(( أقوال وأحوال ))
د. عبدالحكيم الأنيس
هذه جملةٌ من الأقوال الرائعة، والتعليقات الصادعة، وأسأل الله أنْ يكتبَ لها القبول والنفع:
1- قال إبراهيم بن أدهم -ونُسِبَ القول إلى أحمد بن مسروق الطوسي أيضًا-:
(كثرة النظر إلى الباطل تُذهِبُ بمعرفة الحقِّ من القلب).
فما حالُ طولِ اﻹقامة في الغرب؟
♦ ♦ ♦
2- كان إبراهيم بن عيسى صاحب معروف الكرخي إذا فرغَ مِنْ صلاته وقتَ السَّحر يدعو لليهود، والنصارى، والمجوس، يقول:
(اللهمَّ اهدِهم، وسلِّمْ تجاراتهم).
ما أجملَ هذه الرحمة، وإرادة الخير للناس!
وفي المهاجرين الداخلين خلسةً إلى الغرب مَنْ يسرق الغربيين وﻻ يبالي!!
♦ ♦ ♦
3- وقال إبراهيم الخوّاص :
(ليس العلم كثرة الرواية، إنما العلم لـِمَنْ اتبع العلم، واستعمله، واقتدى بالسُّنن، وإنْ كان قليلَ العلم).
قلتُ: ومِنْ استعمالِ العلم تبليغُهُ، فأين نحن مِنْ هذا؟
♦ ♦ ♦
4- وقال إبراهيم بن داود القصّار :
(أضعفُ الخلق مَنْ ضعف عن ردِّ شهواته.
وأقوى الخلق مَنْ قويّ على ردِّها).
وعلى هذا فالغربُ مِنْ أضعف الخلق، ولعلهم لم يقووا علينا إلا ﻷننا أضعفُ عن ردِّ شهواتنا منهم.
♦ ♦ ♦
5- وقال أحمد بن عاصم اﻷنطاكي :
(أنفعُ العقل ما عرَّفك نِعَمَ الله عليك، وأعانك على شكرها، وقام بخلاف الهوى).
اللهم ارزقنا وارزق الناسَ عقلا نافعًا.
♦ ♦ ♦
6- وقال أحمد بن خضرويه البلخي :
(في الحرّيةِ تمامُ العبودية.
وفي تحقيقِ العبودية تمامُ الحرّية).
قولوا للغربيين أنْ يصححوا مفهوم الحرية عندهم.
♦ ♦ ♦
7- وقال أبو سعيد الخراز :
(الاشتغالُ بوقتٍ ماضٍ تضييعُ وقتٍ ثانٍ).
قولوا لمن يعيشُ في الماضي أنْ يخرجَ إلى الحياة.
♦ ♦ ♦
8- وقال أحمد بن مسروق الطوسي البغدادي :
(مَنْ راقبَ الله في خطراتِ نفسهِ عصمَهُ في حركاتِ جوارحهِ).
ما أحوجنا إلى هذا في المجتمعات المنفلتة!
♦ ♦ ♦
9- سُئل أحمد بن الجلاء : على أي شيءٍ نصحبُ الخلق؟ فقال:
(إنْ لم تبرَّهم فلا تُؤذِهم.
وإنْ لم تسرَّهم فلا تسؤْهم).
ما أجملَ هذا الجواب!
وفي الغرب تجدُ هذا.
وما أحوجنا نحنُ إلى هذه اﻷخلاق!
♦ ♦ ♦
10- وقال أحمد بن عطاء :
(العِلْم اﻷكبر: الهيبةُ والحياءُ، فمَنْ عرِيَ عنهما عرِيَ عن الخيرات).
أيْ: هيبة الله، والحياء منه.
وقد عرِي الغربُ عن ذلك
والله يُسَلِّمُ الشرقُ.