أبي (قصيدة) 2013 2014 2015
- - - - - - -
www.dream-cafeh.net
- - - - - - -
أبي (قصيدة)
حصريا على دريم كافيه
2013 - 2014 - 2015 - 2016
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-أبي (قصيدة) تمضي السِّنونَ على رحيلِكَ يا أبي ***وجلالُ صوتِكَ لم يزلْ في مَسمعي تمضي، وجلَّلني المَشيبُ بنورِهِ ***وبهاءُ وجهِكَ لم يزلْ يحيا معي وأنا وأنت كأننا لم نفترقْ ***وكأنَّ أسبابَ اللِّقا لم تُقْطَعِ فحديثك الشاجي يعيشُ بخاطري***وكمثلِ نقشٍ في الفؤاد مُوقَّعِ فلكم سألتُك أن تُنيرَ بصيرتي ***وتَشُدَّ أزري في الطريقِ المُزْمَعِ ولكم لجأتُ إليكَ من طولِ العَنا ***ولكم مسحتَ من المواجِعِ أدمُعي ولكم بثثْتُكَ ما أُلاقي من جَفاً***وشكوتُ بين يديْكَ طولَ توجُّعي ♦ ♦ ♦ ♦كنتُ الفتى، ما كنتُ أعلمُ أنني ***ودَّعْتُ - إذ قد غِبتَ - خيرَ موَدَّعِ؟ كم مرَّ عقدٌ مذ ْرحلتَ ولم أزلْ ***رغمَ العقودِ على الرحيلِ بِمُوْجَعِ ما كنتُ أحسَبُ مُذ فقدتُكَ أنني ***أصبحتُ وحدي في الطريقٍ المُفْزِعِ وبأنَّ قامَتَكَ المديدَةَ لم تَعُدْ ***شمساً تُنيرُ ظلامَ دربي المُفْظِعِ ما عاد نجمٌ في السماءِ يضيءُ لي ***مادام نجمُكَ يا أبي لم يَسْطَعِ كم قدْ طَلَبْتُ وقد أُطِعْتُ ولم يعُدْ ***ميسورُ أمري مذ رَحَلتَ بِطَيِّع هذا حديثك لم تزلْ أصداؤُه ***في كلِّ ما أرتادُهُ من موضِعِ ♦ ♦ ♦ ♦أنتَ الذي علَّمتني معنى السموِّ ***كما النجومِ إلى المقامِ الأرفَعِ علمتَني أنَّ الكريم جبينُهُ ***يوماً لغيرِ إلهِهِ لم يركَعِ علمتَني أنَّ الكريمَ وإن يُضَمْ ***لم يحنِ هاماً للعبادِ ويخضَعِ علمتَني أنَّ الكريمَ وإن يَجُعْ ***فالجوعُ أكرمُ من خَسيسِ المطمَعِ علَّمتَني أنَّ الكريم أخو هدىً ***ما مدَّ كفًّا للحرامِ وإنْ دُعِيْ يَسْتَفُّ تُرْبَ الأرضِ لكنْ لا يُرى ***أبداً بموضِعِ ذِلَّةٍ وتخشُّعِ ويكادُ يفتَرِشُ العراءَ ولا يُرى***يوماً على غيرِ الحلالِ بموقِعِ فشببْتُ مثلَكَ يا أبي مُتَرَفِّعاً ***طبعي السُمُوُّ وليس ذا بِتَطَبُّعِ ما كُنتُ أعرِفُ ما أبي؟ ما كنتُ أع ***رِفُ قامةَ الشيخِ الجليلِ الأروَعِ؟ حتى خَبَرْتُ الناسَ ثمَّ عَرَفْتُ كم ***من فاسِقٍ فيهم وكم من مُدَّعِ والناسُ مِثْلُ معادِنٍ، وعَرَفْتُ أنْ***لا إصْبِعٌ في الكفِّ مِثْلُ الإصْبِعِ ♦ ♦ ♦ ♦ تمضي السِّنونَ وأنتَ طَودٌ شامِخٌ ***وإلى بُلوغِ ذُراكَ لم أتطلَّعِ طلعتْ نجومٌ في سمائي جمَّةٌ***لكنْ كَنجْمِكَ في السَّما لم يَطْلعِ كم ألفِ ظلٍّ في حياتي مرَّ بي ***وبمثلِ ظِلِّكَ يا أبي لم أهْجَعِ وتَبِعْتُ طُرْقاً للرشادِ كثيرةً ***لكن كدرْبِكِ يا أبي لم أتبَعِ ♦ ♦ ♦ ♦كم حاولوا أن يُشْبِعوني رحمةً ***لكنها لم تُرْوِني أو تُشْبِعِ مرَّت عُقودٌ ثم أرثي والدي! ***أوَليس هذا في الرِّثا لم يُسْمَعِ؟ لكنَّ طيفاً منكَ جاءَ يَزُورُني ***فرجعتُ للحِضْنِ الخصيبِ المُمْرِعِ .♦ ♦ ♦ ♦♦ ♦ ♦ ♦♦ ♦ ♦ ♦[1] في مرضي الأخير بانفصال شبكية العين رأيتُ والدي في الحلم. فكانت هذه القصيدة. وقد توفي والدي - رحمه الله - عام 1964م.***************رابط الموضوع: http://www.alukah.net/literature_***...NY************
