سجل الشاعر اللبناني طوني أبوكرم أغنيتين للمطربة اللبنانية صباح قبل وفاتها، وبطلب منها تم تأجيل بثهما إلى ما بعد رحيلها.
ولم يكن هذا التعاون الأول للشاعر اللبناني مع الشحرورة، إذ سبق وتعاون معها في أغنية بعنوان "غاروا"، ثم تعاونا من
جديد من خلال أغنيتين من كلماته وألحان إحسان المنذر.
والأغنيتان تحملان عنوان "ممنوع" و"يومين"، وقال الشاعر اللبناني: "كانت حينها بصحة جيدة تسمح لها بالتسجيل، وهي تمنت علي، وشددت على أن يتم بثهما بعد مماتها وليس قبله فكان لها ما ارادت".
وغيب الموت الفنانة اللبنانية الاربعاء عن عمر ناهز 87 عاما قضت أكثر من 70 عاما منها في الفن متنقلة بين لبنان ومصر.
وقال كرم إنهما فصلتا على مقاس صباح، وحين زارها في الفندق حيث كانت تقيم قالت له حرفيا "ما عبالي أنشر هاتين الأغنيتين، لأنني لن أقيم الحفلات، ولن أغني بعد الآن، لذلك أرجو منك أن يتم بثهما بعد وفاتي".
وافاد الشاعر انه ربما شعرت
الشحرورة أنه أفضل لها أن يتم بثها عبر الإذاعات والتلفزيونات بعد مماتها.
وفي احدى مقاطع أغنية "يومين" تقول: "وحياتك عمري بندرلك، لو عمري كلو بنطرلك، ولو كان آخر لحظة بعمري بشوفك وبعدا بسلم عمري، هاللحظة بتسوى عمرين".
وتابع طوني "كانت أثناء تسجيل الأغنية تنادينا لتسألنا "بليز خبروني كيف بدي غني المقطع"، فكنت أفاجأ من شدة تواضعها وهي الأسطورة التي تعلم كل الفنانين أصول الفن، والتي تملك في أرشيفها 4000 أغنية".
وأوضح أن تكاليف تسجيل وتوزيع الأغنيتين تولاها هو والملحن إحسان المنذر، إذ "من غير الممكن أن يطلبا من
الشحرورة دفع التكاليف، فهذا أمر معيب، خصوصا أنها كانت تعاني من مشاكل، منها صحية.
وقال كرم إن هناك أكثر من شركة إنتاج تتمنى بث الأغنيتين، واضاف "بالنهاية قيمة الأغنيتين "مثل الذهب المخبأ".
وأوضح أن
الشحرورة كانت تعشق وتحب الحياة حتى في أيامها الأخيرة، وهي "علمتنا كيف نحب الحياة".
وتحمل الفنانة صباح الجنسيات المصرية والأردنية والأميركية إلى جانب جنسيتها اللبنانية.
وتعتبر الفنانة اللبنانية الشهيرة بـ"الشحرورة" واحدة من ابرز وجوه الفن والسينما في العالم العربي.
وأثرت الفنانة الراحلة السينما المصرية بأفلامها الخالدة، كما تميزت بصوتها الجميل.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الحزينة على موت
الشحرورة ونشر الصور التي تظهر فيها شابة مفعمة بالحياة.
وكشف رئيس البلدية التي ولدت ودفنت فيها صباح عن وجود نوايا من موسوعة غينيس لادراج "الشحرورة" ضمن سجلاتها.
وقال إلياس الحويك ان إدارة الموسوعة اتصلت بعائلة الفنانة الراحلة، وذلك بهدف إدراج اسمها كأكثر فنانة أعطت للفن حول العالم من خلال امتلاكها لأكثر من الـ4000 أغنية و85 فيلما و27 مسرحية وعشرات آلاف المقابلات التلفزيونية والإذاعية.
أما آخر أعمالها فكانت أغنية "يانا يانا"، والتي سبق لها تقديمها بالسابق، إلا أنها عادت وقدمتها بتوزيع موسيقي
جديد شاركتها فيه الغناء رولا سعد.
وفي العام 2011، كرمها الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان بتقليدها وسام الارز الوطني برتبة ضابط ضمن مهرجانات بيت الدين 2011.
وسبق ذلك في العام نفسه، عرض مسلسل عنوانه
الشحرورة عن سيرة حياتها اثار جدلا حول دقة سرده لمحطات معينة، وجسدت فيه اللبنانية كارول سماحة دورها.
واعلن إلياس الحويك عن عزم بلدية "بدادون" تأسيس متحف باسم صباح، وتوجه لكافة وسائل الإعلام بطلب المساعدة في تحقيق هذا المشروع.
وألقى الإعلامي اللبناني جمال فياض شيئا من الضوء على جانب خفي من حياة "الشحرورة" لم يكن معروفا لدى الكثير من جمهورها وعشاق فنها، وذلك في برنامج "بيروت اليوم" التلفزيوني.
وقال فياض أن صباح "كانت تخجل أن تتقاضى أجرها إذا لم يدفعه لها أصحاب الحفل"، مستشهدا بواقعة حصلت أمامه في مدينة كان الفرنسية.