رأينا الكثير من التساؤلات حول وجود أدعية معينة أو رقية شرعية خاصة لطرد النمل من المنزل . والحقيقة أن هذه التساؤلات كانت لها اجابات مختلفة وروايات يتم تداولها في المنتديات بكثرة حول مخاطبة النمل وتوجيه الكلام له وتحذيره بأن يخرج من المنزل, او قول أدعية معينة او رقية خاصة . ولكن عندما بحثنا عن فتاوى لم نجد لذلك أصلاً واضحا أو حديثاً صريحا يخص طرد النمل من المنزل . ولكن لفتتنا عدة فتاوى مهمة بهذا الخصوص أحببنا نقلها لكم للاطلاع عليها .
الفتوى الأولى
السؤال
هل توجد آيات قرآنية تجنب دخول الحشرات في البيت؟ لأنه في كل يوم وفي نفس المكان يكثر عندي نمل طائر ميت، وجزاكم الله ألف خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا نعلم نصا في تخصيص آيات بطرد الحشرات، ولكنه قد ذكر بعض الفضلاء ممن يشتغل بالرقية الشرعية أنه مرة جاء شخص لبيته ثم كثرت الحشرات بالبيت بعد ذلك فتوهم أن ذلك من العين فقرأ الرقية الشرعية بالبيت فاختفت بفضل الله، ولهذا يمكنك أن تقرأ آية الكرسي والمعوذتين والفاتحة، ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري قال: انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب, فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم, فلدغ سيد ذلك الحي, فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء, فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعلهم أن يكون عندهم شيء, فأتوهم فقالوا: يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ, وسعينا له بكل شيء لا ينفعه, فهل عند أحد منكم من شيء ؟ فقال بعضهم: نعم والله إني لأرقي, ولكن استضفناكم فلم تضيفونا, فما أنا براق حتى تجعلوا لنا جعلا, فصالحوهم على قطيع من الغنم, فانطلق يتفل عليه ويقرأ: فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه، فقال بعضهم: اقتسموا, فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا, فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له ذلك فقال: وما يدريك أنها رقية؟ ثم قال: قد أصبتم, اقتسموا واضربوا لي معكم سهما.
وفي البخاري عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول: إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة، فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما وترك ما سواهما من التعويذات.
ويقول ابن القيم ـ رحمه الله: فمن التعوذات والرقى: الإكثار من قراءة المعوذتين وفاتحة الكتاب وآية الكرسي ومنها التعوذات النبوية نحو: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، ونحو: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ـ ومن جرّب هذه الدعوات والعوذ عرف مقدار منفعتها وشدة الحاجة إليها. اهـ.
وإذا كان عندك ورد يومي من تلاوة القرآن فتقرأ منه ما تيسر لك ثم تدعو بعد ذلك بما تشاء فنرجو أن يحصل لك بذلك ما تريد فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قرأ القرآن فليسأل الله به، فإنه سيجيء أقوام يقرؤون القرآن يسألون به الناس. رواه الترمذي وأحمد، وحسنه الألباني.
