و المعنوية التي حصلت عليها من تربية الطيور ، تعرفت على الكثير من الأشخاص من خلال هذه الهواية الجميلة و صنعت الكثير من الأصدقاء و العلاقات الإجتماعية و صدمت أن تربية الطيور لا تقتصر على عمر او فئة معينة فهناك المهندس و الطبيب و رجل الأعمال و المدرس و الصنايعي و العامل و البسيط و الغني و الصغير و الكبير و المسن يربي طيور الزينة!لم يتوقف الأمر هنا بالنسبة لي، فبدأت التعلم عن تربية الطيور من مصادرها العلمية و العملية و أسست موقع للطيور لمشاركة ما أتعلمه مع العالم. كتبت و نشرت أكثر من 150 مقال علمي يخص تربية طيور التربية و الزينة إلى هذه اللحظة. كان هدفي في الحياة أن أصبح معلماً في إحد الجامعات لكن لم يراودني الحظ. كان تأسيس الموقع Birdbud (رفيق الطيور) تحت مسمى ماذا يقول الكاتب بمثابة تحول إلى كتابة مقالات في مجالات أخرى من إختصاصي كإدارة الأعمال و الأقتصاد و المحاسبة و اللغة الإنجليزية. و بهذا حققت هدفي وهو التعليم و نشر المعرفة لكن ليس من خلال غرفة الصف بل من خلال موقع يزوره اليوم اكثر من ثلاثين الف زائر يطلب المعرفة منذ سنة على تأسيسي الموقع. الطيور كانت السبب في تأسيس الطريق لتحقيق هدف طالما سعيت من أجله. بسبب الموقع، أصبح لي متابعين على وسائل التواصل الجتماعي تجاوزت 20 الف متابع في أقل من عام. تصلني الكثير من الرسائل و الاستفسارات و بصارحة اهملتها في الفترة الأخيرة بسبب كثرتها و ضيق الوقت.و أصبح الموقع خط عمل جديد بحد ذاته كما ساضيف قريبا خطا جديدا إلى أعمالي يشمل أستيراد و توزيع لوازم الطيور (القفص الذهبي) بجانب عملي الأساسي و الطيور هي التي فتحت لي جميع أبواب هذه الفرص . أصبحت مشغولا جدا لدرجة أني لا أستطيع التفكير في الإحباط ، فشئ مثل تربية الطيور قد يعتبره بعض الأشخاص تافها و مضيعة للوقت و محدود الفكر كالعصفور، يتجول إلى شيء يستطيع تحويل مجرى حياتك إلى مسار لا تتوقعه و لا تستطيع تخيله. فلا تستتفه أبسط الأمور فأبسطها أفضلها أحيانا. الطيور لها فضل كبير على صحتي العقلية و النفسية. إن كنت تعرف شخص مصاب بالإحباط اقترح أن تشتري له زوج او زوجين من طيور الزينة و كتاب عن النوع الذي إشتريته له ولا تنسَ ان تطلعه على هذا المقال فلعل هذا يساعده على الخروج من حالة الإحباط و التوتر التي ترواده.*نصيحة*: عرف اولادك عن تربية الطيور، سوف تسليهم و تشغلهم و ترفع معناويتهم و تحفظهم بعيدا عن الشارع و تعلمهم مهارات جديدة لا تقتصر فقط على تربية الطيور بل ستنمي لديهم الحس بالمسؤوليه و غيرها من السمات الايجابيه التي ستساعدهم على تجاوز عقلات الحياه.*تحذير*: هذه الوصفة لها أعراض جانبية تشمل و لا تقتصر على الهوس و الإدمان و الشجار مع الزوجة و إهمال المنزل و الأطفال و خسارة المال بسبب الشراء العشوائي و اللاايرادي و حب الاقتناء و المفاخرة و سوء الإدارة و قلة العلم بضوابط التربية و الطمع في تحقيق مردود مادي من وراء الطيور. اهلا وسهلا بك في نادي مربي الطيور ! *إفشاء*: لست طبيب نفسي. أنا مجرد شخص يعبر عن تجربته مع الإحباط النفسي. دائما استشر طبيبك عن التعرض إلى الأزمات و الصدمات النفسية.تابعونا على :ماذا يقول الكاتب : علم الطيورماذا يقول الكاتب: علم و تعلمصور الموضوع تعود لاصحابها الاصليين.
2014 2015قصتي الطيور: تتخلص الإحباط -10028
كتابة: عمر أبو سالم
فلسطين، بيت لحم