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
أبي (قصيدة)
تمضي السِّنونَ على رحيلِكَ يا أبي ***وجلالُ صوتِكَ لم يزلْ في مَسمعي
تمضي، وجلَّلني المَشيبُ بنورِهِ ***وبهاءُ وجهِكَ لم يزلْ يحيا معي
وأنا وأنت كأننا لم نفترقْ ***وكأنَّ أسبابَ اللِّقا لم تُقْطَعِ
فحديثك الشاجي يعيشُ بخاطري***وكمثلِ نقشٍ في الفؤاد مُوقَّعِ
فلكم سألتُك أن تُنيرَ بصيرتي ***وتَشُدَّ أزري في الطريقِ المُزْمَعِ
ولكم لجأتُ إليكَ من طولِ العَنا ***ولكم مسحتَ من المواجِعِ أدمُعي
ولكم بثثْتُكَ ما أُلاقي من جَفاً***وشكوتُ بين يديْكَ طولَ توجُّعي
♦ ♦ ♦ ♦
كنتُ الفتى، ما كنتُ أعلمُ أنني ***ودَّعْتُ - إذ قد غِبتَ - خيرَ موَدَّعِ؟
كم مرَّ عقدٌ مذ ْرحلتَ ولم أزلْ ***رغمَ العقودِ على الرحيلِ بِمُوْجَعِ
ما كنتُ أحسَبُ مُذ فقدتُكَ أنني ***أصبحتُ وحدي في الطريقٍ المُفْزِعِ
وبأنَّ قامَتَكَ المديدَةَ لم تَعُدْ ***شمساً تُنيرُ ظلامَ دربي المُفْظِعِ
ما عاد نجمٌ في السماءِ يضيءُ لي ***مادام نجمُكَ يا أبي لم يَسْطَعِ
كم قدْ طَلَبْتُ وقد أُطِعْتُ ولم يعُدْ ***ميسورُ أمري مذ رَحَلتَ بِطَيِّع
هذا حديثك لم تزلْ أصداؤُه ***في كلِّ ما أرتادُهُ من موضِعِ
♦ ♦ ♦ ♦
أنتَ الذي علَّمتني معنى السموِّ ***كما النجومِ إلى المقامِ الأرفَعِ
علمتَني أنَّ الكريم جبينُهُ ***يوماً لغيرِ إلهِهِ لم يركَعِ
علمتَني أنَّ الكريمَ وإن يُضَمْ ***لم يحنِ هاماً للعبادِ ويخضَعِ
علمتَني أنَّ الكريمَ وإن يَجُعْ ***فالجوعُ أكرمُ من خَسيسِ المطمَعِ
علَّمتَني أنَّ الكريم أخو هدىً ***ما مدَّ كفًّا للحرامِ وإنْ دُعِيْ
يَسْتَفُّ تُرْبَ الأرضِ لكنْ لا يُرى ***أبداً بموضِعِ ذِلَّةٍ وتخشُّعِ
ويكادُ يفتَرِشُ العراءَ ولا يُرى***يوماً على غيرِ الحلالِ بموقِعِ
فشببْتُ مثلَكَ يا أبي مُتَرَفِّعاً ***طبعي السُمُوُّ وليس ذا بِتَطَبُّعِ
ما كُنتُ أعرِفُ ما أبي؟ ما كنتُ أع ***رِفُ قامةَ الشيخِ الجليلِ الأروَعِ؟
حتى خَبَرْتُ الناسَ ثمَّ عَرَفْتُ كم ***من فاسِقٍ فيهم وكم من مُدَّعِ
والناسُ مِثْلُ معادِنٍ، وعَرَفْتُ أنْ***لا إصْبِعٌ في الكفِّ مِثْلُ الإصْبِعِ
♦ ♦ ♦ ♦
تمضي السِّنونَ وأنتَ طَودٌ شامِخٌ ***وإلى بُلوغِ ذُراكَ لم أتطلَّعِ
طلعتْ نجومٌ في سمائي جمَّةٌ***لكنْ كَنجْمِكَ في السَّما لم يَطْلعِ
كم ألفِ ظلٍّ في حياتي مرَّ بي ***وبمثلِ ظِلِّكَ يا أبي لم أهْجَعِ
وتَبِعْتُ طُرْقاً للرشادِ كثيرةً ***لكن كدرْبِكِ يا أبي لم أتبَعِ
♦ ♦ ♦ ♦
كم حاولوا أن يُشْبِعوني رحمةً ***لكنها لم تُرْوِني أو تُشْبِعِ
مرَّت عُقودٌ ثم أرثي والدي! ***أوَليس هذا في الرِّثا لم يُسْمَعِ؟
لكنَّ طيفاً منكَ جاءَ يَزُورُني ***فرجعتُ للحِضْنِ الخصيبِ المُمْرِعِ .
♦ ♦ ♦ ♦♦ ♦ ♦ ♦♦ ♦ ♦ ♦
[1] في مرضي الأخير بانفصال شبكية العين رأيتُ والدي في الحلم. فكانت هذه القصيدة. وقد توفي والدي - رحمه الله - عام 1964م.
***************
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/literature_***...#ixzz4nAaVFaNY
************
2013 - 2014 - 2015 - 2016
Hfd (rwd]m) 2013 2014 2015
|