قرأت في أحد المنتديات أن طريقة عجيبة تستخدم لطرد النمل ، فعندما يقتحم النمل منزلك من الممكن مخاطبته : " ... ذكر لنا أحد أقربائنا أنه اطلع على عبارات تخاطب فيها النمل ليخرج من منزلك ، وذكر لنا أن نكرر هذه العبارة 3 مرات مع النفخ بصورة خفيفة على مكان خط سير النمل ، وهي : " يا نملة يا بنت النمال ، أخرجي من بيتي في الحال ، وإلا أرسلت عليك جنود سليمان " . طبعاً لم أستوعب في بداية الأمر أن يكون لهذه الكلمات تأثير ما ، ولكن أعطيت نفسي - التي تتألم لاضطرارها في بعض المرات لقتل مملكة نمل كاملة - فرصة للتجربة فهي خير برهان ، جربت مخاطبتها وكلما أمر على المكان أعيد الكلمات عليها ، فرأيت أن النمل يتضاءل قليلاً قليلاً ، وفي اليوم الثاني يختفي لا أثر لوجوده نهائيّاً ( وللأمانة قد أجد 3 أو 4 نملات فأعيد عليهم الخطاب ) . لم أنقل هذه التجربة إلا بعد قيامي بها عشرات المرات والحمد لله تعالى لم أستعمل منذ 3 سنوات أي مبيد حشري مع النمل . والله جل وعلا على ما أقول شهيد . اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علما ، واجعلنا نعمل بما نقول ؛ لكم خالص دعائي ونلتمس منكم الدعاء " !! فهل هذا الكلام صحيح ، وهل لهذه الطريقة أصل ؟
الإجابـــة
الحمد لله هذه القصة المنتشرة في مواقع الإنترنت والتي جاء ذِكرها في السؤال ، مما يُزعم أنها طريقة مجربة لإخراج النمل من البيوت : بادية عليها آثار الخرافة ! ولنا عليها تعليقات : أولاً: الحديث مع الحيوانات وفهم كلامها ليس لآحاد الناس ، بل هو آية من آيات الله تعالى وهبها الله تعالى لأنبيائه داود وسليمان ومحمد عليهم الصلاة والسلام . قال تعالى ( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ) النمل/ 16 . قال ابن كثير – رحمه الله - : وقوله ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ) ، أي : أخبر سليمان بنعَم الله عليه فيما وهبه له من الملك التام ، والتمكين العظيم ، حتى إنه سَخَّر له الإنس والجن والطير ، وكان يعرف لغة الطير والحيوان أيضاً ، وهذا شيء لم يُعطَه أحد من البشر - فيما علمناه - مما أخبر الله به ورسوله ... . ولكن الله سبحانه وتعالى كان قد أفهم سليمان عليه السلام ما يتخاطب به الطيور في الهواء ، وما تنطق به الحيوانات على اختلاف أصنافها ، ولهذا قال : ( عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ) أي : مما يحتاج إليه الملك . ( إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ) أي : الظاهر البيِّن لله علينا . " تفسير ابن كثير " ( 6 / 182 ) .
ثانياً: قولهم في مخاطبة النمل " يا نملة يا بنت النمال ، أخرجي من بيتي في الحال ، وإلا أرسلت عليك جنود سليمان " : فيه كذب واضح ! فمن أين للقائل جنود سليمان ليرسلها على النمل ؟! وإن من جنود سليمان الجن والطير كما قال تعالى ( وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ) النمل/ 17 ، وهذا من الملك الذي لا ينبغي لأحد بعد سليمان عليه السلام ، كما قال تعالى ( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لاَّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ) ص/ 35 ، فمن أين لهذا القائل هذا الملك وهذه الجنود التي اختص الله تعالى بها سليمان عليه السلام ؟! .
ثالثاً: ولا يصح قياس هذا الفعل على التحريج على الحيات ؛ فإن ذلك كان في وقت خاص وفي بقعة خاصة ، حيث أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه من الممكن أن تكون تلك الحيات من الجن الذي أسلموا في ذلك الوقت . عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( إِنَّ بِالْمَدِينَةِ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ قَدْ أَسْلَمُوا فَمَنْ رَأَى شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الْعَوَامِرِ فَلْيُؤْذِنْهُ ثَلاَثًا فَإِنْ بَدَا لَهُ بَعْدُ فَلْيَقْتُلْهُ فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ ) . رواه مسلم ( 2236 ) . ولينظر – في شرح الحديث – جواب السؤال رقم ( 40703 ) .
وبما ذكرناه يتبين للجميع أنه لا يجوز للمسلم العاقل أن يصنع مثل ما جاء في السؤال ، والنمل في البيوت يُدفع بما تيسر من الطرق دون قتله ؛ لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، فإن لم يندفع إلا بالقتل جاز قتله بالمبيدات وغيرها ، دون الحرق ، ولينظر جواب السؤال رقم ( 3005 ) .
