سلسلة دروس
مخالفات النساء في الجنائز ومجالس العزاء
الحمد لله ولا إله إلا الله، اللهم إياك نعبد، وإياك نستعين، اللهم صلِّ وسلم على أشرف خلقك سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه..
أما بعد:
فإن أكثر النساء المسلمات اليوم يجهلن الكثير عن حقائق وقضايا في غاية الأهمية، وغفلن عن التعرف عليها والنظر في أبعادها وصورها وعواقبها، ناهيك عن حمل همها والعمل على معالجتها.
وتلك الأهمية تكمن في أن تلك القضايا تؤثر على فكر المرأة وسلوكها, وبالتالي يتحدد بها مصيرها .
أخواتي الفُضْلَيَات
إن من الأمور التي تدعو الحاجة إلى الوقوف عليها ومعرفتها .. حيث تكثُر المخالفات التي تقع فيها بعض النساء في مجالس العزاء من النياحة , والثرثرة , والقيل والقال , وضرب الخدود ,
وشق الجيوب , ونشر التراب فوق الرؤوس ,
ومخالفات الإحداد , وزيارة القبور
والنعي المحرم , ونشر الشعر
وغير ذلك كثير .
وهو ما حذر منه رسولنا الكريم في كثير من الأحاديث
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الخُدُودَ، وَشَقَّ الجُيُوبَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ .
أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين
أختاه :
الله سبحانه وتعالى وضع لنا الطريق وذكر لنا الغاية
وجزاء الاتباع , وعاقبة الابتداع , قال تعالى :
{ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى_ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى_ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا_ قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى }
سورة طه
أختي المسلمة :
من هذا المنطلق كان هدف سلسلة دروسي لكِ اليوم وهو :
التحذير من تلك البدع الشائعة في بعض البلدان , لدى الكثير من العوام , بل وبعض المتعلمات , مع كونها عادات جاهلية حرمها الإسلام .

أختي الحبيبة
بناءًا على ما أوجبه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم
من التعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق والصبر والأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر , ومحبة الخير للغير , وكراهية الشر لكل مسلم ومسلمة
استعنت بالله عز وجل لطرح دروسي اليومية
أختي الحبيبة
خطابي إليكِ ذو شجون
فأنتِ الخصم والحكم وأملي بالله , ثم بحسن ظني بكِ
أن تلتمسي أي المخالفات وقعتي فيها فتتجنبيها وتُقلعي عنها ,
وأن تنظري بارك الله فيكِ إلى غيركِ من المسلمات
إن كانت واقعة في شئ منها , أن تحذريها وتنكري ذلك عليها ,
فكوني أختي الفاضلة ممن يتعاونون على البر والتقوى
ويسعون للإصلاح ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )