الحمد لله معز أولياءه ومذل أعدائه ، والصلاة والسلام على اشرف الخلق المؤيد بالحجة والبرهان والمبعوث للإنس والجان ،وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا ..وبعد:
إن ما حصل في تونس لا ينبغي أن يمر علينا إلا وقد استنرنا به في سلسلة من الحكم والفوائد التي لا بد منها وخاصة في واقعنا الذي تتناطح فيه الأفهام والأفكار لتثبت كل نحلة ومذهب أحقيته يبرز لنا من خلال هذه الحادثة الآتي:
1-أن الطغيان العلماني الذي يفصل الدين عن لحياة لن يذيق الناس إلا البؤس والشقاء وصورة ابن علي الذي هو احد الذين مارسوا العلمانية بكل طرقها ووسائلها لخير مثال يعبر عن ما يحصل وإن كان في كل دولة ما يماثل ابن علي من قمع ومن فصل الدين عن الحياة ولكن بنسب متفاوتة بحسب أمور تختلف من دولة لدولة بحسب طرقها الإستخباراتية أو القمعية وما يسمى بالعصا والجزرة في كل دولة من دولنا ، وما الجوع والتشريد الذي تعانيه دولنا وكونها في آخر الركب في كل شيء إلا صورة من هذه الصور التي لا تحتاج لكثير من الكلام لتغطية واقع حالها .
2-اتضح من خلال ما حصل مع زين العابدين أن أولياء هؤلاء الطغاة سرعان ما يتركون أذنابهم ويضربونهم بالنعال فزين العابدين كان فعلا زين العابدين لفرنسا ولكن فرنسا استغنت عنه بل أن تستقبل حتى عائلته !!!فهل انتفع هؤلاء الأذناب من أن يتكرر ما حصل مع ابن علي معهم؟؟!!أم على قلوب أقفالها؟؟؟ وهذه صورة أولياء الكفر وتحالفهم في كل زمان ومكان ...وهو نداء للعملاء بأقسامهم أن يستقيموا عن غيهم .
3-لقد اتضح أن الثورة الشعبية والكلمة الواحدة من الشعب لهي أكبر أثرا من أفتك الأسلحة ، فالحل لا يكون بردود أفعال غير مسئولة من تفجير وتدمير وقد لا يراعى في كثير من هذه التفجيرات وأصحابها القواعد والضوابط الشرعية ولا يوجد في هذه الأفعال دراسة عميقة لفقه الواقع ، ومن هنا يأتي دور العلماء إلى وضع الأمور في نصابها من توعية الشعوب إلى أن التحاكم لشرع الله أهم من الطعام والشراب وأنه ضرورة من الضرورات لكي ينتفض الناس لإقامة توحيد الله في الحكم فلا حاكم غيره ولكن من غير إفراط ومغالاة بالدخول في متاهات التكفير والتفجير التي تجرعنا بؤسها والحمد لله أنها تنحصر اليوم بالفكر الواعي عند الشباب المؤمن ولله الحمد والمنة.
4-حالة زوال ابن علي جعلت كثيرا من الحكومات والسياسات ترجف وتخاف على نفسها أليس في هذا دليل أن حكومات هؤلاء الطغاة ساقطة بنفسها؟؟؟؟وعدم تدخل الغرب دليل ضعفهم ولولا من وضعوا علينا ليحموا البترول لهم ويحمونهم منا ما بقي لا غرب ولا شرق ولوجدنا راية الإسلام خفاقة؟؟!!
5-وفي النهاية إن ما حصل في تونس ليبشرنا بأن يكون عصر تبدل الطغاة وأن الإسلام قادم ولا شك...بقلم:مالك العبيدي-غفر الله له ولوالديه-