رأينا الكثير من التساؤلات حول وجود أدعية معينة أو رقية شرعية خاصة لطرد النمل من المنزل . والحقيقة أن هذه التساؤلات كانت لها اجابات مختلفة وروايات يتم تداولها في المنتديات بكثرة حول مخاطبة النمل وتوجيه الكلام له وتحذيره بأن يخرج من المنزل, او قول أدعية معينة او رقية خاصة . ولكن عندما بحثنا عن فتاوى لم نجد لذلك أصلاً واضحا أو حديثاً صريحا يخص طرد النمل من المنزل . ولكن لفتتنا عدة فتاوى مهمة بهذا الخصوص أحببنا نقلها لكم للاطلاع عليها .
الفتوى الأولى
السؤال
هل توجد آيات قرآنية تجنب دخول الحشرات في البيت؟ لأنه في كل يوم وفي نفس المكان يكثر عندي نمل طائر ميت، وجزاكم الله ألف خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا نعلم نصا في تخصيص آيات بطرد الحشرات، ولكنه قد ذكر بعض الفضلاء ممن يشتغل بالرقية الشرعية أنه مرة جاء شخص لبيته ثم كثرت الحشرات بالبيت بعد ذلك فتوهم أن ذلك من العين فقرأ الرقية الشرعية بالبيت فاختفت بفضل الله، ولهذا يمكنك أن تقرأ آية الكرسي والمعوذتين والفاتحة، ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري قال: انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب, فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم, فلدغ سيد ذلك الحي, فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء, فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعلهم أن يكون عندهم شيء, فأتوهم فقالوا: يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ, وسعينا له بكل شيء لا ينفعه, فهل عند أحد منكم من شيء ؟ فقال بعضهم: نعم والله إني لأرقي, ولكن استضفناكم فلم تضيفونا, فما أنا براق حتى تجعلوا لنا جعلا, فصالحوهم على قطيع من الغنم, فانطلق يتفل عليه ويقرأ: فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه، فقال بعضهم: اقتسموا, فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا, فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له ذلك فقال: وما يدريك أنها رقية؟ ثم قال: قد أصبتم, اقتسموا واضربوا لي معكم سهما.
وفي البخاري عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول: إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة، فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما وترك ما سواهما من التعويذات.
ويقول ابن القيم ـ رحمه الله: فمن التعوذات والرقى: الإكثار من قراءة المعوذتين وفاتحة الكتاب وآية الكرسي ومنها التعوذات النبوية نحو: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، ونحو: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ـ ومن جرّب هذه الدعوات والعوذ عرف مقدار منفعتها وشدة الحاجة إليها. اهـ.
وإذا كان عندك ورد يومي من تلاوة القرآن فتقرأ منه ما تيسر لك ثم تدعو بعد ذلك بما تشاء فنرجو أن يحصل لك بذلك ما تريد فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قرأ القرآن فليسأل الله به، فإنه سيجيء أقوام يقرؤون القرآن يسألون به الناس. رواه الترمذي وأحمد، وحسنه الألباني.
قرأت في أحد المنتديات أن طريقة عجيبة تستخدم لطرد النمل ، فعندما يقتحم النمل منزلك من الممكن مخاطبته :
" ... ذكر لنا أحد أقربائنا أنه اطلع على عبارات تخاطب فيها النمل ليخرج من منزلك ، وذكر لنا أن نكرر هذه العبارة 3 مرات مع النفخ بصورة خفيفة على مكان خط سير النمل ، وهي :
" يا نملة يا بنت النمال ، أخرجي من بيتي في الحال ، وإلا أرسلت عليك جنود سليمان " .
طبعاً لم أستوعب في بداية الأمر أن يكون لهذه الكلمات تأثير ما ، ولكن أعطيت نفسي - التي تتألم لاضطرارها في بعض المرات لقتل مملكة نمل كاملة - فرصة للتجربة فهي خير برهان ، جربت مخاطبتها وكلما أمر على المكان أعيد الكلمات عليها ، فرأيت أن النمل يتضاءل قليلاً قليلاً ، وفي اليوم الثاني يختفي لا أثر لوجوده نهائيّاً ( وللأمانة قد أجد 3 أو 4 نملات فأعيد عليهم الخطاب ) .