لازلت أذكر السعادة التي كانت تغمرني عندما كنت أعتني بطيوري وأنا صغير. كنت أربي الدجاج والحمام، لكن تحول إهتمامي لاحقا إلى تربية الطيورالمغردة كالكناري والحسون. بعد سفري إلى كندا للدراسة والعمل، ومكوثي في الغربة عشر سنوات متواصلة، إنقطعت تماما عن تربية الطيور.

في عام 2014، عدت للإستقرار في موطني فلسطين فرحا لرؤية أهلي وأصدقائي من جديد. لكن بعد مرور سنتين من العمل والتأسيس، مررت في أزمة نفسية لا تقتصر على ذاتي بل أزمة يتعرض لها أي إنسان في أي مكان، وفي أي وقت من الأوقات. أعرفكم على الإحباط الحاد الذي لم يكن جديدا بالنسبة لي، فسبق أن أصابني في كندا في وقت من الأوقات الصعبة التي مرت في حياة الغربة التي عشت جزءً منها وحيدا وجزءً كاملا منها بعيدا عن الأهل والأصدقاء.

من خلال إتطلاعي البسيط على علم النفس، كنت على علم أن أول خطوة لحل مشكلة نفسية هي إدراكها والإعتراف بوجودها. ومن خلال تجربتي السابقة مع ظاهرة الإحباط النفسي، وجدت طرقا للتعامل معه دون اللجوء إلى أخصائي يساعدني او دواء يشفيني:
  • الصلاة و الإقتراب أكثر من الله في هذه الفترة
  • التفاعل مع البشر الذين لديهم طاقة إجابية تستطيع أن ترفع معنوياتي، ومحاولة الإبتعاد او الإنقطاع عن الأشخاص السلبيين.
  • ملء وقت فراغي عن طريق الخوض في نشاطات لم يسبق لي أن فعلتها من قبل.
  • محاولة الخروج من الروتين كالتطوع في مؤسسة معينة او عمل خيري او السفر او ممارسة الرياضة او ممارسة هواية جديدة او تجديد هواية سابقة كالكتابة والرسم والسباحة والموسيقى الخ.
  • الإبتعاد عن الموسيقى الحزينة والإستماع إلى المسيقى الكلاسكية كخيار بديل.
  • محاول الإرتباط مع الطبيعة كتربية الحيوانات او تسلق الجبال او حتى زرع النباتات والزهور خاصة إن كنت غير قادر على الإحتكاك مع أصدقائك وأهلك او البشر من حولك.
تنويه: الإحباط النفسي المزمن الذي يمكث فترة طويلة من الزمن هو حالة نفسية جادة يتوجب على المصاب طلب المساعدة من طبيب مختص في هذه الحالات.

المصابين بالإحباط، وهذا من تجربتي الشخصية، يشعرون بالعادة أنهم بحاجة إلى العزلة ويجدون أنفسهم غير قادرين على الإحتاك مع الأشخاص من حولهم، وإن حاول المصاب الإحتكاك مع أحدهم من أصدقائه او أهله، قد تزيد الحالة سوءً، بالعادة بسبب عدم فهم وتقدير ومراعاة الأشخاص من حوله لما يمر به، وعدم وعيهم وجهلهم في جادية حالة الإحباط ، وعدم إدراكهم لمدى تأثير كلامهم السلبي المستهتر او العفوي او اللامبالي مع الإنسان المصاب، فكلمة واحدة تستطيع أن تهبطته و كلمة أخرى تستطيع أن ترفعه.

عندما أصبت بالإحباط الشديد في كندا للمرة الأولى قبل عودتي إلى موطني فلسطين، كنت أشعر بطاقة سلبية تجرني نحو الإحباط من كل الجوانب من عملي وأصدقائي وحتى المنطقة التي أسكنها. شعرت أن الطاقة الإجابية تبخرت مع مغادرت أفضل الأصدقاء الذين عشت معهم أجمل أوقاتي.

إخترت أن أتعامل مع الإحباط عن طريق تغير نمط حياتي كليا وجذريا، حيث قررت ترك عملي والولاية التي أسكنها للبحث عن حياة ومكان وعمل جديد. أصدقائي وزملائي في العمل ومن بينهم مديرتي إعترضوا. “كيف لك أن تترك عملك بهذه السهولة و تغادر دون بديل ؟ و كيف لك أن تذهب إلى مكان جديد لا تألفه جيدا و تدير أمورك و تبني من جديد ؟ “

تذكرت حينها اللحظة التي تركت فيها فلسطين حيث كان الجميع ضد سفري إلى كندا منذ البداية ربما لأن لغتي الإنجليزية لم تكن تأهلني على الإطلاق للسفر و الدراسة في كندا. كما أنه لم يسبق لي السفر خارج بيت لحم، ناهيك خارج فلسطين، فكيف لشخص عمره 17 سنة لا يجيد تحدث اللغة الإنجليزية و لم يخرج من جحره على الإطلاق أن يستطيع الوصول لكندا ناهيك عن العيش داخلها؟

كانت ردة فعل أهلي وأصدقائي في فلسطين في وقتها سلبية ومحبطة للغاية كحال أصدقائي وزملائي في كندا، بإستثناء أحد إخوتي حيث قال لي قبل صعودي إلى مدرج المطار “الأن إنفتحت لك أبواب العالم إصعد ولا تنظر إلى الخلف أبدا.” لم أستطع أخفاء دموعي و أنطلقت.

أخبرت أصدقائي وزملائي في كندا عن قصة مجيئي إلى كندا من وطني فلسطين و لخصت: ” أنا فعلتها من قبل مجردا وعاريا والأن أن أفعلها مسلحا وقويا. فصدموا من ردي و لم يتسع لهم إلا أن يقولوا ، “إنطلق يا صديق فالرب معك و حاميك منذ البداية”

لكن عندما أصبت بالإحباط في فلسطين، قررت تجديد هواية سابقة و هي تربية طيور الكناري و تفريخها. لم أكن متأكدا أن تربية الطيور سوف تجعلني أشعر بالسعادة و تخرجني من حالة الإحباط خاصة لشخص تجاوز الثلاثين من العمر. كانت مجرد محاولة لإسترجاع ذكراياتي و ممراسة هواية تملئ وقت فراغي لعلها تساعدني.

إتصلت بصديق الطفولة من مديني بيت لحم وهو من رفاقي الذين عرفوني على تربية الطيور منذ الصغر، و قلت له أني أريد العودة إلى تربية الطيور و عرضت عليه شراء خمس ازواج كناري: فقال لي، “حان وقتي لخوض تجربتك في الغربة و حان الأن وقتك أن تأخذ مكاني في تربية الطيور. أنا مهاجر إلى أمريكا الشهر القادم هل تود شراء 20 زوج؟” فقلت له: على بركة الله.

وهذا ما حصل بالفعل إشتريت جميع طيوره و بدأت رحلتي من جديد في تربية الطيور. إنشغلت كثيرا في تلك الفترة في تحضير منزلها الجديد. و عندما بدأت ممارسة هذه الهواية ، كانت المفاجأة الكبيرة بالنسبة لي مدى التأثير و الطاقة الإجابية الذي شعرت بها عند جلوسي حول الطيور، شعرت و كأني أدخل إلى آلة وظيفتها فصل عقلي عن التفكير و رفع معنويتي و العودة إلى طبيعتي من جديد.

هناك الكثير من المشاهد التي ستشغلك في عالم الطيور عن العالم الخارجي ، هذا الطائر يغرد و ذلك يحضن البيض و آخر يطعم فراخه و الآخر يتشاجر مع عشيقته. ساعات تمضي دون الشعور بها على الإطلاق. هناك الكثير من المهام ايضا تستطيع فعلها حول الطيور: تغير طعامها و تنظيف اسفلها وتفحص فراخها و تراقب تصرفاتها و تقيم تغريدها و تنسق الوانها الخ.

