'أرضيت ضميري ووطنيتي'
أعلن أنصار تنظيم الدولة الاسلامية إهدار دم المطرب المصري الشعبي
شعبان عبدالرحيم بسبب أغنية "أمير المجرمين" التي يهاجم فيها التنظيم وزعيمه أبوبكر البغدادي.
وكان الفنان المصري المعروف باسم "شعبولا" قد أطلق في وقت سابق أغنتيه الشهيرة تحت عنوان "أمير المجرمين"، هاجم فيها الدولة الاسلامية وأميرها أبوبكر البغدادي، وكانت كلماتها "أبوبكر يا بغدادي يا أمير المجرمين، شكلك غشيم وفاضي ومعاك حبة مجانين".
ونشر التنظيم الأغنية عبر مواقعه مصحوبة بعبارات تهديد ووعيد للفنان بالقتل.
وشنّت صفحات ومواقع منسوبة لتنظيم الدولة الاسلامية هجوماً على المطرب المصري.
وينشط عناصر ومؤيدو "الدولة الاسلامية" على موقعي "تويتر" و"يوتيوب" خصوصا ويوزعون الصور وأشرطة الفيديو والتعليقات والرسائل، ويقول خبراء ان هذا النشاط يلعب دورا اساسيا منذ سنوات في جذب المجندين المحتملين للانضمام الى التنظيم.
ويقول استاذ العلوم السياسية في جامعة نورث ايسترن الاميركية ماكس ابرامز "الارهاب هو تحديدا استراتيجية تواصل"، مضيفا "ان استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ليس امرا مفاجئا، لأننا في العام 2014، والجميع يستخدم تويتر".
إلا انه يرى ان براعة "الدولة الاسلامية" في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي تجاوزت تنظيم القاعدة.
وغالبا ما تعمل ادارات مواقع التواصل على الانترنت على اقفال حساباتهم، لكنهم يفتحون غيرها تحت اسماء جديدة، وكلها مستعارة في الغالب.
وقال "أبوالعز" عضو التنظيم الملقب على موقع فيسبوك بـ"قول الصوارم": "لا نجوتم إن نجا ذلك الزنديق يستهزئ بأمير المؤمنين ودولة الخلافة".
ووجهت أحدى حسابات التنظيم على تويتر باسم صليل الصوارم: رسالة قالت فيها "يا أنصار الدولة، هناك مطرب مصري اسمه
شعبان عبدالرحيم يسبّ خليفتنا في أغنية ويصفه فيها بأمير المجرمين من يأتينا برأسه يا أنصار الدولة؟".
وذكرت حسابات اخرى لأعضاء التنظيم المتطرف أن التحالف الدولي استعان بـشعبان عبدالرحيم لتشويه صورة التنظيم وأميره، مطالبين بوضعه ضمن القائمة السوداء للشخصيات المسيئة للتنظيم والأمير.
ونشر أحد انصار التنظيم المسلح والمعروف بذبح الرؤوس عنوان الفنان
شعبان عبدالرحيم في أحد أحياء الجيزة، وأكد أن معلوماته مؤكدة.
واعتبر انه يشوه أمير الدولة الاسلامية بأغنية شعبية، ليصبح مادة للسخرية.
وجاءت الردود غاضبة تطالب جبهة النصرة الإعلامية التي تقود اللجان الإعلامية للتنظيم على شبكات التواصل الاجتماعي بإطلاق حملة إلغاء الفيديو على "يوتيوب".
من جانبه قال الفنان "شعبان عبدالرحيم" إنه ليس قلقاً من تهديدات تنظيم "داعش" بقتله وإهدار دمه، وأضاف "شعبان"، في مقابلة مع فضائية "صدى البلد": "مش قلقان لأني في بلدي، أنا فدا بلدي، إن شاالله أموت مرتين تلاتة فدا بلدي".
وقال عبدالرحيم إنه فوجئ الثلاثاء باتصال هاتفي من خارج مصر يتحدث صاحبه بلهجة شامية وسأله لماذا قام بإذاعة تلك الأغنية التي تتضمن هجوما على داعش محذرا من اغتياله من جانب عناصر التنظيم عقابا له على نقده الدولة الاسلامية والسخرية من أمير التنظيم.
وأضاف
شعبان قائلا: "لا اخشى أحدا إلا الله ولا أخاف من تهديدات داعش وغيرها وقدمت ما يرضي ضميري ووطنيتي فما يفعله أعضاء داعش ضد الإسلام ويشوه صورة المسلمين وواجهتهم بالكلمة والأغنية الشعبية أما هم فيواجهون خصومهم بالدم وقطع الرؤوس والتهديد بالقتل".
وحل
شعبان ضيفاً مع الإعلامي أحمد موسى في برنامجه "على مسئوليتي" الذي يذاع عبر شاشة قناة "صدى البلد" والذي أرسل من خلاله طلب لوزير الداخلية قائلاً: "عاوز حراسة تحميني حتى لو عسكري، علشان مكلفش الحكومة.
وطلب المطرب الشعبي
شعبان عبدالرحيم من وزير الداخلية المصري تعيين حراسة خاصة له بعد أن تم إهدار دمه من التنظيم الإرهابي بعد أغنيته الأخيرة .
واعتبر أستاذ الإعلام السياسي بجامعة القاهرة صفوت العالم ان الأغاني تلعب دورا في شحذ الهمم لمكافحة التطرف، لكنها ليست كافية بمفردها.
وقال العالم إن "التطرف لا يمكن محاربته بالأغنية فقط، لكن يجب توفير بيئة تهيئ الأفراد للشعور بالحس الوطني، وبعد ذلك فالأغنية يمكنها أن تخلق درجة من الإيمان وتوعية الناس بالقضية".
كما أشار العالم إلى أن "صورة المغني ونوعية الكلمات التي ستقال لها دور في تأثير الأغنية" على المستمعين، لكنه شدد على أن "الأغنية عامل مكمل وليس أساسيا" في مكافحة التطرف.
وقرر الاتحاد الاوروبي طلب مساعدة عمالقة شبكة الانترنت لمساعدته في محاربة الجهاديين لمنعهم من تجنيد الاخرين ووقف بث الاشرطة الدعائية.
وقال مسؤولون اوروبيون ان اشرطة الفيديو المصورة اثناء قطع رؤوس الرهائن تشكل ادوات للدعاية كما انها تستخدم لممارسة الضغوط على القادة الغربيين الذين تعهدوا بمحاربة الجهاديين.