لم أنقل هذه التجربة إلا بعد قيامي بها عشرات المرات والحمد لله تعالى لم أستعمل منذ 3 سنوات أي مبيد حشري مع النمل .
والله جل وعلا على ما أقول شهيد .
اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علما ، واجعلنا نعمل بما نقول
؛ لكم خالص دعائي ونلتمس منكم الدعاء " !!
فهل هذا الكلام صحيح ، وهل لهذه الطريقة أصل ؟
الإجابـــة
الحمد لله
هذه القصة المنتشرة في مواقع الإنترنت والتي جاء ذِكرها في السؤال ، مما يُزعم أنها طريقة مجربة لإخراج النمل من البيوت : بادية عليها آثار الخرافة ! ولنا عليها تعليقات :
أولاً: الحديث مع الحيوانات وفهم كلامها ليس لآحاد الناس ، بل هو آية من آيات الله تعالى وهبها الله تعالى لأنبيائه داود وسليمان ومحمد عليهم الصلاة والسلام .
قال تعالى ( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ) النمل/ 16 .
قال ابن كثير – رحمه الله - :
وقوله ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ) ، أي : أخبر سليمان بنعَم الله عليه فيما وهبه له من الملك التام ، والتمكين العظيم ، حتى إنه سَخَّر له الإنس والجن والطير ، وكان يعرف لغة الطير والحيوان أيضاً ، وهذا شيء لم يُعطَه أحد من البشر - فيما علمناه - مما أخبر الله به ورسوله ... .
ولكن الله سبحانه وتعالى كان قد أفهم سليمان عليه السلام ما يتخاطب به الطيور في الهواء ، وما تنطق به الحيوانات على اختلاف أصنافها ، ولهذا قال : ( عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ) أي : مما يحتاج إليه الملك .
( إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ) أي : الظاهر البيِّن لله علينا .
" تفسير ابن كثير " ( 6 / 182 ) .
ثانياً: قولهم في مخاطبة النمل " يا نملة يا بنت النمال ، أخرجي من بيتي في الحال ، وإلا أرسلت عليك جنود سليمان " : فيه كذب واضح ! فمن أين للقائل جنود سليمان ليرسلها على النمل ؟! وإن من جنود سليمان الجن والطير كما قال تعالى ( وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ) النمل/ 17 ، وهذا من الملك الذي لا ينبغي لأحد بعد سليمان عليه السلام ، كما قال تعالى ( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لاَّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ) ص/ 35 ، فمن أين لهذا القائل هذا الملك وهذه الجنود التي اختص الله تعالى بها سليمان عليه السلام ؟! .
ثالثاً: ولا يصح قياس هذا الفعل على التحريج على الحيات ؛ فإن ذلك كان في وقت خاص وفي بقعة خاصة ، حيث أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه من الممكن أن تكون تلك الحيات من الجن الذي أسلموا في ذلك الوقت .
عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( إِنَّ بِالْمَدِينَةِ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ قَدْ أَسْلَمُوا فَمَنْ رَأَى شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الْعَوَامِرِ فَلْيُؤْذِنْهُ ثَلاَثًا فَإِنْ بَدَا لَهُ بَعْدُ فَلْيَقْتُلْهُ فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ ) .
رواه مسلم ( 2236 ) .
ولينظر – في شرح الحديث – جواب السؤال رقم ( 40703 ) .
وبما ذكرناه يتبين للجميع أنه لا يجوز للمسلم العاقل أن يصنع مثل ما جاء في السؤال ، والنمل في البيوت يُدفع بما تيسر من الطرق دون قتله ؛ لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، فإن لم يندفع إلا بالقتل جاز قتله بالمبيدات وغيرها ، دون الحرق ، ولينظر جواب السؤال رقم ( 3005 ) .