أطلــــق بنانـــي أيهــا القابــض كالبرشــام
فإنـــي قــــد مــــللت مجــــالس الأقـــــزام
تبعتـــك عمــــرا وصـــرت اقســم بالأزلام
وتــــــلك عبادتـــي فــــي معبــــد الأصنــام
أري النــاس تعبــــد الإلــــــه رب الأنــــام
وأنـــا ذلك الضـــال فـــي متاهـــة الأوهـام
أقـــول غـــــدا التوبــــة ومفارقــــة اللئــام
فـــإذا بالغــــد يرحــل فـــي جمـلة الأيـــام
أسائــــل النفــس فـــــي حيــــرة الأيتــــام
كيـــف الخــلاص مــن طـــــوق اللجـــــام
فيجيـــب خلـــي ساخــــرا ويحــك يا غلام
أنــــت فــــي معبـــد الشيطان منــذ الفطام
لا حيــــلة لك فـــــي مغـــــادرة الأسقـــام
ولا ينفعـــك الجــدال ولا كثـــرة الخصــام
أرفــض قـــوله وأجـــادل النــفس بالكــلام
مالـــي أستكيــــن وأنــــا صاحــب المقــام
فلمــــا لا أهـــرب صــوب معابــد السـلام
وتــلك مســاجد الأمــة تتواجــد كالأعــلام
ينـادي فيهــا المنــادي بالصــلاة والوئــام
وأهجــر الهـوى لأكـون فـي زمرة الكرام
وعنــــدها أراشـــق الشيــطان بالسهــــام
فيبكـي كمـــا بكيــت يومــا مـــن الأيـــام
وأكـون ذلك التائـب مـن الذنـب والحـرام
ولسانـي يذكــر لله فــي النــور والظـلام
فضل مــــن الله علـــى تائـــب مستــدام