لا تصدقني ؟ إذاً، دعني أفاجئك ! أُجريت دراسة علمية في جامعة إكستر البريطانية (University of Exeter ) على مئات الأشخاص الذين يعانون من الإحباط و التوتر و الضغط النفسي و استنتجت الدراسة أن مشاهدة او مراقبة الطيور من خلال النافذة تلعب بين الإشجار و الأحراش في الحديقة مفيد لصحة العقل، و أشارت الدراسة إلى أن إنخفاض التوتر و الإحباط و القلق مرتبط مع إزدياد أعدد الطيور التي استطاع الأشخاص المصابون بالاحباط رؤيتها. كما أشرات نتائج الدراسة إلى الأشخاص الذين قضوا وقتا أقل من المعتاد خارج المنزل في الأسبوع السابق كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن القلق أو الاكتئاب.

وقال الدكتور دانيال كوكس (Daniel Cox) قائد الدراسة: “تبدأ هذه الدراسة في تحليل الدور الذي تلعبه بعض المكونات الرئيسية للطبيعة في صحتنا العقلية”. و أضاف الدكتور دانيل قائلاً: “الطيور في جميع أنحاء المنزل، والطبيعة بشكل عام، ُتظهر وعدًا كبيراً في الرعاية الصحية الوقائية، مما يجعل المدن أكثر صحة، و أماكن أكثر سعادة للعيش “.

هناك رابط طبيعي يتكون تلقائيا بين المربي و طيوره و يتطور و يقوى مع مرور الزمن لدرجة إعتبار المربي الطيور جزءً من العائلة كحال مربي القطط و الكلاب. فعندما يسال احدهم عنك كمربي طيور “اين فلان” فالرد يأتي من كل مكان: عند اولاده !

لا يستطيع أحد فهم الرابط الطبيعي القوي الذي يجمع المربي مع طيوره إلا من يربي الطيور. عندما تدخل عالم تربية الطيور لا تستطيع الخروج منه لأن الطيور من غير وعيك و إدراكك ترفع من معنيواتك و تنسيك مشاكلك و تملأ فراغك و تواسيك في وحدتك و تقلل توترك. و إن توقفت ، فهذا التوقف على الأغلب سوف يكون مؤقتاً.

فوق كل هذه الفوائد النفسية و المعنوية التي حصلت عليها من تربية الطيور ، تعرفت على الكثير من الأشخاص من خلال هذه الهواية الجميلة و صنعت الكثير من الأصدقاء و العلاقات الإجتماعية و صدمت أن تربية الطيور لا تقتصر على عمر او فئة معينة فهناك المهندس و الطبيب و رجل الأعمال و المدرس و الصنايعي و العامل و البسيط و الغني و الصغير و الكبير و المسن يربي طيور الزينة!

لم يتوقف الأمر هنا بالنسبة لي، فبدأت التعلم عن تربية الطيور من مصادرها العلمية و العملية و أسست موقع للطيور لمشاركة ما أتعلمه مع العالم. كتبت و نشرت أكثر من 150 مقال علمي يخص تربية طيور التربية و الزينة إلى هذه اللحظة.

كان هدفي في الحياة أن أصبح معلماً في إحد الجامعات لكن لم يراودني الحظ. كان تأسيس الموقع Birdbud (رفيق الطيور) تحت مسمى ماذا يقول الكاتب بمثابة تحول إلى كتابة مقالات في مجالات أخرى من إختصاصي كإدارة الأعمال و الأقتصاد و المحاسبة و اللغة الإنجليزية. و بهذا حققت هدفي وهو التعليم و نشر المعرفة لكن ليس من خلال غرفة الصف بل من خلال موقع يزوره اليوم اكثر من ثلاثين الف زائر يطلب المعرفة منذ سنة على تأسيسي الموقع. الطيور كانت السبب في تأسيس الطريق لتحقيق هدف طالما سعيت من أجله.

بسبب الموقع، أصبح لي متابعين على وسائل التواصل الجتماعي تجاوزت 20 الف متابع في أقل من عام. تصلني الكثير من الرسائل و الاستفسارات و بصارحة اهملتها في الفترة الأخيرة بسبب كثرتها و ضيق الوقت.

و أصبح الموقع خط عمل جديد بحد ذاته كما ساضيف قريبا خطا جديدا إلى أعمالي يشمل أستيراد و توزيع لوازم الطيور (القفص الذهبي) بجانب عملي الأساسي و الطيور هي التي فتحت لي جميع أبواب هذه الفرص .

أصبحت مشغولا جدا لدرجة أني لا أستطيع التفكير في الإحباط ، فشئ مثل تربية الطيور قد يعتبره بعض الأشخاص تافها و مضيعة للوقت و محدود الفكر كالعصفور، يتجول إلى شيء يستطيع تحويل مجرى حياتك إلى مسار لا تتوقعه و لا تستطيع تخيله. فلا تستتفه أبسط الأمور فأبسطها أفضلها أحيانا.

الطيور لها فضل كبير على صحتي العقلية و النفسية. إن كنت تعرف شخص مصاب بالإحباط اقترح أن تشتري له زوج او زوجين من طيور الزينة و كتاب عن النوع الذي إشتريته له ولا تنسَ ان تطلعه على هذا المقال فلعل هذا يساعده على الخروج من حالة الإحباط و التوتر التي ترواده.

نصيحة: عرف اولادك عن تربية الطيور، سوف تسليهم و تشغلهم و ترفع معناويتهم و تحفظهم بعيدا عن الشارع و تعلمهم مهارات جديدة لا تقتصر فقط على تربية الطيور بل ستنمي لديهم الحس بالمسؤوليه و غيرها من السمات الايجابيه التي ستساعدهم على تجاوز عقلات الحياه.

تحذير: هذه الوصفة لها أعراض جانبية تشمل و لا تقتصر على الهوس و الإدمان و الشجار مع الزوجة و إهمال المنزل و الأطفال و خسارة المال بسبب الشراء العشوائي و اللاايرادي و حب الاقتناء و المفاخرة و سوء الإدارة و قلة العلم بضوابط التربية و الطمع في تحقيق مردود مادي من وراء الطيور. اهلا وسهلا بك في نادي مربي الطيور !

إفشاء: لست طبيب نفسي. أنا مجرد شخص يعبر عن تجربته مع الإحباط النفسي. دائما استشر طبيبك عن التعرض إلى الأزمات و الصدمات النفسية.

تابعونا على :

ماذا يقول الكاتب : علم الطيور

ماذا يقول الكاتب: علم و تعلم

صور الموضوع تعود لاصحابها الاصليين.



2013 - 2014 - 2015 - 2016



2014 2015rwjd lu hg'd,v: ;dt jjogw lk hgYpfh' , jpht/ ugn wpj; hgktsdm hgurgdm ?

 





  رد مع اقتباس
الإعجاب / الشكر
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

2014 2015قصتي مع الطيور: كيف تتخلص من الإحباط و تحافظ على صحتك النفسية و العقلية ؟


المواضيع المتشابهه للموضوع: 2014 2015قصتي مع الطيور: كيف تتخلص من الإحباط و تحافظ على صحتك النفسية و العقلية ؟
الموضوع
مشغول دوماً هذا يعني أن صحتك العقلية أفضل 2013 2014 2015
كيف تحافظ علي صحتك؟
2014 2015كيف تحافظ على صحتك العقلية و الوجدانية
كيف تحافظ على صحتك بنظام غذائى من الفواكه 2013 2014 2015
كيف تتخلص من الأزمة النفسية؟ 2013 2014 2015


الساعة الآن 09:41 PM

الاتصال بنا - دريم كافيه - الأرشيف - إحصائيات الإعلانات - الأعلى

 



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By khloool

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

P.F.S. √ 1.1 BY: ! αʟαм ! © 2010

 

RSS - XML - HTML  - sitemap - sitemap2 - sitemap3 - خريطة المواضيع - خريطة الاقسام - nasserseo1 - nasserseo2

 

|
 

 
موقعكم تردد قناة اسماء بنات 2017 رمزيات صور رسائل